الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر

الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر
الجريدة الجمعة 16 أكتوبر 2015 العدد 1548 الصفحة 4
الجريدة الجمعة 16 أكتوبر 2015 العدد 1548 الصفحة 4

 

تُوثق قناة الجزيرة القطرية عبر ( برنامج شاهد على العصر) الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور للإمام الصادق المهدي، ولازالت الحلقات متواصلة وشيقة ولتسيير المتابعة رأت (الجريدة) نشر الحلقات ..وافق مكتب الإمام مشكوراً على ذلك وأرسل الحلقات محررة وهي جديرة بالإهتمام لمافيها من معلومات ثرة تتوفر لأول مرة.

أحمد منصور: ولد الصادق المهدي في العباسية بأم درمان في السودان في الخامس والعشرين من ديسمبر عام ۱۹۳٥م، والده هو الصديق المهدي مؤسس حزب الأمة وإمام الأنصار خلفاً لجده عبد الرحمن المهدي، التحق الصادق المهدي بداية في جامعة الخرطوم لدراسة الهندسة الزراعية لكنه تركها وانتقل لدراسة الاقتصاد والسياسة والفلسفة في جامعة أوكسفرد في بريطانيا، التي تخرج منها عام ۱۹٥۹م (الإمام تخرج في ۱۹٥۷ – المكتب الخاص للإمام)، انغمس بعد عودته للسودان في العمل السياسي، وكان من أبرز المناهضين لنظام عبود العسكري حيث تولى رئاسة الجبهة الوطنية الموحدة المعارضة (الجبهة القومية المتحدة- المكتب) للنظام العسكري حتى سقوطه في العام ۱۹٦٤م، شارك في صياغة ميثاق ثورة أكتوبر عام ۱۹٦٤م، كما اختير في نوفمبر من نفس العام رئيسا لحزب الأمة. انتخب رئيساً لوزراء السودان للمرة الأولى في شهر يوليو عام ۱۹٦٦م وبقي في منصبه حتى منتصف مايو عام ۱۹٦۷م. ترأس الجبهة الوطنية المعارضة لنظام جعفر نميري بين عامي ۱۹۷۲م و ۱۹۷۷م. شارك في ثورة أبريل عام ۱۹۸٥م التي أطاحت بنظام نميري العسكري. انتخب مرة أخرى رئيساً لوزراء السودان في السادس من مايو عام ۱۹۸٦م، وبقي في منصبه حتى أطاح به الانقلاب الذي قاده عمر البشير في الثلاثين من يونيو عام ۱۹۸۹م، يتولى الصادق المهدي إمامة الأنصار علاوة على رئاسته لحزب الأمة. ولم يتوقف نشاطه السياسي بعد الإطاحة به. وقد أدى نشاطه السياسي لاعتقاله عدة مرات. نتابع في هذه الحلقة والحلقات القادمة شهادته على عصر السودان الحديث..

الإمام الصادق المهدي في حواره مع أحمد منصور:

الحلقة العاشرة الجزء الأول

الإمام قُتل والنميري قال كلاماً مضللاً أنه حصلت مراشقات مسلحة وهو قتل أثناء المواجهة المسلحة

بعد يوم من الإقامة الجبرية زارني السيدان سامي شرف ومحمد حسنين هيكل

الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر

الجمعة 16 أكتوبر 2015

أحمد منصور: نواصل الاستماعَ إلى شهادة الإمام الصادق المهدي، إمام الأنصار، وزعيم حزب الأمة، ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، فضيلة الإمام مرحباً بك. بعد قيام نميري بانقلابه في الخامس والعشرين من مايو في العام ۱۹٦۹م انحاز عمك الإمام الهادي المهدي إمام الأنصار إلى جزيرة أبا وقرر المواجهة المسلحة ضد الانقلاب، قُبض عليك أنت بعد خيانة من قبل ضباط نميري استدرجوك إلى الخرطوم، ثم قبض عليك وأودعت في أكثر من سجن ثم أرسلت إلى عمك حتى لا يقوم بالمواجهة لعدم الكفاءة بينه وبين الجيش، لكن عمك كان بين نارين، بعض الذين معه أرادوا أن يقوموا بالمواجهة، النميري
تجنب الذهاب إلى الجزيرة حتى لا تقع مواجهة، عمك قال وكفى لله المؤمنين شر القتال، لكن من حوله أخذوا يحفزوه على المواجهة مع نميري..

الإمام: الإمام وهو في الجزيرة، كانت قد وصلته استشارات.

منصور: ممن؟

الإمام: خطاب من بعض أقربائنا: السيد فاروق البرير يقول فيه إنه لو حصلت أية مواجهة في الجزيرة أبا فسيحدث في السودان إضراب عام، ثانياً أحد أقربائنا آخر ضابط في القوات المسلحة: السيد مأمون أحمد شرفي كتب له أيضاً أنه إذا حصلت أية مواجهة الجيش سوف ينحاز لنا. المهم هذه الجوابات على القرار، التوصية من بعض ممن كانوا في مجلس
الإمام رجحت فكرة أن يُقابَل نميري بمظاهرة وهو في الكوة. وفعلاً أُرسل عدد من الناس كبير لمقابلة نميري في الكوة و..

منصور: بمظاهرة سلمية وليست عسكرية.

الإمام: مافي عسكرية، لغاية هذا الآن نحن لم يحمل أحد السلاح ضد النظام. لكن النظام في رأيي كان يرى أن هناك استعدادات لهذا، ولكن لم يكن حتى تلك اللحظة هناك قوى مسلحة قادرة على أن تقوم بمقاومة مسلحة. المهم، النميري لما قوبل بهذه الروح العدائية السياسية ما فيها، وفيها شعارات ضد النظام قطع رحلته وذهب للخرطوم. هناك قرر اعتقال الإمام..

منصور: لكن إلى هذه اللحظة لم يكن نميري يعتبر بينه وبين الإمام عداوة تستدعي القبض عليه، أم كان وجود الإمام في منعة بين قومه هو الذي منعه؟

الإمام: نعم، يعني هو في ذلك الوقت للأسف، الشيوعيون قد صار عندهم نوع من التفاخر بما حدث لأن النظام منحاز إليهم ومنحاز إلى الاتحاد السوفيتي وصاروا يتحدثون عن العنف الثوري، المهم..

منصور: العنف الثوري يعني تصفية الخصوم..

الإمام: أيوة. أُرسل للإمام في الجزيرة أبا قوة مسلحة بالدبابات والمصفحات لاعتقاله.

منصور: في حدود ستمائة ضابط وجندي.

الإمام: نعم، هؤلاء دخلوا الجزيرة أبا آمنين، ولكن الجزيرة أبا كانت فيها حشود شعبية كبيرة، ولذلك أحاطت بهذه القوة.

منصور: بلغ النميري أنها أبيدت..

الإمام: لا ما اعتقد أنه (بلغه) أنها أبيدت، لأن المعلومات ..

منصور: هذه في مذكراته هو..

الإمام: أيوة، المهم، لا هم أحاطوا بها وما كانت هناك إمكانية لإبادتها ما كان عندنا سلاح عشان يبيدها..

منصور: ما قتل أحد.

الإمام: أيوة ولا حد، المهم مافي إبادة ولا كلام زي دة ولا حتى مواجهة عسكرية، لكن أحاطوا بهم. الضابط فكر في خدعة، قال نحن جئنا للتفاوض مع الإمام ونحن نمثل الضباط الأحرار، يعني زي كأنه هو مميز من نميري. نحن نمثل الضباط الأحرار وعايزين نتحاور مع الإمام. خير، مشوا استأذنوا الإمام، الإمام قال فليأت لنا هذا الضابط، وعقد مع الإمام اتفاقاً..

منصور: ما هو؟

الإمام: اتفاق على أنه يعني استئناف الدستور والديمقراطية وإطلاق سراحي.

منصور: الضابط كان يفوت الأمور حتى يكون بمأمن.

الإمام: أيوة، وإطلاق سراحي أنا والمعتقلين الآخرين، كانت مطالب حددها الإمام، وكتبها الضابط ووقع عليها، هذا الضابط كان ما يريده أن يخرج من الجزيرة آمناً ليعود يعني بصورة مستعدة،

منصور: ليست فيها خسائر..

الإمام: لا يستطيع نميري أو غيره يقول الناس أبادوها ولا قتلوها ولا حتى كان هناك إمكانية لذلك. ولكن هم عندئذٍ قرروا ضرورة إخضاع الجزيرة أبا بالقوة، وهذا الذي كان، سلطوا على الجزيرة أبا نيران ومدفعية وطائرات مصرية، ونشطوا ميثاق طرابلس والذين قتلوا..

منصور: اعتبروا كل من في الجزيرة أبا متمرد.

الإمام: نعم، قتلوا ما لا يقل عن ۳ ألف شخص ودفنوهم بالكراكات وبعضهم نصف أحياء. قامت مظاهرة في الخرطوم، في أم درمان قوام هذه المظاهرة أفراد محدودين جداً، للأسف برضو أرسلوا لهم قوة هائلة جداً دمرتهم واعتقلت من اعتقلت..

منصور: يعني نميري في مارس ۱۹۷۰م ارتكب مجزرة رهيبة في حق الشعب السوداني.

الإمام: نعم ومن ضمن الأشياء التي اعتقد أنها مسئولية نميري التاريخية غير مسألة الحدث فتح الباب الدموي في حكم السودان، قبل ذلك ما كان في أصلاً، في النظم الديمقراطية أصلاً ما كان في أي..

منصور: النميري يعتبر نفسه في حواره مع فؤاد مطر لم يقتل إلا بضع أفراد في الجزيرة أبا، يعني الآن أنت تقول رقما خرافياً..

الإمام: لا ما هو طبعاً كل هؤلاء كذابون، ثلاثة آلاف، وقبورهم موجودة في الجزيرة أبا القبور التي دفنوا فيها في الجزيرة أبا موجودة في الجزيرة أبا.

منصور: يعني هذه مجزرة.

الإمام: مجزرة وكذلك في أم درمان كانت مجزرة، مجزرة بدون، مافي أي تكافؤ في القوات.. المهم بعد هذه.

منصور: الإمام هرب من الجزيرة أبا..

الإمام: لا أقولك حصل الآتي، اجتمع مستشارو الإمام معه وقرروا حقناً للدماء يهاجر الإمام، وجاب واحد من كبار الأنصار اسمه خالد محمد ابراهيم وقال له ترفع الراية البيضاء وتسلموا الجزيرة أبا، أما أنا فساهاجر شرقا الى اثيوبيا، وذهب هو ومعه تاني تسعة إلى هذه الهجرة التي فيها تفاصيل كثيرة لكن أهم ما فيها أنهم عندما وصلوا إلى قرب الحدود السودانية الأثيوبية الجنوبية الشرقية كانوا قد انقسموا ناس مع الإمام، وناس آخرين، كانوا على دفعتين، هنا حصلت ملابسات لكن أهم ما فيها أن عسكري ضرب الامام، لأنه وقعت مشادة ما بين ابن الامام الذي كان معه واسمه الفاضل وظن هذا العسكري أن الامام عايز يخرج مسدس، المهم في هذه الأثناء هذا العسكري ضرب الإمام في فخذه.

منصور: لكن لم يكن يعلم أن هذا هو الامام الهادي المهدي؟

الإمام: ما كان يعلم أن هذا هو الإمام، المهم قيادة الشرطة في ذلك الموقع أرسلوا لنميري في الخرطوم وكانت التعليمات اقتلوهم جميعاً، وادعوا أن هؤلاء قتلوا في تبادل النيران بين الطرفين.

منصور: لكن إلى هذا الوقت كانوا عرفوا انه دة الإمام الهادي؟

الإمام: لا عرفوا أنه الإمام وكانوا بيحاولوا يفكروا أنهم يسعفوه، لكن كان واضح ان التعليمات التي جاءت..

منصور: اتركوه ينزف حتى يموت..

الإمام: أيوة أن يقتل ويقتل معه..

منصور: سره.

الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر

الإمام: العمدة محمد أحمد مصطفى والسيد سيف الدين الناجي هؤلاء كانوا معه مباشرة، الآخرون كانوا مفصولين منه، كانت التعليمات أن يقتلوا جميعاً، لكن في ذلك الوقت كانوا فصلوا وهؤلاء أرسلوا للخرطوم أما هو والسيد محمد أحمد مصطفى (خاله) والسيد سيف الدين الناجي الذي كان ملازمه قُتلوا، والتعليمات أن يدفنوا في مكان غير معروف، بصورة لا يعرفها أحد. فحصلت هذه المجزرة أيضاً يعني لأن هؤلاء أسرى هم قتلوا في الأسر. في الأول الجزيرة أبا قُتل الناس وهم حقيقةً ما مسلحين وأنا حسب المعلومات التي كانت عندي حسب التقارير الكنت بقرأها أنه عايزين ينتهوا من حكاية المقاومة بتاعة الأنصار دي مرة واحدة. ولذلك أنا كان من تنبيهاتي للإمام، وبالمناسبة كل هذه الجوابات وجدت في جيب السيد الإمام خطابي وخطاب السيد شريف حسين الهندي، وخطاب السيد فاروق البرير وخطاب السيد مامون أحمد شرفي (وجدت) في جيبه بعد أن قتل وقتلوا هؤلاء أعلنت الحكومة أن مراشقة حصلت بالسلاح ومات الهادي عبد الرحمن!

منصور: لكن هم أعلنوا عن موته في ساعتها..

الإمام: نعم.

منصور: لكن فقط قبره هو الذي ظل مجهولاً حتى العام ۸٦.

الإمام: أيوة، ظل مجهولاً لغاية عام ۸٦ ، لكن الإمام وهو خارج قال للأنصار إنه سيعود لذلك حتى الآن هناك من الأنصار من يعتقد أن الإمام حي..

منصور: إلى الآن؟

الإمام: إلى الآن. من يعتقد أن الإمام حي وأنه سيعود. طبعاً كل الناس ما لم يوجد قبر وجنازة ممكن
يدعوا أو يفتكروا أو يتصوروا أن الشخص حي،

منصور: طبعاً خزعبلات بلا شك.

الإمام: على كل حال دة الذي حصل، الإمام قُتل والنميري قال كلاما مضللا أنه حصلت مراشقات مسلحة وهو قتل أثناء المواجهة المسلحة.

منصور: انت متى علمت بمقتل الإمام؟

الإمام: وأنا في شندي كان هناك شعور عدائي كبير بين الأنصار والحكومة، وفي رأيي كان هناك ناس يقولوا فلان نحاكمه عشان يخلصوا مني، وهناك ناس قالوا لا، أنا هنا اعتقد أن الرئيس جمال عبد الناصر تدخل وقال ابعتوه لنا في القاهرة.

منصور: كان محجوب في القاهرة وكثير من السودانيين.

الإمام: لا ما كان في القاهرة محجوب بعدين مشى لندن لأنه كانت عنده مسألة علاجية، لكن أنا في القاهرة، المدهش أنا ركبت الطيارة، جيء بي من شندي إلى الطيارة لم أكن قد علمت حتى تلك اللحظة أن ما حدث في الجزيرة أبا هو هذا..

منصور: المجزرة الكبيرة..

الإمام: هذه المجزرة. عندما ركبت الطائرة اتضح لي أنا في الطائرة معي أمي ومعي السيدة سارة ومعنا السيد عبد الخالق
محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي، كلنا مرسلون لنكون..

منصور: عايز يخلص منكم.

الإمام: أيوة، لنكون عهدة عند عبد الناصر. لما مشينا القاهرة.

منصور: تفتكر الشهر؟

الإمام: أيوة..

منصور: عبد الناصر مات في ۲۸ سبتمبر ۱۹۷۰م.

الإمام: دة كان في شهر مارس..

منصور: دة بعد أحداث الجزيرة أبا..

الإمام: بعد أحداث الجزيرة مباشرة تقرر أن بقائي في السودان فيه خطر، خطر من ناحية إنه أنا ممكن أقود مقاومة ممكن أعمل شيء، ولذلك تقرر إرسالي للقاهرة وفي رأيي الاقتراح كان من الرئيس عبد الناصر. عندما ذهبت للقاهرة كانت معي والدتي السيدة رحمة وكانت معي زوجتي السيدة سارة ووُضعنا في منزل من منازل الشرطة في العباسية.

منصور: رهن الإقامة الجبرية..

الإمام: للإقامة الجبرية. المدهش بعد يوم زارني السيدان سامي شرف ومحمد حسنين هيكل. وقالوا لي نحن مندوبون عن الرئيس عبد الناصر.

منصور: انت تعرفهم طبعا..

الإمام: أيوة نعم.. (مواصلاً) انت ضيف في بلدك، دي اللغة، ولو تريد أن ترجع ترجع، دي اللغة، والرئيس عبد الناصر سيفتح لك مكتبته لتدرس وتفعل ما تشاء فيها، كلمة كانت طيبة جداً. لكن سمع النميري والنظام هناك بهذا الكلام، فجاء السيد بابكر عوض الله إلى القاهرة.

منصور: كان رئيس الحكومة.

الإمام: كان رئيس الحكومة، وهو طبعاً صديق للرئيس عبد الناصر وتابعه في الفكر الناصري (وقال لهم) لا تفعلوا هذا الشخص يجب أن يُعزل من العالم ويعزل من كل شيء ويعتبر معتقلاً، ولذلك كنت طبعاً بعد ذلك الفكرة التي قالوها هيكل وسامي شرف لم تعد هي الفكرة صارت المسألة فيها تشدد أكثر وصرنا فعلاً معتقلين في مصر لصالح النظام السوداني.

نقل الحبيب الإمام من شندي للقاهرة كان في أول أبريل ۱۹۷۰م في نفس اليوم الذي أذيع فيه خبر مقتل الإمام الهادي المهدي.

* رصد المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي

الجريدة

الجريدة السبت 17 أكتوبر 2015 العدد 1549 الصفحة 9
الجريدة السبت 17 أكتوبر 2015 العدد 1549 الصفحة 9

 

تُوثق قناة الجزيرة القطرية عبر ( برنامج شاهد على العصر) الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور للإمام الصادق المهدي، ولازالت الحلقات متواصلة وشيقة ولتسيير المتابعة رأت (الجريدة) نشر الحلقات ..وافق مكتب الإمام مشكوراً على ذلك وأرسل الحلقات محررة وهي جديرة بالإهتمام لمافيها من معلومات ثرة تتوفر لأول مرة.

أحمد منصور: ولد الصادق المهدي في العباسية بأم درمان في السودان في الخامس والعشرين من ديسمبر عام ۱۹۳٥م، والده هو الصديق المهدي مؤسس حزب الأمة وإمام الأنصار خلفاً لجده عبد الرحمن المهدي، التحق الصادق المهدي بداية في جامعة الخرطوم لدراسة الهندسة الزراعية لكنه تركها وانتقل لدراسة الاقتصاد والسياسة والفلسفة في جامعة أوكسفرد في بريطانيا، التي تخرج منها عام ۱۹٥۹م (الإمام تخرج في ۱۹٥۷ – المكتب الخاص للإمام)، انغمس بعد عودته للسودان في العمل السياسي، وكان من أبرز المناهضين لنظام عبود العسكري حيث تولى رئاسة الجبهة الوطنية الموحدة المعارضة (الجبهة القومية المتحدة- المكتب) للنظام العسكري حتى سقوطه في العام ۱۹٦٤م، شارك في صياغة ميثاق ثورة أكتوبر عام ۱۹٦٤م، كما اختير في نوفمبر من نفس العام رئيسا لحزب الأمة. انتخب رئيساً لوزراء السودان للمرة الأولى في شهر يوليو عام ۱۹٦٦م وبقي في منصبه حتى منتصف مايو عام ۱۹٦۷م. ترأس الجبهة الوطنية المعارضة لنظام جعفر نميري بين عامي ۱۹۷۲م و ۱۹۷۷م. شارك في ثورة أبريل عام ۱۹۸٥م التي أطاحت بنظام نميري العسكري. انتخب مرة أخرى رئيساً لوزراء السودان في السادس من مايو عام ۱۹۸٦م، وبقي في منصبه حتى أطاح به الانقلاب الذي قاده عمر البشير في الثلاثين من يونيو عام ۱۹۸۹م، يتولى الصادق المهدي إمامة الأنصار علاوة على رئاسته لحزب الأمة. ولم يتوقف نشاطه السياسي بعد الإطاحة به. وقد أدى نشاطه السياسي لاعتقاله عدة مرات. نتابع في هذه الحلقة والحلقات القادمة شهادته على عصر السودان الحديث..

الإمام الصادق المهدي في حواره مع أحمد منصور:

الحلقة العاشرة الجزء الثاني

قبل وفاة عبد الناصر بأسبوعين أنا رأيت رؤية أنه سيموت، وتكلمت مع الجماعة لأنه أنا عندي رؤى كدة بتحصل

هذا الذي جاء في صالحي واطلاق صراحي في عام ١٩٧٣م

الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر

السبت 17 أكتوبر 2015

منصور: ۱۹۷۲ ، هنا حينما أُرسلت من قبل النميري إلى عبد الناصر بناء على طلب عبد الناصر وبقيت في القاهرة عامين، لكن في هذه الفترة حدثت بعض الأحداث المهمة جداً. شهر العسل لم يدم طويلاً بين النميري وبين الشيوعيين، أُقيل في نوفمبر عام ۷۰ الشيوعيان البارزان بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله من مجلس قيادة الثورة وكان عبد الخالق محجوب أُرسل معك الى القاهرة. ما هي أهم أسباب الخلاف بين نميري والشيوعيين في ذلك الوقت؟

الإمام: السبب المهم هو أن الشيوعيين الذين تآمروا مع نميري لم يكونوا مفوضين من القيادة، كانوا قياديين ولكن ليسوا مفوضين من القيادة بصورة.

منصور: يعني اتفاق فردي شخصي.

الإمام: ليس شخصياً ولكن كمان ليس رسمياً من الحزب الشيوعي، المهم نميري كان قلقاً جداً من أن بعض وزرائه يتلقون تعليمات من خارج الحكومة، وصار السؤال من هو صاحب القرار؟ رئيس الدولة أم قيادة الحزب الشيوعي، هذا في رأيي خلق هذا التناقض في وقته، لذلك حتى قبل عملية الانقلاب أُرسل عبد الخالق محجوب معي إلى القاهرة.

منصور: طيب، هنا نميري كمان بزغ نجمه في سبتمبر أيلول ۱۹۷۰ حينما توسط بين الفلسطنيين وبين السلطات الأردنية في الحادثة المشهورة، وأصبح جعفر نميري الضابط الذي قام بانقلاب في السودان والذي لم يكن يعرفه أحد أصبح وسيط معروف لا سيما حينما خرج معه ياسر عرفات ووصل إلى القاهرة، هنا نميري بدأ ياخذ وضع على الساحة العربية.

الإمام: نعم، هو الحقيقة نميري تخندق في الفترة الأولى من حكمه بالتحالف مع الاتحاد السوفيتي دة الذي أعطاه وزناً في رأيي كبير، صحيح هذه المناسبة تمت، ولكن بعد ذلك تخندق مع المعسكر الغربي.

منصور: قبل ما أوصل للمعسكر الغربي، عبد الناصر لعب دوراً في إعطاء هذا الزخم لنميري؟

الإمام: نعم، ما هو طبعاً عبد الناصر كان وراء ما حدث للفلسطينيين ولكن أُرسل نميري باعتباره شخصية ثورية وممكن تلعب هذا الدور بالنيابة عن القيادة المصرية.

منصور: خلال وجودك في القاهرة تحت الإقامة الجبرية بتوصية من جعفر نميري مات جمال عبد الناصر في ۲۸ سبتمبر ۱۹۷۰م.

الإمام: نعم، في هذا الموضوع هناك حدث،

منصور: اتفضل.

الإمام: قبل وفاته بأسبوعين أنا رأيت رؤية أنه سيموت، وتكلمت مع الجماعة لأنه أنا عندي رؤى كدة بتحصل، الحمد ﻟﻠﻪ، فهذه كانت من الرؤى التي حصلت. فلما مات الرئيس عبد الناصر خلفه الرئيس السادات كان في ذلك الوقت ما في إشكال مع السودان، الإشكال بدا لما بطش نميري بالحزب الشيوعي.

منصور: قبل ما أجي للحزب الشيوعي برضه. حينما مات جمال عبد الناصر لم يحزن العرب ربما في تاريخهم على زعيم، كما حزن، خرج الناس كان هناك خدر وسحر عبد الناصر عامله للشعوب العربية.

الإمام: أيوة، ديل في رأيي لأن عبد الناصر كان يمثل كرامة، أهم شيء.

منصور: دة ما حدش أهان كرامة الناس غيره.

الإمام: لا كرامة إزاء الغرب. يعني أنا في رأيي الحصل هذا، يعني كيمياء شعبية عبد الناصر هي أنهم وجدوا زعيم مستعد أن يقول للغرب لا، مع كل ما واجه من إخفاقات، على كل حال..

منصور: حينما جاء السادات كيف كانت علاقته مع النميري؟

الإمام: كانت طيبة للغاية وامتداد للعلاقة مع عبد الناصر، ولكن في ذلك الوقت بعد محاولة انقلاب يوليو.

منصور: قبل الانقلاب أنا عندي في ۱۷ مايو ۱۹۷۱م النميري أعلن وقف مناشط الحزب الشيوعي الشبابية. ۲٥ مايو بمناسبة الذكرى السنوية لثورة مايو أعلن عن تأسيس الاتحاد الاشتراكي حتى يواجه الحزب الشيوعي. انت كنت برضه في مصر في ذلك الوقت؟

الإمام: نعم، ما انا داير اقول لك..

منصور: هل هو اقتدى هنا بتجربة عبد الناصر؟

الإمام: نعم، هو عموما التجربة كلها: عمل اتحاد اشتراكي وعمل كل هذه الاشياء اقتداءً بالتجربة المصرية، لكن المهم في البداية عندما بطش نميري بالحزب الشيوعي في يوليو ۷۱ واستعدى الاتحاد السوفيتي بصورة كبيرة كان السادات ما زال في علاقة طيبة مع الاتحاد السوفيتي، وكان بيقول لنميري هؤلاء يعطونا أسلحة حتى لو عندنا المال لا نستطيع أن نحصل على مثلها من غيرهم.

منصور: حتى لو لم يكن عندنا المال.

الإمام: حتى لو لم يكن عندنا المال بالدين. لكن كان نميري يقول للسادات لا هؤلاء متآمرون ومجرمون إلى آخره. حصل تناقض بين الموقف الساداتي والموقف النميري.

منصور: دة بعد فشل انقلاب الشيوعيين؟

الإمام: نعم.

منصور: لكن أنا عايز اجي لانقلاب الشيوعيين برضه مش عاوز أمرره.

الإمام: لا ما أنا حاجيك ليه لكن انا داير اقولك عشان هنا حصلت حاجة.

منصور: ما هي؟

الإمام: الحصل انه السادات أرسل لي وأنا في السجن.

منصور: أرسل لك وانت في الإقامة الجبرية.

الإمام: في الإقامة الجبرية،

منصور: انت وضعك تغير بعد ما مات جمال عبد الناصر؟

الإمام: نفس الشيء، لكن بدأ يكون في تغيير لأن الرئيس السادات بدا لي انه يريد ان يتفق معنا ضد النميري.

منصور: آآآ، متى هذا؟

الإمام: في قول معايا.. في..

منصور: دة هو في سنة ۷۱ عمل حاجة ثلاثية بينه وبين نميري برضه والقذافي حاجة زي كدة؟

الإمام: لا، هو المهم هو عندما ضاق السادات بالنميري ذرعاً بأنه يريد أن يجر مصر.

منصور: قالك استخدم المعارضة بقى..

الإمام: ايوة، فأرسل لي وسألني، عندما ذكرت له موقفنا من نميري قال لي كأنك معهم يعني أيد كلامي،

منصور: انت التقيت بالسادات ولا..

الإمام: أنا معه مباشرة.

منصور: آه..

الإمام: هو تحدث معي كحليف مرتقب يعني معه، فقال لي

منصور: تفتكر الشهر كدة؟ انقلاب يوليو ۱۹۷۱م

الإمام: قول بعده بشهرين حاجة زي دي..

منصور: يعني نقول سبتمبر ۷۱

الإمام: قول سبتمبر، النميري سمع بالعلاقة الجديدة بيني وبين السادات،

منصور: بعد هذا اللقاء الوضع تغير معك؟

الإمام: أيواا، نميري أرسل للمصريين أننا نريد الصادق يأتي لكي نعينه رئيس وزراء، وحتى الضباط اللي كانوا معاي كان بيهنوني على أنني رايح السودان رئيس وزراء وعوملت أيضاً بطريقة VIP…

منصور: ما انت الموضوع دخل دماغك برضه.

الإمام: لا والله، أنا اندهشت.

منصور: ليه ما انت تقول للسادات لا دة ممكن يغدر بيّ ممكن يسجني.

الإمام: لا أنا أصلاً اعتقد أن النظام بتاع نميري، هذه النظم كلها مؤقتة وهشة. على كل حال..

منصور: الهش دة قعد ۱٦ سنة.

الإمام: قعد ۱٦ سنة لكن بعد جيمناستكس يمشي يمين ويمشي يسار، هذه هزائم، المهم. قال لي إني سأذهب من القاهرة للخرطوم، وأنا قلت مش ح أسافر بدون كتبي، وكانت عندي كتب كثيرة، أُرسلت لي طائرة خاصة.

منصور: من الخرطوم.

الإمام: من الخرطوم لأُرحّل أنا وكتبي.

منصور: طب في الحالة دي بقى لم يستدعيك أنور السادات ويحاول ان يرتب معاك تفاصيل المؤامرة على النميري؟

الإمام: لا يمكن عايز بعد ما استلم (ضحك) يجوز، ما عارف إيه منطقه، المهم.. الطائرة مشت بدل ما تمشي الخرطوم مشت بورتسودان.

منصور: تفتكر امتى التاريخ بالضبط؟

الإمام: .. آآ

منصور: مارس ۱۹۷۳؟

الإمام: لا قبل كدة..

منصور: مارس ۷۲؟

الإمام: أيوة.

منصور: انت أفرج عنك في مايو ۷۳..

الإمام: أيوة .. هناك وأنا وجدت نفسي مش في السجن الأسود هذه المرة في معتقل في بورتسودان.

منصور: معتقل عسكري ولا معتقل..

الإمام: لا معتقل تحت إمرة الشرطة. انا مريت على كل الأجهزة من الأمن والجيش.

منصور: يعني انت نزلت من الطيارة لقيت نفسك معتقل، مش كنت معك زوجتك؟

الإمام: لا كنت وحدي بس معي كتبي، المهم ذهبت هناك إلى هذا المنزل وكان واضح..

منصور: كان منزل ولا زنزانة؟

الإمام: لا منزل، كان واضح أن الكلام الذي أشاعوه للمصريين كان كلام فارغ، عشان ما عايزين انا اتفق معهم ويحصل.  المهم هو سمع مؤكد أنه بيني وبين الرئيس السادات بدأت علاقات سياسية.

منصور: في ۱۹ يوليو ۷۱ الرائد هاشم العطا أعلن الاستيلاء على السلطة، حل مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه نميري، وأعلن مجلس قيادة ثورة جديد يضم بابكر النور وفاروق عثمان وكلاهما كان في لندن. الشيوعيون نجحوا المهم في استلام السلطة في ۱۹ يوليو ۷۱ ، ويقولون ان حزب الأمة تحالف مع الشيوعيين في هذا الانقلاب.

الإمام: لا هو اللي حصل الآتي، هذا الانقلاب كان انقلاباً شيوعياً وما كان ممكن لأي جهة وطنية ولا غيرها تتحالف لأنهم رفعوا منذ اليوم الأول الأعلام الحمراء، غطوا الخرطوم بالأعلام الحمراء.

منصور: يعني شيوعي شيوعي عيني عينك. والانقلاب نجح، وقبضوا على نميري.

الإمام: وكل دة حصل، لكن الطيارة اللي كان سيأتي بها فاروق حمد لله وبابكر النور من لندن أنا في رأيي حصلت مؤامرة ضدهما، وممكن جداً تكون الاستخبارات البريطانية لعبت دور. المهم وهم طايرين على الخرطوم نزلتهم السلطة الليببية.

منصور: آآ، القذافي.

الإمام: ايوة في طرابلس، وسلمهم القذافي للنميري، حسب كلام سمعناه من قذافي، ان النميري وعد بأنه سيحاكمهم إلى آخره لكن ما سيقتلهم، اللي حصل أنه نميري بعد ال..

منصور: الانقلاب نجح لمدة ۳ ايام.

الإمام: واخطاوا في التصرف مع ضباط الصف. المهم حصلت أخطاء فنية مع العساكر. حصلت ردة فعل لصالح نميري، وطبعاً كان هناك حاجة من هذا النوع لأن الانقلاب كان لشيوعيته معزولاً من الجسم ال..

منصور: لكن أنت تؤكد هنا ان حزب الأمة لم يتحالف مع الشيوعيين في الانقلاب؟

الإمام: ولا كنا نعلم عنه شيء، بالعكس، نحن كنا نعم ضد النميري ولكن ما عندنا أية علاقة مع الضباط الذين قاموا بالانقلاب.

منصور: ما أسباب فشل الانقلاب الذي نجح لمدة ۳ أيام واعتقل فيه نميري وذهبوا به إلى السجن.

الإمام: أنا في رأيي خطأين خطأ فني داخل القوات المسلحة فيه معاملة غير مقبولة لضباط الصف، لأن هؤلاء ما شيوعيين، الشيوعية في أوساط معينة من المتعلمين، لكن هؤلاء طبيعياً ضد الشيوعية، السبب الثاني في رأيي شعبي وسياسي أن النظام أعلن نفسه نظاماً شيوعياُ محضاً.

منصور: في دولة مسلمة هي السودان فيها تدين عام.

الإمام: تمام. هذه الأسباب أدت إلى ردة الفعل التي أعادت نميري للسلطة.

منصور: عاد النميري للسلطة أعدم عبد الخالق محجوب، والشفيع أحمد الشيخ، جوزيف قرنق،

الإمام: تصرف معهم بطريقة وحشية للغاية، اللي هي حتى الذين لم يشتركوا.. لكن كانوا زي جوزيف قرنق جنوبي.. الذين لم يشتركوا في الانقلاب.

منصور: لكن كانوا شيوعيين أعدمهم.

الإمام: هو قرر أنه يصفي الحزب الشيوعي.

منصور: أعدم هاشم العطا، بابكر النور، فاروق عثمان وآخرين..

الإمام: وهذه العملية فتحت له مجال تحالف مع الغرب، يعني هو..

منصور: هذه كانت القطيعة بين جعفر النميري وبين الاتحاد السوفيتي، والارتماء في أحضان أمريكا.

الإمام: نعم، ومنذئذٍ مثلما كان قد تخندق في حضن الاتحاد السوفيتي تخندق في حضن الولايات المتحدة.

منصور: ومشى بقى فيما يمشي فيه المتخندقون في حضن الولايات المتحدة، حل مجلس قيادة الثورة، وعمل انتخابات شكلية فاز فيها ب ۹۸ ونص في المية، وأصبح هو رئيس للسودان، هذا كان في ۱۲ أكتوبر ۱۹۷۱م،

الإمام: تمام.

منصور: لكن الانقلاب الشيوعي أدخل السودان في حمام من الدم.

الإمام: نعم.

منصور: والنميري انقلب على الشيوعيين انقلاباً شديداً ونكل بهم تنكيلا شديداً.

الإمام: تمام، دمر الحزب الشيوعي.

منصور: انت كنت في ذلك الوقت جيء بك من مصر بعدها واودعت في تكنة عسكرية في بورتسودان ومعك كتبك.

الإمام: وكنت هناك في الموقف دة، في يوليو ۱۹۷۲م سهل الغرب عبر الكنائس وعبر الإمبراطور هيلاسلاسي سهلوا اتفاقية ما بين نميري وأنيانيا الأولى حركة التمرد الجنوبية.

منصور: أممم، دة في ۲۷ فبراير ۱۹۷۲م.

الإمام: دة ادى إلى اتفاقية السلام ما بين نميري والجنوبيين.

منصور: هنا في ۲۷ فبراير ۷۲ وقع اتفاق الحكومة مع الجنوب في أديس أبابا، اعلن في ۱۲ مارس ۷۲ نهاية الحرب في الجنوب التي استمرت حوالي عشر سنوات.

الإمام: نعم، الحصل أنه..

منصور: انت كنت في السجن ساعتها. لكن عندك الراديو والكتب وكل شيء عندك.

الإمام: نعم، الحصل في هذه المسألة أيضا مسألة مهمة وهي أنه عندما اتفق نميري مع الجنوبيين طالبوا بإجراءات لبرالية في الدستور، وأن الدستور يمنح الجنوبيين مجلس تنفيذي أعلى بصلاحيات ذاتية.

منصور: يعني حكم ذاتي في مناطقهم، وهم الذين كانوا يطالبون به من القدم، منذ ۱۹٥٦م.

الإمام: تمام. ونميري في هذا الاتفاق طبق توصيات ملف الجنوب التي كنت أرعاها والتي انتهت إلى مجلس الأحزاب، هذا شهد به السيد محمد عمر بشير في كتابه عن جنوب السودان من النزاع إلى الوفاق، المهم عندما حدث هذا نص الدستور المتفق عليه أنه لا مكان لاعتقال تحفظي، من يعتقل إما يحاكم أو يُطلق سراحه.

منصور: وهذا جاء في صالحك انت.

الإمام: هذا الذي جاء في صالحي واطلاق سراحي في عام ۱۹۷۳م.

منصور: في شهر مايو.

الإمام: نعم، كنتيجة مباشرة لاعتماد الدستور الجديد، يعني أنا الشيء الذي أدى إلى إطلاق سراحي ما كان أي نوع من التفاهم مع النظام ولكن،

منصور: وإنما نتاج للدستور الجديد الذي نتج عن الاتفاق مع الجنوبيين، الجنوبيين انت أشرت لدور لعبه الكنائس وغيرهم، أنا لقيت منصور خالد في صفحة ۳۲٥ من كتابه قال عقد اجتماع في اديس أبابا في ۹ نوفمبر ۷۱ قبل ما يوقع الاتفاق الذي وقع في ۲۷ فبراير، لبحث مشكلة الجنوب، حضره ممثلو مجلس الكنائس العالمي، كنائس إفريقيا، الحكومة السودانية، أنا هنا عندي سؤال عن دور مجلس الكنائس العالمي والكنائس، ومحاولة إبراز أن الجنوب مسيحي في الوقت الذي الجنوب فيه كان وثني والمسيحيون فيه قلة.

الإمام: يا أخي الحاصل أنه الجنوب المشكلة مش العدد ولكن النوع، المثقفون الجنوبيون كانوا كلهم..

منصور: أممم، مسيحيون.

الإمام: خريجو المؤسسات ..

منصور: البريطانية..

الإمام: لأنه الإنجليز ضمن الأشياء التي عملوها..

* رصد وتحقيق المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي

الجريدة

الجريدة الأحد 18 أكتوبر 2015 العدد 1550 الصفحة 4
الجريدة الأحد 18 أكتوبر 2015 العدد 1550 الصفحة 4

 

تُوثق قناة الجزيرة القطرية عبر ( برنامج شاهد على العصر) الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور للإمام الصادق المهدي، ولازالت الحلقات متواصلة وشيقة ولتسيير المتابعة رأت (الجريدة) نشر الحلقات ..وافق مكتب الإمام مشكوراً على ذلك وأرسل الحلقات محررة وهي جديرة بالإهتمام لمافيها من معلومات ثرة تتوفر لأول مرة.

أحمد منصور: ولد الصادق المهدي في العباسية بأم درمان في السودان في الخامس والعشرين من ديسمبر عام ۱۹۳٥م، والده هو الصديق المهدي مؤسس حزب الأمة وإمام الأنصار خلفاً لجده عبد الرحمن المهدي، التحق الصادق المهدي بداية في جامعة الخرطوم لدراسة الهندسة الزراعية لكنه تركها وانتقل لدراسة الاقتصاد والسياسة والفلسفة في جامعة أوكسفرد في بريطانيا، التي تخرج منها عام ۱۹٥۹م (الإمام تخرج في ۱۹٥۷ – المكتب الخاص للإمام)، انغمس بعد عودته للسودان في العمل السياسي، وكان من أبرز المناهضين لنظام عبود العسكري حيث تولى رئاسة الجبهة الوطنية الموحدة المعارضة (الجبهة القومية المتحدة- المكتب) للنظام العسكري حتى سقوطه في العام ۱۹٦٤م، شارك في صياغة ميثاق ثورة أكتوبر عام ۱۹٦٤م، كما اختير في نوفمبر من نفس العام رئيسا لحزب الأمة. انتخب رئيساً لوزراء السودان للمرة الأولى في شهر يوليو عام ۱۹٦٦م وبقي في منصبه حتى منتصف مايو عام ۱۹٦۷م. ترأس الجبهة الوطنية المعارضة لنظام جعفر نميري بين عامي ۱۹۷۲م و ۱۹۷۷م. شارك في ثورة أبريل عام ۱۹۸٥م التي أطاحت بنظام نميري العسكري. انتخب مرة أخرى رئيساً لوزراء السودان في السادس من مايو عام ۱۹۸٦م، وبقي في منصبه حتى أطاح به الانقلاب الذي قاده عمر البشير في الثلاثين من يونيو عام ۱۹۸۹م، يتولى الصادق المهدي إمامة الأنصار علاوة على رئاسته لحزب الأمة. ولم يتوقف نشاطه السياسي بعد الإطاحة به. وقد أدى نشاطه السياسي لاعتقاله عدة مرات. نتابع في هذه الحلقة والحلقات القادمة شهادته على عصر السودان الحديث..

الإمام الصادق المهدي في حواره مع أحمد منصور:

الحلقة العاشرة الجزء الثالثة والأخيرة

اتفقنا مع الترابي على التعبئة.. وكان معنا في هذا الاتفاق زكريا بشير.. في اليوم التالي تحدث في ندوة وبث كل خطتنا

ليبيا كانت تلعب دوراً ضد الغرب بشكل واضح، ونميري منحاز له فركزت على العمل ضده

القوى السياسية المدنية منذ الإستقلال وحتى الآن لم تحكم أكثر من ١٥% .. بقية ٨٥% هي لعبود والنميري والبشير

الإمام الصادق المهدي في الحلقة العاشرة من شهادته على العصر

الأحد 18 أكتوبر 2015

منصور: انت تكلمت عن ان هنا نميري بعد انقلاب الشيوعيين فيي ۷۱ انقلب وولى وجهته ناحية الولايات المتحدة الأمريكية؟

الإمام: نعم.

منصور: في مهندسين بيهندسوا العلاقات بينه وبين الأمريكان دة راجل رامي حضنه في السوفيت وجاي، مين أبرز اللي لعبوا الدور دة؟

الإمام: يعني أنا أعتقد أن..

منصور: (مقاطعاً): هو طبعاً السودان كان قطع علاقته بأمريكا بعد حرب ال ٦۷.

الإمام: نعم.

منصور: وأعادها في ۷۲ وأنا لقيت حسن مكي عشان أوفر الوقت، حسن مكي في كتابه عن الحركة الاسلامية بيلمح لدور لمنصور خالد كبير، لعب منصور خالد دور في ترتيب علاقات النميري مع الأمريكان.

الإمام: نعم، أنا كنت حاقولك دة يعني، دة معروف كدة أنه هو لعب هذا الدور وآخرون، لكن المهم الغرب ما كان محتاج لعراب في ذلك الوقت لأنهم اعتبروا نميري قام..

منصور: ابنهم..

الإمام: عمل أهم حاجة دمر أكبر حزب شيوعي في المنطقة.

منصور: يعني الحزب الشيوعي السوداني كان أكبر حزب شيوعي في المنطقة آنذاك؟

الإمام: نعم كان أكبر حزب شيوعي في المنطقة.

منصور: وحينما دمره السودان بعد انقلاب ۷۱ كان ضربة قاصمة للشيوعية في المنطقة؟

الإمام: نعم أنا اعتقد أنه كان أكبر صدمة واجهت الحزب الشيوعي يعني أكبر من أي نوع من الإجراء السابق لأنه أعدم القيادات، القيادات الفكرية والقيادات السياسية والقيادات النقابية، كل هذه..

منصور: ولم يترحم عليهم أحد.

الإمام: ولله شوف أنا في رأيي في المرحلة السابقة الحزب الشيوعي تبنى فكرة العنف الثوري وبذلك فقدوا كثيراً جداً من العطف، ولكن نحن في موقفنا كنا نرى أن المحاكمات التي تمت جائرة وخاطئة وظالمة.

منصور: بعد ٤ سنوات من السجن والإقامة الجبرية بين السودان والقاهرة مررت فيها بعدة مدن في السودان وبقيت في القاهرة، أفرج عنك في منتصف مايو عام ۱۹۷۳ م مستفيداً من الدستور الجديد بعد توقيع اتفاق السلام مع الجنوب، هل النميري سعى للاتصال بك او التواصل معك قبل ان يفرج عنك؟

الإمام: لا، لا قبل ولا بعد.

منصور: خرجت ماذا وجدت الوضع في السودان؟

الإمام: وجدت أن هناك تعبئة سياسية كبيرة ضد نميري، وأنه صار مكروهاً للغاية، واتفقتُ في ذلك الوقت أنا والدكتور حسن الترابي ان نرتب لانتفاضة وفعلاً.

منصور: الدكتور حسن الترابي كان زعيم الأخوان المسلمون في السودان آنذاك، وأنت زعيم حزب الأمة.

الإمام: نعم

منصور: يعني هنا قيادة صوفية سياسية وقيادة إسلامية إخوانية حركية،

الإمام: أيوة، والمهم..

منصور: كنتو انتو أكبر تجمعين إسلاميين تعتبروا يعني، مع الختمية طبعاً لهم وضع آخر..

الإمام: الختمية على طول الخط كانوا مع نميري، حتى الآخر.

منصور: يعني الختمية دايماً مع النظام.

الإمام: مثلما كانوا مع السيد إبراهيم عبود كانوا هنا، ما كانوا لاعبين دور ضد نميري، المهم، اتفقنا على أنه نعمل تعبئة، ودي مسألة مهمة، نعمل تعبئة تنتهي إلى انتفاضة،

منصور: انتفاضة سلمية شعبية زي ثورة ٦٤.

الإمام: نعم سلمية ومركزة على جامعة الخرطوم.

منصور: طبعاً نفوذ الحركة الاسلامية في جامعة الخرطوم كان كبيراً.

الإمام: نعم، فقمنا اتفقنا على أنه نعمل، انااقترحت وكان في ذلك الوقت الاتحاد اغلبيته أخوان مسلمون..

منصور: اتحاد الطلبة..

الإمام: اتحاد الطلبة، ولكن جزء مهم أيضاً حزب أمة فاتفقنا على أنه نعمل ندوات في الجامعة تستمر هذه الندوات لمدة أسبوع.

منصور: لكن كان الاحزاب السياسية مسموح بها؟

الإمام: لا ما مسموح بها، لكن اتفقنا على ان نقوم بالتعبئة، وبدأنا فعلا، بدأنا تعبئة قوية جداً في الجامعة وصار لها حجم كبير،

منصور: انت بعد ٤ سنوات في السجن لما خرجت في مايو وجهت، في ۸ سبتمبر ۷۳ رفعت مذكرة لنميري وقلت له فيها إن أهداف أي إصلاح سياسي هو تحقيق الاستقرار، وأنه منذ ۲٥ مايو ۱۹٦۹م وحتى ۸ سبتمبر ۷۳ تاريخ كتابة هذه المذكرة وقعت في السودان أربع مواجهات دموية، ۱۳ محاولة انقلاب، و ۱۱ تعديلاً وزارياً.. رد النميري إيه عليك؟

الإمام: ايوة طبعا ما رد عليّ لكن مزيد من التضييق.

منصور: فطبعا الجامعة كانت بدأت في الوقت دة وانت بديت تشتغل في سكة تانية.

الإمام: نعم، اتفقنا مع دكتور حسن على هذه التعبئة كان معنا في هذا الاتفاق واحد اسمه زكريا بشير، في اليوم التالي كان هو متحدث في ندوة، كل خطتنا بثها..

منصور: بثها على الهوا، (ضحك).

الإمام: أعلنها على أنه دة اللي ح نعمله، طبعاً نحن كان الفكرة انه دة يكون..

منصور: يعني واحد بيعلن انقلاب وثورة على الهوا (ضحك).

الإمام: أيوة، المهم نتيجة لهذا الأخ كان حاكم الخرطوم اسمه مهدي مصطفى الهادي، قام عمل إعلان استفزازي للطلبة سنفعل ونفعل، وكلام استفزازي جداً، الطلبة اجتمعوا بي انا وحسن في البيت، حسن في ذلك الوقت كان حسن يسكن معنا في بيتنا.

منصور: هو زوج اختك في نفس الوقت.

الإمام: نعم، فجاء الطلبة اللجنة التنفيذية فيها أخوان في الغالب ولكن فيها حزب أمة. قالوا لنا بعد بيان مهدي مصطفى الهادي الذي هو رد فعل للكلام الذي طلع من..

منصور: صاحبكو فشلكو ونشر الخطة.

الإمام: أيوة، الطلبة قرروا أن يخرجوا في موكب، الأخ حسن ما قال حاجة، كان متفق معهم ولا ما متفق لله أعلم لكن ما قال حاجة، أنا قلت لهم شوفوا نحن إذا ما ضمنا أن هذا تحرك سيكون أوسع من الطلبة فيه عمال، واوسع من العمال والطلبة فيه عسكريين لا تتحركوا.

منصور: انت كدة عايزها ثورة شعبية عسكرية.

الإمام: ايوة العساكر يحسموها، فأنا قلت لهم هذا الكلام، وانتو إذا جايين تشركونا في القرار بتاعكم هذا رأيي، إذا عايزين تعطونا للعلم فقط ستقومون بخطوة انتحارية. لأنه نحن ما عايزين الطلبة وحدهم يخرجوا عايزين الشارع كله يتحرك.

منصور: ليست هناك فئة واحدة من الشعب تستطيع ان تحسم.

الإمام: أيوة، فقاموا رفضوا، قالوا لي في هذا الاجتماع اللي حاضره حسن الترابي، قالوا لي نحن ما عاد في يدنا الأمر لأنه الطلبة استفزهم إعلان مهدي مصطفى الهادي وسيخرجون غداً، فأنا قلت لهم خلاص لله غالب. انتو يعني..

منصور: تحرك غير مدروس ولكنه انتحاري..

الإمام: المهم، تحركوا وبطش بهم، وما تحرك في الشارع أكثر من الطلبة لكن كان الوجود الطلابي هائل جداً، بعدها..

منصور: ازعج نميري طبعاً.

الإمام: أزعج نميري، واتخذ اجراءات نقض فيها كل الحريات وغيرها التي منحتها لها اتفاقية الجنوب.

منصور: قبض عليك مرة تانية.

الإمام: لا ما قبض علي عمل عملية في رأيي أنا..

منصور: انت قبض عليك في ديسمبر ۷۳.

الإمام: أوريك عمل إيه، هو حب يقول الذين قاموا بهذا العمل هم أخوان الشياطين، يحصرها في الأخوان.

منصور: كل يوم بيتقال على الأخوان أخوان الشياطين من أيام عبد الناصر إلى اليوم.

الإمام: أيوة، يحصر الاتهام في الأخوان المسلمين، ويبعدنا من الاتهام.

منصور: أممم، يجهز لك حاجة تانية.

الإمام: أيوة، حتى لا يوسع الشبكة.

منصور: يحصرها يعني.

الإمام: أيوة، وفعلاً اتخذ هذه الإجراءات، طيب بعد ذلك اعتقلني. ليه؟

منصور: اعتقلك في آخر ديسمبر ۷۳ وفضلت لفبراير ۷٤ يعني شهرين ولا ثلاثة.

الإمام: اعتقلني ليه هنا؟ جاء خبر أنه الجبهة الوطنية المتحدة التي كانت مكونة من حزب الأمة والأخوان المسلمون  والاتحاديين قد اتفقوا مع العقيد القذافي في طرابلس، وأن العقيد القذافي قرر أن يدعمهم. في هذا الوقت طبعاً ليبيا كانت تلعب دوراً ضد الغرب بشكل واضح، ونميري بقى منحاز للغرب فبقى في عمل مركز ضد النميري، فجماعتنا اتفقوا عندما هذا الاتفاق.

منصور: انت ما كنتش معاهم؟

الإمام: انا في السودان انا كنت هنا في السودان، كان بيمثلنا هناك دكتور عمر نور الدائم، المهم، لما جاء الخبر قرروا ان أعاقب انا على هذا الإجراء الذي تم في طرابلس،

منصور: وانت ما كنتش حاضر فيه.

الإمام: انا ما حاضر لكن طبعاً..

منصور: انت جزء من القيادة.

الإمام: فقاموا اعتقلوني وهذه المرة مباشرة للسجن الأسود في بورتسودان.

منصور: انت زبون هناك..

الإمام: على أساس أنه أبقى هناك إلى أن ينجلي الموقف.

منصور: هنا المعارضة كانت تتعاون مع القذافي ضد النميري.

الإمام: نعم.

منصور: وتتعاون أيضاً مع الاثيوبيين ضد النميري.

الإمام: في ذلك الوقت أيوة نعم.

منصور: مضبوط؟ انا لاحظت في مذكرتك حاجة، التي رفعتها في ۸ ديسمبر ضمنتها ۳ حاجات لا زالوا في السودان إلى اليوم. انت اتكلمت عن المشكلات الأزلية دارفور والجنوب وشرق السودان، اتكلمت عن المجاعة كل دي حاجات ما اتحلتش بقالها ٥۰ سنة.

الإمام: نعم، الحاجة اللي انت لازم تفهمها، السودان في أربعة أخماس من عمره يحكمه ديكتاتوريون عسكريون، القوى السياسية المدنية لم تحكم في طول هذه الفترة أكثر من ۱٥ ٪، البقية ۸٥ ٪ عبود، نميري والبشير.

منصور: انت تقصد من ٥٦.

الإمام: من ٥٦ ، المهم لما اعتقلت..

منصور: ودوك السجن الأسود.

الإمام: ودوني السجن الأسود، هناك في رأيي حصل صديق دكتور، أنا عندي حموضة،

منصور: طب خليني اسمحلي هنا في عندي حاجة مهمة. لما بدأتوا تتعاونوا مع القذافي رتبتم لعمل انقلابات على النميري، واتدربتو هناك وكان عندكم سلاح وخلافه.

الإمام: نعم حملنا السلاح.

منصور: أنا الحلقة القادمة العلاقات التي نمت بينكم وبين نميري وفترة وجودك في السجن الأسود هذه، ومحاولات الانقلاب العديدة الفاشلة التي قامت ضد جعفر نميري والتي كنتم أنتم وربما الأخوان المسلمون جزء منها.

الإمام: هي بس النقطة المهمة ما كانت فاشلة لأنها أثبتت لنميري أنه لم يلغ الوجود السياسي.

منصور: حنشوفها فاشلة ولا لأ من الحلقة الجاية.

الإمام: لا ما بقول ليك، ودة اللي خلاه يعرض علينا المصالحة، المصالحة..

* رصد وتحرير وتحقيق المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي

الجريدة

تاريخ بث الحلقة العاشرة في قناة الجزيرة يوم الأحد 27 سبتمبر 2015