البيان الختامي للمؤتمر الدولي الرابع عشر للمنتدى العالمي للوسطية

المنتدى العالمي للوسطية

 

البيان الختامي للمؤتمر الدولي الرابع عشر للمنتدى العالمي للوسطية

الأحد 12 مارس 2017

البيان الختامي للمؤتمر الدولي الرابع عشر للمنتدى العالمي للوسطية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا الامين وعلى سائر انبياء الله المكرمين وبعد ،،،

فقد عقد المنتدى العالمي للوسطية، بعون الله سبحانه ومددٍ منه، مؤتمره الدولي (الرابع عشر) على مدار يومي الحادي عشر والثاني عشر من آذار لعام 2017 للميلاد ، الموافق للثاني عشر والثالث عشر من جمادى الآخر من سنة 1438 للهجرة ، وذلك تحت عنوان ” المسلمون والعالم : من المأزق إلى المخرج ” وقد لبى الدعوة لحضور هذا المؤتمر والمساهمة فيه عدد كبير من علماء الأمة الاسلامية ومفكريها من مشارق الأرض ومغاربها ، فكان مؤتمراً حافلاً إلتقت فيه العقول النيّره والإرادات الخيرة ،الأمر الذي نرجو أن يمتد أثره الأيجابي إلى حيث يبلغ صداه وتنتهي دعواه في المسلمين أنفسهم وفي سائر أقطار المعمورة .

وقد بحث المؤتمر عدّة محاور تناولها المشاركون فيه بالدرس والتحليل، مثل : إشكالية الدولة والدين والحكم ، وتغير الفكر النمطي ومراجعة الخطاب السائد وخطاب الكراهية ودور وسائل الاعلام إزاءه ، ومقومات الريادة الانسانية ، والتحديات التي يواجهها العالم الاسلامي ، والشهود الحضاري للأمّة ، والتجديد الفكري وأهميته في بناء الأمة الوسط . وهي محاور تُلزِمنا ضرورات الزمان والمكان بتناولها ، ناهيك بها تحديات ٍ للوعي الاسلامي المعاصر تتطلب الاستجابة السريعة والفولابة .

ولقد اهتم المؤتمر ببيان ذلك كله وتوكيد أن الاسلام مؤهل لمواجهته بأعلى درجات المسؤولية الدينية والأخلاقية وقادر على أن يقوم بأدوار مشهودة محمودة مع كل قوى الخير والسلام في الأرض ، كما استهدف توكيد براءة الاسلام مما علق بنقائه وصفائه من تهمة الغلو والارهاب وبيان وسطيته واعتداله وخيريته ورحمته للعالمين، ثم كيفية الخروج بالمسلمين وبالناس آجمعين على أختلاف ألسنتهم واعراقهم ومواطنهم إلى حيث يكون سلام عادل وأخوّة متراحمة ومحبة شاملة.

 ولقد خرج المؤتمرون ، بعد تناول ما سبق بالدرس والتحليل بعددٍ من التوصيات يمكن اجمالها على النحو الآتي :

ضرورة القيام بمبادرات للإصلاح السياسي والإجتماعي والثقافي والتربوي والإقتصادي والإعلامي في مجتمعاتنا الاسلامية .
تعزيز مكانة العلماء والمثقفين ، وإعلاء مكانة القيم المعرفية والأخلاقية في الأجيال الجديدة للأمة , وتجديد مناهج النظر عند الصفوة من علمائها ومفكريها .
تعزيز مفاهيم الدولة المدنية في الاسلام ومنظومة حقوق الانسان ، وترسيخ العلاقات بين مكونات الأمة والتأكد على قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية .
توكيد أهمية الحكم الرشيد، وما يوجه من تعزيزسيادة القانون والشفافية ومحاربة الفساد والتنمية الإقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية .
اعتماد الوسائل الشرعية والطرق السلمية والأساليب السليمة القائمة على الحوار والمصارحة والقصد إلى المصالحة على قاعدة الأخوة الإسلامية في حل الخلافات والنزاعات فيما بين المسلمين من جهة، واللجوء إلى مبادئ القوانين الدولية العادلة في تسوية الخلافات بين المسلمين وبين غيرهم.
دفع آفات الغلو والانحراف الفكري ، وتوكيد رحابة التصور الاسلامي في شتى مجالات الوجود والحياة الإنسانية.
أهمية الإتفاق على كيفية منهجية التعامل مع الواقع ولاسيّما في خطابنا للآخرين.
أهمية أن يتبنى النظام السياسي العربي مشروع النهضة الشاملةالتي تلبي حاجات الشعوب السياسية وأن يكون متابعاً له في تفاصيله كلها ولا سيّما التربية والتعليم.
بلورة مشروع ثقافي إسلامي موحد يتناول قضايا العصر والأمور والمسائل المستجدة والتطورات العلمية بهدف بيان رأي الإسلام فيها من خلال الإجتهاد الذي يحقق المقاصد والغايات العليا للمجتمعات المسلمة.
بيان حقيقة معنى الجهاد في الإسلام من حيث هو الجلَد والمثابره في مواجهة التحديات والدفاع عن الدين والتمسك به بقوة ورفع شعاره عالياً وتحقيق قيمه في واقع الحياة الإنسانية.
تأكيد القسمة الثلاثية للعالم على أساس دار إسلام ودار حرب ودار معاهدة أو دار صلح وعهد، وهي قسمة واقعية ومرنة وتمهد لبناء علاقات إيجابية بنّاءة.
تأكيد أن الأمة الإسلامية وشعوب الأرض جيران على كوكب واحد، وأن الأصل في العلاقة هو السلم والتعاون وهذا لا يلغي حق الأمة في الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت للأخطار من الخارج.
بَيَانُ أنَّ الاستقرارَ المجتمعيَّ مَقْصَدٌ نَبَوِيّ، وأن الإصلاحَ يأتي دائماً مع الاستقرار، وأنَّ الصُّلْحَ مع الآخرينَ والتواصُلَ معهُم، يُتِيْحُ للإسلامِ حقَّهُ من الاستماع، ثم حقَّهُ مِن انتشارِ هَدْيِهِ في العالمَين.
ضرورةُ تجديدِ التعليمِ الإسلاميِّ الدينيِّ والشرعي؛ ليُواكبَ الواقعَ الإنسانيَّ الحالي بِصِفَةِ ذلكَ خُطوةً أساسيّةً على طريقِ تفعيلهِ؛ ليؤدّيَ دَوْرَهُ في تجديدِ حضارةِ الأمّة.
تشكيلُ فريقِ تفكيرٍ استراتيحيٍّ يكونُ نَوَاةً لمركزِ دراساتٍ استراتيجية، بحيث يتمُّ اختيارُ علماءَ في مجالاتِ المعرفة المختلفة، وعَقْدُ لقاءٍ أوّليٍّ في إحدى الدول الإسلامية العالمية في الوقت الذي تحدّده أمانةُ المنتدى.
تأسيسُ هيئةٍ تَعْمَلُ باستقلاليّةٍ إداريةٍ وذِمّةٍ ماليّةٍ خاصّة، تنخرِطُ فيها كلُّ القوى العلميّةِ والمجتمعيّةِ لمتابعةِ مُخرجاتِ الملتَقَياتِ والمؤتمراتِ التي تعالجُ موضوعَ تخلُّفِ الأمّة.
الإفادةُ مِنْ تُراثِنا الحضاريّ في قراءةِ الواقِعِ الذي تعيشُهُ الأمّة، ولا سيّما في تصالُحِها مع ذاتِها. والصدُّورُ في ذلكَ عن رؤيةٍ جديدةٍ يُعَمَّمُ نفعُها.
تأسيسُ جامعةٍ أو معهدٍ للوسطية، تكونُ أو يكونُ ملتقى للعقولِ والإراداتِ الخيّرة في الأمّة، ومركزَ إشعاعٍ لأبنائها وتنوير..
إنشاءُ موقعٍ إلكترونيٍّ للحوار، تُشرِفُ عليهِ إدارةٌ مكونةٌ مِنْ خُبَراءَ في تَقَنيّاتِ الاتصال، وعلماءَ متخصّصين في الشريعة وعلم الاجتماع، والفلسفة وعلم الكلام، وشتّى ألوانِ المعارِف.

أيها الأخوةُ المؤتمرونَ …

أيها الحفلُ الكريمُ …

إننا إذ نقدِّرُ ونبني على كل ماسبَقَ من جهودٍ ومبادراتٍ انطلقت من هنا وهناك ومنها “رسالة عمان” وما تبسطه من أسباب الرحمة والتسامح اللذين ذهب بها الإسلام إلى قصارهما من التطبيق الفعلي المشهود، فإننا نذكر كذلك ” بيان عمان الإسلامي ” في مؤتمرنا السابق الذي كان عنوانه “بين نهج الإعمار ونهج الدمار”، وفيه ما فيه من دعوةٍ لتكون مقاصد الشريعة الإسلامية مقاصد للإنسانية كلها.

 واذ نصل الى نهاية هذا البيان الختامي لمؤتمرنا هذا، فاننا نؤكد اشتماله  فوق ماتقدم على معطيات حميمة تتعلق بالروح الأخوية الحميمة التي هيمنت عليه  وبما انعقد خلاله من أواصر المودة بين المؤتمرين ، مؤكدين أنه كان خطوة في الاتجاة السليم الذي مضى المنتدى العالمي للوسطية أشواطا منظورة فيه ، وسائلين الله تعالى أن نلتقي في مؤتمر آخر قادم يكون لبنةً في البنيان وأفقا آخر في التبيان ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته