الحبيب الإمام الصادق المهدي: تفكك المعارضة ليس من مصلحة السودان

الإمام الصادق المهدي

 

تقرير الجريدة الثلاثاء 21 مارس 2017
الجريدة الثلاثاء 21 مارس 2017 العدد رقم 2057 الصفحة 4

 

حذر من دول تسعى للاستثمار في الجنوب ضد السودان

الثلاثاء 21 مارس 2017

قال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن تفكك الحركة الشعبية سيكون مؤذياً جداً إذا حدث مؤكداً إمكانية فتح حوار بينها والحكومة على أن يكون حوار استحقاقات، مشيراً الى أهمية الالتزام بما وقعته من التزامات.

الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق

ووصف خلال لقائه الصحفيين أمس عدم إنفاذ الحكومة لمطالب حتى مع من اشتركوا معها في الحوار فيما يخص الحريات وضبط جهاز الأمن بأنه قصر نظر سيجعل استجابة أطراف أخرى للحوار معه، مؤكداً أن تفكك الحركة والمعارضة ليس من مصلحة النظام ولا من مصلحة السودان، مشيراً الى أهمية الحذر في التعامل مع الحركة في ظل وجود عدد كبير من الحركات المسلحة الموجودة بالمنطقة وما أسماه انتشار ظاهرة البندقية المأجورة. ونصح رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي، النظام الحاكم بعدم الاحتفاء بالخلافات الاخيرة بالحركة الشعبية.

وقال المهدي في لقاء مع مجموعة من الصحفيين بمنزله امس، ان الحركة لن تسقط بسهولة لأن من عنده سلاح ولديه قضية سيبحث عن وسائل اخرى وسيجتهد في ذلك، وأضاف ان سقوط الحركة ليس من مصلحة النظام لأنها ستتحول الى شظايا، ونوه الى أن الافضل دعم موقف موحد لها للمساعدة في احتواء المشكلة في ظل انتشار ما اسماه نظام البندقية المأجورة.

وحذر رئيس حزب الأمة القومي من امكانية دخول الشرائح المسلحة في أي نوع من الاعمال العنيفة، حول واضاف: (هناك تركيز من الحكومة على ما يجري في الحركة، وهناك شماتة في بعض الكتابات ممن يراهنون على سقوطها) وزاد (التعامل لا يجب ان يكون بشماتة، والخلاف بالحركة ليس جديداً فالحلو وضعه لم يكن مريحاً فيها).

ودعا المهدى الى احتواء الموقف مع الحركة بأي شكل، ووصف اطلاق الاسرى مؤخراً بأنه (قيدومة ما بطالة)، ومضى (لكن هذا لا يكفي ولابد من ازالة الاسباب التي ادت الى الاسر)، وشدد على الحريات كشرط مهم لتحقيق ذلك، وطالب بعدم صدور التصريحات من قبل جهاز الامن الذي قال انه اصبح مركز قوة، وتمسك بأهمية صدورها من جهات سياسية لإمكانية مراجعتها، وذكر (لأن الامن عندما يقول لا فقد اغلق الباب).

وأكد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن جولاته بالولايات التي بدأها الخميس الماضي بولاية الجزيرة، تهدف لمعالجة الخلافات القبلية بين السودانيين، وقال أن الوعي الجهوي زاد في السودان في ال ۲۸ عاماً الاخيرة بصورة كبيرة
وتم استخدامه سياسياً على مستوي مسؤولين للمحافظة على مناصبهم، وأضاف (النظام سيرى بأم عينيه ما اذا كان ما ندعو اليه له سند شعبي أم لا).

وانتقد رفض السلطات إقامة الفعاليات الشعبية بالميادين العامة، وذكر أن التسييس شمل كل شيء في الدولة وأضر بالمؤتمر الوطني نفسه، ووصف هذه السياسة بالفاشلة لأنها أخذت من الوطني عدداً من القيادات، وردد (هناك من يعارض من الحزب الحاكم نفسه)، وتابع (من يأتي اليهم ليس لاقتناعه بهم، بل بحثاً عن التمكين)، وشدد على ضرورة مراجعة سياسة التمكين في الخدمتين المدنية والعسكرية والإدارة الأهلية.

وكشف المهدي عن حاجة ماسة للذرة في جنوب السودان تقدر بمليون طن وأن الأوضاع هناك تتجه الى مجاعة وقال إن العلاقات مع دولة الجنوب تحتاج الى مراجعة شاملة وأن حزبه سيقيم ورشة لبحث هذه المراجعة تبدأ بإيصال الدعم الغذائي لهم أولاً، مطالباً الحكومة بالإشراف على جميع المبادرات لتقديم الغذاء لهم. كما أوضح أنه سيساعد بإيجاد ممولين ومنظمات
لتوفير الاحتياجات المطلوبة مشيراً الى أن احتفاظ الجنوبيين باسم السودان وكثرة المؤمنين بينهم بأن الانفصال كان خطؤنا وأتى بتنائج عكسية سيساعد على تطوير العلاقات بين البلدين وحذر المهدي من دول تسعى للاستثمار في الجنوب ضد
السودان

وحول عدم استقرار العلاقات مع مصر قال ستظل الحالة قائمة طالما يعامل الإخوان المسلمون في مصر على أنهم إرهابيون وفي السودان على إنهم أهل بيت، موضحاً أن هذا هو الأصل في الخلافات التي تظهر دائماً في ملفات حلايب وسد النهضة
والتجارة بين البلدين وغيرها.

 

الجريدة