الحبيب الإمام الصادق المهدي يحكي لنا نُبذة عن الإمام عبدالرحمن المهدي طيب الله ثراه وأرضاه

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم

في شهادته على العصر يحكي لنا الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه عن جده أبو الإستقلال الإمام عبدالرحمن المهدي طيب الله ثراه وأرضاه. وقال بأن:- ” الإمام عبد الرحمن من الشخصيات التي لم تنل حظها الكافي من التقدير من كثير من الناس. والمدهش نفس الكلام الذي قاله توماس عني قاله هو أيضاً وأنا في سن التاسعة. لأنه يوماً ما زرته أنا وأمي في عيد فقال وقد وجدني لبست الزيّ الذي يلبسه الكبار، قال: مدهش يا صادق! يا رحمة، وهي أمي، ده الولد البسد مكانتي. أُمي بكَت، وقالت له: يا سيدي مكانتك إن شاء لله ما تخلا ولو بسفر، قال لها: هذا ما لا بدَّ منه. هناك أشياء كثيرة ممكن أذكرها كانت فيها علاقة بيني وبينه خاصة، خصوصاً مع أنه عنده أولاد غيري وأحفاد غيري، قال أنا سميته الصادق تنازلت له عن أحد أسمائي هو أصلاً اسمه عبد الرحمن الصادق، تنازلت له عن واحد من أسمائي. الشاهد الإمام عبد الرحمن شخصية عبقرية بكل المقاييس. “

وعن أهم صفة العبقرية فيه، قال الحبيب الإمام:- ” أهم ما فيها ونحن الآن نتحدث مثلاً عن الإمام الأفغاني، وعن الإمام محمد عبده، الإمام عبد الرحمن طبّق هذه المفاهيم في الواقع. هؤلاء نظّروا لكن هو طبقها، طبّق مسألة التوفيق بين التأصيل والمعاصرة، هذا في رأيي أهم إنجاز له.. “

وأضاف لنا الحبيب الإمام عن الإمام عبدالرحمن وقال:- ” كان مطلعاً، عصامياً في جمعه للمعارف والمعلومات. وقد كتبت دراسة سميتها «عبد الرحمن الصادق إمام الدين» عن الجوانب الروحية التي كثير من الناس لا يرونها. المهم الإمام عبد الرحمن نادى (بالاستقلال) وقاد الحركة الاستقلالية. وكثير من الناس في ذلك الوقت لوَّثوا سمعته، خصوصاً الصحافة المصرية، لأنها اعتبرت هذا خط الإنجليز، واتهم بهذا، ونال قسطاً كبيراً جداً من النقد، حتى أنَّ حسن أحمد إبراهيم، وقد كانَ رئيس قسم التاريخ (كلية الآداب) في جامعة الخرطوم. قال: أنا من خلفية حيث أهلنا يعتبرون السيد عبد الرحمن خان القضية، ودخلت في الوثائق لكي أؤكِّد هذه الحقيقة أو هذا الكلام.. ”
” (وقال): وجدت العكس تماماً. أنه ناور على الإنجليز وهزمهم بالمناورة. “

وحول زيارة الإمام عبدالرحمن إلى بريطانيا، قال الحبيب الإمام:- ” أولاً هو لمّا مشى لبريطانيا مرة واحدة في ذلك الوقت ضمن وفد من زعماء السودان بعثوهم ليهنئوا الملك بالنصر في الحرب العالمية أو الحرب الأطلسية الأولى. لكن نأتي للحقائق: هذا المؤرخ قال لقد دخلت في كل هذه الأشياء ووجدت أن السيد عبد الرحمن مع أني كنت أبحث عن مثالبه، وجدت أنه هو الذي استطاع أن يسخّر الموقف الإنجليزي لصالح هدفه، والعبقرية أنه مع أن الإنجليز في كل عهدهم كانوا يريدون طمس الأنصارية مرة واحدة، عندما خرجوا صار كيان الأنصار الأقوى في السودان، وحزب الأمة الأقوى في السودان. وهو قال في هذه الشهادة عن السيد عبد الرحمن أنَّ هذا الرجل بعدما توثقت أنا من هذه الحقائق يجب أن أعترف بأنه أهَم سوداني في القرن العشرين. وكنا نحن وآخرون بمثابة لجنة قومية، أقمنا ذكرى مئوية له في عام ۱۹۸٥ م أو ۱۹۸٦م.. (تصحيح: 1۹۹٦م).. جاء كل خصومه من المنطلقات والجهات المختلفة ليعترفوا بأننا أخطأنا في تقييم هذا الرجل وفي فهمنا لدوره. وقد انكشف تماماً كيف أنه كان يستخدم الإنجليز، لأنه عندما غيّرت الحكومة المصرية موقفها بعد الثورة في ۱۹٥۲م لبّى هو دعوتها واتفقَ معها.. والاتفاقية المصرية البريطانية فيما بعد كانت مؤسسة تماماً على اتفاقية المهدي/ نجيب. “

في ذلك الوقت الإنجليز أبادوا العائلة وهو نشأَ يتيماً فقيراً، لكنه بذكاءه إستطاع أن يكون ثروة، كما قال الحبيب الإمام: ” نعم هذا هو الذكاء؛ استطاع أن يعمل ثروة هو نفسه كتب عن تفاصيلها؛ هو جمع ثروة نعم ولكن المدهش صرفها كلها في العمل السياسي، يومَ مات كان الدين عليه يساوي الأصول، لو كانت جرت تصفية للمؤسسات لَما بقيَ منها قرش. كان العين والدين (متساويان). “

كان الإمام عبدالرحمن مديوناً، كما وضح الحبيب الإمام وقال:- ” لبنوك ولجهات مختلفة. من ذكائه، أن الإنجليز وحسب وثائقهم قالوا نحن نغض الطرف عن عبد الرحمن لكي تشغله الدنيا عن الدين، ولكي يهتم بالمسائل والقيم البرجوازية ويسيب القضايا السياسية. هذا كان تخطيطهم. فات عليهم أنه استخدم المال لأغراض سياسية. وبالتالي هم فوجئوا بأنَّ المال لم يلهه عن المقاصد الدينية والسياسية، بل مكّنه أن يستخدمه.. هو نفسه قال أنا بالنسبة للمهدية، والمهدية عندها هدفان أساسيان في ممارسة الدين: الجهاد في سبيل لله، والزهد. قال أنا أقبل هذا ولكني أعدت تفسيرها؛ الجهاد لا ينبغي أن يكون فقط قتالاً ولذلك ممكن يكون بالمال ممكن يكون بالنفوذ ممكن يكون بالمسائل المدنية. وهذا ما جعلني أتكلم عن الجهاد المدني أنه ممكن يكون بهذه الأشياء. وطبعاً في الإسلام هذا مفهوم. فكما قالت السيدة عائشة رضيَ لله عنها إنّ المدينة فتحت بالقرآن .فالجهاد لا يقف عند حد القتال. ثانياً فيما يتعلق بالزهد. الراتب فيه دعوة: ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيءٍ من الدنيا يا أرحم الراحمين، هو قال نعم المال لا نضعه في قلبنا يكون عندنا ركون ولكن نضعه في يدنا لكي نستخدمه مش يستخدمنا. “

*******

برنامج شاهد على العصر
الحلقة الثالثة