حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدى في (اخبار الوطن) المصادرة

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

قال عن مبارك الفاضل (التركي والمتورك).. وعن ابنه عبدالرحمن (الذي لم يهده الله ولا هدى به هذا شخص ما هدي!

ما حدث حبات من غيث سينهمر

النظام كاذب وعاجز تماماً.. والحقيقة أن الصفحة قلبت

عناوين المرحلة هي الاعتصامات والمواكب والعصيان المدني

ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء محطة من محطات أخرى ستأتي

السلطة في هذا النظام مركزة في قمته وكل الباقين (كومبارس)

الصفوف تمايزت من الآن فصاعداً

ضرب الناس في الميادين لأنهم خرجوا سيثيرهم أكثر

مبارك الفاضل يخلق مبررات للنظام حتى يستمر وينتفع به

النظام فقد صلاحيته والتصور لإيجاد حلول لمشاكل البلد

سياسات النظام خاطئة تدل على عدم وجود أي نوع من الاستراتيجية، بل انفعالات في غير محلها

الوضع الاقتصادي يمضي من سيئ إلى أسوأ

حوارـ هنادي الصديق/ ماجد محمد علي

الحراك السياسي والشعبي الكبير الذي شهدته العاصمة وبعض الولايات مؤخرًا والذي جاء نتيجة طبيعية للقرارات الاقتصادية الكارثية للحكومة، كان أحد إفرازات الوضع المحتقن أصلاً، ولكن ما يحمد له إفرازه للميثاق الذي طال انتظاره بوحدة أحزاب المعارضة بشقيها السلمي والمسلح تمهيداً للعمل المشترك الداعي لإسقاط النظام. رئيس حزب الأمة زعيم طائفة الأنصار الإمام الصادق المهدي كان في قلب الأحداث وهو يستنفر قواعده لمواصلة المدَ الثوري مع بقية الأحزاب ومتحدثًا باسم أحزاب المعارضة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأخيرة بدار الأمة عقب موكب الأربعاء بميدان الأهلية الشهير، (أخبار الوطن) كانت حضورًا وواصلت لقاء الإمام بمنزله صبيحة الخميس بحثًا عن المزيد من الحديث الذي لم يُقال، ووضعًا للنقاط علي حروف طال انتظارها خاصة مع تنامي حالات الغضب وسط المواطنين مع إرتفاع أسعار السلع عامة والخبز بصورة خاصة، ومع استمرار سياسة النظام لكبت الحريات ولتكميم الأفواه بمصادرة الصحف والاعتقالات وحالات ممارسة أسوأ أنواع العنف مع مختلف شرائح المجتمع والتي لم يسلم منها قيادات الأحزاب وحتى الصحافيين في سابقة تعد الأخطر في السنوات الأخيرة… معاً نطالع نص الحوار:

 

* الحراك الذي حدث في الشارع حراك طبيعي ومتوقع في ظل السياسات الطائشة التي كان نتاجها ارتفاع في الأسعار طال كل السلع وكل ما يحفظ الكرامة الانسانية، ما رأيكم فيما يحدث، وما تقييمكم لردود أفعال المجتمع الدولي والسفارات الأجنبية؟

بداية، للأسف غالبية أخبار الصحف نشرات لجهاز الأمن والمخابرات تخلو من الموضوعية ووضوح الرؤيا عدا أربعة أو خمسة أعمدة. ولا شك أن ظروف السودان الآن اتضحت فيها حقيقة أن هذا النظام كاذب يقول أشياء كثيرة ليس لها صلة بالواقع وهو عاجز تماماً، تحدث عن توفر الأمن وهذا غير صحيح أيضاً، يقول إن هناك انكماش لعمل الحركات المسلحة وهذا أيضاً عار من الصحة، والحقيقة أن هذه الحركات متخندقة وتعد لعمل مسلح، ونداءنا لهم بأن لا يتحركوا بأيَّة تحرك مسلح وأظنهم سيستجيبون، إلا إذا كان هناك ما يدافع عنه. لكن الجديد في الأمر والذي يجب أن يعرف هو أن النظام بسياساته الخرقاء أثار ضده عدداً من الدول المجاورة، ولا أدري إلى أي مدى ستنشط هذه الدول ضده، ولكن لا شك الآن أن الحدود الجنوبية والشرقية والغربية تعيش توتر سينعكس على الأمن السوداني، نعم أن هناك مشاكل في حلايب وسد النهضة لكن الأساس هو أن النظام السوداني محسوب أخواني.. وفي نفس الأخوان محسوب إرهابي. وهذا مصدر كل المشاكل وأي حديث غير ذلك فارغ.

انا التقيت مندوبين من حزب العدالة والتنمية ،حزب الرئيس التركي أوردغان، في إسلام آباد قبل شهر، وقلت لهم أن أوردغان نجح في التوفيق ما بين التوجه الإسلامي والعلمانية، لكن الحركة الإخوانية في مصر والسودان لازالت إخوانية بمفاهيم الإخوانية الحاكمية ومفاهيم سيد قطب)، وهي إذاً لم تحدث أي نوع من التوافق بين التوجه الإسلامي والفكر المدني، ولذلك من الخطأ أن يتبنى أوردغان المشروع الدولي الإخواني بشكله القديم الذي يحتاج لإعادة هيكلة ومراجعة.

 

*الرئيس التركي لم يفعل ذلك؟

ـ لم يفعل ذلك وجاء إلى السودان وكأنه مندوب للحركة الإخوانية العالمية، وهذا مستفز جداً للذين لديهم موقف من الحركة الإخوانية، ومن الخطأ جداً أن يرفع شعار رابعة حيث ما ذهب وحل وفي كل المناسبات، ويبن انتمائه لها دون حدوث أي مراجعات. لذلك الزيارة حملت العديد من الأخطاء، وكنت قد قلت للسفير التركي في الخرطوم أن على أردوغان أن لا يتبنى أعمال التركية السابقة والعثمانية والخديوية لأنها مكروهة جداً في السودان، وهي فترة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ونحن الآن بصدد التعامل مع تركيا الحديثة.

 

*لماذا ناشدت الحركات المسلحة بإعلان وقف إطلاق نار غير محدود؟

ـ ناشدتها لإعطاء الفرصة للعمل المدني.. وهناك جبهة متحركة. وهنا أؤكد أننا مع جمع السلاح من حيث المبدأ، لكن الحقيقة أن النظام هو الذي نشر السلاح بطريقة غير مسئولة وعشوائية، لكن يستحيل جمعه بكفاءة عالية لسببين إحداهما أن القبائل التي المسلحة لديها غبن وعداوة إن لم تنتهِ إلى مصالحات سيظل لديهم دافع لحمله، كذلك هناك كثير من مناطقنا الحدودية متاخمة لجهات مسلحة ومعادية يستحيل يسلموا أسلحتهم إذا لم يحدث إتفاق سلام عبر الحدود، إذاً جمع السلاح بدون مصالحات قبلية وسلام يستحيل تحقيق أهدافه، نعم هناك جمع بالآلاف لكن السلاح الموجود في هذه المناطق بالملايين.

في المجمل النظام يواجه عديد المشكلات وليست المشكلة الأمنية فقط، وليس هناك شك أبداً أن المسألة الاقتصادية تدل على حالة من الانهيار، ومنذ أن قيل إن العقوبات الأمريكية سبب المشاكل، فعندما رفعت العقوبات في “2017” كان سعر الدولار “18” جنيهاً وأثناء رفع العقوبات أصبح “28” وبعد الميزانية الفضيحة وصل “35” جنيهاً وهذا يعني أن الاجراءات المالية التي اتخذت لن تؤدي إلا لتفلت الأسعار. إن النظام الاقتصادي يمضي من سيئ إلى أسوأ.

 

* هناك دول طلبت من رعاياها توخي الحذر أثناء الحراك الجماهيري، كيف تنظر لردود أفعالها خلال الأيام الماضية؟

لماذا يقابل أي مسئول كبير من الخارج مسئولين من الدولة دون مقابلة رئيس الدولة؟

ـ هذا يدل على موقف إدانة واضح له وعقوبة. بالإضافة إلى أن أي دولة يذهب إليها هؤلاء القادة المتهمين تعتمد فصل للسلطات واستقلال القضاء سيقبض عليهم، وكاد يحدث ذلك في جنوب أفريقيا لولا حمايته من رأس الدولة وتهريبه عبر المطار الحربي، ولن تتوقف هذه الملاحقة فهي عقوبة أساسية.

ثم أن مديونية السودان وصلت أكثر من خمسين مليار دولار ومع إننا نملك حق إعفاء هذه الدين وفق برنامج عفو الدين للبلدان الفقيرة، فلن يتم ذلك إلا بعد أن يكون هناك تعامل إيجابي مع المحكمة الجنائية بعد موافقة “55” دولة بالإجماع وأغلبها أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية ونظام روما المؤسس لها.. لذلك لن تعفي الديون. كذلك هناك “63” قرار مجلس أمن أغلبها تحت الفصل السابع ولا يمكن أن يحدث تطبيع مع الأسرة الدولية ما لم تعالج هذه المسائل.

هناك رغبة لدى الدول الغربية أن يجند السودان ليساعد في عملية الهجرة غير القانونية وفي عملية الإرهاب، لكن هذه الرغبة محدودة القياس لأن بتلك الدول برلمان ورأي عام تحرص على وجود حرية أديان في السودان وحقوق إنسان وحريات صحفية وعامة، لذلك لن تستطيع تلك الدول أن تطبع العلاقات، ومهما كان هناك من حديث مع النظام السوداني سيظل محدود الهدف والغاية ولن يبلغ مرحلة تطبيع العلاقة، خاصة وأن السودان لازال في قائمة الإرهاب، وعلى سبيل المثال لن تستطيع أي شركة أمريكية الدخول في عمل حقيقي مع السودان ما لم يرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

 

* هل يعكس ذلك طبيعة علاقات دول الغرب مع النظام؟

ـ هناك حديث مستمر بأن السودان يضطهد حرية الأديان، وهناك إحساس بأن السودان به اضطراب، لذلك يمنعون رعاياهم من زيارة السودان، فأي نوع من التطبيع سيحدث في ظل كل تلك الحيثيات؟.

أكبر إهانة أن تأتي وفود إلى السودان دون مقابلة رأس الدولة، وكانت أكبر إهانة عندما قالوا له لا تأتي إلى قمة الرياض وأرسل الفريق طه. يستحيل عليهم أن لا يفهموا هذه الرسائل المهينة التي تقول: (أنتم قيادة ملاحقة جنائياً ولا يمكن تطبيع العلاقات معكم)، وما زاد الطين بلة في شأن العلاقات الخارجية اتجاه النظام إلى إنشاء علاقات محورية، وما قاله الرئيس البشير للرئيس بوتن حول حمايته من أمريكا وإنشاء قاعدة عسكرية مسيئ للسودان، ولا يمت لمصلحة السودان بصلة. وذات الأمر ينطبق على زيارة أوردغان لسواكن وبورتسودان، فتطوير سواكن جيد لكن يجب أن يكون وفق قانون يحفظ الحقوق والواجبات والسيادة، وكذلك ما سيقوم به السودان وفي إطار ذلك تأتي الدعوة والترحيب لما ستقوم به تركيا في المجال السياحي، ذلك حتى لا يظهر السودان وكأنه أعطى (كنتون) لتركيا في شرق السودان تفعل بها ما تشاء. كما أن المجال العسكري يأتي معه الخصوم، وأن تعطي أي جهة تسهيلات عسكرية تلقائياً تدعو خصومها بأن يكون لهم موقف مضاد. وكل هذا سياسات خاطئة تدل على عدم وجود أي نوع من الاستراتيجية بل انفعالات في غير محلها.

 

*كيف تعلق على دفاع الحكومة عن ميزانيتها التي اطلقت الغلاء؟

لقد حمل المسئولية للتجار وقال إنهم جشعون، كيف ذلك وأنت رفعت سعر الدولار الجمركي 300% وهو ما سينعكس على أي سلعة مستوردة، وأصدرت قرارات غرائبية جداً ستنعكس كلها على الأسعار، كيف بعد كل ذلك تعلق شماعة أخطاءك على التجار الذين يواجهون هذا الموقف، بعد إرتفاع سعر الدولار عشرة جنيهات دفعة واحدة بسبب هذه الميزانية، كل ذلك سببه الاجراءات الخرقاء المستمرة، التي أوضحت أن النظام فقد صلاحيته وحتى التصور لإيجاد حلول لمشاكل البلد.

 

* كيف تفسر تصدي السيد مبارك الفاضل للانتقادات الموجهة للميزانية حتى من خبراء الاقتصاد والوزراء السابقين في الحكومة؟

هناك مثل سوداني يقول: (التركي والمتورك) هؤلاء المتورك الذين يشعرون بأنهم شغلوا مناصب بدون أهلية، وليس لديهم أي شيء يفعلوه ويخلقوا مبررات للنظام أن يستمر وينتفع به، فهناك أشخاص من المؤتمر الوطني قالوا: (سنجري تعديلات على الميزانية والمؤتمر الشعبي كذلك صرح بذلك)، وهم أبناء عمومتهم، فكيف لأبناء الحلة ذوي الاتجاهات الفكرية المضادة أن يزايدون على ذلك ويقولوا لن نغير حرف في الميزانية؟ وهذا كله في اطار (المتورك) الذي يريد إثبات فائدته لهم، وهو في أصل أدخل في الحكم كجزء من المكايدة لنا ليس لأي شيء آخر، ويعتقد الحزب الحاكم أنهم سيخلقون لنا زوابع لكنهم سيخلقون لهم زوابع أكثر.

 

* على ضوء ما حدث في الخرطوم وأم درمان وبناءً على ما أعلنته قوى المعارضة، ماذا بعد؟ وهل من برنامج عمل محدد؟

لابد من استمرار التصعيد خاصة وأن الحكومة أثبتت مدى خوفها، رغم تصريحاتهم الكاذبة بأنهم غير قلقين لما يحدث وهذا ظهر من خلال اعتقالات الذين ظهروا هناك، وأغرقوا الميادين بالمياه التي سيتحركون منها، وبذلك أبدوا تصرفات منزعجة لأنهم يعلمون بسقوط حبات من الغيث الذي سينهمر، بالإضافة إلى أن ناس النظام شعروا بأن الشعب لن يعفي لهم ما فعلوه لذلك لا يريدون اعطاءهم الفرصة للتعبير حتى تقلب الصفحة والحقيقة أن الصفحة قُلبت.

 

* وماذا بعد؟

أهم خطوة تمكنت المعارضة توحيد صفوفها، ومن خرج كان يمثل كل الناس، وناشدنا المعارضة في الخارج الإلتزام بوقف إطلاق النار بدون شروط وإعطاء الفرصة للعمل المدني، وكذلك انضمام جماهيرهم والمشاركة في العمل المدني. هناك تخطيط لاستمرار التصعيد في العاصمة والأقاليم وفي الخارج أمام السفارات السودانية، وتقديم مذكرات تحتوي على كلمة واحدة (فشلتم سلموا السلطة للشعب)، عبر آليات ديمقراطية، إن ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء محطة من محطات أخرى ستأتي، ولاشك أن ما ظهر في المؤتمر الصحفي من إصرار وعزيمة، وضرب الناس في الميادين ليس لشيء سوى أنهم خرجوا سيثيرهم أكثر، ومن جهة أخرى تدل على خلعة وصدمة وجزع النظام.

 

* وتيرة القمع تثير الإنتباه ولم يراعوا حرمة النساء ولا الشيوخ ولا الأطفال، من خلال خبرتكم هل يمكن لهذا القمع إيقاف حراك الناس؟

بالعكس ما أظهره النظام من فزع وجزع يشجع التصعيد وسيحدث، المؤتمر الصحفي عقد بعد المشهد القبيح والقاسي جداً، وناشدنا القوات النظامية أن يتعاملوا مع شعب هم أبناؤه، فضلاً عن أنهم يضربون أناس يحتجون احتجاجاً سلمياً، وأوصينا الناس بأن لا يحدثوا تخريباً مهما تعرضوا للضرب.. والتزموا بذلك، هم مدنيون لا يحملون سلاحاً لكنهم مصممون وسيستمر كذلك، وحتى الذين يحملون سلاحاً التزموا بعدم استخدامه.

النظام صرف أموال البلاد في تدريب وتخريب وتسليح ناس غير نظاميين ليضربوا الناس، ونريد إبطال قيمة هذا الإجراء والخروج بصورة مدنية مصممة شعارات معينة، وقد نجح العمل المدني في كل بلاد العالم، بتصميم وعمل موحد واضح الرؤيا مدني.

 

* كانت هناك دعوات ضمن برنامج عمل للمعارضة يبدأ بالمقاطعة، مقاطعة الشعب لبعض السلع وأيضاً مقاطعة الجهات المملوكة بشكل أو بآخر للنظام؟

هناك عناوين كثيرة، عنوان الاعتصامات، عنوان المواكب، وعنوان العصيان المدني. وستكون هناك برامج تحدد هذه العناوين وستبرمج لتنقل من العاصمة إلى كل الأقاليم، ومن السودان إلى خارجه، وسيكون هناك موقف شامل لرفض هذا النظام والمطالبة بنظام جديد بوسائل نحرص أن تكون سلمية.

 

* انشغلت وسائط التواصل الاجتماعي بتناقل أخبار غير موثوقة بأن المؤتمر الوطني يعد لتغيير حكومي ووجود خلاف أجنحة وسط المنظومة الحاكمة، هل هي محاولة لإلهاء الناس أم ماذا؟ ثم هناك من يدعو الفصائل المختلفة التي خرجت من حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي للانشقاق والخروج ومن بينهم السيد عبد الرحمن المهدي؟

الموضوع بسيط جداً، السلطة في هذا النظام مركزة في قمته وكل الباقين (كومبارس) دخلوا المسرح أو خرجوا لن يؤثروا لا من بعيد أو قريب، وعلى كل الذين تعاملوا مع هذا النظام عليهم تحديد موقفهم، لأن هناك فئتان واحدة غرقت السودان وأخرى تريد انقاذه من الغرق، وعليهم أن يقرروا، والقضية لا علاقة لها بالأسماء، ود المهدي وغيره، غير أن المهدية إذا أردنا التحدث عنها هي دعوة وظيفية، وظيفتها شخص قوي هداه الله وهدى به، والذي لم يهده الله ولا هدى به هذا شخص ما هدي، وبالنسبة للأسرة أنت مهدي أم ما هدي؟، وللآخرين أنت مع المنقذين أم الغرقين؟ وأعتقد أن الصفوف تمايزت من الآن فصاعداً.

ووصلتنا دعوة من أمبيكي بشأن خارطة الطريق التي مزقت وبصدد النظر فيها وإتخاذ قرار بشأنها، خاصة وأننا نعتبر أن النظام قتل الحوار الوطني.. وأقول تاني إننا سندفنه، لكننا سنستفسر عن الآلية وما هو الجديد، ولا شك في أن النظام قتل الحوار لأنه اعتبره استحقاقاته وذهب في حوار المدجنين ونحن لسنا طرفاً فيه، وسننسق مع كل الأطراف للرد لأننا لا نريد خسارة الأسرة الدولية، خاصة وأننا بدأنا خسارة الأسرة الأفريقية، ولا الأسرة الدولية في اطار قراءة مع هذا النظام، لكن سنرى الكيفية التي سيرد بها على هذه الدعوة.

 

* وماذا عن ما يثار حول الخلافات داخل أجنحة السلطة؟

لا شك في أن كثير من الأحزاب شاركوا بهدف الإصلاح الذي وعدوا به، وتأكدوا الآن أنه ليس هناك إصلاح، وأظن أن جماهيرهم ضد القرارات التي صدرت من هذه الحكومة بشكل كبير جداً ماذا يفعلون يخسرون الجماهير أم الحكومة، وأرى أن الذين لديهم شيء من شعبية سيخسرون الحكومة لكن الوضع الآن واضح تماماً وكل من دخل حكومة الوفاق دخلوا بأمل أن هناك إصلاح وتغيير وحريات، ورأينا بأم عينينا ما حدث في يومي الثلاثاء والأربعاء بشأن الحريات، حتى الصحف التي أهملت ما حدث. وإذا ذهبنا وأعطينا جهاز الأمن مهمة تحرير صحف الخميس لن يبرع في تحريرها مثل ما فعلت الصحف. فقد أغفلت الحديث عن الميادين التي أغرقت بالمياه وضرب الناس واعتقال الزعماء، وكان هذه الأحداث حدثت في المريخ أو عطارد لا شك في أن هناك قمع.

 

* قيادات المعارضة كانت موجودة في الشارع هل سيستمر هذا الوضع، خاصة أن ثمن ذلك التواجد كان غالياً بعد أن تعرض بعضها لاعتقالات؟

هذه الاعتقالات لها قيمتها، وعند اعتقال أمثال هؤلاء تجير على نفسك وتدينها بأنك نظام قمعي، ومثل هذه الاعتقالات ستضرهم ضرراً بليغاً جداً ولن تنفعهم أمام المجتمع الدولي، وأريد أن أنصح الناس بعدم الانسياق والالتفات للحديث عن حروب خارجية، ويجب أن يتمتع السودان بعلاقات طيبة مع كل دول الجوار، ويجب تجنب أي نوع من المحورية والقواعد العسكرية لأي جهة خارجية لأنها تجر نحو السودان مصائب كبيرة جداً و(السودان الفيهو مكفيهو)، لذلك أنصح بعدم الالتفات أبداً لمثل هذه الأحاديث التي ستشغلهم عن معاركهم الحقيقية مع النظام إلى معارك وهمية مع الغير.

 

* تتمتعون بعلاقات تاريخية جيدة مع أغلب دول الجوار هل يمكن أن تتحرك في وقت ما، من أجل منع دخول السودان في أي مغامرة؟

هذا ما سنفعله، وسنتحرك بكل الوسائل وأن لا ينصتوا لحديث الجهات المسئولة التي هي غير مسئولة في الأساس وتريد توريطنا ويرى الشعب غير ذلك، وعليهم الانصات للشعب، يتحدثون عن المشاغبة والحكومة هي أكبر مشاغب وتصرف الناس عن الأولويات الصحيحة

أخبار الوطن

حوار الحبيب الإمام الصادق المهدي مع صحيفة أخبار الوطن