خطاب بالاستقلال

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

حزب الأمة القومي..

الاحتفال بالاستقلال..

دار الأمة في 6 يناير 2012م..

 

كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي..

قولوا معي:

لا استقلال بلا حرية

 لا استقلال بلا معيشة

 لا استقلال مع العطالة

 نظام جديد لسودان عريض

 الأجندة الوطنية طريق الخلاص

 الجهاد المدني لا العنف خلاص الوطن

 السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل ربيع السودان

 يا طلاب الحرية اتحدوا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي

 مع حفظ الألقاب لكم جميعا السلام عليكم ورحمة الله،

الدولة السودانية المستقلة كانت الأولى في التاريخ، ثم تعاقبت على السودان حضارات ودول مستقلة، ثم في العهد الحديث كان استقلال السودان مرتين: في عام 1885 و1956م.

الاستقلال له استحقاقات إذا لم تتوافر ضاع جوهره. الاستقلال لا بد تكون فيه:

 ‌أ- سيادة كاملة حفظتها النظم الديمقراطية،

‌ب- وحدة الأراضي الوطنية، حفظتها كذلك النظم الديمقراطية،

‌ج- رضا الشعب عن الحكام، حفظته النظم الديمقراطية.

‌د- احترام وكفالة حقوق الإنسان وكفلته النظم الديمقراطية،

‌ه- الأمن وحفظه النظام الديمقراطي،

‌و- علاقات دولية سوية حفظتها النظم الديمقراطية.

وكل هذه المعاني ضاعت مع النظم الاوتقراطية الاستبدادية.

جماعة الإنقاذ تصدوا بالانقلاب، وهو وسيلة باطلة في تحقيق السلطة، وأضاعوا الوحدة الوطنية ففقدنا جزءا عزيزا من الوطن، وشوهوا ديباجة الدين حتى ربطوه بالقهر، وضيعوا حقوق الإنسان، واستعدوا العالم على السودان. وإذا أطاح السودانيون بهذا النظام عن طريق ثورة فإن المساءلة سوف تطال كل الذين قاموا بهذا العمل لأن السودان الآن صار نتيجة لهذه الاعمال مندفعا نحو الهاوية.

 قالوا ممكن إنقاذ السودان بعد 23 عاما من الإنقاذ بحكومة عريضة. كل هذه المحاولات لا تجدي، أهلنا في دارفور يقولون: “الطين في الكرعين ما ببقى نعلين”.

 ومؤخرا جاءتنا أخبار أن حزبا من الأحزاب يريد عمل انقلاب، وهذا الاتهام باطل ليس لأننا نعرف نوايا ذلك الحزب، ولكنه باطل لأنه حزب عاجز لا يستطيع أن يعمل شيئا، كل مرة يصيح: الذئب الذئب هجم الذئب، النمر النمر هجم النمر.

 لماذا تروج “الإنقاذ” لذلك الكلام؟ إما أن النظام يريد أن يشيع تلك الأحاديث لتحقيق وحدة صفه أمام خطر قادم نحوه، أو أنه يريد أن يكون هناك انقسام في صفوف المعارضة. لكنا نقول كل كلام عن أن هؤلاء الجماعة يريدون عمل انقلاب بطلانه أنهم غير مستطيعين، والمهم في هذا الموضوع نحن مهما كان نطالب بإجراءات عدالية لو كان هناك من لديه تحضير أو تدبير لعمل كهذا لا بد يحاكموا وإلا يطلق سراحهم جميعا ونحن لا يمكن نقبل عدوان على حقوق الإنسان بدون عدالة ناجزة.

 صحيح إن هذا الحزب يزعجنا بتخرصات شديدة، ولكننا نقول: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[1] ولذلك فشغبهم هذا لا يمنعنا من أن نطالب بضرورة أن يعاملوا بالعدل، فحديثنا هو المطالبة بحقوق الإنسان كل الإنسان سواء أكان موافقا لك أم مخالفا.

 أخوانا في هذه الجماعة – المؤتمر الشعبي- كل مرة يشيعون اتهاما لحزب الأمة إنه يريد المشاركة في الحكومة وإن “عنده كلام وكلام تاني”. هم أنفسهم يعرفون إنهم أرسلوا لنا إننا نريد عمل انقلاب فاشتركوا معنا في انقلاب “الإنقاذ” ولكننا رفضنا، والأهم من ذلك أن رئيسهم حينما كان في الحكم عرض علينا أكثر مما يعرضه علينا ناس “الإنقاذ” الآن ورفضنا، لأننا قلنا إننا لسنا مستعدين أن نشترك في إذلال الشعب، حينما كانت الإنقاذ “سكينة حمرا وبتضبح” وكانت تخيف ولديها وحدة صف، رفضنا تلك العروض، والآن وبعد أن صار لديها هامش حرية فهل نفرط في مبادئنا وحقوقنا؟ هذا كلام فارغ وكان يفترض أن يكونوا أول من يعرف ذلك، ولكن للأسف الشديد، اتق شر من أحسنت إليه.

 لماذا تعطي قيادة الشعبيين انطباعا بأنها تهم بعمل شيء في صيحاتها: النمر النمر الذئب الذئب؟ هناك تفسيران، إما لأنهم يتوقعون عاصفة قادمة ليس لهم طرف فيها، مثل واحد يتوقع هبوبا قادمة فيجلس تحت “النبقة” ليقع له “النبق” ويلتقطه، فهم يتوقعون العاصفة ويتأهبون لالتقاط الثمر، أو أنهم يعتقدون أن أحاديثهم تستفز ناس “الإنقاذ” فيعتقلونهم وهذا الاعتقال هو نصيبهم من الكفاح. المناضل لا يقول اقبضوني بل يتجنب القبض ليناضل، ولكن مبلغ كفاحهم أن يقبضوهم، إني لم أر قيادة سياسية تستجدي القبض وتستجدي الاعتقال، ولكن تقريبا هذا هو مفهومهم للكفاح وللأسف جماعة الإنقاذ دائما يستجيبون لهم كلما قالوا كلمة النمر والذئب، يقبضونهم.

 نقول لهم يا إنقاذيين، وكلاهما إنقاذي، نحن نطالب بكلام حقاني إذا وجد دليل على ضلوعهم فيما ذكرتم فأطلعوا الشعب السوداني عليه وحاكموهم، وإذا لم يوجد دليل فأطلقوا سراحهم، ولا داعي لاعتقالات تعطي انطباع بان هناك كفاح وليس هناك كفاح وأن هناك تضحية وليست هناك تضحية. فهذا النوع من النهج ليس صحيحا.

 وبالمناسبة، لقد كنا نحن من أقنعنا كل فئات فصائل المعارضة أن يقبلوا أخواننا هؤلاء، لأنهم كانوا غير مستعدين للجلوس معهم، والآن وبعد قبولهم جاء مهندسو الشمولية الآن يريدون أن يعطونا درسا في الديمقراطية، نحن لا نسمح بذلك. ناس معمّون في الشمولية ومخولون فيها فكيف يعطونا درسا في الديمقراطية؟ وكل الذين اعتقلونا وهم شموليين ونحن ديمقراطيين لا نسمح بأن يعطونا درسا في الديمقراطية.

 ولو صارت هناك مساءلة عن جرائم فالجرائم لم تبدأ عام 2000م بل منذ 89 وفيها ما فيها: قتل الـ 28 ضابطا بدون مساءلة، والشهداء الثلاثة: مجدي محجوب، وجرجس بطرس، واركانجلو اقادو، أعدموهم لأنهم وجدوا عندهم عملة ملكهم، وهذه جرائم كبيرة جدا ولو بدأ التحقيق والمحاكمة والتجريم فكلهم في صف واحد.

 نقول لأخوانا في الإجماع الوطني، للأسف الشديد بعض الناس فسروا كلامنا الذي فيه نقد للمعارضة وهو نقد ذاتي، بأننا ضد المعارضة نحن لسنا ضد المعارضة ولكن ضد المشاغبة بالمعارضة نريد عملا فاعلا لأن البلد في خطر ونريد لها مخرجا.

 5. بعض الناس فسروا مقولاتنا حول المعارضة فهماً انتقائيا على أساس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ)[3] بدون إكمال الآية، ساعدعم على هذا الفهم جهتان: إعلاميون انقاذيون يريدون تفرقة كلمة خصومهم,. و المعارضون اللفظيون أصحاب العنتريات. فكلامنا يروى روايات مختلفة وكلامنا الحالي نفسه سوف يروى روايتان مختلفتان. رواية الذين يقفون مع النظام يقتبسون الكلام الذي يعتقدون أنه “يكاوي التانين” ليفرقوا الصف، وهؤلاء كاليتيم “ما بوصوه على البكا” يسمعون ذلك الكلام فيبكون. وهذا خطأ كبير.

لذلك نقول بوضوح تام لئلا يشكك الناس في موقفنا من المطالبة بنظام جديد. فنحن الذين تصدينا لإبطال مزاعم النظام الإسلامية بنجاح. ونحن الذين خاطبنا ثورات الربيع العربي ذات التوجه الإسلامي وقلنا لهم ونقول لهم نحن نرحب طبعا بهذا الربيع العربي، لأننا في كل هذه البلدان: في مصر مبارك ومصر وفي ليبيا القذافي وفي كل هذه البلدان كنا نبشر بالديمقراطية والاوتقراطية قائمة، ولذلك نحن مرحبين جدا بهذه الثورات العربية ونعتقد أنها لن تقف، صحيح ستكون هناك مقاومات لكنها لن تقف إلى أن يعم هذا الربيع المنطقة كلها. ونقول لهم كلهم نحن ندرك أنه نتيجة لظروف موضوعية سيكون هناك توجه اسلامي وتيار اسلامي مع الديمقراطية ولكن أمامكم نموذجان: النموذج التونسي للاقتداء والنموذج السوداني للإقصاء. لا بد من التعلم من هذه التجارب لأنها مهمة جدا.

 الديمقراطية ستأتي بالإسلام، والإسلام محتاج لاجتهاد، وفيه دروس كثيرة ونحن الآن بصدد مؤتمر يعقد من منطلق منتدى الوسطية العالمية لنقول فيه ماذا يعني نظام ديمقراطي بمرجعية إسلامية؟ وماهي الدروس المستفادة من التجارب المعاصرة: إيران، باكستان أفغانستان، السودان تركيا ماليزيا، إندونيسيا غزة ؟ كل هذه الدروس يستفاد منها والمهم هناك نموذجان واضحان واحد للاقتداء وآخر للإقصاء: أبيض وأسود.

 نحن لسنا محتاجين لذكر العمل الذي نقوم به لكن ما دام لقينا مشوشين لا بد نقول ما قمنا به:

  •  نحن من احتضن قضية المزارعين بصورة علمية عبر ورشة عقدت هنا في دار الأمة وبعد ذلك تكون تحالف المزارعين. نحن حزب الأمة من قمنا بهذا العمل.
  •  ونحن الذين اهتممنا بقضية المناصير وعقدنا ورشة في دار الأمة هنا وأوضحت هذه الورشة أيضا أسس قضيتهم ونحن نؤيد مطالبهم العادلة، وحزب الأمة بصدد أن يرسل وفدا لزيارتهم لدعم موقفهم الحالي وللعمل على حل هذه القضية العادلة بعدل.
  •  ونحن الذين أيدنا اعتصام الطلبة ونقول إن مطالب استقلال الجامعات واستقلال صناديق الطلبة والاعتذار عن اقتحام الداخليات مطالب مشروعة.
  •  ونحن الذين عقدنا ورشة أساسية في دار الأمة لدراسة وثيقة هايدلبرج وتقييمها بالنسبة لحل قضية دارفور، وحددنا الصحيح والخطأ وما يجب عمله ودعونا لها كل عناصر دارفور في كل الأحزاب السياسية، ونفس الشيء حينما وقعت وثيقة الدوحة عملنا لها تقييما أساسيا وخاطبنا جميع الأطراف حتى الأخ التجاني السيسي انتدبنا له الأمين العام ليقول له إننا نرحب بوثيقة الدوحة ولكنها ليست كافية ولا بد من تجاوزها بأسس معينة ما فيها وما لها وما عليها، وكنا وحدنا من صغنا موقفا شعبيا قوميا من و وثيقة الدوحة.
  •  ونحن من قمنا بصياغة الموقف الاقتصادي الصحيح وعقدنا مؤتمرا اقتصاديا قوميا دعونا له كل الخبراء والقوى السياسية ليقوموا بتشخيص قومي لعلة الاقتصاد السوداني ويكتبوا روشتة قومية لعلاج القضية الاقتصادية ونعتقد أنه طال الزمن أو قصر لا حل لها إلا عبر هذا التشخيص وهذه الروشتة.
  •  ونحن الذين عقدنا ورشة خاصة للدستور ودرسنا كل المشروعات الممكنة لعمل رأي عام قومي من أجل الدستور الجديد لسودان عريض وطرحنا هذا الفكر واضحا وعملنا استقطاب رأي عام في هذا الصدد.
  • ونحن الذين نقوم بحشود تعبوية من أجل الاجندة الوطنية في السودان وخارجه، وفي الخرطوم وخارجها.
  • ونحن الذين خاطبنا الأسرة الدولية: الأوربيين والأمريكان والأمم المتحدة من أعلى المستويات في أمرين: الاعتراف بأخطائهم في سوء هيكلة وحصلية اتفاقيات السلام فهي لم تأت بسلام ولا وحدة ولا ديمقراطية: إذا ما الجرح رم على فساد تبين فيه تقصير الطبيب، وقلنا لهم إنكم مسئولون من الحالة التي صار إليها السودان. ومن هذا المنطلق قلنا لهم إن أهل السودان يطبخون طبخة قومية فيها المخرج، ونطالبكم في المرحلة القادمة الاستعداد لدعم ما يتفق عليه أهل السودان قوميا بشأن مصير البلاد. وقلنا لهم بوضوح إن الااستقرار في الجنوب بدون الشمال غير ممكن، واستقرار الدولتين جزء لا يتجزأ من بعضه، والسودان لا بد له من مخرج يحقق التحول الديمقراطي الكامل والسلام العادل الشامل.

هذا ما قمنا به ولكن المعارضين اللفظيين لم يعلموا 0.001 من هذا العمل.

6. والآن دعنا من هذا الماضي نقول نحن نعمل من أجل نظام جديد مفرداته حسب الأجندة الوطنية هي:

  • دستور انتقالي جديد. غير الدستور الانتقالي الحالي.
  • دستور دائم لسودان عريض.
  • علاقة خاصة بدولة الجنوب. نحن منزعجون جدا من التوتر القائم بين دولتي السودان الآن ولو قامت حرب بينهما ستكون من أسوأ الحروب وستضيع قضية التنمية والإصلاح والاستقرار في البلدين.
  •  حل لمسألة دارفور يتجاوز الدوحة ويشمل الآخرين وسنقوم بالاتصال بكل الرافضين لنتفق على كلمة سواء لإيجاد سلام في دارفور.
  •  سلام عادل فنحن وراء سلام عادل وسنتصل بكل الأطراف المعنية في الحروب القائمة للوصول لسلام يعطي أهل المناطق الثلاثة في أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق حقوقهم المشروعة ضمن وحدة الوطن.
  •  كفالة الحريات العامة، ومفوضية قومية مستقلة.
  • إصلاح اقتصادي جذري وفق توصيات مؤتمرنا القومي.
  • تعامل واقعي مع المحكمة الجنائية. ولا بد من هذا التعامل الواقعي، وقد اشركنا كل الأطراف الدولية في هذا الكلام لأنهم أصحاب مصلحة في استقرار في السودان وتوفيق بين الاستقرار والعدالة.

 والنقطة الأخيرة: هيكل جديد من أعلى القمة إلى القاعدة لإقامة دولة الوطن في مكان ومقام دولة الحزب.

هذه هي الأجندة الوطنية وكل إنسان وطني سوي سوف يقبلها بدلا عن انتظار الهبوب لالتقاط “النبق”، ولا بد نفكر بمنطق أن نكون فاعلين ولا ننتظر أن نكون مردوفين.

 وسوف نخاطب كافة القوى المدنية، والمطلبية، وقوى المقاومة الحية، نخاطب القوى الحية في المجتمع ولا يمكن أن ننتظر حقيبة السياسة حتى تصحو من متحفها، وذلك للاتفاق على الميثاق البديل للنظام الجديد.

 والوسيلة هي الجهاد المدني. أما الذين يتكلمون عن العنف فلو صار خيارنا فإن من المؤكد أن تربيتنا كلها جهادية ولو صارت الطريق الوحيد ليست هناك صعوبة من المشي في هذا الخط، لكننا نرى أن هذا الخط خطر على السودان فهو عن طريق العنف سيدمر، ولذلك نبحث عن حل باليد وليس بالسنون، فنحن لا نسير فيه ليس لأننا خائفون وتربيتنا كلها قتالية، مدائحنا كلها تعبوية، وصلاتنا كأنها صف قتالي تكبيرتنا متحدة، والتربية الجهادية لدينا قريبة ولكننا نرى في العنف خطرا على السودان وأن المصلحة في وسيلة غير العنف.

 7. أما حلفاؤنا في المعارضة فقد خاطبناهم، من يريد أن يحالفنا منهم ومن يريد أن يخاصمنا ونقول لهم مجددا:

يجب الاتفاق على البديل (الأجندة الوطنية) ومطروح لهم أن يعدلوها وهي الأجندة التي نعبئ بها الشعب.

وخريطة طريق لإقامة النظام الجديد.

نظام محكم للمعارضة، يجب الاتفاق على هيكل محكم فلا يسمح لأي شخص أن يعلن ما تمليه أهواؤه. لا يمكن في كل مرة باسم المعارضة واحد يصرح سنسقط النظام في 24 أو 48 ساعة بل يتحدث الناس بلغة مشتركة ووقف الكلام بطريقة منفلتة.

وميثاق يضبط حركتنا.

ويجب الاتفاق على برنامج عمل بموجبه نعمل تحركا واسعا دعما للأجندة الوطنية بوسائل حركية كلها: إمضاءات، وتوقيعات، واعتصامات وكلها ما عدا العنف لأننا شهدنا نتائج العنف في السودان. فنحن بحاجة لنضال/ جهاد مدني يتناول كل الوسائل ما عدا العنف لأن القوى الناعمة هي السلاح الأمضى في هذه الظروف. كل الثورات العربية أكدت هذا المعنى ونحن سنمضي في هذا الخط وهو استخدام القوى الناعمة لاستخلاص حقوق الشعب.

يجب الاتفاق على اسم جديد فالتسمية بقوى الاجماع لم تعد واقعية وتثير ضدنا السخرية. معقول أن يكون اسمنا الإجماع وقد سميناه لأنفسنا حينما كنا في جوبا حينما كانت هناك فكرة الإجماع ولم يتم الإجماع؟ الآن ينبغي أن نسمي نفسنا باسم آخر: إما جبهة استرداد الديمقراطية، أو الجبهة الوطنية المتحدة أو أي اسم آخر غير الإجماع لأنه حقيقة ليس هناك إجماع ولا داعي لأن يكون الاسم على غير مسمى. مثل واحدة تسمى جميلة وهي ليست كذلك. أو كالجاحظ وكان قبيحا فجاءه زائر وسأل خادمه أين هو؟ فقال له تركته يكذب على ربه فهو ينظر للمرآة ويقول الحمد لله الذي أحسن خلقي. يجب أن نوقف حالة الجاحظ هذه ونسمي أنفسنا بواقعنا وليس بغيره، هذا يطرح تسمية جديدة توافق الظرف الذي نحن فيه.

هذا السبيل لم يعمله (الصادق) بل درسته وقررته أجهزة حزب الأمة وسنمضي فيه بحزم.

ونقول لجماعة الحكومة العريضة من أمثال أهلنا في دارفور: الطين في الكرعين ما ببقى نعلين. ونقول لأخوانا اللفلظيين (ناس الذئب): ألمي حار ولا لعب قعونج.

نحن أمام خطر يواجه السودان وسنعمل بالاتصال مع كل القوى الحية لنحقق هذا الهدف ومع كل ما نقوله عن الآخرين لن نقاطعهم حتى ناس (الذئب الذئب) لأن واجبنا نلم السودانيين أن تعالوا إلى كلمة سواء. ونعتقد أن الأسوياء الوطنيين ليس أمامهم سوى أن يتفقوا حول ميثاق جديد وهيكل جديد للعمل وتسمية جديدة لوصف هذا العمل ونعتقد أنه ولله الحمد فالسودان مشاكله الكثيرة الموجودة يمكن كلها أن تجعل الاتجاه ضرورة إيجاد حل جذري للسودان.

ونقول لو كانت هناك أية جهات قامت بانقلابات أو أية أدلة على ذلك فرأيي ببساطة مراجعة البيانات والقيام بمحاكمتهم، ولكن نقول الناس الذين يشتهون الاعتقال والمطالبين به لا تستجيبوا لطلباتهم، ولا تتصرفوا تصرفات ليس لها معنى، بل حتى المعتقلين إما هناك ما يدل على أنهم ارتكبوا شيئا فيحاكموا وإما لا يوجد دليل ففكوا سراحهم ودعهم يتكلمون، فهذا كلام لا يضر، ولو قيل لي حلل هذه القضية لقلت هؤلاء يريدون أن يعملوا مناعة ضد التغيير لأنهم دراويش في السياسة ولا يفهمون أن الجرعة الصغيرة من أي حاجة تقوي مناعة الجسم، فكل ما يرددون كلامات من هذا النوع يقوي مناعة الجسم ضدهم. والذين يريدون عمل شيء لا يتحدثون به صباح مساء. “السواي ما حداس”. ولذلك نقول ألا يعطوا الموضوع حجما أكبر من حجمه ويدعون مشتهي الاعتقال يناضلون من أجل الاعتقال. فإذا وجدت وثائق تنشر بوضوح ويحاكمون وإذا لم توجد يطلق سراحهم والشعب السوداني كفيل بأن يواجه هذه الحركات غير المفهومة والصياح من وقت لآخر الذئب والنمر وهكذا من الأعمال التي نعتقد أنها لا تجوز.

ونقول لهم هم أنفسهم إذا عندكم أية حالة استعداد لتفكر في الدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا)[2] قولا سديدا وليس مسدودا.

والسلام عليكم

 ——————————————————————————–

[1] سورة المائدة الآية 8

 [2] سورة الأحزاب الآية 70