شاهد على العصر- الحلقة الخامسة عشر

شاهد على العصر الحلقة الخامسة عشر

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

برنامج شاهد على العصر مع الإمام الصادق المهدي

 إعداد وتقديم الإعلامي الأستاذ أحمد منصور

قناة الجزيرة- الحلقة الخامسة عشرة

الأحد  1 نوفمبر 2015م

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقةٍ جديدة من برنامج شاهد على العصر. حيث نواصل الاستماعَ إلى شهادة الإمام الصادق المهدي، إمام الأنصار، وزعيم حزب الأمة، ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، فضيلة الإمام مرحباً بك. لم تقم الولايات المتحدة أو قطعت الولايات المتحدة الدعم عن حكومتك. الوضع الاقتصادي في دولة مثل السودان، كيف أدرته بعد بالضبط 30 عاما من الاستقلال. كيف كان الوضع الاقتصادي في السودان؟

الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم في العهد الذي سبقنا عهد السيد جعفر نميري في الأيام الأخيرة والتي أثارت الحركات المضادة كانت التنمية سالبة، في عهدنا استطعنا أن نرفع هذا إلى متوسط 12.5% تنمية. هذا ساعدتنا فيه عوامل كثيرة. لكن رغم هذه الظروف نحن حافظنا على دولة الرعاية الاجتماعية.

منصور: التي هي؟

الإمام: مجانية التعليم، مجانية الصحة، ودعم الضروريات الاستهلاكية.

منصور: لكن ما هي كانت النوعية، نوعية الخدمة التي تقدموها.

الإمام: ممتازة. السودان كان في ذلك الوقت مقاييس تعليمه كان في..

منصور: افضل من الآن؟

الإمام: كثيير.. كثيير.

منصور: والصحة أفضل من الآن؟

الإمام: نعم، ليست هناك مقارنة. المهم.. استطعنا أن نحافظ على هذا، واستطعنا أيضاً أن نعيد تأهيل مشروع الجزيرة، ونواصل الانتاج الصناعي بمستوى كبير جداً، وندعم من الدولة عن طريق البذور المحسنة وعن طريق أشياء من هذا النوع، أن ندعم القطاع التقليدي الإنتاجي. في رأيي استطعنا بالفعل أن نحقق هذا وأيضاً بنينا 7 مطارات.

منصور: خلال الثلاث سنوات هذه؟

الإمام: نعم، وعبدنا من الطرق المعبدة ما يساوي كل ما تم في عهد ـ16 سنة في عهد نميري، يساوي ويزيد.

منصور: في هذه الثلاث سنوات؟

الإمام: في هذه الثلاث سنوات. اعتقد أنه كانت القصة قصة العمل الاقتصادي قصة نجاح لهذه الأسباب وكان هناك تعاون كبير بيننا وبين الدول الرأسمالية الصناعية والشيء الذي في رأيي أزعج الأمريكان اننا مع أنهم وقفوا ضدنا أننا بدلا عن ان نذهب اليهم ونركع، أننا وقفنا هذا الموقف، بل حصلت حاجة بالنسبة لهم في رأيي محرضة جدا، وهي أنني ذهبت في وفد الى اليابان وإلى الصين وعقدت معهما اتفاقيات استراتيجية.

منصور: حول؟

الإمام: حول: اليابان تأتي إلى السودان، اليابان ما عندهاش موارد طبيعية. تأتي إلى السودان وتعمل دراسة  كاملة لإمكاناتنا الطبيعية ونعمل معها شراكة في مسائل التنمية المدنية.

منصور: وما هي اهم الإمكانيات التي تملكها السودان والموارد الطبيعية؟

الإمام: السودان عنده موارد طبيعية، عنده بترول وذهب ونحاس وسبيستوس وعنده رخام، عنده أشياء كثيرة جداً، وكذلك..

منصور: إيه اللي مخلي دولة غنية بهذا الشكل بالموارد الطبيعية دولة فقيرة في اقتصادها وفي بشرها وفي منتجها؟

الإمام: وزيادة على كدة أراضي زراعية كبيرة جداً جداً.

منصور: سلة غذاء العالم.

الإمام: أيوة ومياه نحن مش مسألتنا المياه الناس بيفتكروا السودان مياهه فقط من النيل. لا النيل جزء من مياه السودان نحن عندنا المياه..

منصور: مياه الأمطار أضعاف أضعاف مياه النيل.

الإمام: نعم، وكذلك المياه الجوفية. فالمهم اتفقنا مع اليابان تاتي وتقوم بدراسة كل هذه الأشياء ونعمل معها شراكة. كذلك مع الصين  شراكة في دعم التكنلوجيا العسكرية. يعملوا لنا معهد للطيران ومعهد للدفاع الجوي، اتفاق اساسي بيننا وبين هاتين الدولتين. وعندما جئت لمجلس الوزراء وعملت تنوير بهذا، همس لي في اذني أحد أصدقائي دكتور عمر نور الدائم وقال لي لن تسمح لكم الولايات المتحدة ان تتجهوا شرقاً بصورة ما، يعني يعملوا إيه، انقلاب. المهم هو في رأيي قصة العمل الاقتصادي بالنسبة لنا كانت قصة نجاح وآخر موسم لحكومتي 88/89 كان أفضل موسم إنتاج زراعي في تاريخ السودان لم يسبقه ولم يأت بعده مثله

منصور: في إيه بالضبط؟

الإمام: في كل شي في الحبوب والحبوب الزيتية وحبوب الطعام، والثروة الحيوانية، والصناعة..

منصور: كان عندكم اكتفاء في الطعام ولا كنتم بتستوردوا؟

الإمام: أيوة نعم كنا بنصدر، بنصدر زيوت الطعام وكنا بنصدر الذرة..

منصور: ودلوقتي؟

الإمام: دلوقتي السودان بيستورد، تعرف النظام السوداني الحالي رفع شعارات تهريجية: ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع. كان السودان في 1990م في عهدهم يستورد فقط 70 مليون مواد غذائية. الآن 8 مليار.

منصور: السودان بلاد الغذاء! سلة غذاء العالم!!

الإمام: أيوة ما هو عشان كدة، “سلّوا” منا هذا الدور!

منصور: الديون هي التي تقصم ظهر الدول النامية والفقيرة.

الإمام: صحيح.

منصور: ماذا فعلت في قضية الديون؟

الإمام: الآتي، لم نستدن كل الذي حصلنا عليه من دعم كان خاليا من الديون اكبر نكبة كانت الديون المحولة من عهد نميري لأن الأمريكان عبر المنظمات المالية المختلفة.

منصور: البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

الإمام: كلهم اعطوه في رأيي سلفيات حتى غير مستحقة لأنهم كانوا راضين عنه.

منصور: فأغرقوه بالديون.

الإمام: أغرقوه بالديون ومنئذ الدين يتراكم. النظام الحالي زاد كمان من الديون لأن التنمية التي حصلت في عهد النظام الحالي ليست من أموال البترول أو الأموال الذاتية أيضا بالدين؟ لذلك..

منصور: انت ماذا فعلت في الديون؟

الإمام: قلت لك إننا لم نستدن أصلاً.

منصور: ما استندتش ولا دولار واحد؟

الإمام: ما استدنا. الدين الموجود حاليا هو من عهد النميري وعهد البشير.

منصور: الحزب الشيوعي دخل على خط المصالحة مع الجنوب، في 13 يونيو 1987م طالب بإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، الرئيس اوباسانجو تقدم بمبادرة في سبتمبر 87، قام عدد من الأحزاب السودانية  بزيارة الحبشة ويوغندا وكينيا لكن الحركة الشعبية أيضاً هنا رفضت المبادرة. الحركة الشعبية ليه كانت ترفض مبادرات الصلح بل إذا حصل أي تقارب كما حدث بينك وبين قرنق يحدث حادث طائرة أو رفض واضح كما حدث في مبادرة أوباسانجو وغيرها؟

الإمام: الحركة الشعبية ما كانت مستقلة كانت في الفترة التي عهدناها معي كانت تنسق مواقفها مع الحكومة الإثيوبية وكانت الحكومة الإثيوبية تقول كما قلت لك قال لي وزير الخارجية الاثيوبية نحن لن نسمح باتفاق سلام سوداني ما لم يصحب هذا اتفاق سلام أرتري. على كل حال..

منصور: هل كانت عملية فصل السودان عن شماله قد نضجت في ذلك الوقت؟

الإمام: هو اصلا لما اتفقنا مع الحركة الشعبية بعدما تقدمت الأمور وصارت هناك إمكانية للسلام، عندما حدث هذا الحقيقة الحركة الشعبية كان مطلبها هو الآتي فقط مشاركة في السلطة ومشاركة في الثروة والغاء قوانين سبتمبر التي لا نعتبرها شريعة والغاء اتفاقية الدفاع المشترك واتفقوا معنا أن نجتمع في مؤتمر قومي دستوري في 19 سبتمبر 89..

منصور: لكن الانقلاب طبعا أجهضه.

الإمام: وكانت في ذلك الوقت لم يدخل في شروطهم تقرير مصير، ولم يدخل معنا نحن وهم، اي طرف أجنبي.

منصور: يعني انت كدة بتحمل النظام العسكري الحالي المسئولية حول..

الإمام: ما أنا حاجيك لهذا انت لا تريدني أن أقفز.

منصور: ما هو انت قفزت أصلاً، في أواخر 87 قوات الحركة الشعبية احتلت الكرمك وقامت بالهجوم عليها وكان إحراجاً كبيراً لحكومتك.

الإمام: وطردناهم، وبالمناسبة كان ذلك الاحتلال بمساعدة الحكومة الاثيوبية.

منصور: في يناير 88 تم التوقيع على ميثاق السودان الانتقالي الذي يقضي بتشكيل لجنة من الأحزاب الموقعة عليه تسمى لجنة كل الأحزاب، كان هدفك ايه من وراء هذا؟

الإمام: كان هدفي أنه كما تعلم أصلاً هناك اتفاقيات بناها الحوار بيننا وبينهم، فكنا نريد ان تتفق كل القوى السياسية باعتبار أن هذه قضية قومية، على مستقبل السلام في السودان.

منصور: هل كان لهذا أيضاً دور ببداية تفاقم المشاكل وتصاعدها بينك وبين الحزب الاتحادي؟

الإمام: لا، شوف كان هناك حزبان: الاتحادي يزاود على أنه للسلام وعايز السلام يكونوا هم رواده، وكان رأيي أن السلام يكون قوميا يعني بالتراضي، نفس الشيء الجبهة الإسلامية القومية عايزة الإسلام أو الأسلمة تكون عن طريقها.  أنا رأيي كان الأسلمة لازم تكون أيضاً بالتراضي. يعني هذا كان موقف حزب الأمة وكانت عندنا مشكلة مع الاثنين: هؤلاء عايزين يزايدوا في موضوع السلام وهؤلاء عايزين يزايدوا في موضوع الإسلام، لكن كان في النهاية في رأيي استطعنا أننا نلم المسألة  لتقبل الأطراف كلها مشروع أسلمة بالتراضي ومشروع سلام بالتراضي.

منصور: ما حقيقة أن وفاة شقيقك صلاح الصديق المهدي الذي كان عضواً في البرلمان وخلو الدائرة التي كان يمثلها، كانت سبباً في تفاقم الأزمة بينكم وبين الاتحادي  وحل أو الدخول في أزمة تحالف في تلك الفترة لأن الاتحادي دخل في منافسة معكم على الدائرة؟

الإمام: لا يعني منافسة محلية جداً ومحدودة، ما في شيء..

منصور: هل هذا الذي دفعك في مارس 1988م أن تطالب بإعادة تشكيل الحكومة مرة أخرى في التشكيل الثاني؟

الإمام: لا ما هذا السبب الذي أدى إلى حكومة الوفاق الوطني التي أدخلت معنا الجبهة الإسلامية، أنني كنت أريد ان هذين الأمرين وهما الأسلمة والسلام تكون بالتراضي.

منصور: هذا هو الذي دفعك الآن إلى أنك انت مع كل الحملة اللي انت كنت عاملها على الجبهة الإسلامية وحسن الترابي الآن فجأة تنازلت عنها وأصبحت تتعامل مع واقع آخر وأدخلتهم معك في الحكومة.

الإمام: يا أخي السياسة فيها أنه أنا اتخندق على موقف،  أنا غبي؟

منصور: يعني السياسة قل لنا هنا بقى السياسة إيه؟

الإمام: السياسة تتعامل مع الواقع. يعني أنا ما تنازلت عن مبدأ. هم انضموا إلى حكومة الوفاق عشان

منصور: (مقاطعاً) بمبادئهم وافكارهم المتناقضة معك.

الإمام: يا أخي بمبادئنا، لأنهم قبلوا أننا نعمل للسلام وعلى الإسلام، هو أصله الحكاية إيه؟ هو اللي خلاهم هم بعد كدة عملوا الانقلاب أنهم اعتقدوا أن سرعة الأسلمة التي كنا فيها وهي أسلمة بالتراضي لا ترضيهم، لا ترضي جماهيرهم، لأنهم هم..

منصور: الجنوبيين هنا كنتوا عاملين حسابهم في قصة الأسلمة؟

الإمام: دة بالضبط المشكل، نحن قلنا لا يمكن أن نطبق الإسلام بصورة كأنما السودانيين كلهم مسلمين. ولذلك كان لا بد أن ندخل في حسباننا، نحن حينما قلنا تجمد الأحكام الشرعية ليس لأننا نريد أن نلغي الشريعة كما يقول المهرجون، ولكننا كنا نريد أن نقول إن التطبيق الإسلامي في السودان يراعي وجود مجموعة كبيرة وطنية غير مسلمين، ويراعي أيضا وجود رأي عام كبير مسلم علماني لا بد من إشراكهم، هذا ما جعل الجبهة الإسلامية ترسل لي السيد أحمد سليمان، وتقول لي، لأنهم افتكروا هذه العرقلات سببها الاتحاديين، تقول لي يا فلان انت تعلم أنه لا يمكن أسلمة مع وجود الاتحادي ولذلك نريد ان نضع ايدينا مع بعض..

منصور: هنا بدا التفاوض.

الإمام: لا هذا غير التفاوض، هذا في مرحلة لاحقة،  التفاوض تم واتفقنا عليه، لكن جاءوا ليقولوا لي.. أحمد سليمان طبعاً قال لي هذه اقتراحاتي انا لكن انا اعلم انه مبعوثا منهم . الاتحاديون لن يوافقوا على الأسلمة ولن يوافقوا على أي شيء حسب كلامه ما لم ترض عنه مصر، ولذلك نضع أيدينا في بعض ونعمل على تغيير الأوضاع نعمل على تعديل الدستور ونختارك أنت رئيس للجمهورية ونطبق البرنامج الإسلامي.

منصور: يعني حيديك، حيغير الدستور ويلغي مجلس الرئاسة ويعطي رئيس الجمهورية صلاحيات.

الإمام: دستور جديد، ونطبق الإسلام باعتبار أنه حسب كلامه..

منصور: وافقت على هذا؟

الإمام: رفضت.

منصور: ليه؟

الإمام: قلت له أول شيء أنا ما ممكن أعمل أي شيء في السودان إلا ديمقراطي. والكلام الذي تقوله أنت هذا لأنه قال نستخدم أي وسيلة بما فيها القوة. أنا قلت له لا أوافق على هذا. ثانياً نحن نستطيع أن نعمل شيء بالتراضي بيننا كلنا لماذا نعزل الاتحاديين؟ المهم اختلفنا. ولكن هو كان ممكن يقول هذا رأيي أنا وليس رأي الحزب.

منصور: كيف توافقتم بعد ذلك على أن تدخل الجبهة الإسلامية الحكومة بستة، خمسة وزراء.

الإمام: ما دة بعد كدة!

منصور: دي الحكومة التي عملت انت عليها تعديل وأعلنت في 14 مايو 1988م.

الإمام: نعم. دي الحكومة اللي..

منصور: (مقاطعاً) الاتحاديين وافقوا على كدة؟

الإمام:  نعم، دي اللي التي سميناها حكومة الوفاق الوطني. ولو كان حزب الأمة وافق لكانت هذه الحكومة قد تكونت منذ 86.

منصور: لكن الحزب اللي اعترض عليك وانت اللي كنت بتطالب بدة من الأول إن كل مجموعة يبقالها، كل عشرة يبقالهم وزير.

الإمام: أيوة ان البرلمان كله يكون حكومة كل البرلمان.

منصور: هنا خمسة من الجبهة الإسلامية على اعتبار لهم 51 مقعداً؟

الإمام: نعم.

منصور: وستة من الاتحادي الديمقراطي على أساس لهم 64؟ وانتو عشرة من حزب الأمة على أساس لكم 100 مقعد، وفي ستة من أحزاب مختلفة شاركوا معكم. إيه الدور المهم الذي قامت به  هذا التعديل، حكومة الوفاق الوطني، تميز عن حكومتك الائتلافية التي كانت مع الاتحادي..

الإمام: أنها صارت هذه الحكومة قادرة على أنها تمضي في موضوع الأسلمة والسلام بصورة لا خلاف عليها من حزب أساسي، لأنه جئنا بكل الأحزاب الأساسية في مكان واحد. زيادة على ذلك من الأشياء التي ساهمت أيضا في هذا الموقف، كان هناك لأنه طبعا نحن داعمين دولة الرعاية الاجتماعية وعندنا حرب فقمنا بإجراء فيه زيادة في سعر السكر.

منصور: أيوة والسكر أهم حاجة عند السودانيين.

الإمام: مهم جداً، فقامت مظاهرات. المظاهرات هذه طبعا في البلدان الأخرى بتقمع، اللي عملته انا هو الآتي لقادة المظاهرات دعوتهم في مجلس الوزراء، يا اخوانا خلونا نناقش موضوعيا، نحن عندنا عجز في الميزانية وهذا العجز ممكن سده بهذا الاجراء وأنتم رفضتم هذا، اتفقنا واتفقنا على البديل وخمدت المظاهرات باتفاق بيننا وبين النقابات المختلفة باعتبار أننا في إطار الديمقراطية استطعنا أن نخمد مسألة مواجهة في الشارع.

منصور: هناك وفد سوداني ذهب في سبتمبر 88 ليبحث عن الوحدة مع ليبيا، وصديقك القذافي هل صحيح عرض عليكم الوحدة بين السودان ولبيبا في ذلك الوقت؟

الإمام: نعم.

منصور: كان إيه محور هذا؟ إنتو كنتو لغيتوا اتفاقية الشراكة مع مصر.. الدفاع المشترك؟

الإمام: ما هي أصلا كانت العلاقة مع مصر قائمة على موضوعين: التكامل ونحن اقترحنا اقترحنا بدله الاخاء، والـ..

منصور: الدفاع المشترك.

الإمام: الدفاع المشترك.. لكن كان كلامنا بالنسبة للكلام مع الأخ العقيد أنه نحن نمثل نظامين مختلفين. أنتم عندكم الأحزاب خيانة ونحن لدينا الأحزاب طريق للإدارة، فما ممكن نعمل وحدة في أي شكل ما لم نتفق على.. ومنذ ذلك الوقت كنت صرت أكتب له وأقول له يعني ضروري الحرية واحترام الحرية يؤدي للحزبية..

منصور: دة عنده في بلده يعني.

الإمام: في بلده وبلدي. هو كان يرفض هذا طبعاً ويقول أنه لا. والمدهش، أظنك سمعت أم لم تسمع، فقد زرت ليبيا بعد ذلك في عام 2010م. زرتها وعُملت لي محاضرة في حاجة اسمها المثابة الثقافية، وهناك قلت هذا الكلام: انتم الآن تواجهون موقف فيه مطالب سياسية، أنا اعتقد انه ما لم تحدث مصالحة حول هذا الموضوع سيؤدي هذا الموضوع لانفجار، وطبعاً لم يهتموا لكلامنا، وحصل الذي حصل.

منصور: طبعاً انت تطلب الوحدة مع القذافي، في نفس الوقت شركاؤك في الاتحادي لديهم علاقات تاريخية وسياسية وثيقة مع مصر  فلا يمكن أن يسمحوا بهذا.

الإمام: لا، الوفد كان معنا ومافي مشكلة، لأنه إحنا أصلاً ما عملنا وحدة.

منصور: إزاي؟ دة هو أعلن الحزب موقف رسمي ورفض أي خطوات للوحدة، ما انتو ما أعلنتوش وحدة بس اعلنتوا بيان.

الإمام: لا أعلنا بيان بأننا لازم نناقش الموقف لأنه ما ممكن نعمل وحدة..

منصور: (مقاطعاً) الاتحادي رفض ولا وافق؟

الإمام: قالوا إن من مثلهم في هذا اللقاء السيد… (يتذكر)

منصور: تاج السر محمد صالح؟

الإمام: لا..

منصور: هذا كان وزيراً وقال أنا ما اعرفش حاجة عن بيان الوحدة.

الإمام: كان قاضي سابق المهم أنه لا يمثل رأي الحزب، قالوا كدة.

منصور: انت كانوا معاك وزراء في الحكومة من الحزب وطلعوا وقالوا احنا ما نعرفش شيء عن هذا الموضوع وأنكروا.

الإمام: أيوة ما هي أصلاً كانت زيارة.

منصور: طيب انت ح تعمل وحدة، حتعمل علاقة مع واحد كل يوم يعمل وحدة ويفكها؟

الإمام:  ما احنا ما عملنا وحدة..

منصور: دة راح عمل وحدة مع بورقيبة، ومع طوب الأرض.

الإمام: ما إحنا ما عملنا وحدة.. إحنا كل اللي عملناه ناقشنا.

منصور: يعني انتو كنتو عايزين قرشين بالراحة؟

الإمام: أبداً.. ولا دعموا.. بالمناسبة ليبيا دعمت النظام الحالي أضعاف أضعاف ما عملت لنا. عملت لينا مساعدات في طيارات وكدة، لكن أول سبعة أعوام من هذا النظام لبيبا أعطت هذا النظام البترول بلاش ودعموهم. مش كدة بس، أصلا نحن ما غيرنا لا نظامنا السياسي ولا نظامنا الاقتصادي ولا أي شيء،  هذا النظام ذهب لليبيا وقال لهم نحن جماهيرية  وجاء العقيد القذافي إلى الخرطوم، وذهبوا إلى كوبر وكسروا السجن كنوع من التطبيق لمسألة تكسير السجن الذي حدث في ليبيا. النظام الحالي اكثر نظام استفاد من العلاقة مع ليبيا واستعان معها. نحن حتى عندما دخلت قوات ليبية، دخلت أراضي سودانية بدون إذن، لكي تحارب في تشاد عشان يبقى في كماشة للتشاديين، انا انتدبت الدكتور علي حسن تاج الدين عشان يقول للقيادة الليبية يا اخوانا انسحبوا بسرعة والا سنطردكم بالقوة. وفعلاً، القيادة الليبية كانوا بيتصوروا نحن ح نقبل هذا لأنه قلنا ليهم نحن محايدين، في القتال اللي بينكم وبين تشاد نحن محايدون.

منصور: ملف الجنوب فتح مرة اخرى عبر لقاء بين زعيم الاتحادي الديمقراطي الميرغني وجون قرنق في أديس أبابا في 18 نوفمبر، بعد اجتماعات تمهيدية عقدت في لندن وغيرها وانت كلمتنا حول هذا الموضوع. لماذا لم تكن انت الذي في هذا الاجتماع وكان رئيس حزب، وأنت رئيس الحكومة؟

الإمام: شوف يا أخي، اللي حصل دة الذي مهد له المخابرات المصرية. مهدوا لهذا اللقاء وأنا ما كان عندي مانع..

منصور: ما كانش عندك مانع ولا ماعندكش علم؟

الإمام: عارف، كيف ما عندي علم! ما الناس اللي ذهبوا السيد محمد توفيق والسيد سيد احمد الحسين..

منصور: (مقاطعاً) دول اللي راحوا لندن.

الإمام: (مواصلاً) جاءوا واتفقوا معي على أنهم سيطرحون أمراً يتماشى مع فكرة كوكادام القديمة..

منصور: يعني انت ما قلتش لا انا رئيس الحكومة وانا اللي اتفاوض..

الإمام: أبداً..

منصور: أي حد يجيبلك التفاوض انت وافقت..

الإمام:  أيوة واعتبرت أنهم هم حزب وطني ما في حد.. ناس الجبهة الاسلامية وكانوا معنا كانوا يروا انا يجب أن أمنع هذا. وقلت لهم لا لن أمنعه، ومشوا قابلوا الحركة الشعبية ولما وصلوا لنتيجة أرسلت دكتور علي حسن تاج الدين وهو عضو مجلس رأس الدولة يقابل السيد الميرغني في عودته ولكن  يقول له نحن موافقين على جوهر ما اتفقتم عليه.

منصور: اتفقوا على خمس حاجات: تجميد الشريعة الاسلامية، إلغاء الاتفاقات العسكرية ومنها معاهدة الدفاع المشترك مع مصر، وقف إطلاق النار، رفع حالة الطواريء، وعقد المؤتمر الدستوري في 31 ديسمبر88 لكن الجبهة الاسلامية وقفت بشدة..

الإمام: ما انا حاقولك، مش الجبهة الإسلامية وحدها. حصلت ردة فعل في حزبنا لأنهم اعتبروا هذه حكاية مدبرة لإحراج حزب الأمة وأنهم ما قبلانين كدة ولذلك قالوا لا نوافق على هذا الإجراء بهذه الطريقة. بقى الجبهة الإسلامية اخدت موقف متطرف. دكتور حسن الترابي قال: في دار من ديار الكفر ركع صنم من أصنام الطائفية لصنم من أصنام الصليبية، شوف اللغة دي! فبقى في نوع من اللغة الخطيرة جدا فأنا قلت للسيد محمد عثمان عبر لقاء يا سيد انا موافق لكن عندي مشكلة في حزبي.. جزء كبير من قيادات الحزب..

منصور: انت عامل الحزب شماعة، أنا موافق بس الحزب!!

الإمام: ما شماعة لكن، أنا بقولك دة genuinely دي حاجة مخلصة، انا عايز كدة، أنا موافق، يا أخي انت قايل نحن بلفجية، نحن ناس صادقييين. أنا جيت لقيت الحزب، القيادات، بيقولوا دة موضوع عملوا  الميرغني لا نوافق عليه. أنا قلت لهم دة ما كلام معقول، الميرغني ما عمل حاجة خارج الإطار اللي نحن أصلاً متفقين عليه، ما عمل حاجة زيادة على كوكادام ولذلك لا نرفض. قالوا لا نرفض. يبدو انهم برضه متاثرين بدعاية الجبهة الإسلامية، على كل حال أنا قلت للسيد محمد عثمان عبر وسيط بيننا  السيد احمد سعد عمر، موجود الآن، يا أخي أعطينا فرصة لكي نوحد الكلمة حول هذا الموضوع، لكنه بدلا عن أن يعملوا كدة وفي رأيي بدافع من الاستخبارات المصرية لأنها كانت عاوزة اي شيء يحرج الحكومة الديمقراطية، والدليل على دة..

منصور: وانت كنت مستوعب الموضوع دة وتريد ان تفوته..

الإمام: أيوة، والدليل على كدة إنا لما جيت للبرلمان، جابوا الموضوع في البرلمان انا قلت للسيد زين العابدين، من زعماء الاتحاديين، يا أخي انتو إيه المشكلة؟ ما تأجلوا هذا الموضوع لغاية ما نتفق، قال لي هو هناك جهات أجنبية دافعة في هذا الاتجاه. زين العابدين الهندي. على كل حال اللي حصل اختلفنا. بعد ما اختلفنا..

منصور: جاءت لكم من السما، ان جون قرنق ضرب طائرة وزير الدفاع بصاروخ في نوفمبر 88 بعد الاتفاقية ب3 ايام بس. يعني انتو قعدتوا ثلاثة أيام تتصارعوا، فقرنق قال لكم ما تتصارعوش ولا حاجة، أنا حافجر لكم..

الإمام: ما تتصارعوا، انت بتختها بطريقة يعني حقيقة مش صحيحة، في خلاف، هناك خلاف حقيقة مش صراع..

منصور: ما صراع سياسي..

الإمام: المهم مبدئي. صراع.. الجبهة الإسلامية القومية كما قلت لك قالت عن اتفاق الميرغني أنه ركع صنم.. كلام لغة شديدة فلا بد نستوعب هذا الكلام. هذا رأيهم هم. المهم أنا بعد ذلك دخلت في حوار مع الميرغني والترابي ووافقا على أننا نوحد الكلمة حول هذا الموضوع ولذلك طلبتُ من السيد احمد الميرغني أن يدعونا الثلاثة ودعانا الثلاثة، وطلع بيان منا مشترك في الموافقة على الاتفاقية ولكن بعد أن كانت قد حصلت مخاشنات. لكن أنا داير أقولك هذه الخلافات مش غير قابلة للاتفاق، ممكن، لأنه طلع البيان المشترك وقع عليه الصادق والميرغني والترابي.

منصور: ما الذي نسف هذا البيان؟

الإمام: ايوة. في ذلك الوقت كانت الجبهة الإسلامية القومية تفكر في الانقلاب.

منصور: 88..

الإمام: أيوة، كانوا بيفكروا في الانقلاب. اللي دفع في هذا الاتجاه أنه في فبراير 89.

منصور: انا لسة الآن عند إسقاط طائرة وزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل، دي حصلت في نوفمبر 88.

الإمام: ما أنا بقولك ما حصل اتفاق، الحركة الشعبية مش زي ما حدث لدى مقابلتي لقرنق. هذه المرة كان في مشروع اتفاق ما اتفقنا. وما كان في اتفاق على وقف إطلاق الناركان واردا أن تحصل هذه المواجهة.

منصور: الآن قرنق أسقط لكم طائرة وزير الدفاع.

الإمام: طيب ماله، ما كان هذا دليلا على.. هنا منطقيين لم يكن هناك اتفاق، هناك ما منطقيين كان في اتفاق.

منصور: هنا الحزب الاتحادي الديمقراطي قرر الخروج من الحكومة وانت اعدت تشكيل الوزارة والجبهة الإسلامية دخلت بقوة حيث اصبح حسن الترابي نائب رئيس وزراء ووزير الخارجية هذه الحكومة ما هي المهام الاساسية التي أوكلت لها؟

الإمام:  اهم حاجة كنا نريد ان نتفق على صيغة قومية لموضوع الأسلمة وموضوع السلام.

منصور: الحكومة دي قعدت اربعة شهور بس، لأنك تاني رجعت في مارس وأعدت تشكيل الحكومة مرة ثانية.

الإمام: لماذا؟  كان في مسعكر بالقرب من جوبا في الجنوب، هذا المعسكر القوات المسلحة السودانية اخلته وعُمل لي أنا وزملائي في الحكومة تنوير في غرفة العمليات في القيادة العامة. وفي هذا التنوير قالوا انهم انسحبوا لأن الامكانيات ما كانت كافية ولأنهم اضطروا أنهم ينسحبوا من هذا الموقع اسمه ليريا، وعملوا هذا التنوير، كانت حاضرة كل القيادات العسكرية، أنا كرئيس وزراء قلت لهم يا اخوان اسمعوا كلامي أنا لا أوافق على هذا التنوير، اقول لكم انسحبتم رغم انكم عندكم حمولة 63 شاحنة سلاح، انسحبتم رغم أن كفاءتكم كانت أعلى، انسحبتم وليريا فيها إمكانية دفاعية أكبر لأنها تقع في وادي بين جبال، هذا الانسحاب لا مبرر له إطلاقاً، ولكن أخطاؤكم هي الآتي، وانتم تعلمون ان الادارة العسكرية لكم: (1) انتم شغالين باستخبارات غير كفؤة لأنكم ما مشغولين بالعدو، مشغولين بمتابعة الضباط في اعمالهم وأحوالهم، هذه الاستخبارات..

منصور: كل الأنظمة العسكرية قائمة على كدة..

الإمام: (مواصلاً) الاستخبارات مقصرة.. (2) انتم لا تبادئون الحركة الشعبية تنتظرونها وتدافعون بينما أنتم تعرفون أين معسكراتها ويمكن وينبغي أن نكون هجوميين وليس دفاعيين. (3) التوجيه المعنوي ناقص للغاية لانكم ما بثيتوا نحن بنحارب لماذا بالصورة المقنعة. (4) أنتم تواجهون حرباً غير نظامية بوسائل نظامية. هذا غير صحيح. عملت ستة انتقادات.

منصور: كيف كان رد العسكر عليك؟

الإمام: رد العسكر كان جاء رئيس هيئة الاركان وقال صدقت. قلت لهم اذن اجتمعوا وناقشوا هذه العيوب وتعالونا باستراتيجية جديدة لمواجهة التمرد. قبلوا أن يفعلوا ذلك. لما اجتمعوا عملوا اللي بتعملوا كثير جداً من القيادات العسكرية.

منصور: ما هو؟

الإمام: وهو هل نسمح للقيادة السياسية ان تحاسبنا ولا نحاسبها؟ نحن أولى بأننا نحاسبها. ولذلك كتبوا مذكرة فيها هجوم على الـ..

منصور: طالبوا بتوسعة قاعدة الحكم، وبحث قضية الجنوب بشكل جدي، وإما أن تقدموا لهم المال أو توقفوا الحرب.

الإمام: نعم، المهم قدموا هذه المذكرة لما جاءت هذه المذكرة للأسف كثير من القوى السياسية  باركتها بانهم عندهم حق انا قلت ما عندكم حق وهذا ليس شغلكم. بقت مواجهة مع الـ..

منصور: كدة العسكر فتح عينه على السلطة تاني.

الإمام: لا.. ما أقول لك..

منصور: ما طيرتهمش ليه؟

الإمام: استنى بس.. وهو إحنا جراحين؟ بعد ما قالوا الكلام دة انا قلت هذه هي المذكرة انا مش عايز اعمل مواجهة بين الحكومة والقوات المسلحة لكن طلبت من السيد عضو مجلس راس الدولة السيد ميرغني النصري أن يقوم بمناقشة موسعة عشان نشوف كيف نعمل رد سياسي صحيح على الموضوع دة وبدينا حوار هذا الحوار في بدايته قاطعه الاتحادي الديمقراطي ولكن اشتركت فيه الجبهة الإسلامية، واشتركت فيه جهات كثيرة نقابات وكان موسع جدا اشتركوا فيه جميعا.

منصور: هو دة غير منبر بيرجن الاتعمل في النرويج؟ ولا دة انتو عملتو داخلي؟

الإمام: هذا داخلي. المدهش الجبهة الإسلامية القومية كانت معنا ودة بصدد اننا نعمل حكومة موسعة تشمل الناس كلهم وكان هذا توجهي، ونرد على الموقف العسكري هذا بصورة حازمة وواضحة ولكنها تسلب كلامهم من أي معنى. وفعلا..

منصور: انت حسيت ان العسكر ممكن يعملوا انقلاب في الوقت دة؟

الإمام: لا أنا اعتبرت أنهم هم اضطروا لذلك حتى ينفوا عن أنفسهم حرج المساءلة المدنية.

منصور: لكن كانت هناك محاولة انقلاب حقيقية وقعت في شهر ديسمبر 1988م قام بها بعض الضباط الموالين لنميري وأنت قمعتهم؟

الإمام: نعم لكن..

منصور: انت الان كنت المفروض كنت تخاف اكثر، دي مع دي تخوّف..

الإمام: استنى.. بعد ما حصلت هذه الإجراءات وكانت في رأيي معقولة، أنا اجتمعت مع القيادة وكانت بقيادة  الفريق فتحي احمد علي وهيئة الاركان وقلت لهم توجد الآن محاولات لعمل انقلاب في السودان،

منصور: دة غير المحاولة اللي انتو كشفتوها؟

الإمام: بعدها، ونحن مستعدين وقادرين نحمي النظام لكن طبعا  نعلم انه لو عملنا دة انتو حتكون عندكم حساسية.

منصور: كيف ستحمي النظام والعسكر ضدك؟

الإمام: يا أخي أنا قلت لك وتاني واكرر، نحن عندنا قدرات ممكن نعمل جيش قدر الجيش، فأنا قلت لهم يا أخوانا نحن ممكن نحمي أنفسنا إذا كان اضطررنا لكن أنتم وطنيون ونحن مقتنعين بوطنيتكم اكدوا لي انكم مستعدون لمواجهة اي تحد من داخل القوات المسلحة. قالوا أيوة، قالوا نحن مستعدين ولو تحركت نملة نستطيع أن نقضي عليها.

منصور: إزاي بس يا فضيلة الإمام؟

الإمام: قالوا كدة..

منصور: ما هو كلام ساكت ح تواجه ازاي دبابات وطيارات وعسكر ما بيفكرش إلا بغشامة؟

الإمام: لا يعنى نحن متملكون معناها، زمام امرنا في القوات المسلحة هذا معنى كلامهم. المهم اللي حصل، لما حصلت المذكرة هم كانوا عملوا تنوير للقيادات باعتبار أنه حنقدم مذكرة من هذا النوع، وهذا التنوير طبعا أشبه بانقلاب لأنه تحدي للنظام القائم. وأنا في رأيي هؤلاء (فتحي أحمد علي ولا من معه) ما كانوا مشتركين في الانقلاب..

منصور: الانقلاب اللي جاء بعد ذلك في 89؟

الإمام: أيوة الأخير، ما كانوا مشتركين فيه، ولكن التنوير اللي عملوه ..

منصور: (مقاطعاً) فتح عينين الضباط التانيين.

الإمام: خلى الضباط الباقين كلهم..

منصور: وخلى عمر البشير والمجموعة والجبهة الإسلامية..

الإمام: أيو يعتبروا أنه..

منصور: يعني انت بتعتبر التنويردة كان محور مهم في ترتيب انقلاب يونيو بعد كدة..

الإمام: ايوة لأنه هم جاءوا استغلوا هذا. لما مشوا للقيادات اعتبرتهم القيادات انهم القيادة العامة حققت الانقلاب، فاستفادوا من هذه الفجوة، عشان كدة في رأيي أمكن للانقلاب أن ينجح.

منصور: ما الذي جعلك تطمئن بعد هذه المحاولات وتشعر أنه لن يكون هناك انقلاب عسكري؟

الإمام:  ثلاثة أشياء: أولا الجبهة الاسلامية القومية كانوا يتحدثوا ويقولوا معنا دكتور حسن الترابي أن الديمقراطية هي سياسة الأنبياء وكان معروف أن الحركات الإخوانية كلها عملت مؤتمر في سنة 1989م هذا المؤتمر أصدر..

منصور: في السودان.

الإمام: لا، عبد الله النفيسي. من اجتماع هؤلاء أصدر كتاباً بعنوان (مستقبل الحركة الإسلامية.. نظرة ناقدة) في هذا الكتاب قالوا يجب ان نتجنب اية صلة لتطبيق الشريعة بالانقلابات العسكرية فكان هناك هذا المعني.

منصور: فكنت مطمئنا من ناحية الجبهة الإسلامية.

الإمام: وكمان أن الجبهة الاسلامية نجحت في انها عملت حزب قوي وكبير ومتقدم.

منصور: وبالتالي لن تلجأ للانقلابات العسكرية

الإمام: ورهانها على الديمقراطية كبير، وهم في كل المنطقة يعاملون كالعقارب، هنا مافيش عقربية ولا حاجة، مرحب بهم ومعاملون معاملة طيبة جداً، فمعاملون معاملة طيبة وعندهم نجاح كبير في التمدد الديمقراطي. و.

منصور: وشركاء لك في السلطة..

الإمام:وشركاء، وبعدين هناك الكلام بتاع النفيسي هذا، عبد الله النفيسي أنه نتجنب هذه الأشياء. ورابعاً أن القيادة العسكرية القومية السيادية كانت تقول لنا انها مستعدة، فانا طبعا اعتبرت انه ما في انسان احمق ممكن يعمل انقلاب في هذه الظروف، ولكن حصل الانقلاب.

منصور: طب انا عايز اعرف حاجة قبل ما نجي للانقلاب، انت أعدت تشكيل الحكومة مرة تانية في 25 مارس 1989م وطلعت منها حسن الترابي والـ..

الإمام: لا أبداً ما دي النقطة. هي دي النقطة. حسن الترابي وجماعته اشتركوا معنا في برنامج القصر الذي رأسه السيد ميرغني النصري، وطبعا ميرغني النصري بعد ذلك كتب مذكرات فيها الكلام دة كله. المدهش لما جينا في الآخر، آخر يوم اتفقنا على كل شيء الجبهة الاسلامية انسحبت بعد أن ناقشت كل هذه الأشياء، والاتحادي الديمقراطي التحق مع انه كان مقاطعا. الاتحادي الديمقراطي كان مقاطعا لحوار القصر والجبهة الإسلامية كانت مشتركة في حوار القصر، في آخر يوم انقلبت الآية، الجبهة الإسلامية خرجت. أنا في رايي في ذلك الوقت الجبهة الإسلامية صارت تفكر انقلابياً، والاتحادي..

منصور: يعني بدأ التفكير للجبهة الإسلامية في الانقلاب في مارس 89 ولا قبل كدة، المفروض قبل كدة عليهم شهور يعدوا..

الإمام: لا قبل كدة لأنه زي ما قلت لك لما جاءني أحمد سليمان جاء بكلام يشبه الانقلاب، لكن أعطاني انطباع أن هذا رأيه الشخصي ومافي كلام زي دة. المهم في هذا الكلام لما قامت الحكومة الجديدة نجحت في انها تجمع الصف السياسي السوداني كله.

منصور: اللي هي آخر تشكيل في مارس 89.

الإمام: نعم، هذا التشكيل نال 80% من البرلمان بالإجماع تقريباً ناقص الجبهة الاسلامية، في ذلك الوقت اندهشت للإجماع الذي حدث في البرلمان. لأنه لما جئنا للتصويت وقف في التاييد آخر يوم للحكومة وقف الامة والاتحادي والشيوعي والجبهة القومية للنوبة والجنوبيين والمستقلين والبجا، كل هؤلاء وقفوا تأييداً للحكومة في الميزانية إلا الجبهة الاسلامية القومية اللي انسحبت من البرلمان..

منصور: واللي كانت شركاء لك قبل أيام.

الإمام: وكانت شركاء، انسحبوا لأنه في رايي اختاروا خيارا آخر السؤال ليه؟

منصور: أنا لسة مش جايي لليه؟ أنا جاي هنا لنجاحك في تجاوز الميزانية بشبه إجماع لأني لقيت المصادر كلها تكلمت في هذه النقطة وما حدش قال كلام متغير. نفس ما تقوله الآن.

الإمام: شوف لما كنا في البرلمان كان وزير المالية عمر نور الدائم وقدم الميزانية بعد ما جئنا للتصويت كل الجمعية قامت، أنا قلت لعمر يا عمر..

منصور: ودة ما بيحصلش دائما في البرلمان، دة بيدعكوا الوزارة لما يبقى في ديمقراطية.

الإمام: أيوة، دة ما بعد نقاش، بعد نقاش مستفيض قبلوا هذا الكلام واقتنعوا. الوحيدين اللي كان ممكن يعترضوا انسحبوا كانوا ما موجودين في البرلمان. لما وقفت الجمعية كلها تأييداً بحرية كاملة انا قلت لعمر يا عمر المنظر دة مسحور، سيسحر، يعني في جهة ما حتسمح بيه، لأنه وقفت الجمعية كلها، الكلام دة آخر يوم بالليل، بكرة الانقلاب، قلت لعمر هذا الكلام يا عمر المنظر دة ما عادي لأنه فيه اجماع مسحور. اللي حصل كدة طبعا اليوم التالي وقع الانقلاب.

منصور: في الحلقة القادمة والأخيرة آخد معك تفاصيل انقلاب 30 يونيو على حكومتك التي كانت آخر نظام ديمقراطي في السودان، والذي قام به العميد الركن عمر حسن أحمد البشير، كان عميد ركن آنذاك، تفاصيله وما حدث بعده وسنوات السجن التي قضيتها وصولاً إلى تلك المرحلة. شكرا جزيلا لك، في الحلقة القادمة والأخيرة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السوداني الأسبق، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

* رصد وتحرير وتحقيق المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي