قالوا عن الاستقلال … الإمام الصادق المهدي

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان

 

 

قالوا عن الاستقلال … الإمام الصادق المهدي

مداخلة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان.

  برنامج قالوا عن الاستقلال

تاريخ البث: الثلاثاء 2 يناير 2018

قناة النيل الأزرق

كُتبت المداخلة من فيدو للبرنامج

 

… سوف أتحدث إن شاء الله بطريقة مختلفة، ما حديث الرواحل. لماذا؟ لأنني منذ حين صرت قلقاً جداً لما يحدث من تهوين السودان. كثيرون يتحدثون بصورة فيها هذا التهوين. علي مزروعي[1] مثلاً الأستاذ، تحدث عن أن السودان هو عبارة عن عنقود هوامش بإعتبار أننا افريقيا جنوب الصحراء وافريقيا شمال الصحراء، وغرب افريقيا وشرق افريقيا، مع أن هذه ينبغي أن تعتبر صفة قوة لكن هو انتزع منها صفة ضعف، وهكذا، هذه المسائل متكررة.

أنا أقول في خلاصة ثم افصل:

أن الدواعي تستدعي تمجيد السودان لا تهوين السودان واستشهد في ذلك بسبع حيثيات:

الحيثية الأولى: أن السودان حسب الحفريات الجديدة هو موقع أقدم حضارة إنسانية.

ثانياً: أنه موقع أطول حضارة عمراً، الحضارة الكوشية.

ثالثاً: السودان أثبت عبقرية الثورة الشعبية في القرن التاسع عشر بصورة منقطعة النظير بشهادة المؤرخين المنصفين.

رابعاً: كذلك عبقرية التحرير في القرن العشرين، وهذه سأفصل عنها.

خامساً: عبقرية التحول من نُظم غابضة إلى الحريات العامة. هذه صارت في رأيي ملكية فكرية لأهل السودان.

سادساً: كذلك السودان ينفرد بأمرين في رأيي مهمين جداً للعمل العام، هما التسامُح والتواضع.

سابعاً: السودان الآن وغبره من البلدان المحيطة به يعانون من مشاكل حقيقية ومصيرية، أنا في تقديري بالنسبة للمعطيات الموجودة التي حأفصلها إلى حدٍ ما، السودان هو الأقرب إلى إيجاد مخرج من هذا المستنقع بلا عنف، كقدوة حسنة.

هذه الحيثيات السبع في رأيي تؤكد أننا أهل السودان، أننا ينبغي أن نُمجد لا نهون السودان.

حقق السودانيون استقلالهم بصورة مُجمع عليها فاجئت العالم كله لأنه حتى قبيل تحقيق هذا الاستقلال كان يُقال السودانيون سوف يقتتلون، ولكن العبقرية السودانية جعلت هناك إتحاد كلمة حقق اولاً إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، ثم اجماع القوى السياسية على الاستقلال بصورة فاجئت الجميع. وجاء استقلال نستطيع أن نقول مبرأ من كل شائبة، لأنه استقلال بعض البلدان الأنجلوفون في افريقيا، أو الفرانكوفون في افريقيا، كان مربوطاً بالوطن الأم، هنا كان الاستقلال مبرأ من أى صلة مع الدولة المحتلة، فإذاً كان الاستقلال نظيفاً، مبرءاً من كل شائبة، وفيه ايضاً ممارسة ديمقراطية كذلك مبرأة من كل شائبة.

ينبغي أن يُعتز بهذه الانجازات.

والآن مع وجود ظروف، مش في السودان وحده، في المنطقة حولنا في الغالب ظروف احتقان والتمدد للدول الكبرى، لأنه دلوقت الدول الكبرى بدأت تتمدد، تتمدد في نوع من الاحياء للحرب الباردة.

أنا في رأيي السودان مؤهل ضمن عوامل مختلفة بسبب وجود حواضن سياسية واعية وبسبب وجود تجربة سياسية كبيرة، مؤهل السودان أن يجد مخرجاً. مخرجاً خالياً من العنف. ونحن نحتفل بالذكرى ال 62 لاستقلال بلادنا هنالك فرصة الآن كبيرة جداً لأهل السودان أن يثبتوا مرةً اُخرى أنهم الأكثر جدارة بأن يعبروا بوسيلة خالية من العنف نحو الأُفق الذي فيه:

  • التوافق السياسي
  • التنمية الاقتصادية
  • العدالة الاجتماعية
  • التوفيق بين التأصيل والتحديث
  • السياسة الخارجية المبرأة من أية محورية تابعة لجهة من الجهات

أنا في تقديري السودان الآن أمام هذا التحدي، والسودان مؤهل ما عنده في رأيي من رأس مال يُنسب لكل هذه الانجازات التاريخية. السودان مؤهل لتفعيل رأس المال التاريخي والمعنوي والبشري هذا لإيجاد هذا المخرج الذي سوف يصير جزءاً من هذه الانجازات المتراكمة لتأكيد تمجيد السودان لا تهوين السودان. للأسف صحيح هناك الآن موجات التهوين ولكن إن شاء الله نستطيع أن نرُد على هذا التهوين بالتمجيد المستحق.

 

ولكم التهنئة والسلام في هذه المناسبة العظيمة.
___________________________________________________________________

[1] علي مزروعي (24 فبراير 1933 ـ 12 أكتوبر 2014) هو أستاذ جامعي، وكاتب سياسي تخصص في الدراسات الأفريقية والإسلامية وعلاقات الشمال والجنوب. ولد في مدينة مومباسا الكينية. شغل منصب مدير معهد الدراسات الثقافية العالمية بجامعة بينغامتون في مدينة بينغامتون بولاية نيويورك الأمريكية، ومدير مركز الدراسات الأفرو-أمريكية والأفريقية بجامعة ميشيغان.