مروان عوض: تدشين موقع الإمام الصادق المهدي: الفرص والآفاق المعرفية

قدم الأستاذ مروان عوض من الجمعية السودانية للمعرفة الورقة التالية كسياحة معرفية في الموقع الرسمي للإمام الصادق المهدي:

تدشين موقع الإمام الصادق المهدي: الفرص و الآفاق المعرفية

مروان عوض أحمد، الجمعية السودانية للمعرفة

الإمام الصادق المهدي

الحضور الكريم رجالا و نساءا مع حفظ مقاماتكم السامية و الألقاب
أسمحوا لي بالدخول مباشرة في صلب الموضوع

تمهيد

في التاسع و العشرين من أبريل 2017 أقامت الجمعية السودانية للمعرفة ندوة بعنوان ” المثقف: أنماط الفكر القديم و الحديث و ما بعده  في السودان -الإنتقال نحو القرن الواحد و عشرين” ”

The Intellectual: Old and New Modes of Thought  in Sudan and Beyond

—Moving into the 21st Century

و كجزء من هذه الندوة أدارت بروفسيور بلقيس بدري في اليوم التالي حلقة نقاش محورها “المثقفون السودانيون ماقبل و بعد الإستقلال: تنوع الرؤى لبناء الأمة السودانية” التي تناولت ثلاثة أجيال جيل بابكر بدري و الإمام عبدالرحمن المهدي و جيل الخريجين و جيل ما بعد الإستقلال، حيث عرض د. شريف الديشوني لفكر عبدالخالق محجوب بينما تحدث د. الطيب زين العابدين عن المدارس الإسلامية متناولا فكر الأستاذ محمود محمد طه و د. الترابي و الإمام الصادق المهدي بينما عرض د. فرح عقار لفكر د. جون قرنق، توثيقا لأوجه الفكر هذه ،ستصدر الجمعية السودانية للمعرفة كتابا عن مداولات ندوة المثقف،و ستكتب الأستاذة رباح فصلا حول فكر الإمام بينما يقوم باحثون آخرون بتوثيق الحياة الفكرية و الاسهامات لبقية الرموز السودانية موضع حلقة النقاش.
لسنوات مضت ظل مكتب الإمام الصادق المهدي و المشتغلون فيه أمثال إبراهيم علي و زكيو الأستاذة رباح الصادق و قريبين و غيرهم من أجيال متعاقبة، ظل يقوم بمجهود توثيقي جبار لجميعآثار الإمام الصادق المهدي السياسية و الفكرية و الثقافية و الدينية، حيث ظل يرصد كتاباته جميعها بما فيها الكتابات الصحفية بالإضافة لتفريغ نصوص الكثير من المساهمات الشفاهية كالخطب و الكلمات العامة.  و في هذا رفد لأرشفة عزت عند شعب يمارس الشفاهة فطرة ولا يشفع له معرفة باكرة بالكتابة عند أسلافه الأقدمين. و في عيد ميلاد الإمام الثاني و الثمانون- أمد الله في عمره- يدشن هذا المكتب موقعا على شبكة الإنترنت بمثابة مدونة تعكس هذا المجهود التوثيقي الضخم لرمز شغل منصب رئيس الوزراة في فترتين، فترة قصيرة في الستينات و فترة قاربت الدورة الانتخابية في النصف الثاني من الثمانينات هذا فضلا عن حركته في الأبعاد السياسية  السودانية و الإقليمية و الدولية و الدينية و الثقافية.

سوف تتناول هذه الورقة إلى أي درجة يمكن  لمثل هذا الموقع التوثيقي أن يخلق فرصة لفتح آفاق معرفية تثرى الحياة الفكرية و السياسية و الثقافية و الدينية و تجددها آملين أن يكون رافدا لحركة أوسع في توثيق رموز الحياة السودانية لاحقا بمجهود ” الفكرة” (للأستاذ محمود محمد طه و الجمهوريين) و الموقع المندثر لأركماني ( أركماني موقع آثاري لعالم الأثار أسامة عبدالرحمن النور) و لمنتديات نشطة شكلت عصب الحقبة الجديدة من المواطنة الفاعلة مثل سودانيز اونلاين، و الراكوبة و سودانايل و سودان فور اول و غيرها.
الإطار النظري الذي تنطلق منه الورقة  هو الإطار المعرفي و العمليات المعرفية في نشر المعرفة، وهو غاية دور الجمعية في إثراء الحياة السودانية بالمعرفة، حيث نحاول النظر الى عملية التدوين و التوثيق هذه كعملية عكس تجربة تفاعل و إنتاج معرفى و إنعكاسات لفكر و ممارسة و ما يصاحبها من نجاح و إخفاق ، و من ثم تحويل هذه التجربة الى معرفة صريحة عن طريق التوثيق، بعدها ننظر ما إذا كانت مشاركة هذه المعرفة الصريحة عن طريق الموقع الإلكتروني/ المدونة بإمكانها خلق فرص تفاعل تثير نقاشا يثرى المشهد الثقافي و الفكري فضلا عن إتاحة الفرصة لدارسي العلوم الإجتماعية من إرشيف تفصيلي قد يساعد في الدراسات الإجتماعية و السياسية.
طبيعة الموقع  الإلكتروني كمدونة لمثقف و سياسي و رجل دين متحرك في فضاء متعدد الأبعاد.

ليس بمستغرب إستخدام السودانيين لوسائل و وسائط العصر الحديث في قضاياهم السياسية و الثقافية و الإجتماعية، و ظفت الصحافة مبكرا في الحركة الفكرية و الثقافية، و أخذت أبعادا تنويرية عند أبكار الخريجين أمثال عرفات محمد عبدالله و جمال محمد أحمد و محمد أحمد المحجوب، بل كانت أنماط الثقافة الأخرى من شعر و غناء و مسرح في قلب الحركة القومية و مناهضة الإستعمار. رغم قلة  منتوجه، إلا أن التأليف الكتابي قد ظهر بصورة أقل في الحركة السياسية في بداية الخمسينات بجهود يغلب عليها الطابع الأكاديمي و بنذر متفرقة من المؤلفات السياسية مثل كفاح جيل لأحمد خير المحامي  و الديمقراطية في الميزان لمحمد أحمد محجوب و كتابات د. منصور خالد بدأ بحوار مع الصفوة، بيد أن الكتابات السياسية تنامت في العهد الأخير للديكتاتورية الثانية و أصبحت ظاهرة في الثالثة، مارس المثقفون مبكرا  كتابة المقالات  الصحفية كمنبر تنويري فضلا عن المنشورات السياسية، إلا أن جيل الستينات السياسي بدأ أبطأ في إستيعاب القفزات التكنولوجية الهائلة في مجال الانترنت و ثورة وسائل التواصل الإجتماعي في مطلع الألفية الثانية و على رأسها الفيسبوك و تويتر مما زاد من الفجوة و الجفوة بين الأجيال، فقليل من سياسيي الستينات نشط في هذه الوسائط بالرغم من أن كتاباتهم الصحفية أخذت أبعادا أكثر تداولا بظهور منتديات مثل الراكوبة و سودانيز اونلاين معززة التفاعل الإيجابي مع الأخبار اكثر من أنماط التلقي السلبية للوسائط التقليدية. و بلغ الأمر مرحلة متقدمة من المبادرة و التفاعلية و الإيجابية للمواطنين في و سائل التواصل الإجتماعي حيث أصبح معظمهم جزء من صناعة الخبر و تحليله و نقده.

في مثل هذه الأجواء فإن تدشين موقع  أو مدونة تعكس نشاط و إرشيف رمز سياسي و فكري لهي خطوة في الإتجاه الصحيح متعالية على شفاهيتنا، و تكتسب هذه الخطوة أهمية إن كانت عن رجل يكثر الإتفاق و الإختلاف حوله ، بيد أنه في قلب الحياة السياسية و الثقافية و الدينية لأكثر من خمسين عاما مساهما فيها بإشراقاتها و إخفاقاتها، جامعا بين الثقافة الغربية و الاسلامية، متنسما رئاسة الوزارة مرتان ورئيسا للحزب صاحب الأكثرية الإنتخابية في فترتي الديمقراطية الاخيرتين و  معارضا لفترات متطاولة و على رأس كيان الأنصار الديني الأمر الذي يزداد تعقيدا، لذا فإن إتاحة إرشيف إسهاماته صغيرها و كبيرها و تعهده بالدراسة و التمحيص و التفاعل مع إرثه مهم لإستشراف مستقبل ديمقراطي للوطن  يتسم بالشفافية و المشاركة الفاعلة و المحاسبة و الإستدامة، ليس بإعادة إجترار الماضي بل قدرة على حمل عبء الإبتكار معتبرين بالماضي تجنبا لأخطاءه و وصلا ببناءه.
نهتم في هذه المساحة اولا بإبراز دور المدونات كطليعة للجيل الثاني للانترنت، فبدلا عن مواقع المعلومات الساكنة تعتبر المدونة مساحة تفاعلية يعبر فيها الشخص عن رؤاه و أفكاره و تكسب مادتها بعدا ديناميا يجعلها غنية بالمعرفة، فوفقا لدافينبورت و بروساك (1) فإنهما يعرفان المعرفة بأنها التدفق لخليط من التجارب المؤطرة و المعلومات المرتبطة بالسياق فضلا عن القيم و  البصيرة التي تزودنا بإطار لتقيم و إكتساب المعارف الجديدة. و تصنف المعرفة إما لمعرفة صريحة و هي المعرفة الفنية و الإجرائية التي يمكن التعبير عنها بالكتابة بينما المعرفة المتسعصية عن التعبير و تشكل معظم حصيلة الخبرات و المهارات الذاتية للفرد تسمى بالمعرفة الضمنية،  الكتابة نفسها بغض النظر عن القالب النهائي التي توضع فيه  تعتبر عمليه خلاقة لتحويل المعارف الضمنية لمعارف صريحة ، حيث نتبع عملية الإستخلاص كواحدة من عمليات نوناكا (2) المعرفية المتداخلة، و حصيلة عملية الإستخلاص معرفة صريحة مبثوثة في الموقع الإلكتروني إلا أن الطبيعة التفاعلية للمدونات تجعلها لها القدرة على توليد معرفة ضمنية جديدة سواء كان ذلك بالتعليق او بعملية الإستيعاب، عليه تصميم الموقع كمدونة مربوطة بشبكات التواصل الاجتماعي يكسبه هذه الأبعاد.

ثمة أمر آخر يتعلق بطبيعة التدوين نفسه، خاصة مع خاصية التعليق على محتوى المدونة ، حيث يشكل هذا خيطا منتظما من الإفصاح عن التجارب و الممارسة  و النضال اليومي فإن تنامي مثل هذه الظاهرة يفتح آفاق للتأريخ مبنية على الوقائع اليومية، ففي بنقلاديش (3) إنتشرت حركة واسعة لمشاركة المواطنين في الشأن العام مبنية على إستعادة دور الجماهير  في الديمقراطية بتوسيع دائرة المشاركة و معززة لنمط من أنماط البحوث العملية.

مادة موقع الإمام الصادق المهدي(4) تعكس بشكل كبير الفضاءات التي يتحرك فيها الإمام فمن الوقائع السياسية و التي كان تظهر تأثره  بالإرث المهدوي في معالجته إياها  في بادئ أمره   منافحا عنها(يسألونك عن المهدية) و محاولة إختتاط طريق وسط بين التيار الإسلامي، إلى قضية الجنوب و مقاومة نظام نميري بعدها  ، و قضايا التنمية و الديمقراطية في الثمانينات و التسعينات و حقوق الإنسان و مسارات الحرب و السلام و المياه و الهوية في الاونة الأخيرة(السودان و حقوق الإنسان  ،الإنسان بنيان الله، ميزان المصير الوطني ). الفضاء السياسي لحركة الإمام الصادق المهدي يتراوح  ما بين السودان و قضاياه المختلفة بالاضافة الى تنازع هوياته المتداخلة و المتنوعة مع محيطها في أبعاده الأفريقية و العربية و الإسلامية، بينما يتحرك في أفق أقليمي لتعزيز الديمقراطية و الإنتقال الديمقراطي ( هذا الأفق محوره نادي مدريد و الاردن و المغرب) و إبراز تناقض صراع شمال العالم مع جنوبه (تحديات التسعينات، العم سام أصم أم يسمع) و مفارقته للاستدامة و خلقه إحتقانات و ظلامات معززة للتطرف و قهر الشعوب، هذا فضلا عن حراك في حوض النيل مبشرا بالحوارات المتعددة المبنية على التفاهم و المصالح لا النزاع و التعنت (مياه النيل الوعد و الوعيد).

الشق الثاني للبعد السياسي لحياة الصادق المهدي يتمثل في حركته في إطار حزب الأمة الذي رأسه منذ 1964 و حتي يومنا هذا، و في هذا المحور توجد مادة غزيرة تعتبر أيضا مادة للحزب لكن بتوثيق أكثر للإمام الصادق، وهذه المادة تشمل دساتير الحزب بنسخها المختلفة (خمسة نسخ منذ 1945-2007) و مؤتمراته (من الرابع و حتى السابع) ، و وثائق داخلية فضلا عن خطابات و وثائق رئاسة الوزارة في  الديمقراطية الثانية1967 و فترة الديمقراطية الثالثة 1986-1989 . هذا بالإضافة توثيق بعض ورش الحزب. يلاحظ لوثائق هذا الشق تنامي إتساع دائرة المشاركة فمن برنامج يكتبه رئيس الحزب بشكل مباشر إلى برنامج يعتمد على قدر كبير من ورش العمل (المؤتمر السادس و السابع-ملاحظة مبنية على الارشيف القديم) نفس هذا النهج أخذ خطا و اضحا في تأليف الكتب حيث إتسعت دائرة الإستئناس بالرأي و المراجعة منذ كتاب (الديمقراطية في السودان: عائدة و راجحة) .

الشق الثالث يتمثل في البعد الديني لشخصية الإمام الصادق المهدي فمن عضو لجماعة الفكر الإسلامي في السبعينات إلى إماما للانصار في مطلع الالفية،  و هنا يوثق الموقع لمحاضراته الدينية و لخطب الجمعة و الأعياد و لهيئة شئون الأنصار المؤسسة الدينية المناظرة للحزب، و في حركته هذه يحاول الإمام الصادق المهدي إبراز فكره الإسلامي القائم على التأصيل و المعاصرة (جدلية الأصل و العصر)  و التجديد (نحو مرجعية إسلامية متجددة) و لتأليف التيارات المختلفة ()، و على نفس شاكلة الإمتداد الإقليمي في البعد السياسي، يحاول الإمام الصادق المهدي في حركته في مدى منتدي الوسطية مناهضة التطرف الإسلامي و تقديم إسلام و سط بعيدا عن التشدد و الغلو(أبرز دوله المنتدى:السودان و مصر و تونس و الأردن).

و أخيرا يتحرك الإمام الصادق المهدي في كل هذه الأبعاد كاتبا و قارئا و محللا مخلفا مادة هذا الموقع، حيث تتراوح كتاباته من المقال الصحفي الى توثيق الندوات بالمطبوعات، الى الكتب القصيرة و المتوسطة و الطويلة و في كل هذه الكتب يبرز أسلوبا وسطا بين الاكاديمي و الجماهيري بيد أنه أقرب للكتابة الجماهيرية مجسدا للمثقف الجماهيري. عليه هذه الكتابات سوف تعكس بشكل جيد المعارف المتنوعة لكاتبها فضلا عن الخلفية و الفضاء المعرفي الذي يتحرك فيه و قبل هذا و ذاك التفاعل مع الأحداث في الحياة العامة مدار تلك الكتابة و الإحالات للمصادر العديدة من خلالها، عليه يتيح الموقع المزمع تدشينه إقترابا جيدا من هذه العوالم بإبراز هذا الإرشيف المكتوب على مدي  زمني منذ عام 1959 إلى يومنا هذا ، بالإضافة لكثير من اللقاءات السمعية  و البصرية و التي أيضا هنالك ما حول الى شكل نصي.

الفرص و الافاق المعرفية للموقع

في بحثنا عن إستكشاف الفرص و الإمكانات المعرفية ننطلق من إفتراضات اوليه، فرغم أن الإمام الصادق المهدي لايحتل اليوم موقعا تنفيذيا إلا أنه في سدة المعارضة و أحد فاعليها و رئيسا  لحزب الامة  و وثائق هذا الموقع تمثل فترات كان فيها على رأس الوزارة، فعلى هذه الخلفية تنشأ الإفتراضات التالية:
أولا:هل مثل هذا الموقع  يمكن أن يحسن من مشاركة المواطنين و إنخراطهم في الشأن العام؟ (بإفتراض تفاعلية الموقع و قبوله التعليق-قليل).

ثانيا: مبادرات الحكومة المفتوحة- وكذا المعارضة ترتكز على ثلاثة عوامل مهمة هي(5): زيادة تواجد المعلومات عن الأنشطة الحكومية و كذا المعارضة (ما يقوم به الموقع) ، و دعم و تعزيز المشاركة السياسية و المجتمعية، و أخيرا مكاملة التكنولوجيا و دمجها من أجل الشفافية و الكرامة و المشاركة و المساءلة فهل يسعى الموقع لتحقيق هذه الأبعاد و توظيف التكنولوجيا من أجلها؟.

ثالثا: محتوى و مادة الموقع تشكل خليطا من البايوغرافيا (السيرة الذاتية)  و الببيلوغرافيا (الفهارس) الثرية فهل يمكن أن يخدم هذا الموقع دارسي العلوم الإنسانية من إجتماع و تاريخ و إدارة عامة؟

رابعا: تطور نظم الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات و سيادة شبكات التواصل الإجتماعى على الوسائط التقليدية تخلق أبعادا جديدة تفتح آفاقا للديمقراطية غير مطروقة. هل بالإمكان لمثل هذه الوسائط الجديدة أن تعزز من الديمقراطية بتوفير بيئة  تفاعل حقيقية متجاوزة لحواجز الزمان و المكان متجاوزة أنماط الديمقراطية الثمثليةلافاق ديمقراطية ذات مشاركة واسعة؟

 

هذا الموقع الإلكتروني بلا شك يوفر المعلومات و تواجدها لمثقف نشط في الحكم و المعارضة و بالتالي يسهم في التنوير و نشر الثقافة الديمقراطية بيد أنه لتعزيز الديمقراطية  و المشاركة المجتمعية يستلزم توفير تقنيات تفاعلية في تصميمه تسمح لقارئه من مبادلة الأفكار  و أن يعلق على المقالات ، صحيح إدارة مثل هذا الخطاب المفتوح و التفاعلي أمر معقد و يحتاج لإدارة يقظة لكن أي شكل تفاعلي ينقل المشاركة خطوة نحو الأمام و كذا المناخ الديمقراطي معززة حرية التعبير. تبني مثل هذا النمط التفاعلي من قبل الموقع بالإمكان تعزيزه بصياغة تساؤلات عدة و ردود في شكل نقاط و أسئلة يتم الإجابة عليها مما يجعل هذه الخطوة أكثر عملية.

للإنتقال لآفاق أرحب في تعزيز البيئة و الثقافة الديمقراطية يستلزم الموقع ربط تشعبي بالمصادر المتعددة للكاتب التي تظهر في إحالاته للمصادر المعرفية فضلا عن جميع التقارير و مصادر المعلومات الضرورية في تنوير المواطنين و جعلهم شركاء في مشهد السياسة العامة.

يمكن أن يخدم الموقع الباحثين في شتى العلوم الانسانية والسياسية بتوفير مادته في شكل ببيلوغرافيا تفاعلية و الإشارة الى كيفية الإحالات إليها، و رابط: إسهامات الإمام الصادق المهدي في الفكر و السياسة ما هو إلا حصر لمثل هذه البيلوغرافيا في عام 2005، و لكن لزيادة الموثوقية لابد من أن تتبع هذه البيلوغرافيا -عن طريق الموقع- نهجا علميا تتبعه الفهارس المشهورة و علوم المكتبات، متوسلة بالأخيرة لتصنيف أدق و أوسع للوثائق و الكلمات المفتاحية الممثلة لها، و أن يتبع هذا توظيف إمكانات إدارة المحتوى في الموقع لتعزيز مثل هذا التمثيل، و من الضروري ذكر أنه لابد من الإشارة للمصدر الاولي في مظانه (اوراق الحزب، صحيفة يومية، مداولات الجمعية التأسيسية ، تسجيل صوتي أو غيرها من المصادر) و من الأفضل حفظ نسخ من هذا الإرشيف في دار الوثائق مما يجعل الإحالة إليه إحالة عالية الموثوقية لا محالة

وفي الختام الامل معقود على الاستخدام الفعال لوسائط تكنولوجيا نظم الإتصالات المعلومات و شبكات التواصل الإجتماعي لخلق المواطن الفعال عن طريق تعزيز مشاركته العامة و هو مسلح بالمعرفة و المعلومات التي هي حق أصيل من حقوق الإنسان مما ينقل العملية الديمقراطية نفسها لأفق تتضائل فيه فرص التعويل على النمط السائد الان من الديمقراطية التمثيلية فاتحة الباب لوعد بديمقراطية أكثر مباشرة و تفاعلا و إستبصارا متزودة بمعلومات ذات شفافية عالية و صادقة و مفتوحة و منفتحة نحو النقد(6) الذي كثير ما يشير إليه الإمام بأنه أعظم وسيلة بناء شيدتها الإنسانية، صحيح أن الواقع مظلم لدرجة بعيدة و أننا حملنا هذه الورقة كثيرا من الأماني لكن هذا الظلام و عدا بفجر صادق يعقبه،  و فألا بالقول: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
إن الشعوب و أن تطاول ليلها           كالشمس تسري في الظلام فتشرق
أخيرا التهنئة موصولة للإمام الصادق المهدي بعيد ميلاده الثاني و الثمانين مكللة بالاماني بالصحة و العافية آملين أن يكون الموقع الذي يحمل إسمه كوة تعين على رسم مستقبل أفضل للوطن لا تتبعا لمسار تاريخي ماض بل إستبصارا لغد بوعد: حمل عبء أن نبني الحياة و نبتكر

و السلام عليكم و رحمة الله

ملحوظة ختامية:
لضيق الوقت لم تتطرق الورقة للإمكانات التكنولوجية للموقع و لآليات التقييم من حيث سهولة الإستخدام و غيرها من المعايير، كما نود أن نلفت القائمين بأمر الموقع بشدة، للتخفيف من اوصاف التعظيم المختلفة بينسطور الموقع لانها قد تكون حاجزا لكثيرين من المطلعين عليه من خارج حزب الامة أو كيان الانصار و في إعتقادي أن هذا أيضا رغبة الإمام الصادق المهدي كما أشار في كثير من المقابلات مفضلا لقب الحبيب.

 

 

 

References

  1. Social-Technology Fit: A Conceptual Model Hsin-Yi Liao, Chien-Hsing Wu, DidiSundiman and Flora Peng,In:The 8th International Conference on Knowledge Management in Organizations,edited by Lorna Uden, Leon S.L. Wang, Juan ManueCorchado Rodríguez, Hsin-Chang Yang, I-Hsien Ting, Springer 2014
  2. SECI, Ba and Leadership: a Unified Model of Dynamic Knowledge Creation, Long Range Planning, ISSN: 0024-6301, Vol: 33, Issue: 1, Page: 5-34, 2000.
  3. Guhathakurta, M. (2017). Contested histories, participatory movements and the making of

memories in Bangladesh(Keynote paper for the Prato conference, 2016). The Journal of

Community Informatics, 13(2), 8—12.

  1. https://www.alsadigalmahdi.com
  2. Canares, M.P, Marcial, D., Narca, M. (2016). Enhancing Citizen Engagement with Open Government Data: The Case of Local Governments in the Philippines. The Journal of Community Informatics, 12 (2), (Special issue on Open Data for Social Change and Sustainable Development), 69-98.
  3. Community Networks for reinventing the Citizenship and Demogracy, Fiorella de Cindio, In: Community Informatics: Enabling Communities with Information and Communication Technologies, IDEA Group Publishing ,London, 2000.

 

 

1 Comment

قسم التعليقات مغلق.