آخر لحظة في حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي 2-2

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

الثلاثاء 17 يناير 2017

لم أكن اتوقع أن يكون الحوار مع الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، بالسهولة التي يصلني فيها الرد على اسئلتي في يومين، وذلك لزحمة وانشغال الرجل بالقضايا الدولية والاقليمية، الى جانب المحلية ولكن المهدي الذي عرف بتواضعه واحترامه للإعلام خيَّب ظني الذي غلب عليه، إنه سيتأخر في الرد على الأسئلة  التي أرسلتها له عبر البريد الالكتروني بواسطة مدير مكتبه محمد زكي، الذي اهتم بالموضوع منذ أن طلبت منه مساعدتي في اجراء الحوار
تعددت المحاور وبعضها كان عبارة عن اتهامات، لم يتجاوزها رئيس حزب الأمة أو ينتقد طرحها بل فصل في الإجابة عليها، أبرزها أول نشاط بعد عودته، وموقفه من الحكومة الجديدة، وشروطه للحوار مع النظام، الى جانب وحدة حزب الأمة ومساعيه بشأن تسوية ملف محكمة الجنايات الدولية، أخذناها كماهي وسقناها لكم وكنا قد نشرنا أمس الجزء الأول منه واليوم نستكمل ما تبقى من الحوار.

أجراه : لؤي عبدالرحمن

*المعارضة غير موحدة ولم تتفق على برنامج واحد فكيف تحقق هدفها؟

–  الحكومة أكثر تفرقاً من المعارضة فوجود أكثر من رأي وارد، ولكن المعارضة التي وقعت على نداء السودان وعلى خريطة الطريق تمثل ثقلاً لا يجارى، ففيها الأحزاب المدنية الأكبر وفيها أحزاب الجبهة الثورية، وبإمكانها إبرام اتفاق عادل إذا توافرت استحقاقاته.

*  ما الجديد في اصطفاف المعارضين حتى يحققوا ما عجزوا عنه في السابق؟

–  الجديد في موقف المعارضة هو أن النظام أعلن تهالكه الاقتصادي وإجراءات تزيد من الاعتراض عليه.
وأن شباب العصيان المدني فعَّل مزيداً من القوى الشبابية سياسياً.. وأن نداء السودان صمد أمام كل محاولات الاختراق الثنائي، وأن الأسرة الدولية مهما أجرت من تفاهم مع النظام، أوضحت أنها لن تفرط في المطالبة بوقف الحرب والتحول الديمقراطي.

*بعض قيادات الحزب الحاكم تشكك في نوايا الحركات تجاه السلام كيف وجدتها أنت؟

–  نعم هنالك من يشكك في نوايا الحكومة ومن يشكك في نوايا الحركات.. النوايا لا يعملها أحد إلا العالم بالسرائر، المهم هنالك إجراءات محددة تكشف عملياً المواقف، حتى الآن الحركات وقعت على خريطة الطريق، وأكدت للوسيط الأفريقي استعدادها لحوار بموجبه.. بينما الحكومة هي التي خرقت الاتفاق، النوايا لا يعلمها أحد ولكن الأفعال هي أساس الحكم على الأشياء.

*المفاوضات بدأت بملف صعب وهو -الإنساني -لماذا لا تبدأ بالسياسي لأنه سهل ليمهد للملفات الأخرى؟

–  أولوية الحوار الصحيحة تبدأ بإجراءات وقف العدائيات وانسياب الإغاثات الإنسانية لتهيئة المناخ للحوار السياسي، إذاً لا يعقل إجراء حوار والجوع يحصد الأرواح، والقنابل تحرق الأجساد الأولوية الصحيحة هي تهيئة المناخ ثم الحوار السياسي المنشود.

*ما هو تقييمك لتوجه المؤتمر الوطني نحو التغيير والتحول الديمقراطي؟

الخط البياني يؤكد لنا أن النظم التي تحرم الشعب من الحريات العامة وتعتدي على الفصل بين السلطات تنتهي إلى حصر السلطة في نطاق ضيق، ويصير الكل كمبارس في المشهد، المؤتمر الوطني ليس استثناء بل 10 فئات خرجت منه محتجة على غياب الديمقراطية، وهو الآن بلا حول ولا قوة.

*برأيك هل كل قيادات الوطني مجمعة على التحول أم أن بينهم معارضين للتغير؟

–  بين قيادات الوطني من يرون الحاجة للتغيير، ولكن الرأي الغالب حتى الآن يرى أن أي تغييرات سوف تتم على حساب ما احتلوا من مواقع وما حازوا من أموال.. هذه العوامل تجعل هؤلاء ضد التغيير.

*ما مدى تواصلكم مع قيادات المؤتمر الوطني؟

–  بعض قيادات الوطني كانوا لنا في مراحل سابقة زملاء في العمل الوطني، لا سيما ضد الانقلاب الأول، بقيادة الفريق إبراهيم عبود، وضد الإنقلاب الثاني بقيادة المشير جعفر نميري، ثم تفرقت بنا السبل عندما رفضنا قوانين سبتمبر المعيبة وأيدوها.. ثم تحول الأمر لخصام عندما تآمروا ضد النظام الديمقراطي الذي كانوا جزءاً منه، ولكن بعد أن اكتشفوا خطأ الانقلاب، وبطلان التجربة جدد بعضهم علاقته بنا.

*قيادات المعارضة والحكومة تتلقى في المناسبات الاجتماعية (أفراح وأتراح) ماذا يمنع التقائها حول الوطن؟

–  أقوى الروابط في السودان مطلقاً هي الروابط الاجتماعية، وهذا دليل على قوة الإنسانيات السودانية وعلى قوة ثقافة التسامح السودانية، ولكن الانقلابات العسكرية والحروب هي التي أفسدت المناخ السياسي وغرس العداوات، المدهش أن العداوات التاريخية الطائفية والحزبية في السودان تراجعت ولكن العداوات السياسية زادت بسبب الحروب والإجراءات الأمنية التي تتخذها النظم  العسكرية.

*المؤتمر الوطني يسوق ما معناه أنكم أشدتم بمخرجات الحوار.. ماذا تقول؟

•    كثير من الناس يبترون الحديث من باب:
ما قال ربك ويل للذين سكروا***ولكن قال ويل للمـصلينا
أنا أصدرت كتيباً مفصلاً ومنشوراً فيه تعرضت لمخرجات الحوار، وقبلت بعضها ورفضت بعضها، وهذا رأيي أنا اجتهد أن أكون موضوعياً وأعطي كل ذي حق حقه.. ولكن بعض السياسيين الميكافيليين يعيبون عليّ ذلك ويقولون إنني مثالي، والمثالية في نظرهم لا تدخل في السياسة، وحتى خصومي أرفض أن أقول لعنهم الله بل أقول هداهم الله، لقد أكدتُ في ختام كتيبي (الوثبة في الميزان) أن الاستقطاب زاد بعد نشر توصيات حوار قاعة الصداقة، مع أن من مقاصد الحوار الوطني الانتقال لمناخ جديد سلامي وديمقراطي، ما يعني أنها شوهت المناخ السياسي، وتطلعتُ لأن ترد الدراسة المفصلة الجميع للموضوعية، وإلا فإن رب الناس وتاريخ الناس لن يغفر لمن كانوا السبب في إفلات فرصة خلاص الوطن.

*النظام يباهي بأن المجتمع الدولي بات في طرفه.. ما صحة ذلك من وجهة نظرك؟

صحيح هنالك عوامل جعلت أطرافاً من المجتمع الدولي يرون أن هجمة الهجرات غير القانونية والإرهاب تجعلهم يتسامحون مع نظم دكتاتورية لتساعدهم في احتواء تلك المضار.
ولكن صدقني إن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يطبع مع النظام السوداني المدان بموجب 63 قرار دولي، أغلبها تحت الفصل السابع لذلك مع كل المغازلات، فالسودان ما زال في قائمة الدول الراعية للإرهاب، والعقوبات الاقتصادية ما زالت قائمة، والملاحقة الدولية ما زالت مستمرة، المجتمع الدولي فيه مؤسسات تشريعية وقضائية ورأي عام لا يمكن تجاوزها.

*ما هي خارطة الطريق للتسوية.

خارطة الطريق للتسوية تستوجب الالتزام بإجراءات بناء الثقة، والدخول في حوار جاد بموجب خارطة الطريق، حوار يقيم نتائج حوار قاعة الصداقة ويتجاوزها لإبرام اتفاقية سلام، والاتفاق على حكم قومي انتقالي، وعقد مؤتمر قومي دستوري في ظله، واجراءات بناء الثقة يتفق عليها خارج السودان وبقية الأجندة تبحث داخل السودان.

*الوصول لحل الأزمة السودانية سهل أم صعب وكيف هذا أو ذاك؟

–  الوصول لحل للأزمة السودانية سهل جداً إذا أدرك النظام أن مشروعه قد فشل وصار مستعداً لإيجاد مخرج سلمي، لأن ثقافة التسامح في السودان قادرة أن تسعفنا.

*رسالة للشعب السوداني؟

– أما للشعب السوداني فإني أرجو أن يجمع الله شملنا في الوطن جميعاً من حمل السلاح، وهو مستعد للتخلي عنه ومن غادر البلاد جزعاً من ملاحقات أمنية أو بحثاً عن موارد معيشة استحالت.

آخر لحظة