آخر لحظة مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله 2-2

الإمام الصادق المهدي

 

الأربعاء 19 أبريل 2017

أنا إمام الأنصار الشرعي وأحمد المهدي (ما ناقِش القضية)

تعدد الزوجات سبب في خروج الكثيرات من الدين الإسلامي

أبنائي صعدوا إلى مناصب الحزب بسبب نضالهم والصادق الهادي لم يسجن في حياته

إذا جلست إليه شعرت أن للحديث قيمة كبيرة من الصعب أن تقطع حديث رجل بخبراته السياسية ، إن رميت إليه باتهام تستمع بمرافعته وسخريته المعهودة وأمثاله المعروفة  ،  ضيفي أهم لاعب في ميدان السياسة السودانية  منذ أن كان شاباُ في سن الثلاثين في هذا الحوار لم الق نظرة على محاوري التي أعددتها إلا مرة واحده فقد مضت الساعة كأنها خمس دقائق في صالون بيت السودان الكبير بالملازمين ، دار حديث شفاف وتلقائي بيننا والإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي قلبنا معه دفتر احوال السياسة والفكر  المجتمع ..الخلافات داخل حزبه ،  كانت اجاباته مباشرة وغاضبة احياناً ، وفيما يلي  استعداده للجلوس مع الحكومة كانت إجاباته غير متوقعه وصريحة  ،    وفيما يتعلق بتعدد الزوجات كانت الإجابة صادمة بالنسبة لرجل متزوج من سيدتين ، وخضنا معه في تفاصيل تجربته الشخصية فسرد العديد من القصص والشواهد حول الزواج بامراتين ، نقاش شفاف مع إمام الأنصار فإلى الحوار.

أجرته: فاطمة أحمدون -تصوير: سفيان البشرى

*في الحلقة السابقة قلت إنك مؤهل لدور رجل المطافئ مع المعارضة ولكن بوادر حرائق في حزبك و…؟
-أجاب مقاطعاً وبحسم: يا أستاذة حزب الأمة ما فيهو حرائق وكلها أزمات مفتعلة للغاية، والأمة كحزب استطاع أن يصمد ضد كل المؤامرات، وهو حزب في المعارضة واصل مؤتمراته بوضوح تام  وله مبادرات فكرية وسياسية داخل السودان وخارجه، وجسم حزب الأمة سليم ولا توجد به أي مشاكل.

*ماذا عن إبراهيم الأمين وتيار الإصلاح وقبلهما مبارك؟
في 2002 قاد السيد مبارك الفاضل تآمراً وكون جماعة سماها الإصلاح والتجديد،   وهذا الجسم تمزق إلى سبعة فصائل، الفصيل الأكبر عاد لحزب الأمة والفصيل الثاني قالوا (الاتبلبل) يعوم ودخلوا المؤتمر الوطني، واحد اسمه خيري وهناك فصيل أطلق على نفسه حزب الأمة الفدرالي والوطني والقيادة الجماعية،  وهذه أحزاب خرجت من المؤامرة.

*ما عاد هناك حزب اسمه القيادة الجماعية وهي شعار فقط لحزب الأمة بقيادة د.الصادق الهادي؟
أيوه السيد الصادق الهادي أصلو ما مسيس)، نحنا عناصرنا السياسية بدأت مشوارها السياسي منذ الجامعة، هو كطالب جامعي لم تكن له أية صلة بالعمل السياسي، وكوادرنا كلها اعتقلت وضربت، هو ما شاف الحاجة دي، بعد اتخرج أصبح طبيباً ودخوله السياسة كان عندما أتى به مبارك الفاضل ضمن المؤامرة، ودخل السياسة فقط من باب الوراثة، وتصنيفه ليس كادر حزب أمة ولم يسجن ولم يعاقب.

*لكنه عاش في بيت السياسة وتحدث كثيراً عن مرارات في طفولته عندما ضربت الجزيرة أبا؟
ما خلاص.. الحصل دا السبب الذي جعله يبعد عن السياسة، هو قفز بالزانة بلا سجل سياسي عن طريق مؤامرة مبارك الفاضل، والمهم كل هؤلاء قرروا مصيرهم كجماعات تحت رعاية وحماية المؤتمر الوطني ويمثلون جماعات منتمية لبرنامج الوطني ولا يمثلون موقف الإمام الهادي.

*هذه كما أسلفت مجموعات شقت طريقاً آخر، لكن هناك مشاكل داخل حزبك الآن و…؟
-أجاب مقاطعاً: هناك خلافات محدودة (بقولا ليك)، الخلاف مع د.آدم مادبو وقد كان غائباً عند انعقاد المؤتمر الثامن وبعدها لم يوافق على مخرجات المؤتمر ولديه لوبي بالحزب جمعهم لأخذ موقف من قرارات المؤتمر، بينما هنأ كل الحاضرين بعضهم على نتائج المؤتمر، فهذا السيد سمى التيار العام وأغلبيتهم عادوا لحزب الأمة مثل إبراهيم الدومة وإسماعيل آدم، وهناك أشخاص انضموا للمؤتمر الوطني وبقي معه نفرين تلاتة يتكلموا عن تيار عام بحزب الأمة.

* د.إبراهيم الأمين؟
كان منتخباً أميناً عاماً وكلف بتشكيل أمانة عامة وفاقية، وظل عامين لم يستطع أن يشكلها وظلت الأمانة العامة معطلة لأنه لم يستطع تشكيلها، وقد حاولت كثيراً جداً أن أجد مخارج له لكي تنجح هذه الفكرة وما حصل، والمهم في النهاية دعونا الهيئة المركزية وكان المفروض أن يواجهها بصفتها الجهة التي انتخبته، لكنه رفض ولم يحضر والهيئة المركزية اتخذت قرارات.

*هل كانت هذه القرارات وفقاً للائحة أم أنها أوقعت ظلماً حقيقياً على الأمين العام السابق؟
في ناس قالوا النصاب القانوني لها لم يكن كاملاً، ولكن الحديث غير صحيح ولا يمكن أن نجتمع إذا لم يكن النصاب القانوني صحيحاً.

*هناك حديث صحفي لإحدى الصحف اعترف فيه الأمين    بأن هناك مؤسسات لكنها بلا مؤسسية ومنتهية الصلاحية؟
ما كلام ساكت.. هو الماعندو ولا مؤسسة وهذه مغالطات ما عندها معنى، وهو إنسان مسكين بضيع في تاريخه، هو زول عندو تاريخ في حزب الأمة.

*هو مسكين تعني أنه قد يكون مدفوعاً من جهة أخرى؟
بالتأكيد ولا شك في ذلك وواضح تماماً لأنه صمت دهراً.

*بصراحة هل تعتقد أن مبارك الفاضل خلفه؟
لا، هو بينه ومبارك ما صنع الحداد، وثلاثتهم مبارك، آدم وإبراهيم الأمين لا يتفقون على شيء.

*إبراهيم الأمين قال يجب أن تشكل لجنة مستقلة للمؤتمر العام؟
قال كلمات فيها إساءات لحزب الأمة ولدينا لجنة للضبط والمتابعة ستتخذ إجراءات ومساءلة ضده، ولا يمكن أي واحد يوجه إساءة للحزب ساكت، لكن أنا في النهاية ما يهمني أن الجسم الأساسي سليم، وما يحدث هذه مؤمرات مدفوعة من جهات وحيثما نذهب حزب الأمة هو الحزب الأول داخل وخارج السودان.

*في لقاء أحمد المهدي قال لي إنه آن الأوان أن تتنحى أسرة المهدي عن رئاسة الحزب وتقدم أنصاراً من المؤهلين؟
أيوه.. سنة 64 الجماعة ديل قالوا يرأس حزب الأمة محمد أحمد المحجوب، والسيد أحمد هو الذي رشحه للمنصب، وعرضوا الأمر على الأنصار، وكانت إجابة القواعد أنه عندما وقع الانقلاب في ناس مشوا لعملهم المهني، بينما في ناس تصدوا للانقلاب وقادوا ثورة أكتوبر، ونحن لا نرضى فلاناً بديلاً للصادق، وأخذت 90% من الأصوات، واللي رشحه السيد أحمد نال 10% فقط .

*الأنصار لا يرضون بديلاً لبيت المهدي؟
لا مش حكاية كدا، لكن الناس دايرين شخصيات ضحت ولديهم كفاءة، مش قصة بيت المهدي ولا ما بيت المهدي، والآن بيت المهدي بعيدون من العمل السياسي عدا أنا، فالسيد أحمد نفسه بعيد من العمل السياسي، هي مجاهدات ومكابدات والذين لديهم رؤية ومجاهدات ومكابدات سينالون تأييد الناس، مش لأنك ود المهدي، أنا أعتقد أن صفة ود المهدي حق في أي منصب.

ولكن أبناءك صعدوا بسبب اسمك إلى مناصب رفيعة في الحزب؟
وأنا ما جبت أي ولد ولا بت من بناتي وقلت ليهم هاكم دا ولدي ولا دي بتي، من دخل منهم كان نضالاً منه ودخل السجون وأخذوا مكانة سياسية، صحيح كونهم أولادي ممكن يساعدهم في الترشيح ولكنهم أخذوا مكانتهم بالنضال، ولو ربيت أولادي على أنهم زعماء بالوراثة كنت دمرتهم وهم يعرفون أن الوراثة غير مجدية في السياسة التي لها استحقاقات من لا يدفعها لن يجد نصيباً في السياسة.

*إلى أي شيء استندت في  حديثك عن التضحيات التي جعلتك خياراً لقواعد حزب الأمة؟
في يوم من الأيام قدم السيد أحمد المهدي شخصاً مهادناً للنظام ليعتلي منبر جامع ودنوباوي، في شخص آخر من عامة الأنصار هو الفكي عبدالله إسحق رفض، وعندما أصر السيد أحمد الفكي عبدالله قال للناس أخرجوا نصلي برا الجامع، وخرج الناس بالإجماع، القضية هي الصدقية الفكرية والمتقدمون من أولاد المهدي صعدوا بهذه الصدقية النضالية والاجتهادية الجهادية.

*وماذا عن إمامة الأنصار، هو يقول إنه إمام الأنصار وإن إمامتكم سياسية؟
موضوع الإمامة دا الإمام المهدي لم يربط بين الإمامة والنسب، وجعل خلفاءه من خارج بيت المهدي، الخليفة عبدالله، الإمام عبدالرحمن أسس هذه الإمامة من لا شيء بعد أن دمر كتشنر وونجت المهدية، بل إن ونجت بعث إلى زوجته وقال لها المهدية انتهت والإمام عبد الرحمن أسسها من جديد، وقبل انتقاله كان ابنه الصديق شريكه في كل أعماله ولذلك كتب وصية أن يخلفني الصديق.

*وأصبح والدك إماماً بموجب الوصية؟
نعم أجمع الناس على أن يصبح الإمام، ولكن الصديق رأى أن كياننا هذا لا يصلح معه التوارث، وهو انتقل في هذه الغرفة وأوصى في لحظاته الأخيرة والغرفة كانت مليانة ناس، بأن يكون إمام الأنصار من ينتخبه الأنصار.

*أخرج هذه الوصية في لحظة احتضار؟
أيوه.. وطلب مني أن أحضر ورقة وقلماً لأني ساقول لك كلاماً مهماً ووصية يجب الالتزام بها، وتحدث عن أشياء كثيرة ضمنها قضية الإمامة هذه، يتكون مجلس خماسي من السيد أحمد والسيد الهادي والسيد يحيى، برئاسة السيد عبدالله وأنت، تديروا شؤون الأنصار، ولكن عندما يحين الزمن انتخبوا إماماً للأنصار، عندما انتقل السيد الصديق السيد عبدالله وفي غياب السيد أحمد الذي كان في إنجلترا وقتها، وقال إنه في الظروف الحالية من الأفضل أن ننتخب نحن الإمام وليسوا الأنصار، ورغم رفضي لتغيير وصية الإمام الصديق إلا أنني وافقت بشرطين: أن لا يتغير خطه ضد نظام عبود، وأن أعلن للناس دستور الإمامة، ولذلك عندما كان الإمام الصديق يدفن نصبوا لي مايكروفوناً وقدموني للإمامة، ولكني رفضت وأصريت أن آتي عبر مؤتمر للأنصار.

*كيف صعدت في الآخر؟
بالإلحاح والذي سببه المؤامرة التي كان يحيكها مبارك ليأتي بشخص موالٍ للنظام، وأصبحت الإمام الشرعي للأنصار بموجب وصية الإمام الصديق، والما منتخب دا كيري.

*حضرني سؤال آخر أيضاً من حديثي مع السيد أحمد المهدي الذي يرى أن الحكومة يمكن أن تكتفي بمشاركتك المقلفة في فيها، ويقصد وجود نجلكم عبد الرحمن بالقصر؟
إذا كان كدا معناها أحمد المهدي (ما ناقشا).. وكلامي واضح أنا مع دخول عبد الرحمن الجيش وضد مشاركته في منصب سياسي،  وعبدالرحمن شخص كريم ونواياه أن يخدم القضية من الداخل، وأخبرته إن لم يحدث سيحاسبه التاريخ ولن يشفع له أنه ابني.

*هيئة علماء السودان تحدثت عن تعدد الزوجات كحل لمشكلة العنوسة.. ما هو رأيكم في هذه الناحية؟
مشكلة العنوسة أوسع كثيراً، المشكلة الأولى أن الشباب معظمهم عطالى، إذن المشكلة هي كيف نوفر فرص عمل لهم، ثانياً كثير جداً من الذين يتزوجون يطلقون للإعسار، هناك أزمات حقيقية جعلت الشباب لا يرغب في الزواج.

*مثلاً؟
شوفي دا  كلو كرت دعوة.

*كبير خالص؟
هل دا معقول في إسراف كبير جداً في الزواج يجب منعه أولاً حتى يقبل الشباب على الزواج، ويجب أن نعلم أن التعدد دون موافقة السيدة الأولى تشتعل حرب، دليل على أن العادة والثقافة تغيرتا.

*كيف تغيرتا؟
في شخص قال لي إن والده كان متزوجاً من أربع سيدات ويعشن في بيت واحد، وكل واحدة لها ليلة وفقاً للجدول، وعندما توفي والده وفكر في الزواج قامت عليه حرب واضطر لتطليق الجديدة.

*ضعيف؟
لا.. لكن المرأة الحالية أصبحت تتحسب لهذا الأمر، فمثلاً يحكي لي شخص آخر تزوج من السكرتيرة، أن الزوجه الأولى جعلته يوقع على إيصال أمانة وأدخلته السجن وساومته على تطليق الأخرى.

*هل هذه أسباب تحرم ما أحل الله؟
المزاج جديد الاتغير، في الريف لا أدري لكن في المدينة ما عادت المرأة تتوقع الزواج عليها، وكما قال ابن القيم المشرع يجب أن يزاوج بين الواجب اجتهاداً والواقع إحاطة، والواقع أن بنات المدينة لا يقبلن بالتعدد، والآن لا بد من تقييد الأمر بموافقة السيدة الأولى وتطوير قانون الأحوال الشخصية، لأن الرجل لم يعد حراً كما السابق، والمرأة الحالية يمكن أن تطلع من الدين ذاتو .

*تكفر واللا تترك الزوج لأخرى، هل هذا معقول يا سيادة الإمام؟
أنا أعرف سيدات صرن ينتقدن الدين الإسلامي لأنه يعطي حقوقاً ذكورية، ولهذا فإن هذا الأمر يفتن النساء، ونحن لا نريد لهن الفتنة، مسلمات راضيات بدينهن ولن نقول للرجل لا تفعل، لكن يتوقف ذلك على موافقة ورضا الأولى .

*أنت تزوجت من سيدتين؟
عندما تزوجت من حفية كنت مقتنعاً وراضٍ، لكن هناك ظروفاً جبرتني أتزوج من سارة.

*ظروف عاطفية؟
أيوه.. وحكيتا، لكن كنت اشترطت موافقة حفية وقد وافقت وقالت لي أنا أخطبها لك، ولذلك الآن أولادي من الطرفين أشبه بالأشقاء، وللأسف أولاد الضرات الآن في السودان أشبه بالأعداء، لأن الثانية جاءت رغم أنف الأولى.

 

آخر لحظة