الأبعاد التاريخية والثقافية والعالمية للإسلام في أفريقيا

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

المؤتمر الدولي حول الإسلام في أفريقيا : الاتجاهات الفكرية والمصادر التاريخية ومناهج البحث

17 يوليو 2011م

هذه الورقة:

الأبعاد التاريخية والثقافية والعالمية للإسلام في أفريقيا

بقلم: الإمام الصادق المهدي

يوجد المسلمون بأغلبيات ساحقة في شمال وغرب أفريقيا، ويشكلون أقليات قومية كبيرة في بقية القارة.

الإسلام والعربية والانقسام الأفريقي شمال/ جنوب

تاريخيا وثقافيا توجد أفريقيتان، هذا الانقسام قد تعمل عوامل معينة لتجسيره، ألا وهي: الإرادة السياسية واتجاهات بداخل الإسلام، والمصالح الاقتصادية؛ في حين أن تيارات أخرى سوف تسعى لتعضيده، وهي: العقائد قصيرة النظر، الذهنية العرقية والمخططات الخارجية.

كانت أفريقيا شمال الصحراء جزءا من الإمبراطورية اليونانية الرومانية، وكانت جبهة هامة في إطار المنافسة الإمبريالية التاريخية بين القوى العالمية في ذلك الوقت.

وقد اعتبرت تلك القوى العالمية الإسلام، عندما ظهر للمرة الأولى في القرن السابع، تهديدا غير مقبول لأنه وعد بتأكيد مصائر مستقلة للشعوب التي كانت تحت سيطرتهم. وبالتالي، قوبلت الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة من قبلهم بعداء شديد. لذا، كانت الحروب التي تلت ذلك بين دولة الإسلام والإمبراطوريات البيزنطية والفارسية حروبا ضمن سياسات القوة الدولية، لا حروب فرض تحول للدين الإسلامي كما بيّن السير توماس أرنولد في كتابه: الدعوة إلى الإسلام. وكان انتصار الدولة الإسلامية التاريخية على إمبراطوريات ذلك الزمان مذهلا وبمساعدة كاملة، كما كان فعلا، من قبل رعايا الإمبراطوريات المنهارة. وبالتالي، أصبح شمال أفريقيا جزءا من الدولة الإسلامية التاريخية.

أما أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فلم تكن أبدا جزءا من تلك الدولة.

في الواقع، أوقف تقدم الدولة الإسلامية العسكري جنوبا عبر دولة المقرة السودانية المسيحية. ولكن الإسلام انتشر في السودان وفي أفريقيا جنوب الصحراء عبر التغلغل التدريجي والسلمي.

تاريخيا، كانت العلاقة الوحيدة الباقية بين مجتمعات شمالي أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء هي المسيحية الأرثوذكسية.

أدى الانتشار التدريجي للإسلام في أجزاء كثيرة من أفريقيا جنوب الصحراء إلى أن يكون الإسلام ولغته (العربية) علاقة ثقافية قوية بين إقليمي أفريقيا، وذلك على الرغم من أن الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء ذا طابع مختلف غير حكومي تقوده الطرق الصوفية.

لقد بيّن بولاجي إداو وغيره من علماء الأديان المقارنة، أن هناك نمط في أديان أفريقيا المحلية، وهو أنها تتطلب اعتقادا في وجود خالق أعلى، وآلهة متعددة تابعة له، وفي تقديس السلف، وفي قوى السحر.

ربما كان ميل الكثيرين في أفريقيا جنوب الصحراء لقبول الإسلام راجعا إلى اعتقادهم في الكائن الأسمى، ولكن لا شك في دور العوامل التالية:

  •  بساطة اللاهوت الإسلامي.
  •  التأكيد على المساواة بين البشر.
  •  طبيعة التصوف الإسلامي المتسامحة التي تبنت العديد من الممارسات الثقافية المحلية، مثلا الطبول وممارسات النشيد الجماعي الدينية. علاوة على ذلك فإن شيوخ الصوفية اختلطوا بالمجتمعات وتزاوجوا معها مما جعل منهم أمثلة فعالة للغاية.

للغة العربية قرابة سامية مع بعض اللغات الأفريقية: الأمهرية والتقرينية في منطقة القرن الأفريقي. والعربية مختلطة أيضا مع العديد من اللغات المحلية الأفريقية مما شكل لغات مركبة، على سبيل المثال، السواحيلية، والصومالية ، والهوسا.

إن الإسلام متجذر بقوة في النطاق الأفريقي، إذا ما قورن بالطوائف المسيحية الأوروبية. وأتباعه يشعرون بأريحية أكثر معه مما يجعلهم يقدّمون، كما فعلوا، العلماء والقادة الخاصين بهم، على سبيل المثال، عثمان دان فوديو، عمر الفوتي، احمد قرانج وهلم جرا.

لقد قدر العلماء المسلمون قيمة أفريقيا أكثر بكثير من الأوروبيين الذين كانوا يعتبرون أفريقيا جنوب الصحراء خلاءً حضاريا. ولم يقدر العلماء الأوروبيون حضارات أفريقيا جنوب الصحراء إلا عبر أعمال الرحالة أمثال المسعودي والبكري والإدريسي، وابن بطوطة.

وهناك مادة أكبر فيما يتعلق بالتفاعل الأفريقي شمال/ جنوب في الماضي القديم.

قال عالم الآثار شارل بونيه إنه عندما شرع في تحقيقاته في السودان، ضحك بعض زملائه في وجهه قائلين: لا يوجد تاريخ جنوب مصر. وقد كشفت أعماله مواد أثرية لا تقدر بثمن في السودان وأقام كرسيا للـسودانولوجي (أي عِلْم السودان) في جامعته. وقد قدم الشيخ أنتا ديوب في كتابه “الأصول السوداء للحضارة المصرية” الكثير من الأدلة لتلك الأطروحة. ووصف وليام آدمز في كتابه المنير”النوبة الممر إلى أفريقيا” مجد الحضارة النوبية وصلتها بأفريقيا السوداء.

المسيحية والغرب وأفريقيا

تأسست المسيحية الأرثوذكسية في مصر وإريتريا وأثيوبيا والسودان قبل فترة طويلة من الإسلام. ولكنها لم تنتشر لأبعد من ذلك. الكنائس المسيحية التابعة لأوروبا الغربية، أي الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية، منتشرة في أجزاء كثيرة من أفريقيا. وقد ارتبطت ارتباطا وثيقا براية القوى الأوروبية: ما من شيءٍ في مضابط التاريخ البشري يمكن مقارنته بالهجمة الأوروبية على أفريقيا وتجارة الرقيق العابرة للمحيط الأطلسي.

الرق في حد ذاته فظيع بما يكفي، لكن خففه إلى حد ما ارتباطه بالهزيمة العسكرية. ومحنة الرقيق أنهم كانوا فئة فرعية في مجتمع طبقي. أما اصطياد الرقيق بأعداد هائلة، ونقلهم الوحشي عبر المحيط الأطلسي إلى أميركا وجزر الهند الغربية لتوفير العمالة القسرية للرأسمالية فلم يسبقه في “بيت الرعب” مثيل.

وقد أعرب الأوربيون، في عهد الاستعمار، عن اعتقادهم بأن الأفارقة السود همج وينبغي على الرجل الأبيض أن يحضّرهم. وكان شعار “عبء الرجل الأبيض” سيئ الصيت، بطبيعة الحال، ذريعة مقبولة أخلاقيا لأغراض الغزو الإمبريالي الدنيئة. غزت الدول الأوروبية: البريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والهولندية والبرتغالية، أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي التكالب على القارة قسمت أقاليمها في مؤتمر برلين،(1884/1885م).

التدخل الأوروبي في أفريقيا ليس كله ظلاما. أسسوا المؤسسات الاقتصادية الحديثة، وأنظمة الأمن الحديثة، وخدمات التعليم الحديثة. لقد علموا رعاياهم لغات حية وروجوا لدين سماوي.

تلك الإنجازات نفسها رفعت وعي المجتمعات المستعمرة وأدت بجانب التنوير الديمقراطي والاشتراكي إلى التحرر وإلى نقل السلطة لقادة الحركات الوطنية المختلفة.

وفي سعيهم للقيادة الوطنية أعلن القادة المختلفون عن مختلف الأيدلويوجيات القومية والاشتراكية والأفريقانية.

ميزت الإدارات الاستعمارية عادة ضد المسلمين فيما بين رعاياها، حتى عندما كانوا يشكلون أغلبيات كبيرة. عانى المسلمون من التهميش في مجال التعليم والفرص الاقتصادية. وكانت تلك مشاعر متبادلة، إذ كان المسلمون أنفسهم إلى حد كبير غير متعاونين مع السلطات.

كانت معظم النخب السياسية التي خلفت المستعمر من الموظفين الذين دربهم ونصّرهم التبشير المسيحي.

واتخذت البلدان المعنية أنظمة مشابهة لتلك الموجودة في البلد الأم. كانت اللغات الرسمية المستخدمة مماثلة للغة البلد الأم، ووصفت الأقاليم وفقا لذلك إما كفرنكوفونية أو أنجلوفونية.

وكان للعديد من المجتمعات الإفريقية لغة مكتوبة يُتحدث بها في مساحة واسعة. كانت مكتوبة بالحرف العربي. تم تغيير الكتابة إلى الحروف اللاتينية.

كل ذلك يبدو منطقيا، فطوال فصول التاريخ تميل القوى المهيمنة إلى تشكيل رعاياها وفق صورتها الخاصة. وبما أن التحديث اتخذ في تلك الحالات أشكال التغريب، فقد صارت بعض القوى التقدمية الاجتماعية ملكية أكثر من الملك، مثلا، أيديولوجيا مصطفى كمال أتاتورك، ونسخ أخرى أقل شأنا.

التناقضات

1. الصراع بين الوعي الإسلامي والتغريب أعمق من ذلك بكثير. يعتقد المسلمون أن الوحي الإسلامي هو الكلمة الأخيرة في التقاليد الإبراهيمية، المؤكدة والمكملة للوحي السابق. إذن فالإسلام هو كلمة الله الأخيرة لتوجيه الإنسانية.

من ناحية أخرى، هناك اعتقاد غربي سائد بأن حضارتهم هي ذروة التنوير الإنسان، وبالتالي خاتمة الثقافات البشرية.

هذا التبادل يمكن حله عبر التنوير. وحتى الآن لم يتم ذلك.

2. في جميع المجتمعات المعاصرة، هناك صراع محتمل بين التحديث والهوية. وكلاهما ضروري ويلبي حاجة أساسية. وبالمثل، كان هناك تعارض بين المرحلة الأعلى للتحديث أي العولمة، وبين الخصوصية الثقافية. هذه الصراعات لا يمكن إغفالها. وحلها مهم سواء نفسيا أو اجتماعيا لتحقيق السلم الاجتماعي الذي يشكل شرطا مسبقا لضرورة هي التنمية.

بعد فترة من التجارب مع الأيديولوجية الماركسية، سعت العديد من حركات التحرر إبان تقلدها السلطة لتحقيق الاندماج الوطني عبر العرقية (الإثنية)، على سبيل المثال، جبهة التحرير في إثيوبيا، وحركة وجيش المقاومة الوطني في يوغندا. حتى أن رئيس يوغندا عرف الهوية الأفريقية وفقا لأسس عنصرية صارمة في هزيمة لعموم النزعة الإنسانية لدى الإفريقانيين.

العديد من الأفارقة الآن مضطربون للغاية إزاء هويتهم المسيحية “الغربية”، يظهر هذا في القرارات المتكررة لتغيير أسمائهم المسيحية، وفي التحدي المتكرر لتعاليم الأسرة المسيحية.

على النقيض من ذلك فإن المسلمين الأفارقة أصبحوا أكثر حزما حول هويتهم الإسلامية. وهذا يدل على مدى تعمق الإسلام في الوجدان والمجتمع الأفريقي. ومع زيادة حزم المسلمين في أفريقيا جنوب الصحراء على هويتهم، فإنهم سوف يؤكدون على علاقاتهم مع شمال أفريقيا وغرب آسيا.

صحوة عالمية للمسلمين:

على الرغم من الضعف الاستراتيجي الحالي للدولة الإسلامية إلا أن الإسلام في تقدم، لقد أعلنت السلطات الكاثوليكية أنه وللمرة الأولى في التاريخ يشكل المسلمون الأغلبية بين أهل الأديان، بل وذهب بعض الكتاب لتحذير الغرب من تحول الهوية الأوربية لتصير “يورابيا” بدلا عن أوربا (أي لتصبح مثل الهوية العربية الإسلامية). وقد حذرت كتب عديدة من (فرص أوربا الأخيرة) و (بينما أوربا تغط في نومها) وهكذا.

ومن المدهش أنه عندما وقع النبي (ص) مع المكيين صلحا مذلا في ظاهره، مال الميزان الديمغرافي لصالحه.

هنالك الآن إحصاءات حول التحول الطوعي للإسلام لمواطنين من الدول الغربية بعضهم علماء مشهورون. لقد أجريت دراسة حول أجابتهم على سؤال لماذا تحولوا؟ إنهم يقولون باختصار: إننا جادون في قضية الدين ونبحث عن:

  • عقيدة توحيد خالص.
  •  نبحث عن نص ديني لا شك في موثوقيته.
  •  نبحث عن صاحب دين لا شك في تاريخيته.
  •  نبحث عن دين لا ينتقص من قيمة الإنسان ولا يتناقض مع العقل.

لقد وجدنا هذه المطالب في الإسلام وهذا ضمن عوامل أخرى يجعل الإسلام القوة الثقافية الأكبر في العالم.

كذلك يشكل الإسلام في الدول الإسلامية رأس المال الاجتماعي.

وحينما تخلى البابا عن دبلوماسيته وهاجم الإسلام في سبتمبر 2006م كان ذلك بسبب إدراكه أن الإسلام حيًّ ومتمدد.

كثير من استراتيجيي حلف ناتو يتحدثون عن الإسلام بوصفه الخطر التالي بعد الشيوعية.

لجأت إيران للأصولية الإسلامية على أساس مذهبها، وأدارت تركيا ظهرها للعلمانية المعادية للدين وبحثت عن علمانية صديقة للدين. وبينما تحرر الثورات العربية الحالية الجماهير، فإنها ستحول النظم السياسية للديمقراطية وتسمح للشعوب بالتعبير عن خياراتها الإسلامية. ومع ذلك وفقط بسبب وجود هذه الصحوة الإسلامية فمن الممكن إساءة استخدامها. وفي أفريقيا اليوم هناك سابقة في غرب أفريقيا تمثلها (بوكوحرام) وفي القرن الأفريقي تمثلها (الشباب) وفي شمال أفريقيا يمثلها النشاط المتزايد (للقاعدة). كل هذه الأنشطة استغلال سيء لرأس المال الإسلامي الاجتماعي.

وهؤلاء تحركهم مظالم حقيقية ولكن ذلك لا يعفيهم من كونهم مناصرون خاطئون لأهداف صحيحة.

لقد سعى الآباء المؤسسون للأفريقانية لتحقيق تطلعاتها على أسس أفريقية. على الصحوة الإسلامية الواعية في شمال أفريقيا وفي أفريقيا جنوب الصحراء التماهي مع هذا الهدف.

هذا هو الأنسب لا سيما وأن أفريقيا هي أكبر الأقاليم ذات الموارد غير المستغلة في عالم يعاني من شح الموارد.

وهذا يفسر تفشي التكالب الأمريكي الأوربي الصيني الحالي – والذي سيستمر – على أفريقيا جنوب الصحراء.

ومع شعور إسرائيل بعزلتها الحقيقية نتيجة لسياسة الفصل العنصري التي تتبعها، ستسعى لإضعاف جيرانها العرب بزيادة الانقسامات الداخلية وبعزل أفريقيا جنوب الصحراء عن شمال أفريقيا.

وسيجد التكالب على موارد أفريقيا، والمخططات الإسرائيلية، والأيديولوجيات الرجعية الاثنوية ستجد هدفا مشتركا لجعل الصحراء جدارا عازلا صلبا قدر ا لمستطاع.

وسيساعد قادة المجموعات المسلمة في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء هؤلاء على تحقيق أهدافهم إذا عبروا عن تطلعاتهم الإسلامية على أسس إقصائية. يجب عليهم التعبير عن أيديولوجيتهم على أسس تؤكد شمول الإسلام وإقراره الديمقراطية والتعددية الدينية والثقافية والحداثة والعدالة الاجتماعية، وإلا فسيسمحون للمسلمين الرجعيين بوضع الأجندة للصحوة الإسلامية ويهدرون بذلك القوة الثقافية الدولية للإسلام ورأسماله الاجتماعي القيم.

وفي هذا الصدد فقد قدم انقلاب 1989م العسكري في السودان والنظام الذي أقامه درسا تاريخيا.

لا يمكن لأحد أن يفرض أيديولوجية أحادية الثقافة على مجتمع به تنوع ديني وثقافي دون أن يحطم ذلك المجتمع.

الأيديولوجية الحزبية الضيقة التي تبنت أيديولوجية اسلاموية عروبوية في 1991م هي التي قادت لإجماع كل الأحزاب السياسية الجنوبية للمرة الأولى على مطلب تقرير المصير في 1993م، والسياسات الاقصائية المتبادلة قادت للانفصال الجنوبي.

أيديولوجيات الاقصائيين السودانيين هي وصفة لبلقنة الوطن وكذلك لاستقطاب يقسم القارة لشمال/ جنوب للمدى الذي يجعل أعدى أعداء المسلمين يقول: مع مثل هؤلاء الأعداء من يريد حلفاء؟.

حقيقة الاحتياج المزدوج لكل الناس للتحديث وللهوية، وحقيقة أن الانتماء الإسلامي والتأكيد عليه سيلعب دورا في تعريف تلك الهوية بين المسلمين في كل مكان، هاتان الحقيقتان توجبان على القادة المسلمين إدراك أن الصحوة الإسلامية تتوافق مع التماسك القومي ومع التعددية الدينية والثقافية والحداثة والتنمية ومع الوحدة الجيوسياسية لأفريقيا ومع الدور سلامي في نظام عالمي يقوم على العدالة. هي أهداف يمكن التدليل بوضوح على اتساقها مع قراءة شاملة للوحي الإسلامي.