الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي يرد على حوار المئة سؤال 20_3

الحبيب الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان

 

حاورته عبير المجمر (سويكت)
في holiday Inn بباريس

 

جون قرنق و الحركة الشعبية قرروا مهاجمة الوجود العربي في جبال النوبة و عملوا تطهير عرقي للقبائل العربية في الجبال بعد أن رفض قرنق دعوة سوار الدهب و قال هذه مايو الثانية.

حكومة سوار الدهب قررت أن تعطي حرس العمده سلاح ليدافعوا به عن أنفسهم و قراهم من هجوم الحركة الشعبية فكانت عبارة عن عملية دفاع عن النفس و في حدود صد الهجوم القادم من الحركة الشعبية لعمل تطهير عرقي للوجود العربي في الجبال لذلك أعطي حرس العمد سلاح للتمكين و الدفاع عن النفس فقط و عندما جاءت حكومتنا أبقت على سياسة حرس العمد هذه.

موضوع تجنيد القبائل العربية أو الأفريقية في الماضي و الحاضر هي مسائل فيها documentary و أي شخص يتهمنا بأي تهمة في هذه المسائل عليه أن يثبت بالدليل و لذلك أنا شخصياً طالبت بعمل مفوضية مساءلة لبحث كل القضايا المختلف عليها في السودان منذ الاستقلال و حتي الآن حتى تحاسب أي جهه مدانة بأي تهمه.

يوسف كوه كان يهاجم بالتحديد القبائل العربية في جبال النوبة و النيل الأزرق و يعتدي على قراهم و مناطقهم لذلك سلحوا حتى يدافعوا عن أنفسهم من حملة التطهير العرقي للوجود العربي في الجبال.

أنا لا أنقل تجارب الآخرين نقل الكربون إلى السودان كما أتهمني الشيوعيين، و الظلم الذي لحق بالمواطنين في جنوب أفريقيا أسوأ ألف مرة و أكثر ظلم من الذي لحق بالمواطنين في السودان.

المساءلة التي تكلمنا عنها هي عداله انتقالية مشابهه لعملية (الحقيقة و الإنصاف) التي كانت في جنوب إفريقيا و لكنها مختلفة عنها و ليست مطابقة لها.

الحركات المسلحه وجدوا في نداء السودان فرصه لتحقيق أهدافهم السياسية فقرروا الإلتحاق بنا و التعاون معنا لكنهم لن يحملوا السلاح بأسم نداء السودان فنحن مع إختلافنا مع هذا النظام إلا أننا نتعامل معه و نسعي و نجتهد في أن ندفع به إلى إبرام إتفاقية لتحقيق الأهداف الوطنية المدنية.

نحن ليس في تأريخنا أو مسيرتنا ما نخافه أو نخفيه لذلك قمنا بطرح فكرة مفوضية المساءلة لكل من مارس العمل السياسي في السودان منذ الإستقلال 1956 و حتي الآن.

أنا طلبت من الحركات المسلحه المنضوية معنا في نداء السودان أن تصدر بيان اخر غير الذي أصدرته توضح فيه أن علاقتهم بنا في نداء السودان على الصعيد المدني فقط و أن لا علاقة لنا بأي عمل مسلح فيه عنف يقومون به و أن من حقنا أن نتبرأ من أي عمل مسلح يقومون به و أن يؤكدوا على أنهم ليسوا بإرهابيين و معترف به من قبل الأسرة الدولية.

الفرق بيننا و بين نصر الدين الهادي انه التحق بالجبهة الثورية الداعية لعمل عسكري مسلح و مطالبه بتقرير المصير بينما نحن تعاوننا و تفاهمنا معهم في إطار الأهداف المدنية فقط و بعد أن تخلوا عن تقرير المصير.

أي تسريبات عن أن وفد معارضة سيذهب للخرطوم للتشاور مع الحكومة هذا كلام فارغ، نحن لن نتفاوض مع النظام إلا بموجب تنفيذ الاستحقاقات التي طالبنا بها، و الحكومة أصلاً موقعه معنا على خارطة الطريق و هي ما زالت قائمة.

 

الجزء الثالث

 

فى كل حواراتي مع السيد الإمام أكتشف بأنه يتمتع بذاكرة حديدية و ببعد نظر ثاقب و حضور متجدد و شباب دائم يتجلى هذا بوضوح في ممارسته الفكرية و الرياضية، و أنت عندما تجلس في حضرة الإمام تشعر بأنك أمام شاب فتى ذكي ألمعي المواهب يمتاز و يتميز بمفأجات متجددة، كما يتميز بهدوء عقلاني لا مثيل له، لا يعرف الغضب أو الانفعال فكل ما أثرته بأسئلة ساخنة أو إستفسارات إستفزازية لا يعرف الهروب أو الدوران و الزوغان كما يفعل كثير من الآخرين الذين احتذوا أحذية سياسية أكبر منهم و هربوا هروبا كبيراً حتى من الأسئلة الغير مباشرة المكتوبة المكشوفة .
فالإمام دائما حاضراً يتسع صدره و عقله لكل المحاورين بمختلف مقاماتهم لا يكل و لا يمل برغم تقدم سنه، فقد حاورته هنا في باريس و المعروف إن عدد ساعات الصيام في باريس تمتد إلى تسعة عشر ساعة و بالرغم من كل ذلك كان صابراً محتسبا تقبل أخطر الإتهامات بأريحية سمحاء، و أجاب على جميع الأسئلة بصدر رحب و هذا إن دل إنما يدل على أن الإمام مازال شاب في قيادته و إدارته و حواراته التي تميزت بالحنكة و الحكمة.

و هو ماهر يجيد فن الرد على الخصوم و الآن إلى مضابط الحوار :

 

السيد الإمام من ضمن الانتقادات التي وجهت لكم أيضاً من قبل الشيوعيين إبان إصدار مخرجات نداء السودان في مارس فيما يتعلق بعملية (الحقيقة و الإنصاف) أنه لا يمكن أن تنقلوا إلى السودان تجارب الآخرين نقل الكربون لأن هذه الإطروحة لا تناسب السودان الذي يختلف عن جنوب أفريقيا التي كانت الكتل السوداء فيها متحدة مع بعضها البعض و كذلك البيضاء بينما السودان مختلف تماماً؟
ضحك السيد الإمام طويلاً ثم رد قائلاً :أنا من أنقل تجارب الآخرين نقل الكربون؟ أنا من أنقل التجارب الأوربية و الغربية دون أن تتماشى مع المجتمع السوداني؟
ثم وأصل قائلاً :يا أستاذة الظلم الذي لحق بالمواطنين في جنوب أفريقيا أسوأ الف مرة و أكثر ظلم من الذي لحق بالمواطنين في السودان، نحن نقول ببساطه شديدة إذا النظام إستجاب لتطلعات الشعب السوداني يمكن أن تكون المساءلة عن طريق آلية أسميناها (عدالة إنتقالية) فيها مساءلة شبيهه و لا نقول مطابقة لعملية (الحقيقة و الإنصاف) التي تمت في جنوب أفريقيا لكن عملية آلية العدالة الإجتماعية إذا النظام إستجاب، لأنه لا يمكن أن تقول للنظام (تعال للتسوية و سنسلمك للمشنقة) ، لا هذا كلام غير ممكن أن تقول للنظام (تعال للتسوية و ستكون المساءلة عبر شئ شبيه لما حدث في جنوب أفريقيا)، لأن المظالم التي حدثت في جنوب أفريقيا أكبر من المظالم التي حدثت في السودان، لكن لولا الآلية truth and reconciliation commission لولاها ما كان ممكن أن يحصل الإنتقال و نحن نقول ذلك إذا كان في فرصة للإتفاق ،أما إذا لم يحصل إتفاق نحن عندنا آلية جاهزة و هي محكمة الجنائيات الدولية.

 

حسناً، السيد زعيم الأنصار في ردكم على موضوع السيد عبدالعزيز تكلمتم عن الوجود العربي في جبال النوبة و إرتباطه بحزب الأمه إذن ما هو ردكم على الإتهامات التي وجهت لكم مرارًا و تكراراً من قبل أبناء الهامش بأنكم قمتم بتجنيد القبائل العربية ضد القبائل الأفريقية في مناطق الهامش؟
نعم صحيح هذه الاتهامات وجهت لي و لكنها جميعها إتهامات باطله و من غير دليل ،و الأمر هو كالآتي :
الجهه التي جندت جهات عربية لمواجهة جهات أخرى غير عربية هو النظام الحالي هو الجهه الأساسية الوحيدة المسؤولة عن مثل هذه العمليات، هذا النظام هم الذين استنهضوا قبائل عربية هي الجنجويد للقيام بهذا العمل، و الجنجويد ظاهرة لا دخل لها بعهدنا و لكن لها صله بالعهد الحالي.
أما فيما قبل فهذه المسائل فيها documentary و أي شخص يتكلم في هذه المسائل عليه أن يثبت ذلك بالدليل، و بالمناسبة نحن طالبنا أن نعمل مفوضية لبحث كل القضايا المختلف عليها في السودان منذ الإستقلال و حتي يومنا هذا من أجل أن كل جهه موجه لها أي إتهام و مدانه بأي شئ يجب أن تحاسب عليه و….

 

قلت له :نعم سبق و أن تحدثت عن هذه المفوضية في حوار سابق لي معكم و قلتم أنها ستعني بمحاسبة كل من عمل فى الحقل السياسي السودانى منذ 1956 و حتي يومنا هذا.

رد قائلاً :نعم نحن من طرحنا فكرة مفوضية المساءلة هذه لأن ليس في تاريخنا أو مسيرتنا ما نخافه أو نخفيه و على العموم الحصل كالآتي :
اثناء فترة سوار الدهب عرضت الحكومة على الحركة الشعبية أن تأتي للإتفاق، لكن الاخ جون قرنق رفض الإستجابة و قال : (هذه مايو الثانية)، قال هذه النسخة الثانية لمايو و رفض الاستجابة لتلك الدعوة و في ذلك الوقت قرروا في الحركة الشعبية أن يهاجموا الوجود العربي في منطقة الجبال حتى يعملوا عملية تطهير عرقي لقبائل عربية محددة في منطقة الجبال، و لذلك الحكومة في ذاك الوقت قررت أن تعطي (العمد) عن طريق حرس العمدة سلاح ليدافعوا به عن قراهم من هجوم الحركة الشعبية، فكانت عبارة عن عملية دفاع و في حدود صد أي هجوم قادم من الحركة الشعبية لعمل تطهير عرقي للوجود العربي في جبال النوبة، لذلك الحكومة أعطت العمد هذا السلاح و التمكين ليس من أجل أن يحاربوا جهه أخرى و لكن حتى يدافعوا عن أنفسهم من سياسة كان متبعها الأخ يوسف كوه، فقد كان يوسف كوه آنذاك يتبع سياسة الهجوم على القبائل العربية في منطقة جبال النوبة و النيل الأزرق بالتحديد و التعدي على مناطق و قري القبائل العربية، لذلك حكومة سوار الدهب قررت أن يسلحوا حرس العمدة حتى يدافعوا عن قراهم و ليس من أجل أن يهاجموا أو يحققوا أي عمل كعمل الجنجويد على سبيل المثال لا أبدا.
و عندما جاءت حكومتنا أبقت على هذه السياسة أي أن العمد في قرى معينة عندهم أسلحه و عن طريق حرس العمدة يتم الدفاع عن هذه المنطقة و القرى فقط، أما حكاية جنجويد و إتخاذ قوة ميلشياوية لمحاربة الحركات المسلحة الأخرى فلم يكن هذا أصلاً موجود في حكومتنا و لم نتخذ أبدا قرار من هذا النوع، فظاهرة الجنجويد و الإعتماد عليها و تحويلها إلى آلية لهزيمة القوى المسلحة مرتبطة تماماً بهذا النظام.

 

السيد الإمام أنتم متهمون أيضاً من قبل البعض في أنكم كنتم سبب عرقلة عملية إحلال السلام في السودان بدعمكم للمعارضة و إحياء الروح فيها و إنعاشها بعد أن أصبحت مفككه و محلحله و ضعيفة و لذلك تم انتخابكم من قبلهم بالإجماع لأنكم أصبحتم ملاذهم و مخرجهم الوحيد إضافة إلى أنكم تحظون بقبول دولي لمناداتكم بالحلول السلمية و كلمتكم مسموعه دولياً و خارجياً و لكن الأطراف التي تحالفتم معها مواقفها متعنتة حيال القضية الوطنية و عملية السلام و بمساندتكم لهم تصبحون أحد أسباب عرقلة السلام؟
ضحك قليلاً ثم قال :لاني أنعشت المعارضة و أحييت فيها الروح إذن أصبحت أحد أسباب عرقلة السلام؟؟؟
ثم ضحك مرة ثانية و قال :كيف يعني هذا الكلام؟؟؟

 

ضحكت و قلت له :non لا بالطبع و لكن إذا أكملتم باقي السؤال ستفهمون المقصد، فالبعض يرى كما قلت لكم أن بعض هذه القوى كانت و مازالت تقف مواقف متعنتة حيال القضية الوطنية و إحلال عملية السلام، إضافة إلى ذلك هي نفس القوى التي اختلفتم مع قريبكم السيد نصر الدين الهادي عندما جلس معها و عقد تحالفات، و ها أنتم اليوم تجلسون مع نفس القوى و تعقدون معها تحالفات على أعلى مستوى فماذا حدث و غير الأحوال من حال إلى حال؟
يا أستاذة لكل مسألة مرحلة، فالسيد نصر الدين الهادي التحق بالجبهة الثورية و انتمي إليها و إشترك معها على عمل عسكري، بخلافنا فنحن تعاونا معها و تفاهمنا على عمل مدني مشترك و ليس عمل عسكري مسلح فنحن ضد العمل المسلح و لم نفعل مثله، بالعكس نحن موقفنا كان واضح و هو أن نتعاون في إطار تحقيق الأهداف الوطنية بوسائل مدنية سلمية فقط، ثم إن هذا جاء بعد أن تخلت هذه الحركات عن تقرير المصير، و لكن نصرالدين الهادي اشترك معها في وقت لم تتخلى فيه عن تقرير المصير و أساليبها فيه كانت و مازالت ثوريه و كانت تتطلع لتقرير المصير و لكن نحن بخلافه اتفقنا معهم في إطار العمل المدني فقط، و بعد التخلي عن تقرير المصير و هذا هو الفرق بيننا.

 

حسناً السيد الإمام قيل أنكم مارستم نوع من الضغط على بعض مكونات نداء السودان حتى تتخلى عن سلاحها إذا أرادت أن تكون جزء من نداء السودان الذي أردتم أن يكون كيان مدني فقط يتبنى العمل السياسي السلمي لتحقيق المطالب الوطنية دون سلاح، فالتزمت هذه الحركات بذلك ثم عادت و غيرت موقفها و صرحت في بيان التزامها بالعمل المسلح الذي قالت أنه بالنسبة لها (مسؤولية أصيله) من أجل إسقاط هذا النظام، و من خلال هذه البيانات التي أصدرها القائد مني اركو مناوي ظهر التناقض و تجلى تضارب الأقوال مع الأفعال بصورة واضحه ، فما هو ردكم على ذلك ؟
لا، هذا الموضوع يجب أن لا يكون فيه سوء فهم فالحركات المسلحه المنضوية معنا سوف تصدر بيان بالآتي….

 

قلت له مقاطعة، عذراً السيد الإمام و لكن الحركات المنضوية معكم أمثال القائد مني اركو مناوي أصدروا بيانهم و انتهوا من إصداره.

رد قائلاً :لا سوف يصدروا بيان اخر أنا قلت لهم ذلك، سيصدروا بيان يوضح هذه المسائل أولاً :هم سوف يؤكدون على أنهم لا تنطبق عليهم صفة إرهابيون، و معروف أنهم ليسوا إرهابين .
ثانياً :أنهم معترف بهم من قبل الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و امريكا و الترويكا، فهم معترف بهم كجهات عندها قضية.
ثالثاً :من خلال البيان الآخر الذي يجب أن يصدر سيتضح من خلال هذا البيان أن علاقتهم بنا في نداء السودان على الصعيد المدني فقط، و أن نداء السودان مؤسسة مدنية لا دخل لها بأي عمل مسلح يقومون به، و أن تعاوننا معهم و اتفاقنا معهم في نداء السودان في صدد تحقيق أهداف نداء السودان بوسائل خالية من العنف.
رابعاً :أنهم إذا قاموا بأي عمل مسلح دفاعاً عن أنفسهم فنحن القوة المدنية لنا الحق أن ننأ بأنفسنا و نتبرأ من أي عمل مسلح، أي فيما معناه أن الجماعات المنضوية تحت نداء السودان تتعاون معنا و نتعاون معها في إطار تحقيق السلام الشامل العادل و التحول الديمقراطي الكامل، و إقامة نظام جديد بوسائل خالية من العنف، فإذا قاموا بأي وسائل بها عنف نحن في القوي المدنية العاملة في نداء السودان لنا الحق في أن نتبرأ منهم و ننأ بأنفسنا و….

 

قلت له مقاطعة :عذراً السيد الامام علي المقاطعة و لكن هل هم موافقون على ذلك ؟
رد قائلاً :نعم هم موافقون فهم الآن يريدون أن يعطوا فرصة للحل الخالي من العنف و سيلتزمون بوقف إطلاق النار لفترة من الزمن كافية لتحقيق هذا الهدف، و هذا يعني أن نداء السودان كمؤسسة برئ من أي عمل فيه عنف كذلك أن الحركات السودانية المسلحة مع ذلك برئية من أي عمل فيه إرهاب ، و للأسف النظام السوداني و هو نظام بقرار من مجلس الأمن أرتكب مجازر أكثر من الإرهاب، و الإتهام الذي وجه الآن بالإبادة الجماعية و جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية هذه هي الجرائم التي دفعت بهم لمحكمة الجنائيات الدولية و هذه الجرائم تعتبر أكبر من مسألة الإرهاب، و في رأينا الوثائق التي ستصدر من إجتماع نداء السودان الحالي ستبين هذه الحقائق، و نعم هذه القوى لم تتخلى عن وجودها المسلح، و لكن هي تخلت عن أي عمل مسلح عبر نداء السودان، و إذا حدث منها أي عمل مسلح العناصر المدنية في نداء السودان بإتفاق معهم لها الحق في أن تنأ بنفسها من هذا العمل المسلح.

 

و لكن أسمح السيد الإمام لا أريد أن أقول أن هناك نوع من التناقض في هذا الكلام، و لكن دعنا نقول أن الموضوع ليس واضحاً بالشكل الكافي، فأنتم تارة تقولون أن مكونات نداء السودان ملتزمة بالعمل السلمي دون إستخدام السلاح، و في نفس الوقت تقولون أنهم متمسكون بسلاحهم و لكن لن يستخدموه تحت إسم نداء السودان ، ثم تأتون و تقولون أنهم إذا استخدموه دفاعاً عن النفس أنتم لا علاقة لكم بذلك، يعني اذا كانت بعض الأطراف متمسكة بالسلاح و تستخدمه أياً كانت المسميات دفاعاً عن النفس أو غيره إذن هناك إستمرارية لإستخدام السلاح ،ثم ما الفرق في أن يستخدم السلاح تحت إسم نداء السودان أو غيره ؟حقيقة الأمور تكشف عن ان هناك إستمرارية لاستخدام السلاح، و لكن يشعر الإنسان من كلامكم و كأنما تبحثون لهم عن مخرج أو شرعية لإستمرارية إستخدام السلاح و في نفس الوقت الإلتحاق بنداء السودان بطريقة تجميلية؟
لا طبعاً هذا الكلام غير صحيح، فهؤلاء الأشخاص ليسوا إرهابين كما قلت لك و العالم يعلم ذلك و الظروف هي التي أدت إلى حملهم السلاح و….

 

قلت له مقاطعة، عذراً أنا لم أقل أنهم إرهابيون و أعلم جيداً الحال في السودان، و أعلم أن الجميع يعاني من مختلف مناطق السودان و ليس مناطق الهامش فقط، إضافة إلى ذلك الجميع تعرضوا إلى إنتهاكات حتى و إن اختلفت الأشكال و الأساليب و المسميات، لكن واقع الأمر يقول أن العالم الآن يرفض لغة السلاح و يفضل و يحبذ الطرق السلمية في المقاومة و المطالبة بالحقوق و أنا أقول ذلك بناء على معايشتي للعالم الغربي و فهمي له.

رد قائلاً :نعم و لكن طالما أن الظروف التي حملوا من أجلها السلاح ما زالت قائمة، و النظام السوداني هو نفسه قام بحمل السلاح و لم يأت بإنتخابات.
ثانياً النظام السوداني نفسه هو الذي كان يعلن دائماً أنه لا يفاوض إلا حملة السلاح.

 

قلت له :السيد الإمام لماذا تتحدثون عن النظام بينما أنا أتكلم عن موقف و مبدأ ؟هل تريدون أن تتمثلوا بهذا النظام القمعي الإستبدادي و تجاروه بنفس الإسلوب؟ و عندما تقولون، “النظام لا يحاور إلا حملة السلاح” هل هذا مبرر لإستمرارية السلاح ؟أو دعوة لبقية مناطق السودان أن تحمل السلاح حتى ينالوا مطالبهم؟ اعذرني السيد الإمام و لكن أنا أحاول عكس الرأي و الرأي الآخر اتفقنا معه أو اختلفنا يجب أن تضح الرؤية للمواطن السوداني .

رد قائلاً :لا يا أستاذة أنا لم أقل ذلك ، و لكن أنا أقول لك حقيقة الظروف الواقعية كما هي، و هذه الظروف هي التي أدت إلى حمل السلاح، و النظام السوداني هو من أستخدم هذا السلاح ليفرض أجندته السياسية على الآخرين.
ثالثاً النظام هو من قال أنه لا يفاوض إلا من يحمل السلاح، و هذا هو الأمر الذي أدى إلى واقع حمل السلاح.
إذن ما أقوله هو أنه نعم مهما كان ظروف حملهم السلاح لكنهم لن يحملوا السلاح بأسم نداء السودان ،و لكنهم سيحملون السلاح بأسم منظوماتهم ،فهم عندما رأوا أن هنالك فرصة لتحقيق أهداف سياسية من سلام و ديمقراطية عبر نداء السودان قرروا التعاون معنا، و هم عندما يعملون عبر نداء السودان يعملون عبر مؤسسة مدنية.
لكن مسألة واقع التخلي عن السلاح لا تكون إلا عبر إتفاق سياسي، لكن طالما أن ليس هناك اتفاق سياسي و الظروف التي أدت إلى حملهم السلاح قائمة فهم قرروا التمسك بسلاحهم.
و على أي حال الأسرة الدولية و الاتحاد الأوروبي و الإفريقي و الترويكا و امريكا يعترفون بهم، و نحن أنفسنا مع أننا ندين النظام السوداني باعتبار أنه جاء بالقوة و أستخدم القوة لبقائه إلا أننا نتعامل معه دون أن نشاركه في صفته هذه، بإعتباره نظام جاء بالسلاح لإغراض سياسية و لكن نحن بصفتنا قوة مدنية نجتهد في أن ندفع بالنظام في أن يبرم إتفاق لتحقيق الأهداف الوطنية المدنية، مع اننا نعلم أنهم جاءوا بوسائل عسكرية و مستمرون فيه بوسائل عسكرية، فنعم في الواقع السوداني موجود نظام جاء بالسلاح و مستمر بالسلاح و هناك قوي مقاومة تحمل السلاح، لكن نحن مبرؤون من السلاح الذي يحمله النظام و من السلاح الذي تحمله الحركات المقاومة، و هذا موقفنا فيما يتعلق بالسعي لتحقيق أهدافنا المدنية السلمية بوسائل خالية من العنف.

 

قلت له شكراً على التوضيح ،لأن الشعب السوداني عند سماعه أخبار تنازل بعض الحركات عن السلاح و الإلتزام بالحل السلمي تبشر بنهاية الحروب و أن يعم الأمن و الأمان و الاستقرار جميع أرجاء السودان و بالاخص مناطق الهامش التي كانت و ما زالت تعاني من ويلات الحرب .

رد قائلاً :هم أصلاً لم يقولوا أنهم سيتخلوا عن السلاح نهائياً، و لكن لن يرفعوا سلاح بأسم نداء السودان ، و في نداء السودان سيتعانون معنا في إطار العمل المدني لتحقيق أهداف سياسية بوسائل سلمية خالية من العنف، و نحن نتعامل معهم في هذا الإطار فقط أي أنهم الان يؤيدون العمل المدني الخالي من العنف، و إذا قاموا بأي عمل فيه عنف هم يعلمون أننا ضد هذا العمل و سننأ بأنفسنا منهم.

 

حسناً السيد الإمام في هذه الأيام صدرت تسريبات ملأت الميديا تشير إلى أن المعارضة سيكون لها وفد يذهب إلى الخرطوم للتشاور مع الحكومة في بعض القضايا كخطوة تمهيدية فما مدى صحة هذه التسريبات؟
هذا كلام فارغ، و نحن في هذه الإجتماعات سنخرج بوثيقة واضحه و محدده تحدد الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى حوار مع النظام، و هي استحقاقات معينة سنوصخها تماماً، و من غير هذه الاستحقاقات لا يوجد أي نوع من التفاهم مع هذا النظام.
فالنظام السوداني كما قلت لك هو أصلاً موقع معنا على خارطة الطريق و هذه الخارطة مازالت قائمة، و في إجتماعنا هذا سنبين الاستحقاقات التي نطالب بها إذا النظام قرر إيجاد حل سلمي و بموجب هذه الاستحقاقات نحن مستعدون أن نتجاوب معه، لكن بخلاف ذلك ما في حكاية إسمها نمشي الخرطوم هذا كلام فارغ.

 

 

 

تابعونا للحوار بقية