الإمام الصادق المهدي في حوار العبقرية الفكرية والوسطية المعتدلة

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس نداء السودان وآخر رئيس وزراء شرعي ومنتخب للسودان ديمقراطياً ورئيس المنتدى العالمي للوسطية

 

 

الإمام الصادق المهدي في حوار العبقرية الفكرية و الوسطية المعتدلة يطلق نداء تهتدون و يدعو لتنفيذ مصالحات و مؤتمرات عاجلة و إحداث مراجعات شاملة.

 

 

حاورته عبير المجمر(سويكت)

 

عمان الأردن

 

 

منذ أربعة سنة و أنا أطالب بأن يخرج السودان من اليمن،و أن لا يشتبك في حروب ليست دفاعية عن الأمن القومي السوداني.

لقد أطلقت “نداء تهتدون” لأني حريص على وقف الحروبات في المنطقة،و فكرت في تحديد قائمة حكماء نخاطبهم للمشاركة معنا في تنفيذ مشروع عمل مصالحات، و وقف هذه الحروب التي تدمر طرفيها.

أنا حريص أن لا يكون السودان طرفا في نزاعات المنطقة بل أن يلعب دوره التاريخي التوافقي في عقد المصالحات كما سبق و أصلح بين الأردن و فلسطين و مصر الناصرية و السعودية في عهد المرحوم فيصل.

هذه المهام التي تحدثت عنها كنت أعمل عليها و أنا خارج السودان عندما كان بؤرة للإستبداد و القهر،و لآبد من الإستمرارية فيها و تنفيذها في السودان الجديد الذي فيه حريات متاحة.

أنا أخطط لعقد عدة مؤتمرات في السودان:مؤتمر لدول حوض النيل بين الدول المنتجة و المستهلكة للمياه (مياه النيل الوعد و الوعيد).

عقد مؤتمر التعاون التنموي بين غرب آسيا و الخليج، و بين إفريقيا و جنوب الصحراء، و ضرورة التكامل التنموي بين ضفتي البحر الأحمر شرقه دول الخليج، و غربه دول إفريقيا.

السودان يجب أن يقوم بدور مصالحة في اليمن و ليبيا، و بين دول الخليج (مجلس التعاون الخليجي ) فهذه المصالحات ضرورية للغاية.

المهدية لا تعادي الصوفية بل هي مزج بين التصوف و الجهادية و فيها ممارسات كثيرة صوفية مثل الراتب و ثقافة صوفيه متمثلة في عبارات المخاطبة بأحباب، و الحبيب و الحبيبة… إلخ.

الجهاد في الإسلام دفاعي و ليس هجومي.

الذين أدركوا حقيقة الجانب الذاتي في العولمة كمهاتير محمد في ماليزيا تجاوب مع الإيجابيات و بوعيه اتخذ نهجا لحماية بلاده من الآثار السالبة لها.

نحن نحتاج أن نتبين الشئ الموضوعي في العولمه و التعامل معه بإيجابية، و الشئ الذاتي فيها بغرض الهيمنة الدولية و نحمي أنفسنا منه، لأن هناك عوامل ذاتية متعلقة بالسيطرة الإستراتيجية تجعل منها أداة من أدوات الهيمنة الدولية.

كل الحركات الإسلامية السلفية، الإخوانية، الصوفية.. إلخ عليها القيام بمراحعات تبين فيها المفاهيم الإيجابية في نهجها و تتمسك بها، و تبين السلبيات و تتخلى عنها.

أنا قمت بمراحعات حول المهدية و قبلي فعلها الإمام عبدالرحمن، و عندنا مؤتمر بعد شهرين سوف أقدم فيه محاضرة عن المهدية في الماضي و الحاضر و المستقبل.

أنا أدعو لإحداث هذه المراجعات لأن الإسلام محمول عقدي،ثقافي،وإجتماعي لا يمكن التخلي عنه كما يدعو بعض الناس، و لكن يجب التخلي عن الممارسات السيئة فيه.

أتباع هذه المنطلقات هكذا من غير مراجعات سوف يضر الإسلام و لن يخدمه.

ثلث المسلمين الآن يعيشون اقليات بين شعوب أخرى،كذلك هناك اقليات تعيش وسط المسلمين و لا يمكن للاقليات أن تعيش مع بعضها البعض إلا على أساس التسامح.

داعش صحيح أنها ضربت إلا أنها ما زالت تعيش حياة جديدة في شبكات داعش.

القاعدة منذ أن أعلنت حرب عالمية منذ عام ٢٠٠١ حتى يومنا هذا، و هي في زيادة و ليست في نقصان،إذن لآبد من معالجة.

إستخدام المسائل الأمنية في التعامل مع حركات الغلو و داعش و القاعدة لا يعالج المشكلة، لآبد من التصدي للفكرة(تكفير الآخر، العنف العشوائي،الجهاد بالعنف.. إلخ)،و معالجة المظالم التي أدت لردود الأفعال الغاضبة هذه.

قال الرئيس الأمريكي السابق نيكسون و كتب في كتابه و هو يشير للحرب الإيرانية العراقية :(لو كان الإنسان يتمنى “نصرا بلا حرب” فهي هذه الحرب).

الإختلافات المذهبية موجودة لكن علينا التعايش معها و إحترام بعضنا البعض ، لأن أي محاولة للقضاء على بعضنا البعض بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية.

السنة و الشيعة كلاهما مذهب موجود في الأمة الإسلامية و حقيقة لا يمكن إزالة اي منهما،و الوسيلة الوحيدة هي التعايش السلمي السني الشيعي،و الإتفاق على الثوابت التي لا إختلاف عليها.

على الحركات الإخوانية إحداث مراجعات أساسية والتخلى عن فكرة الحاكمية المنسوبة للأستاذ سيد قطب،التخلي عن تفكير المجتمع،و أن تدرس ما حدث من أخطاء لها في مصر و السودان.

السلفية في مضمون الشعائرية صحيحة، لكن المسائل المتعلقة بالمعاملات يجب أن تراعي ظروف الزمان و المكان و الحال.

على الصوفية إحداث مراجعات والتخلى عن الأشياء التي فيها الغلو مثل :(وحدة الوجود، الاندماج في الذات الإلهية)،مستوى العلاقة ما بين الشيخ و المريد،وأن الشيخ واسطة بين العبد و رب العالمين،لأن علاقة العبد برب العالمين مباشرة و ليس عن طريق وسيط.

المنتدى العالمي للوسطية الذي أصبح صاحب وجود فعال و ملموس على النطاق العربي والإسلامي و العالمي، بالتعاون مع منتدى الفكر العربى، حيث احتضنت الأردن هذا الإلتفاف الإنساني حول منتدى فكري وثقافي بهدف تعزيز مفاهيم الوسطية و الإعتدال.

و العمل على بث و نشر ترسيخ ثقافة التسامح و السلام و الحوار الدولي كأساس لفهم الآخر و قبوله و التعايش معه.

و جعل الحوار الآلية الأمثل لحل الأزمات و الخلافات،وآلية مواجهة آفات العصر من التطرف و الإرهاب و العنف.

و العمل على دعم و إحلال السلام العالمي و الأمن المجتمعي،و التعايش بسلم و تسامح مع مفاهيم العصر الحديثة مع الحفاظ على الموروث القيمي و الأخلاقي للأمة الإسلامية، و لعب دورها الإنساني الرائد في تعزيز ثقافة التسامح و السلام و الحوار الدولي.

منتدى الوسطية الذي يشمل كوكبة من العقول المستنيرة من شتى أنحاء العالم و يترأسه رائد السياسة السودانية السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء الشرعي للسودان و قائد ديمقراطتين فيه ،و أحد انبه حكماء الأمة الإسلامية و العربية و الإفريقية، و داعية سلام دولي، يعتبر أبرز السياسيين السودانيين الذين جمعوا بين العبقرية السياسية و الفكرية.

ألف العديد من المؤلفات الفكرية في السياسة ،الحرب و السلام، الإرهاب، المرأة و الطفل، الشباب، الرياضة، و الموسيقى،و لديه مؤلفات عدة في محاور تاريخية و دينية بشتى أشكالها و أنواعها… إلخ لم يترك اي محور إلا و تطرق إليه.

و نحن في منظمة لا للإرهاب الدولية كنا حضورا في المنتدى العالمي للوسطية و انتهزنا هذه الفرصة الثمينة لإجراء حوار تاريخي معه، و الآن إلى مضابط الحوار :

 

 

أنتم رئيس المنتدى العالمي للوسطية، و اخر مؤتمر لكم في الأردن كان بعنوان “التصوف الراشد” حيث كانت لكم محاضرة فكرية عبقرية في هذا الموضوع ،لكن البعض في السودان يزعم أن المهدية جاءت حربا على الصوفية ما هو ردكم على ذلك ؟

هذا كلام غير صحيح، المهدية فيها مزج بين التصوف و الجهادية، و كذلك المهدية فيها ممارسات كثيرة صوفية مثل :الراتب، و حتي العبارات التي نخاطب بها بعضنا البعض مثل عبارات (الأحباب، و الحبيب و الحبيبة… إلخ) ،هذه ثقافة صوفية.

على كل حال أنا أعتقد أن هنالك أوهام حول الصوفية ذاتها، و عندي اطروحتي التي قدمتها في هذا المؤتمر يمكن لك و للأخرين الإطلاع عليها.

 

حسناً ،السيد الإمام الصراع الصوفي السلفي إلى أين؟

أنا قد طالبت كل الحركات الإسلامية أن تقوم بأحداث مراجعات، على سبيل المثال نحن كأنصار قمنا بصورة واضحة بمراجعة في المهدية ،و أنا قمت بمراجعات حول المهدية ،كذلك الإمام عبدالرحمن قام بمراجعات حول المهدية، و لذلك نحن الآن عندنا مؤتمر بعد شهرين سوف أقدم فيه محاضرة عن المهدية في الماضي و الحاضر و المستقبل، و فيها بيان شمل هذه المراجعات.

و كل القوى الإسلامية يجب أن تقوم بمراجعات.

السلفية عليها أن تقوم بمراجعات بإعتبار أن السلفية في مضمون الشعائرية صحيحة، لكن المسائل المتعلقة بالمعاملات يجب أن تراعي ظروف الزمان و المكان و الحال، و لذلك أناشد الحركات السلفية أن تقوم بهذه المراجعات.

أيضاً الحركات ذات المرجعية الإخوانية أقول أنها محتاجة أيضاً لمراجعات أساسية :

_التخلى عن فكرة الحاكمية المنسوبة للأستاذ سيد قطب.

_أن تتخلى تماما عن تكفير المجتمع.

_أن تدرس ما حدث من أخطاء لها في مصر و السودان.

و بنفس المستوى أن تكون هناك مراجعات في الصوفية، و أنا قد ناشدت الحركة الصوفية أن تدعو لمؤتمر لكى تتخلى عن الأشياء الآتية :

_التخلى عن الأشياء التي فيها الغلو مثل :(وحدة الوجود، الاندماج في الذات الإلهية).

_مراجعة الموقف على مستوى العلاقة ما بين الشيخ و المريد.

-التخلى عن أن الشيخ واسطة بين العبد و رب العالمين، لأن علاقة العبد برب العالمين و ليس عن طريق وسيط.

و هكذا أنا أوضحت ما ينبغي أن يحدث من مراجعات بالنسبة للصوفية في مؤتمر ينسق له، و أنا أكدت أن هناك ١٢ إيجابية من إيجابيات متعلقة بالصوفية، و سوف أوضحها في محاضرة تكون أساس للمراجعة، بحيث تؤدي المراجعة لتدعيم الإيجابيات و التخلص من السلبيات.

كذلك في المراجعات الأساسية :

_مراجعات نهج داعش و القاعدة ،لأنها مفهومة لدى الآخرين كردود فعل غاضبة على مظالم، إذن هي مفهومة في هذا الإطار، لكن العنف العشوائي و تكفير الآخرين هذه أمور تتطلب أيضاً مراجعات.

حيث لا يمكن التعامل مع حركات الغلو هذه بالمسائل الأمنية، لأن المسائل الأمنية هذه غير كافية، و لذلك القاعدة أعلنت حرب عالمية منذ عام ٢٠٠١ حتى يومنا هذا، و هي في زيادة و ليست في نقصان، و حتي داعش ضربت إلا أنها تعيش حياة جديدة في شبكات داعش.

و داعش و القاعدة فكرة لا يمكن أن تنتهي بوسائل أمنية، لذا لآبد أن تعالج المظالم التي أدت إلى هذه الأفعال، و لذلك هذه المظالم تتطلب نهج فيه إزالة المظالم و التصدي للفكرة، فكرة تكفير الآخر، و العنف، و ربط الجهاد بالعنف، لأن الجهاد في الإسلام دفاعي و ليس هجومي، لأن في الإسلام (من اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا…. إلخ ) ، و هكذا.

في رأيي لآبد من مراجعات في كل الملفات الإسلامية لأن الإسلام محمول عقدي، و محمول ثقافي، و محمول إجتماعي لا يمكن التخلي عنه كما يدعو بعض الناس، و لكن يجب التخلي عن الممارسات السيئة في الإسلام.

و أنا أدعو لهذه المراجعات و قد كتبت في هذا الموضوع كثيرا، و عندنا كتاب (العقوبات الشرعية و موقعها من النظام الإجتماعي الإسلامي) ،و كتاب (جدلية الأصل و العصر)، و كتاب (نحو مرجعية إسلامية متجددة)، و هكذا هذه الكتب تصب في ضرورة مراجعات هذه المنطلقات لأنها بشكلها الحالى دون مراجعات سوف تضر بالإسلام و لن تخدمه.

 

حسناً السيد الإمام ،هل يمكن أن نفهم من كلامكم هذا أن الصوفية الراشدة بمورثها التسامحي يمكن أن تكون المخرج الوحيد لفزاعات الإرهاب ؟

ليست هي المخرج الوحيد لكن أنا أقول لك أن جميع هذه المدارس محتاجة لمراجعات، و في رأيي أن الصوفية الراشدة دورها مهم في بث ثقافة التعايش مع الآخر، ثلث المسلمين الآن يعيشون اقليات بين شعوب أخرى، و لا يمكن للاقليات أن تعيش إلا على أساس التسامح، و هذا واضح تماما أن هناك اقليات تعيش كذلك وسط المسلمين و لآبد من التعايش مع هؤلاء جميعا، و الصوفية تساهم في مسألة التعايش لكن ليست وحدها، و هي تعمل في دعم التسامح في التعايش مع الآخر.

 

و هل تعتقد السيد الإمام أنها يمكن أن تكون جسر تواصل بين الشرق و الغرب؟

ليست وحدها كما قلت لك، لكن يمكن أن تكون أحدي الجسور، و حتي تجدين كلام واضح في هذا الموضوع و بالتفصيل أرجعي للمحاضرة التي بينت كلام واضح في هذا الموضوع، و حتي تجدي كذلك ما هو الإيجابي في التصوف و دوره في الحاضر و المستقبل.

 

حسنا ،هل يمكن للتصوف على الأقل أن يقدم وصفات و روشتات علاجية لأمراض العولمة و آثارها السلبية؟.

عودي كذلك لكتابي و محاضرتي لأن هذا الموضوع مهم جداً و لا يمكن الحديث فيه بصورة مبتسرة و مختصرة، و نعم، يمكن للصوفية الراشدة أن تلعب دور مهم في التسامح و التعايش مع الاخرين.

 

و ما في رايكم ما هو مستقبل العولمة في السودان بعد نجاح الثورة و إعلان المدنية ؟

هذا طبعاً موضوع كبير جداً، و هي حقيقة لن تتراجع، و لكن ما هي العولمة؟ هي ثورة المعلومات و الإتصالات و ثورة السوق المفتوح بسنداته و بنوكه و غيرها من الأشياء التي خلقت ما يمكن أن نسميه (الكوكبة القرية)، و هذا أتى و سيبقى، لكن أنا في رأيي أن هناك عوامل ذاتية تتعلق بالسيطرة الإستراتيجية للهيمنة الدولية ،بحيث تصير العولمة ليست عالمية و لكن أداة من أدوات الهيمنة الدولية، و لذلك نحن محتاجون أن نتبين الشئ الموضوعي في العولمه و التعامل معها بإيجابية، و الشئ الذاتي في العولمة الذي بغرض الهيمنة الدولية يجب أن نحمي أنفسنا منه (التعامل بمبدأ الحماية).

و هذا يعني أن العولمة فيها الجانب الإيجابي، و كذلك هناك جانب ذاتي بغرض هيمنة دولية، تحول العولمة لهيمنة دولية و هذا ينبغي الاحتماء منه كما فعل كثير من الذين أدركوا حقيقة هذا الموضوع مثل (مهاتير محمد ) في ماليزيا الذي بتجاوب وعيه مع الأعمال المختلفة اتخذ نهجا لحماية بلاده من الآثار السالبة للعولمة.

 

و ما قولك في السيد إقبال الذى كان أكبر رموز التصوف في الهند، هل تعتقد أن إرثه مات أم ما زال حيا؟

أنا طبعاً عندي محاضرة كاملة عن السيد إقبال، و دراسة شاملة عنه، و أعتقد أنه من الشخصيات العظيمة في العالم الإسلامي، و أيضا حتى لا تتكلم كلاما مبتسرا و مبتورا محاضرتي عن إقبال موجودة ألقيتها قبل عام، و يمكنك الإستفادة منها و أخذ رأيي بالتفصيل الدقيق.

 

السيد الإمام لماذا التصوف السني أكثر قبولا من التصوف السلفي؟ و هل يمكن أن نشهد انعقاد منتدى الوسطية في السودان بعد التغيير الذي تشهده بلادنا الحبيبة ؟

أنا قد طالبت أن تنشر مخرجات المؤتمر الأخير حتى ننشر وجهة نظر منتدى الوسطية العالمي، و كذلك دور التصوف، و أيضاً ناشدت الصوفية عقد مؤتمر تبين فيه السلبيات و تتخلى عنها، و تبين الإيجابيات و تركز عليها و تدرس مسائل دعمها في مستقبل الحركة الصوفية.

و الآن السودان بلد حر يمكننا أن نعقد فيه كل أنواع المؤتمرات، و أنا عندي مخطط أن نعقد مؤتمرات مختلفة في السودان منها :

_مؤتمر لدول حوض النيل، لأن السودان يجاور الدول المنتجة للمياه و المستهلكة للمياه، كذلك السودان له تاريخ في عقد المؤتمرات و المصالحات، و يجب أن نقدم مشروع تعاون و تعايش بين دول حوض النيل، كما إقترحت في كتابي (مياه النيل الوعد و الوعيد).

_ثانياً أفتكر أنه يجب عقد مؤتمر التعاون التنموي بين غرب آسيا و الخليج، و بين إفريقيا و جنوب الصحراء، لأن فيه فائدة للطرفين، إفريقيا عندها الموارد الطبيعية، و الخليج عنده الإمكانيات المالية و الموارد العالية، و هكذا يمكن للطرفين أن يستفيدوا.

_و بجانب المشروع الذي ذكرته لك أدعو أيضا لضرورة التكامل التنموي بين ضفتي البحر الأحمر شرقه دول الخليج، و غربه دول إفريقيا.

_كذلك أنا فكرت في أن السودان يجب أن يلعب دور مهم في وقف الحروب الحالية، فأطلقت (نداء المهتدين) ،و أنا أعتقد أن أدعو السودان بسرعة جدا أن يتخذ موقف أساسي في الحروب الموجودة حاليا :

_حرب اليمن يجب أن تنتهي، و على أي حال يجب سحب قواتنا من هناك بسرعة جدا، كنت أقول ذلك منذ أربعة سنوات و مازال السودان متواجد هناك.

_يجب أن يتخلى السودان عن أي حرب ليست بغرض تأمين الأمن القومي السوداني، و أن لا يشتبك في حروب ليست دفاعية عن السودان.

_يجب أن يقوم السودان بدور مصالحة في اليمن و ليبيا، و بين دول الخليج (مجلس التعاون الخليجي )، هذه المصالحات ضرورية للغاية.

_دور السودان التاريخي كان توفيقي، فقد لعب دورا في المصالحات١ بين السعودية فى عهد المرحوم فيصل و مصر الناصرية بقيادة الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر، ٢كذلك لعب السودان دورا في المصالحات بين فلسطين و الأردن و هذا هو دور السودان التاريخي و المصيري.

أنا حريص جدا أن لا يكون السودان طرفا في هذه المشاكل بل يكون دوره توفقيا، و في زيارتي للأردن هذه المرة قمنا بالتفكير في “تحديد أسماء للحكماء” سوف نخاطبهم و يجب أن يشتركوا معنا في تنفيذ “مشروع عمل مصالحات في المنطقة”، و وقف هذه الحروب التي تدمر طرفيها و تشعلها.

الدول الإسلامية صارت تدمر بعضها البعض كما قال الرئيس الأمريكي السابق نيكسون و كتب في كتابه و هو يشير للحرب الإيرانية العراقية قائلًا: (لو كان الإنسان يتمنى “نصرا بلا حرب” فهي هذه الحرب) ،و تمنى أن لا ينتصر أحد الطرفين بمعني أن تقوم هذه الحرب و يقتل طرفاها حتى يدمر بعضهما البعض.

إذن هذه المسائل يجب التصدي لها، و الحروب لآبد من وقفها، و نحن كحكماء سوف نعمل على ذلك.

_كذلك لآبد من مصالحة تاريخية” سنة و شيعة” لأن الحرب بينهما البعض يسمونها “روافض “، و آخرون يسمونها “نواصب”، و هذه التسميات فيها اساءة للبعض و لا يمكن التعايش معها.

و السنة و الشيعة كلاهما مذهب موجود في الأمة الإسلامية و حقيقي لا يمكن إزالة اي منهما، و الوسيلة الوحيدة هي التعايش.

و من الأشياء التي يتبناها منتدى الوسطية هي القيام بمشروع” التعايش السلمي السني الشيعي”، على أن يقبل بعضنا البعض و نحدد ما هي الثوابت التي لا إختلاف عليها و هي :

١_التوحيد،٢_النبوة،٣_الأركان الخمسة ،٤_الميعاد،٥_الاخلاق.

و هناك خلافات مذهبية نتعايش مع بعضنا البعض مع وجود هذه الخلافات المذهبية، لأن أي محاولة للقضاء على بعضنا البعض بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية.

هذه هي المفاهيم التي سوف نعمل عليها، و نحن نعتقد اننا كنا نعمل على هذه المهام خارج السودان عندما كان السودان بؤرة للإستبداد و القهر، و لكن السودان الجديد هذا الذي فيه حريات متاحة سوف تنتج لنا الحريات اللازمة للقيام بهذه المهام و المؤتمرات في السودان.