الإمام الصادق المهدي ينعي الأستاذ محمد يوسف أبو حريرة

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان

 

7 مارس 2013م

نعي

كان الراحل الأستاذ محمد يوسف أبو حريرة زميلاً لنا في مجلس وزراء الديمقراطية الثالثة، وكان وزيراً جاداً مخلصاً في عمله، وفي التعبير عن مبادئه. لم تخل علاقتنا من تحفظات ولكنها لم تفسد الود بيننا وأي الناس تصفو كل مشاربه؟ ومع اختلافاتنا المشهورة إبان الديمقراطية، فقد أثبت بجلاء نبله والتزامه النظام الديمقراطي مبدأ لا حياد عنه، وقد شهدت له موقفاً ما زلت أشير إليه دليلاً على ذلك الالتزام الديمقراطي النبيل. ففي عهد الديمقراطية كان الفقيد أبو حريرة قد رفع قضية ضد إحدى الصحف، وعندما عقدت المحكمة للنظر في القضية كان انقلاب 30 يونيو قد أسقط النظام الديمقراطي وأقام نظاما بديلا، وكان رئيس تحرير الصحيفة قد طلبني شاهد دفاع دون أن يخبرني وكنت في السجن، وكانت سلطات النظام الانقلابي الجديد تريد أن تتخذ من المحاكمة وسيلة لمراشقة رجال النظام الديمقراطي فوافقوا على ذهابي للمحكمة للشهادة وأعد المسرح في محكمة الخرطوم بحري لمواجهة كلامية بيني وبين الفقيد الذي فوّت عليهم الفرصة بقوله: لقد تغيرت الظروف التي قدمت فيها بلاغي، ولذا فأنا أسحب الدعوي من أساسها.. هكذا استغني عن الشهادة وفاتت الفرصة التي كان الانقلابيون يطمعون فيها.

رحمه الله رحمة واسعة وتقبله مع الصالحين وأحسن عزاء أسرته الخاصة وبلاده في فقده.