البيان الختامي للمؤتمر الدولي للمنتدى العالمي للوسطية الذي عقد في عمان/الأردن خلال الفترة من 9-10 أبريل 2016 تحت عنوان "بين نهج الإعمار ونهج الدمار"

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

بيان “الوسطية الإسلامية” إلى العالم

عمان – الأردن

 2016م الموافق 1437ه

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ ” سورة الحجرات(13)
وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعبدون” سورة الانبياء(92)
” كلكم لآدم وآدم من تراب”  حديث شريف
” الخلق عيال الله ، أحبهم الى الله انفعهم لعياله” حديث شريف

_______________

يا أخوتنا في مشارق الارض ومغاربها ..

يا أيها الناس جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأعراقهم ..

إن للتوحيد الإسلامي، كما بينه الله تعالى في القرآن الكريم، وكما أضاء معانيه رسولنا الكريم محمد، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الأمم والشعوب وجهتين إثنتين إحداهما إلى الإيمان المستبصر بوجود خالق مدبر لهذا الكون، له مقاليد السماوات والارض وهو بكل شيئ عليم، وثانيتهما الى استشعار وحدة البشرية في أصلها وفي رحمها الواحدة واجبة الوصل وفي واقعها وفي مصيرها.

في ضوء ذلك فإننا ندعو أمتنا وأمم الأرض جميعاً إلى ما يلي:

أولاً:  اعتبار مقاصد الشريعة الاسلامية الخمسة وهي حفظ الدين والعقل والنفس والمال والنسل مقاصد عامة لشعوب الارض كافة تضمن بتحقيقها الشروط الموضوعية لكل سلام ممكن بينها، وتهيئ لعالم يطمئن أبناؤه فيه الى أن كرامتهم محفوظة الاسباب وأن حيواتهم وقيَمهم موفورةٌ غير مهتضمة، وانهم يتقاسمون العيش في هذه المعمورة، بحمد ربهم، إخواناً ..

ثانياً:  اعتبار الارض كلها جيرة واحدة مرعية الحقوق لا ينبغي لجارٍ فيها ان يظلم جاراً  ولا ان يؤذيه بقول او عمل، ولا أن يبيت شبعان منعماً وجاره جائع محروم، كما لا ينبغي أن تكون ثمة فروق كبيرة في المعيشة بين شرق معدم وغرب متخم، أو بين ثراء باذخ وفقر صارخ تتقطع الرحم الإنسانية بينهما، بل جيرةٌ طيبة واحدة وانسانية شاملة متكاملة الأسباب.

ثالثاً: التوافق الأممي (العالمي) على كلمةٍ سواء وميثاق جامع وعهد مسؤول بيننا وبين أخوتنا في البشرية على اختلاف الأديان والحضارات والمذاهب ، على نحو لا يكون معه تظالم ولا عبودية ولا استعمار ولا عدوان ولا استغلال، بل تناصف وحرية وسلام حقيقي على غير دَخَل ولا ريبة، وسعيٌ مشترك في عمارة الأرض وفي دفع الشقاء – ما أمكن – عن أبنائها وفي جلب ألوان السعادة إليهم ..

رابعاً: التعاون في نشر العلوم والمعارف في ارجاء العالم والى أن تصل معطيات العلم ومكاسبه الى كل ركن فيه، والى اعتبار ” التعارف ” على علم وتفهم غاية من غايات الخلق الذين جعلهم الله شعوباً وقبائل ليتعارفوا إذ المرء عدو ما يجهل، والمعرفة سبيل المحبة كما يقول الأتقياء العارفون.

خامساً: تشكيل هيئة عالمية للتضامن مع ضحايا النكبات والجوائح، وذلك تجسيداً لوحدة الأصل والرحم والاخوة والمصير المشترك، يكون لها مراكز منتشرة في شتى أنحاء الارض تباشر مهماتها، وتخفف عن البشرية ويلاتها.

سادساً: الوقف الفوري لأسلحة الدمار الشامل، وأن نستبدل بتوازن الرعب القائم بين قوى الأرض توازن العقل والمرحمة والعدل والانصاف الذي ينبغي إقامته بين أُممها وشعوبها.

إن ما ندعو اليه في هذا ” البيان الاسلامي ” الذي نطلقه إلى الناس كافة مستمد جملة وتفصيلا من تعاليم ديننا الحنيف، وهو اقرب الى ان يكون ميثاقاً أممياً يتوافق عليه العقلاء والمؤمنون في كوكبنا الذي توشك الحماقات أن تغمر وجهه بالظلم  والظلمات، او الى ان يكون إيذاناً بفجر إنساني جديد ونظامٍ عالمي غير ذي عِوج يفيئ اليه البشر مطمئنين، ويحيون في ظلاله كرماء أحراراً وأخوة متحابين.

ذلك ما نتوخاه من هذا ” البيان الاسلامي ” وعسى الله ان نجد قلوباً صاغية وبصائر واعية ..

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..

  البيان الختامي للمؤتمر الدولي للمنتدى العالمي للوسطية الذي عقد في عمان/الأردن خلال الفترة من 9-10نيسان 2016 تحت عنوان “بين نهج الإعمار ونهج الدمار”.