التيار في حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

الإمام الصادق المهدي لـ)التيار)
(….) هذه هي أجندة لقائي مع امبيكي

لن أوقع اتفاقاً مع امبيكي دون موافقة قوى نداء السودان

الشارع أصبح “مسخن” وظروف الانتفاضة توافرت

بعض قوى نداء السودان تعرقل الهيكلة وسنتركها في هذه المحطة

تهديد الوساطة بفرض عقوبات على المعارضة لا يليق

مبارك الفاضل “برة ” حزب الأمة ومستخدم من النظام لكي أعود

العديد من الأوراق مايزال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي ممسكاً بها خاصة قضايا الحوار والتسوية السياسية مع الحكومة آخر محاولات الوساطة الافريقية انقاذ خارطة الطريق التي رفضتها قوى المعارضة سابقاً؛ حيث اقترح الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي لقاءً منفرداً بالمهدي ومع مواقفه الأخيرة فتح جدل ونقاش حاد حتى بين مكونات المعارضة حول أجندة هذا اللقاء، وهل من حق الصادق المهدي لقاء امبيكي بعيداً عن بقية قوى نداء السودان. “التيار” التقت بالإمام الصادق المهدي بالقاهرة وأجرت معه هذا اللقاء، وتالياً التفاصيل:

أجراه بالقاهرة : خالد احمد

هل تم تحديد موعد للقاء برئيس الوساطة ثامبو امبيكي ؟

لم يحدد الوقت؛ ولكن نحن جاهزون واستخرجنا الفيزا ولم نتفق على موعد محدد بعد.

ماهي أجندة هذا اللقاء ؟

الأجندة ستكون حول كيفية إحياء الحوار الوطني وهذا هو الهدف.

هل الاجتماع المرتقب محاولة لإنقاذ خارطة الطريق التي رفضتم التوقيع عليها سابقاً ؟

الوساطة تتعامل مع خارطة الطريق بوصفها مدخلاً للحوار؛ ولكن نحن لدينا تصور آخر لن نتحدث عنه الآن حتى نتفق عليه كقوى معارضة.

ما أهمية هذا اللقاء؟

أهمية اللقاء تأتي في إمكانية بحث استئناف الحوار باعتبار أن لدينا ثلاث قضايا مهمة الأولى: أن لا يوصف الحوار الداخلي بأنه الحوار الوطني، ويمكن أن يسمى بالحوار الداخلي والحوار الوطني هو الذي يحضره الجميع، وأن تنحصر العبارة في اللقاء الذي يمكن أن يتم بحضور الجميع، وأن لاتعتبر نتائج الحوار الداخلي ملزمة لنا. وثانياً: يبدأ الحوار بالخارج بحضور كافة القوى المعنية السودانية؛ وبمشاركة الحكومة لضمان التنفيذ، وفي الحوار التحضيري يجب أن نتفق على وقف إطلاق النار وحرية الإغاثة وإطلاق سراح المعتقلين لأسباب سياسية وكفالة الحريات، وهذه اجراءات بناء الثقة والاتفاق على أجندة اللقاء الداخلي والتي ستخاطب قضية السلام والتحول الديمقراطي. وثالثاً: أن يكون الحوار الوطني رئاسته متفق عليها بأن يكون شخصاً محايداً وليس المؤتمر الوطني، وإذا حدثت هذه المطلوبات الثلاثة ننظر؛ لأن خارطة الطريق بها إيجابيات وبها نقائص.

هذا يعني إمكانية العودة لخارطة الطريق ؟

يمكن اعتبار خارطة الطريق خطوة؛ ولكننا نتحدث عن أمر آخر الآن، وهذا يمكن ان نتفق عليه باعتبار ان خارطة الطريق كورقة تجاوزتها الأحداث؛ وحدث استقطاب حولها ولا أعلم ماذا ستكون نتائج لقاء امبيكي المرتقب.
ولكن الآن النظام حتى اذا لاتوجد خارطة طريق ومعارضة لديه مشكلة كبيرة في أن توصيات الحوار الوثبة؛ بجانب مذكرة 52 من قيادات اجتماعية وأكاديمية ولايمكن أن يسفه ما طرحته المذكرة.

بعض مكونات نداء السودان منزعجة من لقائك مع امبيكي، وتصفه بالثنائي مع امبيكي، ومهدد لوحدة المعارضة ؟

تمت دعوتي للاجتماع برئيس الآلية الأفريقية امبيكي بصفتي رئيس لحزب الأمة واللقاء سيتم على هذا النحو، واللقاءات الثنائية بالوساطة تتم مع الحركة الشعبية وحركات دارفور؛ ولكن المهم في رأيي أن لا يكون الاتفاق النهائي ثنائي.

دائماً ما تقوم بلقاءات ثنائية بعيداً عن قوى نداء السودان؟

هنالك جهات في نداء السودان ترفض لقاء مع قوى المستقبل؛ ولكن نحن أقمنا علاقة معها وتحركات حزب الأمة لا تتناقض مع ما اتفقنا عليه كقوى معارضة في نداء السودان.

لماذا لم تقدم الدعوة لنداء السودان؟

صحيح بعض الإخوان في نداء السودان طرحوا أن يذهبوا معي للقاء امبيكي بدولة جنوب افريقيا للمساعدة في مزيد من التشاور؛ بينما يرى البعض الآخر عدم الذهاب ؛ بحجة عدم توجيه الدعوى لهم (هذا الأمر ليس به إشكال) سأذهب بصفتي رئيساً لحزب الأمة؛ ولكن لن أوقع على أي اتفاق مالم يتفق عليه مع قوى نداء السودان.

يمكن أن نقول اللقاء مع امبيكي لن يشهد اتفاقاً ثنائياً ؟

لن يحدث اتفاق دون موافقة نداء السودان، امبيكي يريد التفاهم معي وانا ايضا أريد ذلك؛ بوصفه قيادة افريقية لديه وزن معروف، ولن أتردد في قبول دعوته، وهو يعلم تماماً أن الدعوة ليس الهدف منها حدوث اتفاق مع حزب الأمة (ان اثمرت) اللقاء في إطار اتفاق مع المعارضة مجتمعة وليس نداء السودان فقط.

ماذا تقصد بالمعارضة مجتمعة؟

أنا على صلة بغازي صلاح الدين بخصوص اللقاء وقد يأتي لجنوب افريقيا، وربما يأتي آخرون وأرسلت ايضاً لأصحاب مذكرة الـ52، واقترحت عليهم بأن لقاء قوى المعارضة سيخرج بموقف جماعي من هذه المذكرة لتعزيزها.

هل الضغوطات الدولية والتهديدات بفرض عقوبات على المعارضة تدفعكم لتقديم تنازلات ؟

نعتقد أن الآلية للحوار والتفاوض هي التي تتم عن طريق امبيكي في حال تغيرت الآلية يمكن أن نرى أمراً آخر، وهنالك احتمال في حال فشل امبيكي أن تتوسع الدوحة في وساطتها او مجلس الأمن يعين مندوبي حوار؛ مثلما حدث في اليمن وليبيا وأنا أفضل أن يستمر امبيكي ولديه آلية أفريقية محترمة ولاتوجد مصلحة للتخلي عنها؛ لذلك من الضروري البحث عن إحياء دور الآلية الأفريقية.

هل تعتقد أن اللقاء القادم يمكن أن يشهد إدخال التعديلات على خارطة الطريق

امبيكي قدم الورقة، والحكومة وافقت عليها واتصل علينا، وقال: إن هذه الورقة إما أن نقبلها او نرفضها ونحن نفتكر أن هذا الأمر غلط ، ونحن نحتاج لضمانات أكثر، وقلت له انتظر أسبوعاً حتى نتناقش مع بقية القوى، وقال لي في لقاء منفرد إنه يفتكر حقق تقدماً في التفاوض ورفض الانتظار وذهب وتحدث مع رئيسة الاتحاد الأفريقي؛ وقامت بكتابة بيان ليس به حكمة، هددت فيه قوى نداء السودان بفرض عقوبات وتدويل للقضية، وهذا كلام لا يليق وغير سليم.

ما الذي ينقص خارطة الطريق؟

أنا أقول إن خارطة الطريق تنقصها ضمانات وطريقة إدارة الأمر بها نوع من العجلة والتخبط وسوء التصرف وبعدها اتصلت بنا دول الترويكا والمبعوثون الدوليون للتأكد من موقفنا، ونحن اجتمعنا بهم وقلنا لهم؛ يمكن معالجة الأمر و موقف الحكومة الداعم لخارطة الطريق أعطاها نوعاً من الرضا بجانب اشتراكها في عاصفة الحزم، افتكر أن هذا سيحل مشاكله الاقتصادية.
الأسرة الدولية أصبح لديها هم جديد، وهو تدفق اللاجئين وإرجاعهم لأوطانهم ويريديون إقامة معسكرات لللاجئين والعملية بها إساءة لحقوق الإنسان والنظام وجد تجاوباً مع الأوربين وحضناً دافئاً لدى دول الخليج.

ألم تضف عاصفة الحزم قوة للنظام؟

هذا أمر غير صحيح لأن عاصفة الحزم لم تساعد في المعادلة الاقتصادية؛ وجاءت أحداث جامعة الخرطوم والمناخ السياسي “سخن” والرأي العام الأوربي أصبح يقول إن الحكومات باعت اللاجئين؛ اثناء ذلك اتفاجأ النظام بأن الحوار الداخلي “الوثيبة” لكن نتائج الحوار جاءت بمطالب مثل مطالبنا؛ حيث كل نتائج الحوار الداخلي طالبت بالحل الشامل والحريات ونفس ما تقوله المعارضة، وجاءت مذكرة الـ52 والنظام فوجد النظام أن حواره الداخلي كله ذهب في المطالبة بحكومة انتقالية وتحجيم الأمن وحريات ومؤتمر دستوري، وبقي محلك سر؛ حتى الذين كان يعتقد أنهم طوع البنان طالبوا بالأجندة الوطنية و(أصبح الشارع مسخن) وفي حال ذهب الأمر لمجلس الأمن لن يجد النظام نفسه في موقف مريح؛ لأنه أكبر عدو له .

ماذا حدث بعد ذلك؟

أثناء ذلك نحن كقوى نداء السودان كتبنا لامبيكي وطالبنا بلقاء حتى لا نخسره ونريد توضيح حجم الخلاف، وكتبت خطاباً نيابةً عن قوى نداء السودان، وقد كان، وعندما ذهب إليه الخطاب لم يستجب، وكتب لي ماذا تريدون من اللقاء وهذا يعني اعتذاراً من اللقاء وبعدها نحن “سكتنا” ولكن يبدو أنه راجع موقفه وأرسل لي بأن ألتقيه في جنوب افريقيا واتصلت بزملائي في نداء السودان؛ وقلت لهم: لايوجد حرج في الاستجابة لاتصالات ثنائية؛ ولكن في النهاية يحدث هذا كثيراً، الحركات في دارفور لديهم اتصالات في الدوحة، ويوجد الحركة الشعبية لديهم منبر، قرار مجلس الأمن وممكن أن نلتقي؛ ولكن من يتحدث يتحدث بلغة الجماعة والهدف تنفيذ قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي 539 الذي دعا للقاء تحضيري.

هل تم الاتفاق مع قوى نداء السودان على ذهابك؟

واتفقت مع قوى نداء السودان بأني سأذهب لهذا اللقاء، ومنهم من اقترح بأن تذهب كل القوى بأن يكونوا قريبين للتشاور، وعلى أي حالة كان لدينا أساساً اتفاق على اللقاء بين مكونات نداء السودان للتفاكر والمواصلة على ما اتفقنا عليه في باريس؛ من حيث قضايا الهيكلة والميثاق والموضوع الآن أنا مدعو للقاء امبيكي في جنوب افريقيا.

وجدت الحكومة ترحيباً بتوقيعها على خارطة الطريق؟

بعد توقيع خارطة الطريق وجدت الحكومة نوعاً من الترحيب الدولي؛ ولكن في الأثناء(قاعدة تجوط) الأوضاع في الداخل ومناطق الحرب، وصحيح وضعها تحسن؛ ولكن لن تغنيها عن إيقاف الحرب وفي الأثناء نحن نحضر لانتفاضة يمكن تفاجأنا كلنا والناس أصبحت لاتستطيع العيش والأسعار والظروف كلها مهيأة لانتفاضة.

تتحدثون عن الانتفاضة؛ هل بدعمها من الخارج أم العودة ومساندتها من الداخل؟

مثل هذا الحديث يقال لمن لايوجد لديه قواعد بالداخل، أحزابنا متحركة من الداخل والخارج، وحتى القوى الثورية لديها جذور بالداخل وإذا قامت انتفاضة ستكون بتنسيق مع كافة الأطراف، وتم اتفاق في نداء السودان على قيام مجموعة تنظيم العمل التنفيذي بالداخل والخارج والتكامل فيما بينها، واذا رجعت سيكون في إطار متفق عليه مع الآخرين.

البعض يقول إن تكلفة تغيير النظام عبر العمل المسلح أصبح أقل كلفة من انتظار التغيير السلمي؟

نحن والقوى المسلحة متفقون على التغيير السلمي وهم يحملون السلاح فقط للدفاع عن أنفسهم، وأي تحرك عسكري لهم يكون دفاعياً؛ ولذلك اتفاقنا على التغيير السلمي او الانتفاضة او حوار مرتبط بتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة وحل هذا الأمر بإعلان باريس .

الأمين العام للحركة الشعبية -الشمال – ياسر عرمان قال مؤخراً: إن أي قنبلة تسقط في جنوب كردفان ستؤثر على وحدة السودان، هل تعتقد أن هذا مؤشر لانفصال جديد؟

كل الشرور التي تأتي على السودان من النظام الحالي، ولولا النظام لما كان مطلب تقرير المصير في الجنوب، والنظام استخدم الكرت الإثني في دارفور واستمرار النظام يعني تمزيق السودان، لكن أي حديث عن حل عسكري يعطي سنداً اجتماعياً نريد الحفاظ على السودان وهذا سيعطي قوى وفرصة لجمع القوى الاجتماعية التي تريد المحافظة على السودان، ونقول: استمرار النظام يزيد المطالب الجهوية بالسودان؛ لذلك يجب التخلص منه.

تحدثتم عن هيكلة قوى نداء السودان ولكن لم يحدث شيء حتى الآن؟

هنالك قوى كثيرة في نداء السودان وبالضرورة تحتاج للاتفاق فيما بينها؛ وما حدث اتفاق على آليات ولجان وصندوق للتحرير، وآلية إعلامية مشتركة؛ ولذلك نريد أن نجتمع لحسم هذا الأمر في أسرع فرصة ممكنة، ونعمل حالياً على تدبر المكان، وتم عمل تحضيري.

بعض قوى نداء السودان تعرقل عملية الهيكلة؟

صحيح بعض القوى لاتريد هيكلة اوميثاق؛ في حال وقفت في هذه المحطة سنتركها وسنذهب للمحطة القادمة.

المواطن يشعر بالإحباط من مواقف المعارضة على الأرض وفقد الثقة في الشعارات التي تطرحونها؟

نحن مستشعرون للأمر، ونسعى لفعل شيء لإنهاء حالة الإحباط وخلق أمل للتغيير.

هل هنالك اتصالات للحزب مع الحكومة في الخرطوم؟

لا توجد اتصالات منفردة مع نظام الخرطوم اتصالاتنا في الإطار الجماعي مع القوى السياسية في المعارضة.

مبارك المهدي التقى بمساعد رئيس الجمهورية؛ وقال إنه مع الحوار والتوصل لحلول وسطية؛ كيف سيتعامل الحزب مع هذه التحركات ؟

السيد مبارك الفاضل ليس في حزب الأمة وهو الآن “برة حزب الأمة” صحيح هو ود المهدي؛ لكن ما حزب أمة وكل ما يفعله مسؤول عنه شخصياً، ومبارك مستخدم من قبل النظام لكي يعود، والنظام يستخدمه بالمثل، والاثنين كما يقول (اياك أعني واسمعي ياجارة) والجارة ما مستعدة تسمع الكلام الفارغ ده.

قضية وحدة حزب الأمة ماتزال محلك سر؟

سيقوم المؤتمر الثامن للحزب، سيكون سيكون هناك توحيد لتيارات أحزاب الأمة و من كونوا أحزاباً او من انضموا للحكومة ليس لدينا دخل بهم.

هنالك مشاريع تسوية سياسية مع الحكومة وخيار الانتفاضة مايزال ورقة تلوح بها قوى المعارضة؛ كيف تنظر للخارطة السياسية في ظل هذا الوضع ؟

النظام في البداية كان ضد أي عمل حواري، ويرى أن لادخل للقوى المدنية والسياسية والنقابية في القضية؛ لأنه افتكر نفسه وصي على السودان، وأعتقد أن استمرار بقائه في التفاوض فقط مع حملة السلاح؛ لذلك لم يكن يفكر في أي نوع من الحوار او التسوية السياسية، فقط يريد مخاطبة قضيتين: وقف إطلاق النار وكسب الثقة وتحييد القوى الدولية لصفه.

 

صحيفة التيار