الجريدة مع الحبيب الإمام الصادق المهدي في أول حوار له بعد عودته

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
الجريدة الخميس 2 فبراير 2017 الصفحة رقم 1 العدد 2010
الجريدة الخميس 2 فبراير 2017 الصفحة رقم 1 العدد 2010

كشف عن مذكرة من (نداء السودان) لأمبيكي

المهدي: زيارة إبراهيم محمود لي كانت للمجاملة ولن نشارك في الحكومة

الجريدة: محمد المختار

الخميس 2 فبراير 2017

كشف رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، أن قوى (نداء السودان) بصدد إرسال مذكرة لرئيس الآلية الأفريقية
رفيعة المستوى ثابو أمبيكي، تؤكد أن خارطة الطريقة والإجتماع التحضيري هما الأساس لكل شئ. وذكر المهدي خلال رده على سؤال حول تصريح أمبيكي بتحريك التفاوض، ذكر (أنا لا أعرف ماذا قال، لكن نحن لسنا معنيين بما قاله، لأنه قابل الحكومة السودانية، ونحن كتبنا له حتى يلتقي بنا). وأضاف أن حزب الأمة لن يشارك في أية حكومة ما لم يتم الاتفاق السياسي، ووقف الحرب والإنقسام السياسي.
وأوضح المهدي في حوار مع (الجريدة) ينشر بالداخل أن زيارة مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود له، كانت للمجاملة والتحية، ولم تناقش فيها قضايا سياسية.

——————————————————————————————————

الجريدة الخميس 2 فبراير 2017 الصفحة رقم 3 العدد 2010
الجريدة الخميس 2 فبراير 2017 الصفحة رقم 3 العدد 2010

في أول حوار له بعد عودته

رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي لـ(لجريدة):

لقائي مع إبراهيم محمود للتحايا والمجاملة

سنقدم مذكرة لأمبيكي واللقاء التحضيري وخارطة الطريق لابد منهما

ما هو متفق بيننا في نداء السودان هو عدم عمل أي إتفاقيات سياسية ثنائية

الأمريكان كانوا غاضبين منا لاننا أوقفنا التسهيلات التى قدمها لهم نميرى

حديث من يعتقد أن القوى السياسية ضعفت وعدمت غير صحيح

الخميس 2 فبراير 2017

حوار: محمد المختار محمد – تصوير: منصور أحمد

دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

بعد خروجه مغاضباً لنظام الإنقاذ متوجهاً لمنفاه الإختياري بالعاصمة المصرية القاهرة، عقب إعتقال دام شهران إثر إنتقادات لقوت الدعم السريع. عاد المهدي للبلاد وسط تحولات سياسية كبيرة حيث ما تزال ملفات إيقاف الحرب وقضية السلام، والتسوية السياسية الشاملة معلقة بجانب إنفراجه للحكومة في علاقتها مع المجتمع الدولي، لا سيماء الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية. وسط هذه المتغيرات جلست صحيفة (الجريدة)، في أول حوار صحفي يجريه الإمام عقب عودته وخرجت منه بهذه الإفادات المهمة.

*لماذا، وبماذا عاد الإمام الصادق المهدي؟

كانت لدي مهام في الخارج، أولها القضية الوطنية، والعمل على توحيد الموقف ما بين الهامش والمركز، وما دار من حوار حول هذا الموضوع. وإتفقنا على إعلان باريس ثم طورناه إلى نداء السودان، ونستطيع القول أنه جمع بين القوى السياسية المدنية والقوى المسلحة حول قضايا تتطلع لحل مشكل السودان بدون طريق العنف. الإجراء الثاني أنا رئيس منتدى الوسطية ومهتمنا هي أيجاد موقف نتبناه لحل المشاكل المختلف عليها في المنطقة، إسلامي، علماني، سني، شيعي الخ…، وعقدنا عدد من المؤتمرات بذلت فيها مجهودات نأمل أن تثمر، لأننا نعتقد أن صراعات المنطقة إذا لم تحل بالتوفيق ستضر بها ضرر بالغ. الموضوع الثالث أنا عضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد، ومهمتنا كانت ولا زالت أنه يجب أن يُفهم تحليل لموضوع التطرف والإرهاب بأنه لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، ويجب معرفة أسبابه، وحول هذا الأمر الأسرة الدولية والولايات المتحدة الأمريكية لها دور كبير في صنع هذا الموضوع، مشكلة إسرائيل، وما يحيق بالمنطقة من ظلم الخ…، ولابد من عمل تشخيص بصورة تواجه الأسباب، ونعتقد أن عملنا في كل هذا إنجاز. وعندما فرغت من كل هذا كتبت للناس هنا أن مهامي في الخارج إكتملت ويمكن أن أعود في أي وقت، ولا شك أنهم خططوا للعودة بعد دراسة الموضوع في هذا الوقت. وفي هذه الأثناء كان من الضرورة أن أبحث مع زملائي في نداء السودان حول ماذا نفعل بعد أن ننتقل إلي الداخل؟، وكان موقفنا واضح، نعتقد أن هذا النظام لابد أن يفضي إلى وضع فيه نظام جديد يحقق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل. النظام في السودان اجرى حوار، وانا درست هذا الحوار قلنا المقبول وغير المقبول فيه. لكن على أي حال قلنا بوضوح أن هذا الحوار يخص الذين أشتركوا فيه، ولا يخص الذين لم يشتركوا فيه. موقفنا واضح والحل لدينا ينطلق من إعتماد خريطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة في مارس ووقعنا عليها في أغسطس من العام الماضي، والفكرة هي أن هذه الخريطة تتطلب إجراءات تهيئة المناخ، وإجراءات حكم إنتقالي، وإجراءات أجندة للسلام، ولمستقبل الحكم والدستور، ويحتاج كل هذا إلى لقاء نسميه لقاء قبلي يسبق الحوار.

*هل تقصد بذلك اللقاء التحضيري؟

نعم اللقاء التحضيري.

*

دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

هل ما زلتم تصرون علي اللقاء التحضيري؟

نعم وليس هناك غيره، لأنه إذا اردت حضور حملة السلاح إلي الخرطوم، فكيف يحضرون قبل حدوث العفو العام وإجراءات تهيئة المناخ وإلغاء الأحكام الخ…، والفكرة هي إذا تم اللقاء التحضيري فسيودي إلى حضور الناس إلى السودان ليواصلوا الحوار في الداخل.

*مجهودات الخارج التى تحدثت عنها، قلت أن الحركات المسلحة ستأتي معك من الخارج، لم يحدث ذلك، بالاضافة إلى إستمرار إنقسام الجبهة الثورية، الا يعتبر هذا فشل في مهمتك؟

لا ابداً،،، هم باركوا عودتي، ولكن كيف يأتون ولم تتم هذه الإجراءات، كنت أتوقع أن تتم، لكن كيف يعودون وهم محكوم عليهم بالإعدام؟، وتوقعت إذا تمت هذه الاشياء يمكن أن يأتوا معي، لكن بدل الحضور معي باركوا العودة، وينتظرون النتيجة إذا أدت إلى ذلك سيأتون عندما تكتمل هذه الإجراءات.

*

دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

عودة الصادق المهدي وما صاحبها من حشد للإستقبال، والخطاب الذي القيته، هل كل هذا رسائل لأكثر من بريد في الداخل والخارج؟

المعنى الواضح هو أن كل من يعتقد أن القوى السياسية ضعفت وعدمت حديث غير صحيح، وأن هذه القوى لديها شعبية كبيرة وموجودة، ولديها كلام عقلاني فيما يتعلق بالحلول. إذا كانت الأطراف المختلفة واعية بالقدر الكافي سترى أن المعادلة الآن تؤكد إلى أي حد توجد شعبية. قبلها كان العصيان المدني الذي نشط جزء مهم من شباب لم يكن معني بالقضية، وهذا يعني أن هناك أرقام جديدة محتاجة أن تؤخذ في الحسبان للذين يعملون في الوضع السياسيى.

*هل ما زال نداء السودان متماسكاً؟

نداء السودان مكون من حزب الأمة، والجبهة الثورية، وأحزاب الداخل، وأنفصلت بعض القوى من قوي الإجماع لعدم موافقتهم على النداء، وهناك حوالي الثمان أحزاب، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، هؤلاء متماسكون، لذلك فيما يتعلق بهؤلاء الذين وقعوا على نداء السودان نعم موقفهم موحد ومشترك.

*لكن في آخر إجتماع لنداء السودان في باريس لم تتم الهيكلة؟

لا، إتفقنا علي الهيكلة بصورة قلنا فيها بأن ما عطل الهيكلة هو تكليف السيد أمين مكي مدني بصفته كمحامي وبصفته كممثل لقوى المجتمع المدني كان مريض وتجري له عملية زراعة كلى في القاهرة. لذلك لا تستطيع أن تعمل هيكلة قبل أن تقول “انت عأيز تسكن الناس في شنو”، وتقرر ما هو دستور العمل ولوائحه ثم تسكن الناس في الهياكل. لكن اُتفق بأن يكون هناك شكل تنظيمي في الداخل وشكل تنظيمي في الخارج، كجهة تنفيذية حتى يتم الهيكل الداعم.

*هل أنتم في حزب الأمة مع المركز الواحد للمعارضة، أم مع وحدة المواقف، وكيفية تحقيق كل منهما خاصة وأن هناك تجربة التجمع الوطني الديمقراطي؟

نحن مع المركز الواحد للمعارضة لسبب بسيط لأنه يعطي فاعلية للعمل، ثانياً يجعل الناس يتفقون علي الميثاق، لأنه يجب أن يخطط الناس كيف يحكم السودان ديموقراطياً، وكيف يتم بناء الوطن، وهذا لا ينفي ذلك، ومن الضروري وحدة الهدف لكن تتطور هذه الوحدة إلى وحدة الصف عبر هيكل موحد.

*هل وصلكم حديث أمبيكي الأخير، خاصة وأن هناك حديث يدور حول صحته من عدمه؟

أنا لا أعرف ماذا قال، لكن نحن لسنا معنيون بما قاله، لأنه قابل الحكومة السودانية، ونحن كتبنا له حتى يلتقي بنا. والآن نحن نتفاكر لإرسال مذكرة لأمبيكي، وبالطبع الأساس لكل شئ هو خريطة الطريق والإجتماع التحضيري. فاذا كان هو موافق علي هذا، نحن نقترح له الكيفية إلتى تتم بها، ويرى هو هل تتجاوب الحكومة أم لا.

*لكن الحركة الشعبية أعلنت موقفها من حديث أمبيكي ، ما هو رأيكم؟

حقيقة نحن لا نعرف صحة الكلام ولا يمكن أن نتكلم في الهواء. لكن سنقول لامبيكي ماذا نريد.

*في حال دخلت الحركة الشعبية عبر منبر أديس أبابا بشكل ثنائي، وحركات دارفور عبر الدوحة بشكل ثنائ ايضاً، هل سيدخل حزب الأمة في تفاوض ثنائي باعتباره موقعاً على خريطة الطريق؟

الحركات المسلحة يمكن أن تدخل في منبر يتحدث عن الإجراءات الخاصة ببناء الثقة، ووقف العدائيات ووقف إطلاق النار، وإنسياب الإغاثات. لكن ما هو متفق بيننا كلنا هو عدم عمل أي إتفاقيات سياسية ثنائية.

*وماذا إذا اسفرت عن مشاركة؟

لا أتوقع ذلك، ولا أتوقع أي جهة سوا كنا نحن أو أي جهة من الإطراف الدخول في إتفاق ثنائي، وأنت تري 16 إتفاقية ثنائية أين الفائدة منها؟، لم توقف الحرب وأصبحت كلها توزيع وظائف ومحاصصة.

*الحديث عن مشاركة حزب ألامة لم ينقطع منذ سنوات، هل ستشاركون في الحكومة المقبلة، أم ما زالت شروطكم بالتحول الديمقراطي الكامل قائمة؟

نحن لن نشترك في أي حكومة مالم نتفق على الحل السياسي، وما معني الدخول في إتفاق والحرب مستمرة؟، وما معني الدخول في إتفاق والجسم السياسيى منقسم؟، لا معني له، نحن نريد إتفاق يوقف الحرب ويوقف الإنقسام السياسي.

*تحدثت عن مبادرة للسلام وإيقاف الحرب والتحول الديمقراطي، كيف يمكن تحقيق هذا والأزمة السودانية أقل ما يمكن وصفها بأنها معقدة جداً؟

أنا لا أعتبرها معقدة،،، أنا أعتبرها بسيطة جداً. صار هناك رأي واضح أنه لا أحد يريد إسقاط النظام بالقوة، والنظام نفسه يقول أنه لا يريد الإستمرار بالقوة. ويتحدثون بلغة إذا دفعوا إستحقاقاتها يمكن أن نتفق. لكن نحن لن ندخل في أي إتفاق بدون أن توقف الحرب، وأن يكون إتفاق قومي بين الناس.

*هذه المبادرة تتطلب تواصل مع الحكومة، أول أمس زارك مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود، هل كانت الزيارة للمجاملة والتحية، أم نوقشت فيها قضأيا سياسية؟

كانت للمجاملة والتحية، ولم تناقش فيها قضايا سياسية.

*الأطراف المسلحة ما زالت لا تثق في نوايا الحكومة، وقلت أنك أقنعتها بالعمل المدني، كيف حدث هذا؟

هم كلامهم واضح بأن لا يعملوا لإسقاط النظام بالقوة، ولكن يحافظون علي سلاحهم ويدافعون عن أنفسهم إلى أن يحدث إتفاق سياسي.

*الا تخشون من تعنت الحكومة وفرض شروطها بسبب الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية كرضا من أمريكا والمجتمع الدولي عليها؟

العكس، الموقف الأمريكي هو دخولهم مع النظام في إتفاق، هم لم يرفعوا العقوبات “عملوا حاجه إسمها ترخيص عام”، رخصة عامة للتبادل التجاري تستمر لمدة 6 شهور، اثناء هذه الفترة الحكومة مطالبة باجراءات ليست فقط الإجراءات الخمسة، هناك ست إجراءات أخرى متعلقة بكفالة الحريات وحقوق الإنسان، وكفالة نشاط منظمات المجتمع المدني، وحرية الإعلام، وتوسيع مساحة العمل السياسي الخ…، والإتفاق الامريكي به أشياء متعلقة بتحسين الأوضاع الخاصة بحقوق الإنسان والحريات أي أنه مشروط، إذا كانت الحكومة تريد إستمرار الأمريكان ومواصلة هذا العمل عليهم أيضاً بعمل إنفتاح في حقوق الإنسان والمسائل السياسية، وفي رأي هذا أمر جيد بأن تحدث كفالة لحقوق الإنسان وإنفراج سياسي.

*بدت ملامح الإستراتيجية الامريكة في التعامل مع الملف السوداني توضح بشكل ما، ماذا أنتم فاعلون إذا تعارضت هذه الإستراتيجية مع ما تقومون به؟

أمريكا ليست جهة واحدة، هناك رأي عام أمريكي، وليس مفهوم الآن ماذا ستعمل الحكومة الجديدة في أمريكا. لكن موقفنا المبدئ لا دخل له بموقف الامريكان، هم يؤيدوننا وليس نحن من يؤيدهم، فاذا راجع الأمريكان تأييدهم لنا هذا شأنهم، لكن رأينا سيظل لدينا مطالب متعلقة بالحقوق المشروعة للشعب السوداني، أياً كان موقف الأمريكان.

*لكن التسوية تمر عبر بوابة الأمريكان، ما هي خياراتكم؟

ابداً ليس ضروي، الأمريكان سيكون لهم دور في التسوية ، نأمل بأن يكون لصالح الشعب السوداني، وقد لا يكون.

*نشرت صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام وثائق لوكالة المخابرات الامريكية عن فترة الديمقراطية الثالثة، تتحدث عن نزعة الصادق المهدي الإستقلالية عن المحاور وبالتالي لم تساعدك؟

الامريكان لم يكونوا راضين بأننا لسنا تحت أمرهم، وعلى عدم موافقتنا على التكامل المصري والدفاع المشترك. هم قالوا بأنني إتجهت لموقف معاد للغرب، الحقيقة الغرب في ذلك الوقت كان يؤيدنا. المانيا، وبريطانيا، وأيطاليا، واليابان كانوا يؤيدون النظام السوداني الديموقراطي، الأمريكان وحدهم كانوا ليس كذلك، لأنهم كانوا يريدون منا “ناس نميري أدوهم تسهيلات في البحر الأحمر، وادوهم أيضاً مشروع مساعدة ترحيل الفلاشا”، لكن نحن رفضنا هذا الحديث والمشكلة هنا ليست مع الغرب بل مع أمريكا. والسودان كان مطبعاً مع كل الذين ذكرتهم ويساعدونه وكانت علاقتهم معنا جيدة جداً كذلك مع النمسا وهولندا، لكن ما حدث هو أن الأمريكان كانوا غاضبين منا لاننا أوقفنا التسهيلات التي يقدمها لهم نميري فيما يتعلق بالتصنت في البحر الأحمر، وترحيل الفلاشا. والحديث عن معاداتنا للغرب غير صحيح بل رفضنا المطالب الأمريكية من باب إستقلال القرار الوطني. وعلاقتنا بالجيران لم تكن سيئة كذلك، الجهة الوحيدة التي يمكن أن يطلق عليها بأنها كانت سيئة هي العلاقة مع مصر، وعلاقتنا مع السعودية والخليج جيدة، والسبب هو أن المصريين كانوا يريدون أن نوافق على إتفاقية الدفاع المشترك، وهي أمريكية، وكانت بالنسبة لنا مرفوضة لأنه أول من دخل في هذه الإتفاقية ليبيا، واثيوبيا، واليمن الجنوبية في حلف عدن، وهذا يدخلنا كطرف في الحرب الباردة، وكنا نريد أن نكون مستقلين ومحايدين وليس طرف فيها الأمر الذي أغضب المصريين بأننا لم نواصل في إتفاقية الدفاع المشترك. وكانت تورطنا في الحرب الباردة ونحن لا نريد ذلك. صحيح تدهورت علاقتنا مع أمريكا لاننا لا نريد أن نتبع بحسب ما كان نميري يتبعها، وتدهورت مع مصر لاننا غير موافقين على إتفاقية الدفاع المشترك.

*ما هو رأيك في التعديلات الدستورية التى حدثت في غيابك؟

لا معنى لها، هذه مسألة محاصصة لن تغير من شكل النظام تغيير جوهري.

*ما رأيك في قانون قوات الدعم السريع الذي أجازه البرلمان، هل ما زلت علي رأيك السابق؟

لم اقرأه، ولدينا إجتماع لتقييم هذه الأشياء، والأوضاع، والتطورات.

*لقاءك مع مبارك الفاضل ومن قبل ترحيبه بعودتك، هل حدثت أي بوادر تقارب؟

لم يكن في هذا اللقاء شئ أكثر من المجاملة.

*ماذا بشأن تحضيرات المؤتمر العام الثامن لحزب الأمة؟

لدينا تحضيرات لكني لم اتطلع عليها، غداً لدينا إجتماع لنعرف الإجراءات التي تمت بهذا الصدد

الجريدة