الحبيب الإمام الصادق المهدي ينعي الراحل الشيخ حسن عبد الله الترابي

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

نعي الشيخ حسن عبد الله الترابي

جمعتني أول مرة بالعزيز الراحل الشيخ حسن عبد الله الترابي الدراسة في جامعة الخرطوم، فقد كنتُ في أول فصولها وكان في آخرها، ثم التقينا في بريطانيا إذ كنتُ طالباً جامعياً في أوكسفرد وكان طالباً فوق الجامعة. وتزاملنا في اللجنة التنفيذية للطلاب السودانيين في المملكة المتحدة.

شدني إليه علمه والإخلاص للدين والوطن، واتفقنا أن بعث الإسلام قضية إحيائية لا ماضوية تستوجب استصحاب نظم العصر الحديث التي تكفل حقوق الإنسان، والتي تحقق تنمية اقتصادية عادلة، والتي تحترم التنوع الثقافي والجهوي في السودان، هذه المعاني جسدناها في ستينات القرن العشرين في تحالف بعنوان {مؤتمر القوى الجديدة} شمل معنا حزب سانو بزعامة الحبيب الراحل وليم دينق، وآخرين، ثم جددناها لاحقاً في أوائل الثمانينات في تكوين مشترك سميناه جماعة الفكر والثقافة الإسلامية واخترنا له الأستاذ مدثر عبد الرحيم رئيساً.

ولفرط تقديري له منذ تعارفنا الوثيق زوجته شقيقتي السيدة وصال بمبادرة مني واستجابة منه ومنها. وشهدت علاقاتنا تعاوناً وثيقاً لمدة من الوقت، لا سيما في الموقف ضد النظامين الانقلابي الأول والانقلابي الثاني. وفي الحالين لمسنا منه ومن جماعته وعياً وصدقاً وإقداماً.

صحيح فرق بيننا الموقف من قوانين سبتمبر 1983م التي أيدوها واعتبرناها تشويهاً للإسلام، والموقف من الديمقراطية الثالثة التي حرصت أن نشترك معاً في أسلمة قومية وسلام عادل وشامل، ولكنهم استبطأوا نهجنا فاختاروا التجربة الانقلابية التي دبروها وعارضناها.

ثم ومنذ لقائي به في جنيف في 1999م بدا استشعارهم بالخطأ الذي انتهى بندم على التجربة كما صار معروفاً حتى آخر الأيام.

ومهما كانت تقلبات السياسة، فقد كان الشيخ حسن عبد الله الترابي عالماً محققاً ومجتهداً، وقائداً مدبراً قوي الإرادة، يقف الآن أمام العادل الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.

رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء وصال والصديق وعصام الدين ومحمد عمر وسلمى وأسماء وأمامة وذراريهم، وآل الترابي، وآل المهدي، وزملائه في المؤتمر الشعبي، وسائر تلاميذه ومحبيه، وليعلم الجميع أن يدنا ممدودة لبعث إسلامي صحوي وسودان الحرية والديمراطية والسلام، السودان العريض الذي يحفظ وحدته باحترام تنوعه، رايات بإذن الله نسقط دونها ولا تسقط: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[1].

(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[2]

الصادق المهدي

القاهرة في 5 مارس 2016

—————————————————————————————————————-

[1] سورة الأنبياء الآية 105
 
[2] سورة البقرة الآية 156