الحبيب الإمام الصادق المهدي يهنئ المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني

الإمام الصادق المهدي
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

27 سبتمبر 2017

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه تهنئة من ثلاثة فصول:

 

الفصل الأول:

هذا هو العيد 87 بالسنوات الهجرية، و85 بالسنين الميلادية. وبهذه المناسبة أزف أطيب التهاني لخادم الحرمين الشريفين، والمملكة قيادةً وشعباً.

ففي أثناء هذه الفترة حقق الملك عبد العزيز وخلفاؤه، رحمهم الله، والملك سلمان، حفظه الله، إنجازات أهمها أربعة:

– توحيد البلاد.

– تحقيق الثراء.

– تأسيس الاستقرار.

– تأمين الحج والزيارة حتى صارا سياحة روحية لأداء فريضة آمنة.

 

الفصل الثاني:

منطقة الشرق الأوسط قديماً كانت منبعاً لأهم حضارات الإنسان: السومرية، والبابلية، والفرعونية، والفينيقية، والآشورية، والكوشية. وحتى الحضارة اليونانية نهلت من رحيق تلك الحضارات.

تحظى الجزيرة العربية بعبقرية التاريخ والجغرافيا. إذ انطلقت منها دعوة للناس كافة، أكملت حلقات الرسالة الإبراهيمية، ونورت العالم المعمور روحياً واجتماعياً وحضارياً، ومكنت القوميات التي اهتدت بها: العربية، والتركية، والفارسية، والهندية، والأفريقية، أن تحقق أفضل عطائها التاريخي.

وفِي التاريخ الحديث صارت المنطقة المستودع الأكبر للطاقة النفطية والغازية، وموقع أهم ممرات العالم. ولكن مع عبقرية التاريخ والجغرافيا، فإن المنطقة اليوم أشبه ما تكون بثقب كوكبي أسود لأن دولها غالباً فاشلة، ولأن شعوبها غالباً مغيبة، وتعتمد على غيرها تكنولوجياً، وغذائياً، وتعاني من نزاعات دامية جعلتها المفرخ لأكبر عدد من النازحين واللاجئين.

 

هذه الهشاشة أفقدت كثيراً من دول المنطقة المناعة، فصار مصيرها نهباً لثورات القفز إلى الإمام، والقفز إلى الوراء؛ والطموحات الإقليمية والدولية. وصارت المنطقة نهباً لاستقطابات حادة، داخل البلدان وفيما بينها أهمها:

– ما بين أصولية دينية وأصولية علمانية.

– استقطاب سني شيعي. وآخر سني سني.

– استقطابات بين القوميات.

– تباين اجتماعي حاد بين ثراء فاحش وفقر مدقع.

 

هذه جميعاً فتحت نوافذ لتدخلات إقليمية وتدخلات دولية. وهي أحوال تدفع بالمنطقة نحو أفول محتوم، ينقذها منه فجر جديد يقوم على سبعة أركان هي:

أولاً: تأصيل غير منكفيء، وتحديث غير مستلب، وتعامل اجتهادي مع التراث يدعم إيجابياته، ويميز قطعياته، ويتخلى عن سلبياته.

ثانياً: إقامة الحكم على مصالحة بين ولاة الأمر والشعوب.

ثالثاً: إقامة الاقتصاد على ما يحقق التنمية والعدالة.

رابعاً: نظم تعليم تبث المعرفة وتوطن التكنولوجيا الحديثة.

خامساً: كفالة حقوق الإنسان، والعمل على تطوير أوضاع النساء في كافة المجالات، وكفالة مشاركتهن في الحياة العامة.

سادساً: تطوير الالتزام الوطني بصورة تستوعب التنوع في ظل الوحدة الوطنية، وتسمح بعلاقات بينية قومية، وإسلامية، ودولية.

سابعاً: تأسيس علاقات دولية تقوم على الندية والمصالح المشتركة والسلام العادل، متجنبة العداء والتبعية معاً.

 

الفصل الثالث:

المملكة العربية السعودية بما تحظى به من مكانة معنوية ومادية، وتاريخها الطويل في الاستقرار والقيادة العربية والإسلامية؛ مؤهلة أن تدعو للقاء عربي جامع لرجال ونساء دولة، ومفكرين، وعلماء، وفقهاء، وخبراء في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية تطلب منهم، بعد أن توفر لهم مناخ أخوي مناسب، أن يشخصوا حالة واقعنا بصراحة ووضوح.

هؤلاء يقترحون عهداً اجتماعياً جديداً تلتف حوله المنطقة لمشروع فجر جديد، يضارع الماضي بما يناسب عظمته في الحاضر على نحو مقولة:

إذا أنت لم تحم القديم بحادثٍ من المجد لم ينفعك ما كان من قبل

 

هذا؛ والله ولي التوفيق.

 

الصادق المهدي

 

آخر رئيس وزراء سوداني منتخب

رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار

رئيس المنتدى العالمي للوسطية، الأردن