الخيارات الحركية في العالم الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الخيارات الحركية في العالم الإسلامي

الإمام الصادق المهدي

18 فبراير 2008م

 

مقدمة

منذ أوائل القرن العشرين الميلادي وتحت نير السلطان الاستعماري الذي أحكم قبضته على ديار المسلمين لا سيما بعد الحرب الأطلسية الأولى (1914-1918م) تعرض العالم الإسلامي لهجمة من ثلاث جهات: الغزو الثقافي والفكري الخارجي، وتياران علمانيان التيار اللبرالي والتيار اليساري. عوامل اقتحام لبيضة الإسلام التحق بها فيما بعد التآمر على فلسطين والغزو الاستيطاني الصهيوني. هذه التعديات ألهبت ضدها عوامل تصد وطنية، وقومية، وإسلامية.

ساهمت هذه العوامل في الانتصار للهوية الوطنية والقومية والإسلامية.

استمرت التعديات وزادت آثارها وأخفقت التصديات الوطنية والقومية في صدها، ومهما رفعت من شعارات القومية والاشتراكية فإنها أخطأت مقاصدها بل تعرضت لهزيمة مدوية في يونيو 1967م.

الخط الإسلامي وحده بقي في ساحة التصدي الفكرية والسياسية وجمّرته الابتلاءات في وجه كثير من النظم الحاكمة حتى استطاع أن يستأثر أكثر من غيره بالرأسمال الاجتماعي في معظم البلدان العربية/ الإسلامية. وصار هذا الخط في تصديه للإصلاح الداخلي والتحرير الخارجي يحتفظ أكثر من غيره بصفة البديل إلى درجة أنتجت علاقة طردية بين الديمقراطية والتمكين للتوجه الإسلامي في أية انتخابات حرة نزيهة في كثير من البلدان، والنتيجة أن الانفتاح السياسي صار يعني استحواذ دعاة الخط الإسلامي على المجال العام.

ولكن مع نجاح الحركية الإسلامية في المجال التعبوي فإن تجاربها في السلطة في كثير من البلدان أتت بنتائج عكسية لهم. ورغم ذلك فإن بريق الخيار الإسلامي لم ينقطع وصار التحدي الماثل أمام دعاة هذا الخط يتطلب تجاوز الشعاراتية إلى البرامجية بل وتكشفت عيوب الشعار العام: الإسلام هو الحل، لأربعة أسباب:

  • الشعار يوحي بأن ثمة وصفة جاهزة يراد تطبيقها وهذا غير صحيح، فالإسلام يشتمل في المجال السياسي والاقتصادي على مبادئ عامة تتطلب الاجتهاد البشري مراعاة لظروف الزمان والمكان.
  • الشعار فيه معنى الاحتكار كأن الذين لا يرفعونه وهم مسلمون خرجوا من الملة.
  • إخفاق التطبيقات يحسب على الإسلام بينما هي تجربة بشرية تخص روادها.
  • وفي غيبة اجتهاد جديد فإن الشعار يستعدي الآخر الملي والدولي.

والصحيح تجاوز الشعاراتية ونفي القدسية وتقديم برنامج في السياسة والاقتصاد ونظام الحكم والعلاقات الخارجية يقوم على اجتهاد بشري يستهدي بالإسلام ويتحمل رواده المسئولية أمام الله والناس.

(1) الخيارات الحركية في العالم الإسلامي

الواقع السياسي في البلدان الإسلامية يشهد نظما حاكمة تحافظ على الواقع السياسي والاجتماعي والدولي وتسعى للمحافظة على نظمها بوسائل أمنية ويسندها في ذلك المؤسسات الدينية الرسمية.

وكثير من المسلمين صاروا يتعايشون مع الواقع ويلتمسون لنجاتهم معابر صوفية أو اجتماعية ويحافظون على الشعائر العبادية والأخلاقية. ولكن المظالم الداخلية والخارجية صارت تتطلب إصلاحات جذرية مما دفع الناشطين الإسلاميين إلى تجاوز الشعاراتية بأحد خيارين:

الخيار الأول: الخلافة:

خيار التطلع لخلافة تسترد مجد الإسلام وتطبق برنامجا إسلاميا سلفيا وتتخذ موقف مفاصلة مع النظم الحاكمة ومع النظام الدولي الحالي وتسعى لتحقيق أهدافها بوسائل مدنية مثل حزب التحرير أو وسائل “جهادوية” (أقول جهادوية وليس جهادية لأنه تطبيق أيديولوجي للجهاد ولا يلتزم بضوابطه المعروفة). هؤلاء استحدثوا فيما استحدثوا أسلوب الاستقتال (اسميه استقتالا وهو تصنيفه الفقهي). هذا النهج لم ينشأ من فراغ وفي كل حالاته كان رد فعل مباشر للاحتلال والاحتلال الاستيطاني وسياساتهما العدوانية. هذه الحقيقة تفسره ولا تبرره لأنه ليس مجديا ويأتي بنتائج عكسية للإسلام والمسلمين للأسباب الآتية:

  • التوجه الإسلامي تطلع مستقبلي يقوم على اجتهاد عصري وليس انكفاءً ماضوياً.
  • هذا التوجه اتخذ موقف مفاصلة مع نظم الحكم القائمة لا تقبل إلا المواجهة مما يضعه تحت طائلة الأمن ويعرض نشطائه للإبادة.
  • اتخذ موقف مواجهة دامية مع ا لقوى العظمى، مواجهة تجعل السجال عسكريا. والاستعداد العسكري هو بالنسبة لهؤلاء نقطة قوة.

ومع كل المآخذ فإن هذا التوجه سوف يجد شعبية واسعة ومزيدا من فرص التجنيد للمقاتلين والمستقتلين ما لم تجفف المصادر الخمسة التي تغذيه بأسباب التوتر والاحتجاج والرفض وهما:

  • الاحتلال الاستيطاني العدواني.
  • الاحتلال.
  • الظلم والاستبداد الداخلي.
  • الفقر.

الخيار الثاني: الصحوية :

 ينافس هذا التوجه في العمل على تغيير الواقع الداخلي والخارجي توجه  حركي ينطلق من الشعارات الإسلامية التعبوية وينتقل إلى البرامجية في اتجاه يقوم على المبادئ الآتية:

  • أن الحكم الراشد ضرورة إسلامية مثلما هو ضرورة للتنمية البشرية ويقوم على المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون.
  • أن الاقتصاد يتطلب تنمية للموارد وتوزيعا عادلا للثروة والدخل ويتسصحب وسائل الاقتصاد الحديث مستهديا بمبادئ الإسلام.
  • حرية البحث العلمي وهي مطلب إسلامي مثلما هي ضرورة إنسانية.
  • إقامة العلاقات مع الآخر الملي على التسامح والتعايش والدعوة بالتي هي أحسن.
  • إقامة العلاقات مع الآخر الدولي على أساس السلام العادل والتعاون: }لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{[1].

هذا النهج يعمل لتغيير الواقع الداخلي بأساليب التعبئة، والجهاد المدني، والحوار لتحقيق أهدافه الداخلية. وهو نهج يرفض الاحتلال والاحتلال الاستيطاني ويدعم المقاومة لهما بأساليب خاضعة لضوابط الجهاد في الإسلام ويقبل الحوار من أجل تحقيق المقاصد دون تنازل عن ثوابتها.

هذا النهج ينطلق من مرجعية إسلامية لمحطة مستقبلية توفق بين قطعيات الأصل ومطالب العصر.

هذان التياران يتنافسان في استقطاب العقول والقلوب في العالم الإسلامي.

نتيجة هذا التنافس تتأثر بما تفعله الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فإن أعمتها الإسلاموفوبيا؛ والتحالف اللعين بين اليمين الأمريكي، والمسيحية الصهيونية، واللوبي الإسرائيلي، واليمين الإسرائيلي؛ وهو تحالف نضج بقيادة الرئيس الأمريكي بوش فإن هذا التحالف سوف يدفع نحو المواجهة والغلو ويدفع نحو التأييد والانخراط في برامج الغلاة. الغزاة والطغاة يفرّخون الغلاة.

لا سلام بلا عدالة، فإن استيقظ الضمير الغربي بقيادة الولايات المتحدة وخاطب أسباب التوتر والعنف الخمسة بصورة جادة فإن هذا من شأنه أن يبرم تحالفا حميدا بين النهج الإسلامي المستقيم والنهج الدولي العدالي.

(2) الوسطية في مواجهة قضايا العصر:

وصف الإسلام نفسه بالوسطية في كل أمره وهو كذلك ـ مثلا ـ عقائد البشر في الغيبيات تقوم في حد منها على تعددية الآلهة وفي الحد الآخر تقوم على وحدة الوجود. الإسلام يقوم على الإله الواحد والكون أي ثنائية الوجود . ويقول قوم: اللاهوتية مطلقة، أي أن الإنسان مجرد متلق، ويقول آخرون بناسوتية مطلقة أي أنه مؤلف كل شيء. الإسلام يقوم على توفيق لطيف بين اللاهوت والناسوت، أي بين الوحي والعقل. ومن النحل ما هو فرداني ومنها ما هو جماعي، ويقوم الإسلام على توفيق لطيف بين الفردانية والجماعية، وفي الأخلاق يقوم الإسلام على أن خير الأمور أوسطها. آيات كتاب الله تنطق بهذه الوسطية في القضايا المختلفة وتصف بها أمة الإسلام (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)[2]. الوسطية هي نسيج الإسلام وهي منهجه.

ليست الوسطية دعوة لقبول الواقع والوطني كما هو بل هي دعوة للإصلاح والتجديد بأسلوب يحقق أعلى درجات الفاعلية في الظروف المحيطة وليست دعوة لقبول الواقع الدولي القائم بل هي دعوة لإصلاحه بأسلوب يحقق أعلى درجات التحرر والعدالة والسلام القائم على العدل والحرية.

فيما يلي ألخص ما يتطلبه ميزان الوسطية في التعامل مع أهم تسع قضايا تواجه الأمة.

أولا: التعامل مع الوافد من الماضي

الوافد من الماضي قسمان وحي واجتهاد بشري في فهم نصوصه. قال المقلدون إن السلف قد انبروا لنصوص الوحي وبوسائل الاجتهاد الصحيحة من قياس وإجماع استنبطوا المبادئ والأحكام فصارت ملزمة للكافة. وقال المعطلون إن الزمن قد تجاوز رسالة الإسلام، ولكي ننهض فإن علينا أن نتمسك بالحضارة الحديثة لأنها تمثل مستقبل الإنسانية. الموقف الوسطي الصحيح هو أن القطعي، ورودا ودلالة من حقائق الوحي، ملزم للكافة ولكن بعض مفردات الوحي ظنية الورود كما في أغلب السنة وبعضها ظنية الدلالة كما في القرآن والسنة. ونصوص الوحي نفسها توجب على الناس تدبرها معتبرين المقاصد ومستخدمين الحكمة، والعقل، والمنفعة، والإلهام، والسياسة الشرعية، ما يمكننا من التوفيق بين التزامنا بقطعيات الوحي واستصحاب المستجدات.

ثانيا: التعامل مع الوافد من الخارج

المنكفئون يرون أن هدينا يشمل كل شيء وأنه قائم بذاته لا يحتاج لسواه. والمستلبون يرون عكس ذلك تماما. ولكن الموقف الوسطي السليم هو أن كتابنا المسطور نفسه وسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، يؤكدان وجود إخاء إنساني وإخاء كتابي يفتح باب مقارنة ومقاربة ويؤكدان أن الكون نفسه كتاب منشور أودعه الله سننا: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ)[3] والإنسانية مكلفة باكتشاف تلك السنن لمعرفتها وتسخيرها. وأنه تكليف للإنسان كل الإنسان مهما اختلفت ملله ونحله وينبغي تبادل المعرفة بها وبوسائل تسخيرها بين الناس أجمعين.

ثالثا: اختلافات أهل القبلة

واقع الحال هو أن أهل القبلة مختلفون فرقا ومذاهب واجتهادات. بعض أهل القبلة ينطلق من عبارة الفرقة الناجية ويدعيها لنفسه ومن نصوص قرآنية معينة يخرجها من سياقها وعلى أساسها يصدر أحكام التكفير للفرق والمذاهب الأخرى. أهل الشهادة بموجبها أمة واحدة وهنالك قطعيات يؤمنون بها جميعا ويختلفون فيما عداها.

اختلافات أهل القبلة نوعان: نوع اختلاف اجتهادي له ما يبرره واختلاف اجتهادي قائم على سوء الفهم. هذا النوع ينبغي أن يجري فيه حوار جاد لتوسيع دائرة الوفاق. ونوع من اختلاف يصعب تجاوزه. هذا النوع ينبغي أن يعذر الجميع بعضهم فيما اختلفوا فيه. الواجب على علماء الأمة ومفكريها إجلاء هذه الأمور وإصدار نداء المهتدين المؤسس لإخائهم.

رابعا: الموقف من الإصلاح السياسي

الشورى هي ديمقراطية مرتبطة بسقف شرعي. والديمقراطية هي شورى مرتبطة بمؤسسات تضبطها والاثنان يتفقان على أربعة مبادئ: المشاركة ـ المساءلة ـ الشفافية ـ سيادة حكم القانون. هذه المبادئ هي المطلوبة للحكم الراشد. والوسطية تؤمن بالحكم الراشد وتعمل لتحقيقه بحيث تصير النظم الملكية ملكية دستورية والنظم الجمهورية جمهورية ديمقراطية.

خامسا: الإصلاح الاقتصادي

التنمية البشرية التي تحقق نموا اقتصاديا وتوفيرا للخدمات الاجتماعية وتوزيعا عادلا للثروة هدف إسلامي مثلما هو هدف إنساني والوسطية تتطلع لها وتعمل على تحقيقها.

سادسا: العلاقة مع الآخر الملي والدولي

الإسلام يعترف بالتعددية الدينية والدولية والفهم الهجومي المقترن بجهاد الطلب فهم انتقائي لأحكام الإسلام (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[4] والإسلام يوجب الالتزام بالعهود مهما اختلفت العقائد. قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة الكفر والإيمان فيهن سواء منها من عاهدته أوفي بعهده مؤمنا كان أو كافرا، واجبنا التسامح والتعايش مع الملل الأخرى على أساس المعاملة بالمثل، كما أن علينا التعاون مع الدول الملتزمة بالعدالة والسلام. ولكن المعتدين والمحتلين فإن الواجب الديني والقانوني هو التصدي لهم ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)[5]

سابعا: الإرهاب

عبارة إرهاب ترجمة غير صحيحة للمعنى، والصحيح هو الإرعاب. العنف في الإسلام له ضوابط هي أن يوجه ضد الظلم والعدوان وألا يطول الأبرياء. الإسلام براء من إرعاب خال من هذه الضوابط.

ثامنا: العلمانية

العلمانية اشتقاق على غير قياس من العالم وهي نحلة ترى أن الحقيقة مستمدة من عالم الشهادة وحده أي العالم الرماني المكاني. العلمانية بهذا الفهم تناقض الدين. ولكن التجربة زحزحت العلمانية من هذا الفهم المتعدي. العلمانية المعتدلة تلتقي مع الوسطية في كفالة حرية الأديان، وكفالة حقوق المواطنة للكافة، والتناوب السلمي على السلطة عبر انتخابات حرة.

تاسعا: العولمة

العولمة تمثل حلقة جديدة من إنجاز الإنسان نتيجة لثورة المعلومات والاتصالات والسوق الحر. ولكن في الظروف الحالية في العالم فإن القوة الاقتصادية والإستراتيجية والإعلامية جيرت العولمة لصالح الولايات المتحدة فصيرتها أمركة. الوسطية توجب التعامل الإيجابي مع العولمة والاحتماء من الأمركة والحرص على الخصوصية الثقافية.

هكذا فإن منهج الوسطية يسعفنا في التعامل مع هذه القضايا الهامة وغيرها والنتيجة دعوة للتحرير من التقليد، ومن الاستلاب، ومن الهيمنة الأجنبية، ومن الحكم الاستبدادي.

عاشرا[1]: إذا نحن استطعنا أن نتفق على ميزان الوسطية من حيث الفكر والبرنامج فإن التحدي الذي يواجهنا هو أن نسعى بكل الوسائل المشروعة لجعل قوى اجتماعية فاعلة في شعوب أمتنا تلتزم بالوسطية وتحقق تشبيكا داخليا في أوطاننا وتشبيكا على نطاق الأمة بين الوسطيين الإسلاميين، تشبيكا فاعل الحركة نحو تغيير الواقع الوطني والدولي نحو مقاصد الوسطية. إذا تقاعسنا عن أداء هذا الواجب فإننا نرهن مستقبل الأمة لإدارة الغلاة والغزاة.

(3) واجبات عملية لدعاة الوسطية

ينبغي أن يتبنى منتدى الوسطية العالمي برنامجا محددا على نحو ما ذكر هنا. وينبغي أن يتجنب المنتدى عوامل الاستقطاب المفرقة للجسم الإسلامي بل يتبنى خطة حوار إسلامي/ إسلامي واسع للوصول إلى كلمة سواء بين المسلمين. هذا الحوار يسعى لإقامة تشبيك وفاقي بين كافة الذين يلتزمون بالتطلع الإسلامي الاجتهادي الذي يدرك الحاجة لتلبية مطالب العصر. تشبيك يلتزم بإستراتيجية موحدة ويسمح بوحدات متعددة متنوعة الأساليب والمواقع.

ومن منطلق التطلع لحد أدنى في الإطار الوطني والقومي لدعم الوحدة الوطنية واستقلال الإرادة يجري الوسطيون  حوارا مع كافة عناصر الطيف الوطني والقومي.

كما يجرون حوارا مع أصحاب الملل الأخرى في سبيل التعايش الديني والتنافس بالحسنى.

ولا يعقل أن يجري تيار الوسطية كل هذه الحوارات من أجل قواسم مشتركة في مجالاتها دون أن يخاطب الجهادويين برجاء ثنيهم عن الانكفاء المدمر لهم والعنف العشوائي المضر للإسلام والمسلمين على نحو ما جرى في مصر وفي اليمن وكانت له نتائج إيجابية.

إن الوسطية هي خطة بعث للإسلام في ظروف العصر الحديث وخطة تحول نحو الحكم الراشد بالجهاد المدني وخطة مقاومة للاحتلال والاحتلال الاستيطاني لا تقفل الطريق أمام الحوار المقيد بالمقاصد والثوابت.

 

 

 

 

 

 

الهوامش

[1] هذه ليست قضية عاشرة في رأيي، اقترح أن توضع كفقرة مضافة بدون أن تعد النقطة العاشرة في القضايا التي تقف منها الوسطية مواقف معينة.

[1]  سورة الممتحنة الآية 8.

[2] سورة البقرة الآية (143)

[3] سورة النحل الآية (3)

[4] سورة الممتحنة الآية(8)

[5] سورة الحج الآية(39)