الصادق المهدي لـ”الحقيقة الدولية “: الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل” سحابة صيف لن يستمر

الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية

 

المهدي : الحروب الموجودة في منطقتنا لن تحسم أمراً وستكون مجرد سفك للدماء

المهدي : من المهم أن ننادي في مؤتمر القمة العربي بمعاهدة سلام في المنطقة

المهدي : يجب نصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية واستنكار ما حدث يوم الأرض

المهدي : يجب العمل على سلام عادل على أساس أن يرُد للفلسطينيين وللعرب حقوقهم

المهدي : الإرهاب هو التحرُّك من غير عنوان لهدم الأملاك وقتل الأشخاص وممارسة عنف عشوائي

 

عمان: 4 أبريل 2018

 

كشف رئيس الوزراء السوداني الأسبق زعيم حزب الأمة رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي أن الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل” سحابة صيف لن يستمر

وبين المهدي هناك تناقض، مثلما حصل في أوروبا نفسها، ولذلك يجب أن لا يُقال نحن نُطبِّع علاقة مع “إسرائيل” لنُطبع مع أمريكا، وهذا في رأيي نظرة خاطئة.

والحقيقة أن أمريكا نفسها لديها الآن مشاكل كبير جداً، ويمكن العمل على نوع من التطور لسلام، الذي يكون سلاماً عادلاً على أساس أن يرُد للفلسطينيين وللعرب حقوقهم، أما أي محاولة لأي جهة أن تبيع هذا كله، وأن تُطبِّع مع “إسرائيل” في رأيي هذه ردَّة قومية ينبغي أن تواجه بهذه اللغة.

وقال في لقاء خاص مع “الحقيقة الدولية” مساء الاربعاء أن المؤتمر الذي يُعقد الآن في عمان أنه ناشد المؤتمر ويُناشده ألا يحصر نفسه في مساءل روتينية، لا تُقدم ولا تُؤخر.

ووجه المهدي ندائه له أن يُصدر قرارات حول 6 قضايا مهمة، القضية الأولى: نعم لأمن الدولة في كل دولة، ولكن ينبغي أن يُراعى الأمن المجتمعي الذي يُراعي العوامل المختلفة التي طرحناها في هذا المؤتمر. وأنا في ندائي هذا أرجو ان يُراعي المؤتمر هذا المعنى أن الدولة نعم ولكن لابد أيضاً من مراعاة أمن المجتمع.

وأضاف الإمام المهدي أن القضية الثانية تتعلق بالإرهاب، نعم لمحاربة الإرهاب، لأنه الآن طاعون في المنطقة،
ولكن يجب أن يُعرَّف الإرهاب، فالإرهاب هو التحرُّك من غير عنوان لهدم الأملاك وقتل الأشخاص وممارسة عنف عشوائي، لأهداف يُحددها الإرهابيون، وعادة يتحركون من دون عنوان، ولكن الآن أصبح الكلام بموجب أجندة القاعدة و”داعش” أنه أصبح لهم عنواناً معيناً يتحركون منه لأن قدراتهم قد زادت. حتى بعد ما حدث لـ “داعش” من إسقاط الخلافة المزعومة، تكون موجودة في مناطق مختلفة لانهم كوَّنوا لأنفسهم شبكة في مناطق كثير. فهذا هو الإرهاب سواء النوع القديم أو هذا النموذج الجديد. يجب أن يُعرَّف الإرهاب، ويجب أيضاً أن نتحدث عن إرهاب الدولة، عندما تبطش بمواطنيها، يجب أن يكون هناك تعريف للإرهاب، ما يُسمح لكل طاغية يُريد أن يستفيد من الحملة العالمية ضد الإرهاب يُصنف معارضيه أنهم إرهابيين.

وأشار الصادق المهدي إلى أن الإرهاب بشكله الجديد لعب المجتمع الدولي دور كبير فيه. فقبل غزو أفغانستان لم تكن القاعدة، وقبل إحتلال العراق لم تكن “داعش”. والقضية الثالثة المهمة هي ضرورة وقف الحروب، فالحروب الموجودة حالياً في منطقتنا لن تحسم أمراً وستكون مجرد سفك للدماء وتدمير للبنى التحتية، لأنه واضح تماماً وجود معادلة بين القوى المختلفة، ويوجد جهات تتدخل بالوكالة، وهذا يعني أن الحروب الحالية حروباً سوف تؤدي غلى ضرر بالغ لأطرافها المختلفة، وستؤدي إلى تمدد الإرهاب، في المنطقة، وسوف تؤدي إلى استغلال من قبل القوى الدولية للهيمنة. مناشداً بوقف هذه الحروب التي سوف تُحقق عكس مطالبها.

وأوضح رئيس الوزراء السوداني الأسبق أنه يجب أن يُقال كلاماً واضحاً، نصرة الشعب الفلسطيني، ونصرة المقاومة الفلسطينية، إستنكار ما حدث يوم الأرض، أن يكون هناك إلتزام بدعم الصمود الفلسطيني.
وأنا أعتقد أنه آن الأوان أن يكون في هذا الموضوع إجماع ودعم مشترك، ورفع غصن زيتون في العلاقة بين العرب وجيرانهم مثل تركيا وإيران. ونحن يجب أن نوقف هذه الحروب بكل الوسائل ونطالب الأطراف الأخرى أن تحترم السيادة الوطنية، وتحترم حقوق الآخر، وعدم التدخل في الشؤون، وإنه من المهم أن ننادي نحن في مؤتمر القمة العربي بمعاهدة سلام في المنطقة فيها هذه التفاصيل، وتحقق هذه المعاهدة أمن للجوار العربي مع هذه الدول.

وزاد المهدي أن القضية الرابعة التي ينبغي للجامعة العربية أن تقول فيها كلاماً واضحاً هي أن مجلس الأمن فشل في أن يقوم بواجبه بسبب الفيتو اللعين. لابد من المناداة بإصلاح الامم المتحدة، وهناك مقترحات كثيرة لكي لا يكون لبعض الدول حق في أنها تُعطل عملية السلام، وأن يُترك الأمر لخمس دول تستطيع أن تعرقل كل شيء، هذا فيه ظلم وتعويق للعمل الذي يجب أن يقوم به مجلس الأمن. هذه في رأيي الأشياء التي أرجو أن يتناولها مؤتمر القمة العربي من أجل أن ينقل دوره من مسائل روتينية إلى مسائل تحقق خطوات تاريخية.

وفي الشأن الفلسطيني، قال الصادق المهدي إن “إسرائيل” جسم غريب مغروس في المنطقة لأغراض تضر مصيرها وشعوبها، وأنا أعتقد أنه أصلاً “إسرائيل” كانت ثمرة نتيجة الحركة الصهيونية التي هي ليست حركة يهودية وقام بها أناس علمانيون والكثير منهم ملحدون،

والحركة الصهيونية هي ردة فعل قام بها سياسيون أو علمانيون من أصل يهودي لكن ليس بمفوم ديني، فاليهود أصحاب المفاهيم الدينية الذين يؤمنون بالعودة إلى هذه الاراضي المقدسة، هذا يجري بعد أن يأتي السيد المسيح. والشتات الذي حدث لليهود هو بسبب الأخطاء التي ارتكبوها. وأعتقد أن الظروف التي أدت غلى ظهور الصهيونية والعداء للسامية إختفت الآن في أغلبية البلدان، والدليل على هذا أن أغلبية اليهود يعيشون خارج “إسرائيل”.

 

 

الحقيقة الدولية