المؤتمر الصحافي الثامن عشر: اتفاقية سلام دارفور

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الأمة القومي

المؤتمر الصحافي رقم (18)

اتفاقية ســـلام دار فــــــــور

بتاريخ 13/5/2006م

 

اتبع النظام الإنقلابي في السودان سياسات في دارفور استهدفت النسيج السياسي والاجتماعي في الإقليم فأدت تداعيات ذلك لاندلاع الاقتتال في عام 2002م.

كان عملنا منذ البداية أن يستجاب لتطلعات أهل دارفور المشروعة وألا يتسع الاقتتال لحرب أهلية شاملة، لذلك اتصلنا بكل القبائل لكيلا تنخرط في الاقتتال، وجمعنا أبناء وبنات دار فور من كل اتجاه في منبر واحد، وعبر الزيارات الميدانية داخل الإقليم وفي المهجر، والورش، والمؤتمرات الصحافية، بلورنا رؤية موحدة.

خاطبنا حكومة المؤتمر الوطني لإخراجها من السياسات التي أدت للأزمة لتقبل الرؤية القومية للحل. واستجابوا قولا ولكن أبقوا على النهج الحزبي عملا. كان هذا لدى تكوين لجنة السيد عز الدين السيد في 8 فبراير 2004م ولدى توقيعهم معنا على خطة مشتركة لدارفور في مايو 2004م، ولدى عقد مؤتمر الفاشر في  ديسمبر 2005م و قبل سفره لأبوجا زارنا د. مجذوب الخليفة مجزوب الخليفة رئيس الوفد المفاوض في ديسمبر 2005م وتبادلنا الرأي وحددنا له تطلعات أهل دار فور المشروعة التي تضع الاستجابة لها حدا للأزمة.

وبعد تفاوض ماراثوني راوح مكانه غالبا حتى انتهى لتحكيم أفريقي دعمه بالوعد والوعيد رافع أمريكي وقع على اتفاق سلام جزئي في 5 مايو 2006م.

الاتفاق قام على أربعة افتراضات خاطئة:

الأول: افتراض شمولي أن الحزب السياسي الوحيد المعني بالأمر هو المؤتمر الوطني.

الثاني: الافتراض الإقصائي أن الأحزاب المسلحة وحدها شريك بناء السلام.

الثالث: افتراض ساذج أن حصار المفاوضين بالوعد والوعيد للتوقيع سيحقق السلام.

الرابع: أن إبرام السلام تحت سقوف اتفاقية نيفاشا يناير (2005م) ممكن.

ومنذ إبرام الاتفاق الجزئي اتضح الرفض الواسع له داخل السودان وفي المهجر.

وفي حزب الأمة عقدنا عددا من الاجتماعات شملت المكتب السياسي ومجلس التنسيق وتدارسنا الاتفاق وقررنا الآتي:

أولا: تأييد استمرار كافة الاتفاقات الإجرائية السابقة وتأييد ما لحق بها في الاتفاق من بنود لوقف إطلاق النار، وحماية معسكرات النازحين، وحماية المدنيين، حماية الإغاثات الإنسانية، وإقامة مناطق منزوعة السلاح، مناطق عازلة، ونزع سلاح الجنجويد، وكافة الإجراءات التي تحقق أمن وسلامة وإغاثة إنسان دار فور.

ثانيا: نقل مراقبة هذه المهام إلى الأمم المتحدة لحشد الإمكانات البشرية والعتادية والمالية اللازمة. على أن تحصر القوات الإضافية في بلدان معينة: جنوب أفريقيا، والسنغال، وغانا في أفريقيا، مصر، والمغرب، والأردن في العالم العربي، والهند، وباكستان، وبنغلاديش، وأندونيسيا، وتركيا في آسيا، والبلدان الإسكندانافية وهي السويد، فلندا، النرويج، الدينمارك شمال أروبا.

ثالثا: الإلتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بدرافور التزاما بالعدالة ومحاسبة الجناة.

رابعا: الترحيب بالجهد الإغاثي الإضافي والمساهمات التنموية المزمعة لصالح دارفور.

خامسا: رفض ما جاء في الاتفاق بشأن السلطة والثروة والمطالبة بأن ينال الإقليم الموحد ما ورد في وثيقة التحالف السوداني، ومارود في ميثاق أهل دارفور وخلاصتها تمثيل الإقليم الموحد في هيكل الرئاسة، واعتماد حدود 1956م وهي مستحقات الإقليم قبل انقلاب 1989م وأن يكون نصيب الإقليم في السلطة والثروة بنسبة حجمه في سكان السودان.

سادسا: توجيه نداءات لكافة الفرفاء.

  • نداءت للأحزاب المسلحة أن تواصل التزامها بما وقعت عليه من اتفاقيات إجرائية وأن تناضل مدنيا من أجل تحقيق المطالب المشروعة.
  • نداء لكافة  قوى دارفور السياسية، والمدنية، والقبلية أن تتجنب الإختلاف وأن تتحلق حول مطالب واضحة محددة على نحو ماورد في الوثيقة والميثاق.
  • نداء للمؤتمر الوطني أنه قد آن الآوان لإدراك أن سياساته أدت إلى تمزيق الوطن وتدويله والتمادي فيها يسبب مزيدا من الدمار والمطلوب دفع استحقاقات السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي.
  • نداء للحركة الشعبية أن تدرك دروس الاتفاق الثنائي وما تكشف من عيوب في عامه الأول وأن تتجاوز الرؤية العقيمة أن المشاكل يمكن علاجها في مزيد من التداوال الثنائي مع الشريك، بل العيوب لا يمكن علاجها إلا في نطاق قومي.
  • نداء للأسرة الدولية أننا نرحب بجهدكم الإجرائي، والإغاثي، والتنموي، والعدالي، ولكن الحل السياسي الشامل والعادل بأيدي أهل السودان الذين باركتم إقصاءهم على حساب جدوى الاتفاقيات المبرمة.

سابعا: حزبنا سوف يواصل الدعوة والعمل عبر نضاله المدني، وتحالفه لعقد ملتقيات جهوية جامعة لدارفور، وكردفان، ولشرق السودان، ووسطه، وشماله كمقدمات لمتلقى جامع لأحزاب السودان، ومنظمات المجتع المدني، وقبائله. مؤتمر جامع يحضره كافة جيراننا كمراقبين ومهمته أن يطور الاتفاقيات الثنائية إلى سلام عادل وشامل، وأن يحدد معالم الطريق للتحول الديمقراطي الحقيقي.

سوف نعمل من أجل هذه الأهداف الوطنية المشروعة بكل الوسائل ماعدا الاقتتال فالمناخ الداخلي، والإقليمي، والدولي مناخات داعمة للسلام والديمقراطية وسوف تدعم تطلعات الشعب السوداني المشروعة.