الميدان مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله 2-5

سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

حوار حسن الجزولى

 

في حوارية الأضحى معه (2)

 

الصادق المهدي لصحيفة الميدان:ـ

 

* المجتمع الدولي إعتنى بوقف الحرب وليس ببناء السلام والديمقراطية!.

* إي إتفاق سلام بدون إسترداد الديمقراطية سيترك القرار في يد السلطة الديكتاتورية!.

* خلافنا مع قوى الاجماع قائم ولكنا نتعاون حول القضايا المطلبية!.

* هناك جهات تتحدث بلغة أن القوى السياسية الأخرى مشطوبة ونحن سنتحرك من تلقاء أنفسنا وهذا منطق خاطئ!.

 

جرى هذا الحوار في أيام وقفة عيد الأضحي المبارك بمنزل الحبيب الصادق المهدي، لذا فهو قد اتخذ  اسم “حوارية الأضحى” بالاتفاق مع الحبيب نفسه، باعتبار أن الحوار سينشر بعد عطلة العيد مباشرة، وهو الحوار الذي انتظرته صحيفة الميدان طويلاً بحكم مشاغل السيد الصادق، حيث تناول العديد من الموضوعات السياسية التي تشغل بال الشارع، ففيما يخص الاقتصاد القومي توقف الحوار عند سياسات الحزب، وطريق البرنامج الاقتصادي الذي ينوي تبنيه في مؤتمره القادم، والذي لم يخرج عن ما هو مطبق حالياً من قبل النظام الحالي حول اقتصاد السوق الحر، تحرير الاقتصاد، خصخصة المؤسسات الاقتصادية، ما أدى لكارثة انهيار الاقتصاد السوداني بمجمله، وافقار المواطنين، وضياع قيمة الجنيه السوداني. باختصار جاء الحوار بمثابة كاشف يضئ أفكار إمام الأنصار السياسية الاجتماعية، ونشهد بأن سيادته كان عندها كما عهدناه منفتحاً وصبوراً حتى حيال تلك الأسئلة التي تضايق كثير من الساسة في أحايين كثيرة.

 

حوار : حسن الجزولي

 

+ هل تعولون كثيراً على القوى الخارجية  والمجتمع الدولي وقد اتضح بما لايدع مجالاً لأي شك في أن لها مصلحة في بقاء النظام الذي يلبي مصالحها في المنطقة، وهي سياسة مارستها أمريكا عند محاولاتها المتعددة للابقاء على النظم الديكتاتورية في المنطقة والمعادية لحقوق الانسان؟.

 = كلام غير صحيح إننا نحنا بنعول على الخارج، بالعكس نحنا انتقدنا موقف القوى الدولية من السي بي إيه “قضية السلام” لأنهم إهتموا بوقف الحرب أكتر من بناء السلام واهتموا بأن تكون الاتفاقية ثنائية بدل أن تكون قومية، نحن انتقدنا هذا والجهة الوحيدة في السودان اللي انتقدت اتفاقية السلام هي حزب الأمة،  وطلعنا كتيب طعنا في اتفاقية السلام وموقف القوى الدولية من هذا، كذلك فكل إتفاقيات بي تي  إيه بتاعت دارفور وبتاعت الشرق ، كلها حزب الأمة عمل فيها كلام أساسي نقداً للدور الدولي، بمعنى المجتمع الدولي إهتم بالمحاصصة ووقف الحرب  مش لبناء السلام وبقومية التوجه والديمقراطية، وكان واضح لينا وما زال حتى اليوم إنو القوى الدولية ما معنية بالديمقراطية في بلداننا، لأنو بعتبرو هذه البلدان أصلاً غير مؤهلة للديمقراطية، فنحنا ما عندنا وجود سياسي إلا عبر الديمقراطية، فعشان كده هم أصلاً ما أصروا ولا حرصوا على ربط عملية  السلام بالحل السياسي في الجنوب، ولذلك نحنا كنا وما زلنا ضد هذا التوجه وبنعتقد إنو من أهم الكتب اللي كشفت هذه الحقيقة الكتاب بتاع جون ينق اللي هو كندي وكان مستشار للايقاد، نحنا أشدنا جداً بهذا الكتاب لأنو عزز فكرتنا اللي بنقولها إنو الدور الدولي للأسف في كل المراحل المختلفة حرص على وقف الحرب ولكن لم يحرص على بناء السلام، ولن يحرص على ربط السلام بالديمقراطية، ولذلك وما زلنا نقول هذا الكلام ، أي اتفاق سلام بدون استرداد الديمقراطية سيترك القرار في يد السلطة الديكتاتورية، وده بخلي السلطة الديكتاتورية تفرغ الاتفاق من معناه. كل اتفاقيات السلام لأنها ما مربوطة بنظام ديمقراطي وضعت القلم في أيدي نظام استبدادي ولذلك استطاع النظام الاستبدادي أن يوافق شكلاً على اتفاقية المحاصصة للسلام ولكن يجردها من معناها الحقيقي.

 

+ صرحت بقدرتك على توحيد المعارضة في اجتماع باريس ،، وانعقد سامر باريس وانفض ،، فهل توحدت المعارضة؟.

 = توحدت المعارضة خطوات، توحيد المعارضة ما ممكن إنك تعملو مرة واحدة، توحدت المعارضة في إعلان باريس في أغسطس الفين واتناشر، توحدت المعارضة في نداء السودان سبتمبر الفين واربعتاشر، الآن عندنا مشكلة مع توحيد المعارضة في اعلان باريس ثم توحيد المعارضة في نداء السودان، عندنا مشكلة مع قوى الاجماع ومشكلتنا معاها بسيطة جداً ،، قوى الاجماع تكونت في دارنا، وكنا نحنا اللي اقترحنا الهيكل الأول، أن يكون فاروق أبو عيسى مسؤول عن إدارة الجلسات ويتحول إلى رئاسة للعمل المشترك، نحنا ما كان عندنا مانع في ده، وقلنا إننا أولاً عاوزين نقيم التجربة بتاعتنا زي ما عملنا قوى الاجماع عشان نبرز الايجابي نبني عليهو، لأنو ما ممكن واحد يمشي يمثل قوى الاجماع والآخرين يقولو إنو ما بمثلنا، ولا نطرح موضوع المية يوم بدون الاتفاق على ده، فنعمل تقييم للتجربة، إتنين نعمل هيكلة، وعشان ما تفتكرو إنو حزب الأمة عاوز يبقى رئيس أو يتولى القيادة نحنا نتفق على إنو الهيكل ده يجعل القيادة دورية، ولكن نتفق على جهاز تنفيذي، عشان يقدر ينفذ الكلام ده، ووافقوا على هذا الكلام جملة وتفصيلاً في بيت كامل الطيب إدريس ثم لم يوفق الاجتماع أو الورشة عشان تعمل الاجراء ده، ولذلك جمدنا موقفنا، في قوى الاجماع، حتى الآن نحنا بنقول لقوى الاجماع في حوار جاري بيننا وبينهم، إنتو حقيقة مختلفين معانا حقيقة في موضوعين، أنحنا بنقول عايزين نظام جديد إنتو بتقولو إسقاط النظام، نحنا بنقول مطلب النظام الجديد أفضل لأنو فيهو وسيلة لمطلوبات واستحقاقات ومواجهة ، وهم ضد هذا، قلنا ليهم طالما اختلفنا فيظل الخلاف قائم لكين ممكن نتعاون حول القضايا المطلبية.

 

+ وهل النظام الجديد بجي قبل اسقاط النظام؟.

= لا بيجي نتيجة لاسقاط النظام، حول النظام الجديد إذا تم الاتفاق على تنفيذ إجراءات إستحقاقات، ده اللي بجيب النظام الجديد والسلام قبل اسقاط النظام أو يجي نتيجة لانتفاضة،.

 

+  من وجهة نظرك أهم شروط اتفاق المعارضة السياسية يا الحبيب باختصار شنو؟

= ببساطة شديدة  نتفق على أن الشعب يريد نظام جديد، وسائل تحقيق النظام الجديد تتعدد،  يعني بدل الشعب يريد اسقاط النظام، نقول الشعب يريد نظام جديد، أنا زاتي ماعاوز نتكلم عن معارضة لأنو الحديث عن معارضة معناتو إعتراف بالنظام القائم، أنا هنا بتكلم عن قوى النظام الجديد، نحنا مش معارضين لنظام قائم، نحن حملة فكرة نظام جديد، عشان كده أنا بقول نركز على توحيد القوى التي تريد  نظام جديد.

 

+ في بيان حزبكم الصادر في السادس من فبراير الماضي، أشرتم للحل السياسي عن طريق الحوار المنتج والجاد الذي يمكن ان يتحقق عبر خارطة الطريق التي تشرف عليها الالية الافريقية ووقع عليها الطرفان؛ الحكومة وقوى نداء السودان نحو خارطة طريق تبدأ  باجراءات بناء الثقة، وعقد لقاء تمهيدي بمقر الاتحاد الافريقي يحدد أجندة وآليات المؤتمر الدستوري في الداخل ،، أما زلتم تعولون على كل ذلك وبيانكم قد أشار إلى أن المجلس الوطني عبر بصمه على المخرجات أجهز تماماً على التعديلات للابقاء على هيمنة المؤتمر الوطني؟.

 = نحنا بنعتقد إنو في موضوعات أساسية لازم تحترم، من بينها إنو في رأي عام سوداني ما مع العمل المنظم السياسي،  وثانياً في الأسرة الدولية، نحن نريدها أن تدعم فكرة  التوجه نحو نظام جديد ولو ما عملت ده لازم نحيدها وده البخلينا عشان يتم تحييدها لازم نتكلم عن لغة الحوار واستحقاقاته ، وبما أن النظام حتى الآن لم يستجب لهذا الحوار واستحقاقاته، إذن سنظل  ندعو للحوار واستحقاقاته أو الانتفاضة المتراكمة عبر الآليات المختلفة.

 

+ في حوار سابق أشرت إلى أن انعدام فرص الحل السلمي ربما تدفع بعض أطراف المعارضة للتفكير في عمليات إرهابية  وقلت أنك بذلت جهداً لاقناع هؤلاء بالتخلي عن مثل هذا التفكير، وفي نفس الحوار أشرت إلى أنك مندهش كون المعارضة تتحدث عن لغة السلام بينما الحكومة تتوعد بالعنف ،، أوليس ثمة تناقض في حديثك؟.

= لا ،، ده كلو في إطار عزل النظام، أنو النظام ما مهتم بالقضية الوطنية ومستهتر بالقضية الوطنية وأنو الترتيبات العملها النظام، في ناس دلوكت ما ضروري يكونو معانا في المعارضة ولكن يمكن أن يكونو بداخل السلطة لكن ممكن يتصرفوا بطريقة المغامرين هذا وارد وده اللي أنا أخشى منه، المعارضة وهي القوى الرافضة لهذا النظام ممكن يكون فيها عناصر متفلتة وتتصرف تصرفات ممكن يكون فيها عنف عشوائي، ده إذا حصل بجعل النظام يسوق نفسو أمام الرأي العام السوداني باعتبارو مستهدف، فأنحنا عاوزين المعارضة تلتزم بوضع ما فيهو مجال لمغمرات بالعنف ولكن استمرار النظام بالشكل الحالي، حتماً سيؤدي داخل النظام لتصرفات متفلتة وخارج النظام تصرفات متفلتة نحنا نجتهد في إيجاد البديل المقبول الذي فيه رد  لحقوق الشعب السوداني.

 

+ في حوارك مع راديو دبنقا أشرت إلى ميثاق  بادرت بتقديمه لقيادات شابة ساهمت في العصيان المدني لايجاد صلة بين الجيل الجديد وأجيال أكتوبر وأبريل ،، ماهي أبرز ملامح هذا الميثاق؟.

بتتكلم عن سبتمبر أم العصيان؟.

 

+ خلينا نتكلم عنهم الاتنين؟.

= أولاً نحنا لم نسمع بقرار العصيان لم نشرك فيهو ده قرار تلقائي ومع ذلك أيدناه لأنو وجدنا له مبررات ودعمناه بكل ما نستطيع، علماً بأننا لم نخطط ولم نشترك في العصيان ولما لاقينهاهم قلنا ليهم نحنا بنحترم ما فعلتم لكن إذا استشرتونا يوم سبعة وعشرين ما يوم مناسب للعصيان لانو يوم سبعة وعشرين ده قبل المرتب بتلاتة ايام، ما مفروض يكن ده اليوم المناسب اللي بيتم فيهو العصيان فنحن لم نُستشر، ومع ده نحنا بنفتكر إنو نواياكم طيبة والاستراتيجية بتاعتكم صحيحة لكن حقو لمن تقدمو على حاجة من هذا النوع يسبقها تنسيق مع القوى الأخرى، إنتو وضعتو القوى الأخرى كلها أمام الأمر الواقع، ونحنا مع الأمر الواقع أيدنا فكرة العصيان، ولكن تحفظنا كان يجب أن يسبق هذا بين القوى التي تريد نظام جديد، تنسيق. والتنسيق ده كان ممكن يتفق على ميثاق يتم الاتفاق عليهو عشان الناس أولاً يتفقو على المستقبل لأنو مهم جداً أنحنا نهتم بالمستقبل وعلى الوسيلة إلى هذا المستقبل، فالعصيان والاعتصامات كلها وسائل مشروعة جدا للمستقبل ولكن يجري تنسيق لكي تكون النتيجة قوية.

 

+ حسناً وماذا بخصوص انتفاضة سبتمبر ،،  ماذا قدم الحبيب، ماذا قدم حزب الأمة؟

= أولاً جزء كبير من التحركات تحركت من دارنا ومسجدنا، واعتبرنا الحركة أيضاً صحيحة ومطلوبة وأيدناها ولكن أيضاً ما اشتركنا في التخطيط لها، وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع أيضاً، مع ذلك في منابرنا المختلفة أيدناها وأدنا العنف ضد الجماعة الذين تحركوا واعتبرنا إنو تحرك مشروع ولكن أيضاً في ذهنية وسط بعض الحركات التي تريد التغيير إنو والله عازين نغير لكن القوى السياسية الأخرى شطبناها، طبعاً إنت ما ممكن تتصرف في شطب قوى أساسية قفزاً على الواقع الاجتماعي، عشان كده نحنا دايماً بنقول مافي أي مانع تعمل الحركات القوية ضد النظام ولكن يجب أن يسبق هذا تنسيق مع القوى المعنية ،، أول شئ تشارك بالرأي حول ما يحدث وثانياً تشارك بالتحرك، حالياً في جهات تتحدث بلغة أن القوى السياسية الأخرى مشطوبة سنتحرك نحنا من تلقاء أنفسنا، وفي رأيي ده منطق ما صحيح لأنو أنحنا بنعتبر إنو حزبنا كان ولا زال أكبر قوى شعبية موجودة في السودان والذين يريدون التحرك ما في أي مانع يتحركو بما عندهم من مبادرات بس ينسقوا مع الآخرين، مش يعتبرو الآخرين غير موجودين كأنما بالذهنية بتاعت والله نحنا الموجودين والقوى الأخرى إما إنها ما مهمة أو حتى هي ذاتها متجاوزة، في رأينا دي ذهنية خاطئة.

 

الميدان