الميدان مع الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله 1-5

سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

حوار حسن الجزولى

 

في حوارية الأضحى معه {1}

 

الصادق المهدي لصحيفة الميدان:ـ

 

* نعم شعارنا نحن نريد نظام جديد وليس نحن نريد إسقاط النظام!.

* نعتقد أن أكثر حزب قدم تضحيات هو حزب الأمة!.

* كل الانقسامات التي تعرض لها حزبنا صنعها النظام وحزبه وأجهزة أمنه!.

* الخلاف بيننا وقوى الاجماع الوطني أن هناك وسائل أخرى تساعد في التعبئة للانتفاضة الشعبية!.

* نعم أي دستور يوضع في ظل هذا النظام الحالي سيقويه ويحميه!.

 

جرى هذا الحوار في أيام وقفة عيد الأضحي المبارك بمنزل الحبيب الصادق المهدي، لذا فهو قد إتخذ إسم “حوارية الأضحى” بالاتفاق مع الحبيب نفسه، باعتبار أن الحوار سينشر بعد عطلة العيد مباشرة، وهو الحوار الذي انتظرته صحيفة الميدان طويلاً بحكم مشاغل السيد الصادق، حيث تناول العديد من الموضوعات السياسية التي تشغل بال الشارع، ففيما يخص الاقتصاد القومي توقف الحوار عند سياسات الحزب، وطريق البرنامج الاقتصادي الذي ينوي تبنيه في مؤتمره القادم، والذي لم يخرج عن ما هو مطبق حالياً من قبل النظام الحالي حول اقتصاد السوق الحر، تحرير الاقتصاد، خصخصة المؤسسات الاقتصادية، ما أدى لكارثة انهيار الاقتصاد السوداني بمجملة وافقار المواطنين وضياع قيمة الجنيه السوداني، باختصار جاء الحوار بمثابة كاشف يضئ أفكار إمام الأنصار السياسية الاجتماعية، ونشهد بأن سيادته كان عندها كما عهدناه منفتحاً وصبوراً حتى حيال تلك الأسئلة التي تضايق كثير من الساسة في أحايين كثيرة.

 

حوار : حسن الجزولى

 

+ نشكرك باسم صحيفة الميدان على تجاوبك معنا في هذا الحوار وتخصيص جزء من وقتك للمحاورة معك، ونتقدم لكم بالتهاني القلبية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ،، سنطلق صحفياً على هذا اللقاء {حوارية الأضحى} لأننا بصدد نشره خلال  أيام عيد الأضحى المبارك القادم  إن أمكن لنا ذلك كعيدية لقرائنا. بماذا تفضل أن نناديك خلال حوارنا هذا؟ ،، السيد الصادق، أم الامام أم الحبيب أم الأستاذ؟.

= أفضل صفة الحبيب.

 

+ حسناً يا الحبيب ،، فالنبدأ من عودتك، في عشيتها صرحت بأنك لن تتعرض لمضايقات ،، ماذا نفهم من حجز النظام لحوش الخليفة حتى يقيم عليه احتفالاً بنصر السادس والعشرين من يناير المصادف ليوم عودتك، وفيما بعد المضايقات التي تمت لك في جولتك للأقاليم مؤخراً؟.

انا قلت أنا جيت بدون اي ضمانات من النظام والنظام كان ممكن يتخذ إجراءات قمعية في حقي لأنو ده كان رأي ناسنا  وزملائنا في باريس في نداء السودان، قلنا ليهم أنحنا مقررين نمشي لأنو لازم نفتح جبهة التعبئة السياسية في الداخل، وأنا داير رأيكم وما عايزين نحتكر هذا الموضوع من جانب حزبي، فقالوا لي نؤيد عودتك للسودان ونؤيد العمل التعبوي الداخلي ولكن خوفنا ليس منك بل خوفنا عليك، قلت ليهم مستعد أن أتحمل ما يحدث من تبعات، فأنا قلت إنو النظام ما أخد قرارات قمعية ضد عودتي ولكن عمل لنا مضايقات، زي افتعلوا حاجة في حوش الخليفة وافتعلوا حاجة في ميدان التحرير في مدني وهكذا، لكن كانت إجراءات أقل مما كنا نتوقع من إجراءات قمعية ودي حقيقة موضوعية.

 

+ الشارع السياسي بما فيه  قواعد حزبكم يتململون  من مسألة تقييمكم للنظام والنظر السياسي إليه والتزلف دون {حمرة عين أنصارية حقانية} في مواجهة من إغتصب منكم كرسي رئاسي دون وجه حق؟.

= صحيح نحنا متصرفين بدرجة من التعقل لأنو بنعتقد إنو أمامنا مش بس إسقاط نظام ولكن أمامنا أيضاً إقامة بديل حتى لا تؤدي الأمور إلى فوضى، ولذلك نحن متصرفين بمنطق نقول فيهو شعارنا مش نحن نريد إسقاط النظام، إنما نقول نحن نريد نظام جديد، بمعنى الطريق للنظام الجديد يحتمل أكثر من وسيلة، أسلوب الحوار واستحقاقاته وأسلوب الانتفاضة السلمية، ليه بنقول الانتفاضة السلمية، لأنو بنعتقد أنو البلد مليئة بأسلحة كتيرة جداً، وحركات ذات توجهات محلية قبلية وجهوية وغيرها، أي محاولة في تقديرنا لإسقاط النظام بالقوة ستؤدي إلى فوضى أولاً، والتغيير نفسه إذا نجح سيؤدي لديكتاتورية، لأنو مافي قوى بتسقط نظام بالقوة إلا وستحمي نظامها بالقوة،  إذن في حساب للتداعيات المتوقعة،  وبنعتقد إنو أكتر حزب قدم تضحيات في هذا النظام هو حزب الأمة، ومن ناحية مواجهة كمية المصادرات واعتقالات ومن عدد المعتقلين هو حزبنا، وأحياناً بنحس إنو النظام ده ركز عندما قام وكأنما هو إنقلاب  ضد الصادق مش ضد النظام، من أول يوم جاء فيه ركز على حزب الأمة حتى يومنا هذا، وكل الكلام عن إختراقات وإنقسامات حزب الأمة داخل حزبنا منسوبة بشكل مباشر لأجهزة الأمن ومؤسسات المؤتمر الوطني. بمعنى إنو مركزين على إغتيال معنوي، مركزين على اختراق، مركزين على كل هذه الأشياء، فموقفنا الأكثر إعتدال من الذين يرون لا ،، يجب أن نرفع شعار إسقاط النظام،  نحن مختلفين معهم لأننا نرى إنو في وسيلة أخرى وارد أن تنجح وحتى إذا ما نجحت حا تساعد في التعبئة للانتفاضة، ده الخلاف بينا وبين قوى الاجماع.

 

+ بس الملاحظة التي ثبتت في الشارع السياسي أنك الأقرب لملامح المحلل السياسي الاستراتيجي المفسر لواقع السياسة في السودان أكثر من الصادق المهدي رئيس الوزراء الشرعي المنتخب من الشارع السياسي والمفترض فيه أن يكون في مقدمة من يطالبون بعرشهم دن لجلجلة أو تأتأة أو غزل أصبح واضحاً للصادق مع نظام الانقاذ الذي اغتصب سلطته وجرده منها ،، ما تعليقك؟.

 = لا،، أنا بعتقد السبب ليس عطفاً على هذا النظام أو غزلاً معه، لأنو أنحنا أكتر جهة كشفت زيف الادعاء الاسلامي، التانين ما معنيين بهذا وما معنيين كأنما موضوع الاسلام ما مهم، موضوع الاسلام مهم جداً لأنو جزء من المحمول الوطني والمجتمعي، لأنو إنت عاوز تنزع من النظام الشرعية الاسلامية كجزء من التعبئة الشعبية، وحدنا أنحنا تصدينا لهذا وكشفنا هذا الزيف، كذلك كل القوى السياسية بصورة أو أخرى اشتركت مع مؤسسات هذا النظام، إلا أنحنا، كلها، في الأول في ناس إشتركوا بعدين في ناس إشتركوا بعد إتفاقية السلام، نحن وحدنا حتى الان الذين لم نشارك بأي شكل من أشكال الاشتراك، والقوى الأخرى اشتركت بصورة من الصور، بل صدقت كل إدعاءات النظام  بكل مغرياته  من المشاركة في السلطة واقتسام السلطة ووو إلى آخره، ولذلك العنف أحياناً ما بكون بالعين الحمرة وحدها، إنما بكون بالنظرة الموضوعية  للأشياء والصمود المبدئي على الموقف.

 

+ صحيح إنت مش بتشارك معاه بشكل مباشر بس بتحمي مقولاته نفسها وبتتبناها، يعني الحديث حول إذا سقط النظام حا تحدث فوضي، هذا بالتحديد ما يروج له النظام، بنفس القدر بتاع فترة نميري، جهاز أمنو كان بروج لادعاءات زي دي ويروج لسؤال عن البديل حا يكون منو لنميري سوى سيادة الفوضي، فذهب نميري وبقي الشعب ،، اليس كذلك؟

= لا أنحنا ما بنقول ونروج لادعاءاتهم، هم بيعتبروا أنفسهم البديل الأمثل، نحنا بنقول إذا ما اتفقنا على البديل مع وجود مسائل خلقوها هم ،، هم اللي جعلوا دلوكت قبائل صاحبة مليشيات، وهم اللي أدخلوا المليشيات بتاعت القبائل في السلطة السياسية، وهذه هي مقومات الدولة،  لذلك نحن بنتحدث عن بديل متفق عليهو لمن يحصل التغيير، صحيح هم بقلو الكلام ده ككل الطغاة، زي ما كان الطغاة في فرنسا بقولو أنا  وبعدي الطوفان  ويرددوا الكلام ده، نحنا ما بنقول الكلام ده، إنو ما بعدهم الفوضى، لذلك نحنا بنقول إنو الظروف اللي خلقوها في السودان تحتاج نرتب ليها البديل حتى لا تحدث فوضى لأنو نحنا عارفين السلطة نفسها صارت تحتوي على مكون مليشياوي، مناطق كتيرة في السودان، زي دارفور أصبحت عبارة عن ولايات مليشياوية، جوارنا في ليبيا والجنوب في استعدادات  مليشياوية، نحن بنعتقد إنو مش إزالة النظام حتماً تؤدي إلى فوضى، بل تؤدي إلى فوضى بدون استعداد لبناء البديل. لذلك نحنا مجتهدين جداً لايجاد بديل نظامي وبديل فكري، وممكن نزودك بنسخة من استراتيجية نطرحها الآن حول إنو لازم نتفق على مقومات الدستور القادم اللي أنحنا عاوزين نعملو لأنو في المعارضة الآن في ناس يرون اسقاط النظام والبديل هو محو الفكرة الاسلامية من الوجود، وده بخلق لينا مشكلة وحروب أخرى، نحن عاوزين نتفق على بديل يكون فيهو مقومات الدستور الجديد، ويكون فيهو إمكانية الديمومة، مش حرب أخرى وتقفل الطريق على أي حرب أهلية جديدة في السودان.

 

+ طيب مقومات الدستور الجديد في ظل هذا النظام لا تؤدي إلا لترسيخ هذا النظام أكثر وتنسف فكرة دعائم التعددية والحريات العامة والتدوال السلمي للسلطة ،، أوليس كذلك؟

= صحيح ،، بس نحنا لا نتحدث عن دستور الآن في ظل النظام الحالي ، إنما نتحدث عن دستور بديل بعد إسقاط هذا النظام.اللي بنتكلم عنو حسع ده حا يتم في مؤتمر قومي دستوري في ظل الحريات، وأنا بتفق معاك إنو أي دستور يتخذ في ظل هذا النظام حا يكون هدفه الأساسي  حماية هذا النظام.

 

+ في ردك على حوار اليوم بقناة الجزيرة  على سؤال حول امكانية التحالف بينكم والوطني والشعبي ضمن المبادرة في جسم واحد، أجبت بأنك لا تستبعد ذلك، ويقول من يتهموك والذين يشككون في نواياك بأن ذلك هو تأكيد على اتهاماتهم لك، بأنك عدت في الأساس من الخارج لفركشة المعارضة ،، ما ردك؟.

= شوف، أنا بقول دايماً إنو نحنا بنعتقد الخطأ الأساسي بتاع منظومة القياديين اللي قاموا بالانقلاب فيهو تخلي عن مبادئ الاسلام السياسية  وهذه المبادئ في رأينا تحترم حقوق الانسان المرتبطة بخمسة أصول، الكرامة والحرية، والعدالة، والمساواة والسلام، أنا بعتقد وبقول إذا كان في إمكانية لمن يطرحوا شعار إسلامي عليهم أن يقبلوا أن هذا الشعار الاسلامي ينبغي أن يحترم حقوق الانسان ويحترم مبادئ الاسلام السياسية، إحنا عاوزين نجمع الصف الاسلامي حول هذه المبادئ، بغير ده نحنا بنعبئ الناس ضد هذه التجارب لأننا بنعتبر ده خيانة للاسلام عندما يكون الشعار الاسلامي مرتبط بحاجتين نحنا بنرفضهم تماماً، التخلي عن حقوق الانسان وتوظيف الاسلام كمؤسسة عقابية، نحنا ضد هذا ولذلك بنطرح دائماً على الأخوانيين إنهم يعملوا مراجعات.

 

+ وكأنك تشير بشكل أو آخر وتقترب من فكرة ما يسمى سلطة أحزاب أهل القبلة يا حبيب؟ هل الخلاف ينحصر في أن الاسلاميين ينفردون بتطبيق الشعارات والدستور الاسلامي بصورة منفردة أحادية، في حين أنك تنادي بأن يكون ذلك بصورة جماعية لأهل الاسلام السياسي، بمعنى توسيع قاعدة الحكم لتشمل أهل الاسلام السياسي أو أهل القبلة بشكل ديمقراطي أكثر {ديمقراطي بينكم فقط}؟.

= لا ،، أنا بطرح كلام واضح جداً أنا بقول السودان في ظل الديمقراطية لازم نحترم فيهو التعددية، لكن عاوزنها تعددية مرشدة، وأنا بطرح فكرة واضحة جداً بدون كلام عن أحزاب أنا بقول فكرياً في وظيفة فكرية وسياسية وتلاتة تيارات، تيار يحترم التأصيل على حساب التحديث، وتيار يحترم التحديث على حساب التأصيل، وتيار في النص يوفق بين التأصيل والتحديث، ونحن بنقول التيارات المنكفئة إسلامياً حا تتبنى فكرة التأصيل على حساب التحديث زي ما بعملوا، والأحزاب العلمانية بتتبنى فكرة التحديث على حساب التأصيل ونحن بنقترب ونسعى للتأصيل الذي يوفق مع التحديث. ده الكلام اللي أنا قاعد أقولو على أساس هيكلة جديدة للانتماءات السياسية في السودان. وطبعاً ده اختياري مش إلزامي، إذا الناس وافقوا على إنو دي ممكن تكون النتيجة فنحنا بنميز أنفسنا من الناس اللي بيختاروا التأصيل على حساب التحديث.

 

+ طالبت النظام في خطابكم المشار إليه بمطلوبات محددة ،، دون الاشارة لمطلب  رحيله عن الحياة الاسياسية ،، ما تعليقك؟

 = المطلوبات دي هي رحيله، هي نفسها بتؤدي لرحيله ،، أقل مطلوب زي توفير الحريات بيؤدي لرحيله، وكذلك بقية المطلوبات، نحنا ضد التمكين، نحنا عايزين توفير الحريات وعايزين تصفية التمكين وعايزين حكم انتقالي قومي وعايزين دستور عبر مؤتمر قومي دستوري في ظل الحريات،، دي إذا النظام قبل بيها ما حا يكون النظام موجود.

 

الميدان