"الوساطة الأفريقية" تتجاهل الحكومة وتبدأ مشاوراتها مع المعارضة السودانية

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم

الخرطوم ــ علوية مختار

1 أبريل 2015

أعلنت الوساطة الأفريقية المعنية بحل أزمة السودان، اليوم الأربعاء، تعليق المؤتمر التحضيري الذي دعت إليه كل من الحكومة والمعارضة السلمية والمسلحة، لوضع إطار متكامل لبدء عملية الحوار الوطني.

 ووجهت الوساطة، في بيان تلقّى “العربي الجديد” نسخة منه، تهديدات مبطنة للحكومة في الخرطوم، وأكدت بدء مشاوراتها، اليوم الأربعاء، مع القوى المعارضة “المسلحة والسلمية” التي وصلت أديس أبابا واستجابت لدعوة الوساطة.

 وانتقدت الوساطة الأفريقية الحكومة السودانية، بسبب رفضها المشاركة في المؤتمر الذي كان من المفترض أن ينطلق في أديس أبابا أول من أمس.

ويغيب عن حوار اليوم الحكومة ولجنة السبعة الخاصة بالحوار، والتي تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة المؤيدة للحوار، بينها المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي، فضلاً عن ممثلي المجتمع الدولي.

وانتقلت وفود ضمّت قيادات من الجبهة الثورية، تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات المسلحة الدارفورية وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي إلى أديس أبابا، بدءاً من الخميس، للمشاركة في المؤتمر دونما شروط.

وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قد أعلن، قبل أيام، عدم المشاركة في المفاوضات التي دعا إليها ثامبو إمبيكي قبل الانتهاء من الانتخابات العامة هذا الشهر.

الأمين العام للحركة الشعبية والقيادي في الجبهة الثورية ياسر عرمان قال إن رفض الحكومة المشاركة في المؤتمر يجعل المعارضة التي وقعت أخيراً على إعلان برلين ونداء السودان في حل من أي التزام بالمشاركة في أية اجتماعات مقبلة. ويقول المحلل السياسي عبد المنعم أبو إدريس لـ “العربي الجديد” الواضح أن الاجتماع التحضيري منذ البداية لم يمض بشكل جيد بسبب الاشتراطات التي وضعتها القوى الموقعة على إعلان برلين، وانقسام تلك القوى في ما يتصل بالمشاركة، لتأتي الضربة القاضية بإحجام المؤتمر الوطني عنه. وقال مدير المركز الأفريقي لدراسات حقوق الإنسان في الاتحاد الأفريقي ناصر سلم أن الحكومة أخطأت برفضها المشاركة في المؤتمر التحضيري، باعتبار أن الخطوة تثبت عدم جديتها في ما يتصل بدعوتها إلى الحوار الوطني. وأوضح “بغياب الحكومة لن يكون المؤتمر ذا قيمة، ولكنه بالقطع سيساعد في توحيد المعارضة المسلحة والسلمية بشكل أكبر، فضلاً عن توحيد أجندتها للمرحلة المقبلة”. إلى ذلك، انتقد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عقد المؤتمر التحضيري في أديس أبابا، في غياب الحكومة ولجنة السبعة، وقال لـ “العربي الجديد” إن الخطوة أكدت بجلاء أن الوساطة الأفريقية غير مستوعبة للأزمة السودانية، وهي بتلك الخطوة تؤزم الموقف أكثر.

العربي الجديد