بيان من الإمام الصادق المهدي رئيس الأمة القومي وإمام أنصار الله بخصوص الفيلم المسيء

الإمام الصادق المهدي
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذا بيان للناس

 

الجماعة اللعينة التي خططت وأخرجت فيلم القذف والإساءة لخاتم المرسلين (ص) المكونة من القس محرق كتاب الله، وبعض أقباط المهجر، وبعض الغاضبين الصهاينة استهدفوا بمنكرهم هذا استفزازنا ليقوم غلاتنا بمزيد من الإساءة لنبينا بنصرته بوسائل مسيئة لتعاليمه هجوماً على دول غربية تربطنا بها عهود دولية، وعدواناً على دبلوماسيين وأشخاص مستأمنين لدينا، وترويعاً لمواطنين مسيحيين بيننا وبينهم إخاء المواطنة؛ فتكون النتيجة تلغيم علاقاتنا الدولية، وتمزيق وحدتنا الوطنية، ودفع المهجريين والمسلمين في الدول الغربية إلى مزيد من التوتر بينهم وبين المواطنين الآخرين، وإظهار فجوة بين بين المسلمين وتعاليم الإسلام.

إن الدفاع يكون بالكلمة الرصينة، والحركات الجماهيرية المعبرة، وتبيان حقائق الإسلام والسيرة النبوية، ومطالبة الدول الغربية بوضع حد للعدوان المتكرر على المقدسات بإصدار تشريعات حازمة بموجب ما التزموا به في العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية الذي ينص في المادة (19) منه على كفالة حرية التعبير والنشر بشرط ألا يخدش ذلك سمعة الآخرين و إلا يضر الأمن القومي، ولا السلام الاجتماعي، ولا الآداب. كما نطالب قادة الرأي العام العربي، والفكري، والسياسي عالمياً بإدانة صريحة للفيلم اللعين وأمثاله من المنكرات.

تلك إجراءات واجبة ولكن تعاليمنا تفرض علينا (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) ، والتزاماتنا الدولية تفرض علينا حماية ضيوفنا من دبلوماسيين ومستأمنين من هجوم بالكلمة أو بالسلاح ومن حصار مواقعهم بالمواكب الغاضبة خصوصاً وأن في صفوفنا تكفيريون يرون أن اختلاف الأديان علة كافية للعدوان، ومنهم من أفتى باستباحة دماء الغربيين لا سيما الأمريكيين. هذه المواقف وما يترتب عليها من أفعال خطر على الأمن القومي في بلداننا وعلى السلام والأمن الدوليين.

علينا بحزم شديد أن نضبط ونوحد خطابنا الديني والسياسي، ونؤكد أن أمن وسلامة ضيوفنا من دبلوماسيين وزائرين في حدقات عيوننا ومن أوجب واجباتنا، وأن نبعد التعابير بالكلمة أو الحركة الغاضبة بعيداً عن مواقعهم من سفاراتهم ومساكنهم وبما يطمئنهم عملياً على نفوسهم وعلى ممتلكاتهم، وأن نصدر تشريعات حازمة لتجريم أقوال وأفعال التكفيريين الذين صاروا بأقوالهم وأفعالهم أداة فعلية لمقاصد الجماعة اللعينة، فأقوال وأفعال المنتصرين للإسلام ولخاتم المرسلين (ص) إذا خالفت تعاليمه تهزم مقاصد النصرة وتخدم أجندة الفتنة وأي عمل يهزم مقاصده باطل.

إن ضيوفنا الدبلوماسين والزائرين إذا لم نوفر لهم الاطمئنان النفسي والأمن سوف يحرصون على السماح لهم بحماية أنفسهم وإلا نأوا بأنفسهم عن بلادنا، وما دمنا لا نريد ذلك علينا اتخاذ كافة الإجراءات التي تبعث الاطمئنان في نفوسهم ونؤكد أننا نتبع تعاليم (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ونطالب بمواثيق تحمي حقوق وخصوصيات مسلمي المهجر بينما يؤدون واجبهم كمواطنين في بلاد المهجر.

والله المستعان.

 

 الصادق المهدي