تقرير حول تدشين كتاب أيها الجيل للإمام الصادق المهدي

الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي

حفل تدشين كتاب أيها الجيل

تقرير صحفي حول ليلة التدشين

 

محتويات

 

مدخل

كلمة الدكتورة ناهد محمد الحسن

كلمة الدكتور كامل الطيب ادريس

كلمة المهندس الزبير محمد علي

كلمة الدكتور راشد دياب

كلمة الأستاذ عبد الله آدم خاطر

كلمة الأستاذة أجوك عوض الله جابو

كلمة الأستاذ مهند نصر الدين

كلمة الإمام الصادق المهدي

 

مدخل

بالتعاون بين مركز راشد دياب للفنون، ومركز مهدي للفنون، والمكتب الخاص للإمام الصادق المهدي تم تدشين آخر إصدارة للحبيب الإمام الصادق المهدي وهو كتاب (أيها الجيل) الصادر عن دار مدارك للنشر، وذلك في مساء يوم الأحد 20 يناير الجاري. اشتمل التدشين على معرض بعنوان (حكم الزعامة) احتوى على صور للحبيب الإمام في أعمار مختلفة ومع شخصيات مختلفة إضافة لأبرز الشخصيات المذكورة في الكتاب، مصحوبة بحكم وأوصاف مستلة من نص الكتاب إضافة للسيرة الذاتية للكاتب.

كانت مناسبة التدشين فعالية ثقافية مهمة حضرها جمهور عريض وأمها أعلام الثقافة والسياسة والفن السوداني إضافة للقائم بالأعمال الكندي، وقادة حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار، وكان حضور الشباب فيها ملفتاً والتنوع فيه. وبالإضافة لمشاركة نخبة من المفكرين والكتاب تعكس الطيف السوداني الفكري والجهوي العريض ومساهمتهم يومها في تقديم الكتاب، وهم الدكتورة ناهد محمد الحسن، والدكتور كامل الطيب إدريس، والمهندس الزبير محمد علي، والأستاذ عبد الله آدم خاطر، والأستاذة أجوك عوض الله جابو، والأستاذ مهند نصر الدين، فإن الحفل احتوى على أنشودة (أيها الجيل) قدمتها المادحة الفنانة فيحاء محمد علي، كما كان مسك الختام فرقة (راي) الموسيقية بقيادة الأستاذ عثمان النو، والتي اختتمت بالأنشودة المحببة للشباب الباعثة للأمل من شعر الأستاذ عماد الدين إبراهيم: يا بلاد النور ميراث الخير، لا بد يوم باكر يبقى أخير.

قدم الندوة التدشينية باقتدار الأستاذ علي مهدي نوري، وابتدأت الندوة بتلاوة للقرآن الكريم من الحبيب برشم النور تلا فيها آيات من سورة (لقمان) فيها نصح لقمان الحكيم لابنه. وقال الأستاذ علي مهدي إن هذه الأمسية مكرسة لتدشين كتاب الحبيب الإمام الصادق المهدي “أيها الجيل”، الذي يأتي في أوقات بالغة الأهمية تتعاظم فيها الاحتياجات لهكذا إرادة في التفكير لمستقبل والتبصر وإدراك للقيم الإنسانية الأصيلة، وهو يخاطب أجيال وجيل نشتاق لأن نحقق له الرفاه، فنجن جميعا نسعى، وهذا الكتاب وكاتبه ظل يسعى لرفاه الإنسان. ورأى الكتاب يشكل نقطة تحول كبرى في النظر الى الراهن وتدبر الماضي والبشريات بمستقبل مشرق بعد أن يتعرف الحبان، والشباب لدورهم ويتوفروا على الثقة التي نادى بها هذا الكتاب، ثم قدم الدكتورة ناهد محمد الحسن، التي أدلت بالحديث التالي:

 

كلمة الدكتورة ناهد محمد الحسن:

أبدا بكلمات لعالم عباس:

تنهزم الأفكار ، نعم

لكن بالأفكار

يحتكّ المنطق بالمنطق ،

والحجة بالحجة ،

والبرهان الساطع بالبرهان

نتجادل حتى

ينثلم الرأي الأوهى

في وجه الرأي الأقوى

نختلف كما يختلف الناس،

ولكن يا للخزي ، ويا للعار

إن أفلسنا حتى ضقنا

ذرعا بالرأي الآخر

في البداية أحكي قصة يستوجبها موقف أخلاقي حينما كنت في الجامعة وجدت كتابا معروضا في السوق يحكي حياة لينين أتيت به للبيت ويبدو أن الرجل الأحمر أثار حفيظة والدي الشيخ رحمه الله قال هذا رجل كافر ملحد، قلت كيف عرفت قال لي قرات الكتاب قلت له أنا أيضا مفروض اقراه لاعرف قال لي اخاف يفسد عليك دينك فقلت له الدين الذي يفسده كتاب دين غير جدير بالدفاع عنه فصار لا يسالني بعدها، ولكنه أعطاني فكرة عن استيعاب الاختلاف. وحينما درجت رحابة الحياة العامة وجدت اشخاص يتحدثون عن الديمقراطية واحترام الراي الاخر لكني وجدته كلاما كثيرا يخالف للواقع. أحب أن أقول للسيد الإمام أنني لم اجد شخصا يحترم الاختلاف مثله، ولم تسعني كثيرمن المنابر قدر ما وسعتني رحابة خلقه واحترامه للاختلاف، كلما اختلفت معه كلما قرب مقعدي من جواره وكلما أصاخ السمع بمنتهى التهذيب والاحترام. لذلك أحب أقول لك أنت رجل جدير بالاحترام للغاية وأنت رجل متسق مع مبادئه فيما يفعل وفيما يقول وهي اكثر نقيصة اخلاقية في مجتمعنا السوداني فنحن في مجتمعنا غير متسقين فيما نقول ونفعل لذلك أنت رجل جدير بالاحترام.

أولا ، شكرا على إسعادنا بكتابكم القيم ورفعنا الى مقام من تأنسون لرأيهم وتثقون في فكرهم..ولقد حاولت جهدي ان أقرأه لأعطيه ما يستحق من دراسة فما وفقت لإكماله اكثر من مرة واحدة فلكم العذر ان اتت ملاحظاتنا عجلى تتعثر على سطح ماقصدتم عميقه..ولأن المستشار مؤتمن، سألج مباشرة الى ما استوقفني في مطالعتي لجميل ماكتبتم.. ولك العتبى إن بدت غير لائقة برجل يقيس كلام الناس بحساسية عالية لمن حظي بأدب رفيع يعرف كيف يمزج النقد بالمحبة على طريقة وضوء الحسن والحسين وأدب المأمون.. وعليه سأكتب فيما يلي خواطري وتأملاتي وتساؤلاتي إبراءا لطلبك..

– اذا قصد لهذا الكتاب ان يخاطب الآباء والأمهات والأبناء في آن ، فقد اضطلع بمهمة عظيمة وعسيرة وإني لأراه قد أتى على معظمها ولكن لوعورة المهمة واتساع رقعة المخاطبين واختلاف لغتهم وهمومهم فقد مضى عجولا على قضايا هامة سأذكر بعضها لاحقا..

– لقد اشتمل هذا الكتاب على معارف قيمه سيجدها الكثير من الشباب موسوعية وتثقيفية وان كنت اراها قد توقفت احيانا لتبذر معارف اولية سيجدها الشباب في مناهجهم الدراسية بتفاصيل أكبر عن مباديء علم الأحياء والفيزياء والفلك وغيرها ..ولقد توسع في غير ضرورة في قضايا الصحة الإنجابية والرضاعة الطبيعية وختان الإناث وهي قضايا وجدت وتجد دائما من يهتم بها ويكتب عنها وقد كان يكفي بيان موقفك منها عابرا لا مقيما.. وبالتالي قلصت مساحة هامة كان بوسعها ان تتسع لقضايا أخرى انت من أكثر الناس جدارة للإضطلاع بها…

– لقد أتى هذا الكتاب بنصائح هادئة تحمل رائحة الخلاصات لعظيم تجاربكم ومعارفكم القيمة وإن تعلم منه ابناءنا كيف يجدون أجوبتهم الخاصة لكفاهم… ومابين نصحك وما ارتأيته لهم ،كان شخصك وتاريخك واضحا..وإن كان تاريخا راقيا وجميلا الا انني أحسست انه يربط بين المثال وبين ظروفك وبداياتك وحياتك.. وهو ربط سيكون عسيرا على الكثيرين ممن لم يلاقوا حظك في الحياة.. ان كانت مشكلة الشعب السوداني تتلخص في غياب قيمة واخلاق العمل التي اقعدت التنمية في البلاد ..فقد كنت اتوقع ان يمتليء كتابك بعبارات الواقعية الإشتراكية عن العمل العمل ..لا سيما في مخاطبة الشباب فبمثل تلك الكتابات قفزت روسيا من ظلام القيصرية الى تمدن الثورية العاملة… وحين حضر العمل ..بدا لي نافلة ولم يتعدى موقفك من مشاركة الرجال في العمل المنزلي ، موقف الفقهاء العاديين الذين بعد ان يفرغوا من لجمنا وتأنيبنا يحدثوننا في عجالة عن واجبات الزوج..! وقد فاتهم ان قيمة العمل المنزلي في التربية على الصبر والجمال والإيثار ونكران الذات هي تربية صوفية مجانية لا يحتاجون بعدها لدخول الخلوات ونحوه..!

لقد وسمت رؤيتك لمسيرة هذا الجيل برؤى شاب يجد فاكهة الصباح بعد صلاة الفجر لشباب عليهم ان يجدوا فطورهم وفطور عوائلهم بشق الأنفس…وقد قدمت نصحك لهم وانت تستعرض أمامهم مسيرة ناصعة لرجل عاش حياة تقدمها لهم وكأنها تخلو من طيش الشباب وضعف البشر فتكون معزولة عن حكمة ضعفهم وخطاياهم ولو أتت من الضعف والحزن والخطأ لأتت قريبا منهم وهم الشباب الذين يضخمون خطاياهم وتؤرقهم توافهها… إن كان ولابد لحياتك ان تكون حاضرة في هذا الكتاب لوددت ان ارى كيف واجهت اغواء الحياة وصارعته ..

– رغم الحضور الدائم للمرأة والحساسية لقضاياها الا انني شعرت بأن الجيل المخاطب ذكوريا يوصى بالمرأة أكثر من مخاطبتها مباشرة…

– ناقش الكتاب عنف الرجال على النساء وكأنه اختياريا فلم يلمس عمق ورطة الرجال ككائنات مورطة ثقافيا في العنف بأيدي النساء قبل الرجال..! وكان على الكتاب مخاطبة العنف كقضية فيها الضحايا في الغلب نساء ولكن رجال ايضا..!

– بدأ الكتاب بالحديث عن الطفولة وحقوقها جميلا ومطمئنا ..لكنه لم يوضح موقفه صراحة من تعريف سن الطفولة بمادون الثامنة عشر ومايستلزم ذلك من حسم واضح لقضايا تزويج الطفلات مابعد الخامسة عشر واستخدم الكتاب لفظة سن البلوغ والتكليف بشكل لا يحسم قضايا خلافية هامة على طاولة الحقوقيين تتناول قضايا المسئولية الجنائية في الإسلام والفرق بين التكليف والرشد وغيرها…

– لقد عانينا ماعانينا في معاركنا لإيقاف العقاب البدني في البيت والمدرسة وكنت اتطلع لرؤيتك تتصدى بحساسيتك الحقوقية المعهودة لهذه القضية بحسم أكثر ولكنك عوضا عن ذلك استخدمت عبارة (استخدام الضرب بإقتصاد غير مؤذ) ولقد ثبت علميا مايستتبعه الضرب من أذى نفسي للأطفال وغيره..وانت رجل فكر ودين يحترمه الكثيرون ويجلونه ويأخذون منه ولا يردون..وإن كنت تؤمن بما قلت فإني لأرجو أن ألتقيك ليذهب مافي نفسي من قلق إزاء هذا الحديث على يد الحوار…

– لقد تناول الكتاب قضايا هامة مقدما خلاصات رؤاك حولها دون بينة معلومة ومن ذلك قضية خلق المرأة من ضلع أعوج لاسيما وإنها ذكرت في صحيح البخاري ..وكذلك قضية ضرب المرأة واغوائها لآدم ونحوه لأنها قضايا شكلت وعي الرجال لقرون وحددت معالم تعاملهم مع النساء…

– بحكم عملي مع الشباب والأطفال لاحظت إن هذا الجيل أكثر تحررا في قضايا الجسد والجنس لهذا بدا حديثك عن التربية الجنسية متكتما ولائقا بجيل الستينات وثقافته …هذا الجيل يعيش حياة جنسية حرة لكنها مرتبكة ازاء قضايا البكارة وغيرها ويواجه ازمة شك حقيقية في امرأة يحبها كانت السبب وراء الكثير من مآزم الشباب فيحتاج الى حل عملي وواقعي بعيدا عن الزواج المبكر..! والتفكير في هذا الحل مرهق جدا لهذا دعني احكي لك قصتي مع ولدي البكر لتعرف شكل همومنا:

حين بدت على ولدي بوادر البلوغ والمراهقة أهديته كتاب موسوعتنا الجنسية وصرت اناقشة بصورة مفتوحة وابتدعت فكرة (رسالة اعتراف) يكتب فيها كل ما يزعجه..وبعد فترة لاحظت ان ولدي يبدو متوترا ويكسر من الغسل قبل الصلاة عرفت بحدسي إن للأمر علاقة بالعادة السرية…وتذكرت كيف ان تربيتنا الدينية كانت تضع هذا الأمر كخطيئة الزنا وبالتالي ينتاب الشباب ماينتابهم من عقدة ذنب ..فقلت لولدي ان هنالك دراسة عن العادة السرية اثبتت ان 97% من الناس يمارسونها وان ال3% الباقية في الغالب تكذب وتتحرج لأسباب تعرفها ..وشرحت له أنها طبيعية وفسيولوجية ولكن عليه ان لا يكثر منها ومتى ماشعر بالقلق عليه ان يضغط كرة مطاطية ويقلل من اوقات فراغه وعزلته والمشاهدات المثيرة ويكثر من الرياضة..التغيير الذي لاحظته بعد ذلك في ولدي كان مثيرا للدهشة..لقد صار منفتحا ومنطلقا اكثر وقلت تدريجيا مرات الغسل لديه..!..قصدت بهذه الحكاية ان انبه لأهمية الجرأة في مواجهة قضايا حقيقية تؤرق الشباب والأسر ولا يعرفون حلها ولا حقيقة رأي الدين فيها…

– لاحظت في حديثك عن الضرورات الأخلاقية والبيئية انك ذهبت للشروحات الفلسفية والنماذج العالمية ..في بلد يجد الناس فيه صعوبة في غسل ايديهم قبل الأكل وتعاني طرقاتهم من تردي بيئي مريع فالشارع هنا لا يعدو ان يكون صندوق قمامة كبير..! هذا البلد يحتكم الى قيم الهمبتة ويعتز بأغنيات العنف والقتل ..ويعاني الناس فيه من التباس قيمي خطير يجعل من الصعب العثور على شخص متسق مع ذاته وقيمه ومشروعه ..

– لاحظت ايضا في الضرورات الأخلاقية ..(الجود يفقر والإقدام قتال)..طريقة قدمت هذا النوع من القيم كقيم مجردة في الوقت الذي ابدعت فيه المجتمعات هذا النوع من القيم للحفاظ على بقائها وهي من نوع القيم مدفوعة الأجر وأجرها القبول الإجتماعي وتقدير الذات والرضا عن النفس وذكرتني ذلك الحوار البعيد بين شقيق البلخي وابراهيم بن ادهم ، حين سأل شقيق ابن ادهم عن مقامي الحمد والصبر..فقال ابراهيم بن ادهم : لا أقول حتى تقول فقال شقيق البلخي: نحن قوم اذا وجدوا شكروا واذا لم يجدوا صبروا فرد ابن ادهم: هكذا تفعل كلاب بلخ ..اذا وجدت شكرت واذا لم تجد صبرت ..نحن قوم اذا وجدوا آثروا واذا لم يجدوا شكروا..! وقد قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين..!

– على ذكر الإيثار أعجبني ماذكرت فيه وساءني انك حين تنبأت بتحوله لغريزة..فاتك العمل العلمي الضخم الذي كرم بسببه و اطلق عليه الفيلسوف السوداني د/الشيخ أحمد الشيخ (نظرية الإيثار) والتي رد بها مقولة دارون عن التنافس كقيمة وحيدة في عالم الحيوان وقال ان الحيوانات تستخدم الإيثار ايضا من اجل البقاء .

– لقد ذكرت مقتبسا من كتاب العشرة ، شيئا عن غياب الرضاعة الطبيعية لنصف ساعة وجدته مبالغا فيه ويتباعد ويتفارق مع معارف كثيرة في علم النفس الحديث..نظريات الإرتباط لبولبي وايزنورث ومخرجات العيادة النفسية التي درست علاقات الأمهات بأطفالهم منذ طور الأجنة للطفولة الباكرة…

– حين تحدثت عن المدرسة السلوكية ذكرت شيئا عن العقل والدماغ..اما الدماغ فبلى واما العقل فلا..فالمدرسة السلوكية أصلا قائمة على دراسة المنعكسات وردود الأفعال وتغيير السلوكيات المكتسبة ونحوه في علم النفس وقد تجاهلت العمليات المعرفية في الدماغ وغيرها واهتمت بدراسة السلوك الظاهري..

أخيرا:

لقد اسعدني هذا الكتاب وأضاف الى معارفي الكثير ، وماذكرته هنا من انطباعات هي مااستوقفني في رحلة مطالعتي كما خطرت لي ..فعذرا لمباشرتها وحماسها الذي صقلته بسعة أفقك وجميل أدبك..

وقالت إن الكتاب احتوى على معالجة لقضية العادة السرية كانت أثارتها في تعليقها وخاطبها الحبيب الإمام بصورة تجعلها تنصح بها زملائها من الاطباء النفسيين، ونصحت جميع الأمهات والآباء بقراءة هذه الفقرة والاستعانة بها في التعامل مع ابنائهم بما يزيل الحرج، وقالت في الختام أرى أن هذا يوم جدير بالاحتفاء وهذا كتاب سيضيف للمكتبة السودانية الكثير. وأحب أن اختم بما مدح أحباء الإمام إمامهم:

زانتك اخلاق كبار زانها صدر رحيب

أنت المرجى عندما تعمى على الناس الدروب

ستظل شمسا حية تهب الضياء ولا تغيب

ستظل شابا دائماً إن المكارم لا تشيب

 

كلمة الدكتور كامل الطيب ادريس

قال الأستاذ علي مهدي أنه طلب من ابنته الصغرى سارة الاطلاع على الكتاب ففعلت، وطلبت منه امرا فكان ردي بدون أن أشعر لا، فسألتني ألم تقرأ الكتاب، قلت لها قرأتها وهذا الرفض ليس في مطلقه فقالت لي إذن تراجعت، وأعتقد هذا هو التأثير الأول وسوف تكون هناك تأثيرات لاحقة وقد فهمت من الأولاد أنهم إلى ماذا يشير الإمام حول حقوق الطفل ودوره في الأسرة وحقوق الزوجة ودورهم جميعا في بناء أسرة تنشد الرفاه، وقد الأخ الدكتور كامل إدريس الذي سعى لرفاه الإنسان لسنوات من خلال عمله الإقليمي والدولي قال:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وسائر الأنبياء والمرسلين، يعالج ويخاطب هذا المؤلف التاريخي “أيها الجيل” ضروريات في غاية الأهمية والخطورة والدقة من أهمها إن لم يكن أهمها المسائل المادية والروحية والأخلاقية والعاطفية والإنسانية والاجتماعية والبيئية والجمالية. هذا مؤلف جامع، وفي هذه العجالة أريد أن أقول إن المؤلِّف فضيلة الإمام الصادق المهدي الرجل العلامة والمؤلَّف كلاهما يبنيان أساساً متينا للنقلة النهضوية. هذا هو هم الشباب وهذا هو لب الموضوع، يبني المؤلف للنقلة النوعية وللنقلة التنموية لنعبر بهذه الأمة من مصاف الأمم الأقل نموا إلى مصاف الأمم التي عبرت، دون المساس بالقيم الدينية والروحية والتراث وحضارة إنسان السودان العظيم.

أريد أن أدلي في عجالة ببعض التعليقات أكاديمية ومقارنة هذا المؤلف مع روح الفلسفة المسيحية والفلسفة الإسلامية والفلسفة الحديثة، وفي تقديري الخاص أضاف هذا المؤلف إضافة خطيرة لعلم النفس المعرفي أو علم النفس الإدراكي لأنه يعتمد التذكر والتأمل والمعرفة المجردة كأساس غير أن هذا المؤلف أضاف شيئا مهما هو التجربة الحياتية والتجربة العملية. لا يمكن فصل المؤلَّف من شخصية الإمام الحبيب الصادق المهدي، فالمؤلف والمؤلف وجهان لعملة واحدة، صدر هذا الكتاب من رجل عالم ومفكر وفيلسوف ورجل دولة. في هذا المؤلف هناك بحث. عن ماذا يبحث الإمام الصادق المهدي؟ وأنا أقرأ في هذا الكتاب وأتأمل، إنه يبحث عن شيء مهم هو الكيان أو معرفة الكيان، وبالنسبة للقديس أوغسطين في الفلسفة المسيحية فإن معرفة الكيان هي الفلسفة كلها، وبالتالي هناك مقاربة تاريخية من عملاق من فلاسفة الفلسفة المسيحية كالقديس أوغسطين والإمام الصادق المهدي، أرجو ألا يسخر شخص من هذا فهذه إضافة ونقلة حقيقية لأنه لم يأت بحيثيات نظرية بل أضاف تجاريب عملية إنسانية واشارات وتنبيهات ونصائح مباشرة.

إذا عدنا لعمالقة الفلسفة الاسلامية نجد في الكتاب اضافات مباشرة حجبت في أمهات وقراءات الفلسفة الإسلامية القديمة. مثلا في احياء امام الدين الإمام الغزالي حينما تحدث بشكل مباشر عن مستحقات الفرد والجماعة والعمل كقيمة أساسية، نجد هناك اشارت مباشرة وردت في هذا المؤلف. الفارابي الاخلاق والسياسة هناك مقاربة في بعض المناحي التي تطرق لها هذا الكتاب. ابن سينا قال كلاماً مهماً نتجاوز أي فكرة لا تؤدي لنظرة عقلية أو عقلانية. وابن رشد حينما تحدث عن الحدس وأيضا عن العقل: الحسن ما يحسنه العقل والقبيح ما يقبحه العقل. وحاولت التطرق لجانب آخر في التفكير الحديث. الفيلسوف بيرجسون الزمن بالنسبة له هو القيمة الكبرى، لكن الزمن ليس هو المفهوم التقليدي الذي نتحدث عنه بل هو ملاحقة الماضي بالحاضر، هذا الرابط هو الذي ملأ الفراغ فيه الإمام الصادق المهدي بهذا المؤلف المهم والتاريخي “أيها الجيل”.

بالنسبة لي وبكل تواضع أقول شيء أخير. بالنسبة لكافة المقاييس البحثية والأكاديمية والدولية والإنسانية التي طبقت عليّ وطبقتها في بعض المعايير والجامعات ومراكز البحث الدولية، أقول بكل تواضع إني أصنف الإمام الصادق المهدي كفيلسفو ومفكر إسلامي معاصر ويجب على هذه الأمة ان تتباهى بذلك أن يخرج من صلبها مفكر وفيلسوف اسلامي معاصر.

هناك شيء أخير أود التطرق له في هذا المؤلف المهم وهو الرسائل المهمة والحساسة للإنسان، للمراة، للشباب والتراثيات السودانية، أقول وأنا أرى عددا كبيرا من الشباب الآن إن هؤلاء الشباب ليسوا نصف الحاضر ونصف المستقبل، بل هم كل المستقبل وأشكر الإمام على هذه المساهمة العظيمة واشكركم على حسن الاستماع.

 

الأستاذ علي مهدي قال إن الشيخ محي الدين بن عربي قال كل فكرة لا تتحول إلى صورة لا يعوّل عليها، وسيدي الإمام في هذا الكتاب يشير إشارات هي بعض أفكار. قال عندما تحدث للحبان عن ألعاب الفيديو، لم ينكر عليهم لعب هذه الألعاب التي تعطيهم إحساسا بالدقة والتركيز، ولكن في ذات الوقت نصح بالرياضة، انظر كيف تتحول الفكرة إلى صورة، وهي الانتقال من كونك تركز أمام شاشة صغيرة في غرفة صغيرة إلى باحة أوسع تحرك فيها جسمك وعضلاتك فتتكامل الصور، وفي الكتاب أمثلة كثيرة لتحول الأفكار إلى صور ويمكن أنم تتحول هذه الأفكار لصور مرئية فنية متحركة تكون أقرب لهذا الجيل إن شاء الله، ثم قدم المهندس الزبير محمد علي الذي قال:

 

كلمة المهندس الزبير محمد علي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. الحبيب الإمام الصادق المهدي، الإخوة والأخوات، الجمعُ الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وانُعمتم مساءً. في البداية أشكر مركز راشد دياب على دعوته لنا لمناقشة كتاب (أيها الجيل) للحبيب الإمام الصادق المهدي، واستضافته تدشين هذا الكتاب المهم: مهم لجميع القراء بصورةٍ عامة؛ ولجيل الشباب بصورةٍ خاصة. وأبدأ بالقول: إن من أهم السمات التي تميَز بها فكر المؤلف أن حبلاً متيناً يربط بين أفكاره. هذا الحبل يصل بين اجتهادات المؤلف الفكرية قبل ثلاثين عاماً وبين اجتهاده الفكري حالياً رغم تغيَر الظروف والواقع. ومع أن التحول مهم إذا بدأ للمفكَر أن أفكاره القديمه قد غطت عليها قناعات جديدة، وهو في هذه الحالة يُعتبر محمدة؛ إلا أن ما لاحظتُه في مسيرة المؤلف أن التحولات في حياته الفكرية طفيفة جداً، ولكَن التطور في الأفكار كبير، ما يدل على إحكام الحبك الجيد للأفكار بالصورة التي تجعلُها صالحة لفترةٍ طويلة رغم التغيرات التي طرأُت على الظروف والواقع. وهي سمة لم تتوفر لكثير المُفكَرين والكُتاب.

هذه المُقدمة البسيطة تقودُنا إلى الحديث عن عضم هذا الكتاب (حاجات الإنسان العشر)، وهي أطروحة قديمة قدمها المؤلف كورقة لمؤتمر حوار الأديان في بريطانيا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وضمنَها في كتابيه تحديات التسعينيات ونداء العصر؛ ولكَنها آنذاك كانت مجرد أُطروحة مُبسطَة أحاطت بجوانب الإنسان المختلفة وطرحت معالجات بدائية لها، والكتاب يُعتبر تطوير لتلك الأُطروحة لتصير من مجرد أفكار بسيطة أحاطت بجوانب الإنسان المختلفة ودعت إلى إشباعها بصورةٍ موزونة إلى نظرية مُتكاملة تُحدد ماهية الإشباع المنشود ووسائُله، وتنشُد الرُقي بحياة الجيل الجديد إلى فضاءات بعيدة. الذي يُميز هذه النظرية (نظرية التكامل والتوازن) التي نضج عودُها في هذا الكتاب أنها التزمت الإحاطة في قراءة شخصية الإنسان، وهذا المستوى المُتقدم من التفكير لم تصل إليه آيدلوجيات عالمية ملأت الدنيا ضجيجاً على الرغم من إدعاءها التقدمية. الفكر العلماني بشقيه الليبرالي والماركسي أحاط بجوانب كثيرة من حياة الإنسان؛ ولكنه لم يلتفت لجوانب مركزية في حياته كالروح والأخلاق والعاطفة وهي أساس تماسك الشخصية الإنسانية من الداخل. في المقابل من ذلك فإن بعض الآيديولوجيات الإسلامية إذ استجابت لإشباع حاجات الإنسان الروحية والخلقية فشلت في استيعاب حاجات أُخرى، مما يجعل نظرية التكامل والتوازن التي اكتملت خيوطها في هذا الكتاب منهجٌ فريد التزم الإحاطة في قراءة شخصية الإنسان، ووضع لبنات لبناء شخصية سوية متوازنة في الحياة مستمتعة بها دون أن تُفرَط في مبادئها وثوابتها، ودون أن تُضحَي بعصرها. سمة أُخرى حواها الكتاب: وهي أن البعض يتعامل مع التراث الإسلامي بصورةٍ يشوبُها التقديس، والبعض الآخر يتعامل معه بصورةٍ يشوبُها التبخيس؛ ولكن المؤلف وضع التراث الإسلامي على مشرحة النقد ليس للاستدلال على عدم صلاحيته للعصر بهدف تمرير مشروع فكري آخر؛ وإنما لاستهاض القيم الحية والفكر النابض في هذا التراث، واستصحابه في بناء المشروع الفكري المُعاصر الذي يُبشَر به. كذلك في تعامله مع الحداثه ومرحلة ما بعد الحداثة (العولمة): لا يتعامل معها بلغة الرجم واللعن، ولا يتعامل معها بلغة التصفيق. وإنما يطرحُ فكراً يستوعب محاسنها ومقاصدها الحميدة، ويحتوي أخطارها بالعمل على بناء الدفاع الثقافي ضدها.

اعتقد أن الكتاب برع في التبشير بوعي فكري متوازن: وعي يُحيط بكل حاجات الإنسان ويُحاول إشباعها بصورة موزونة، وعي يُفكك الفكرويات المختلفة بصورة تستوعب المقاصد وتحتوي المثالب، وعي يُفكك نظريتي التوالد والانفجار العظيم بصورةٍ تدعو إلى الدراسة والتأمل، وعي يُراعي في طرحه عالمية الإسلام لا أن يطرحه بصورةٍ تُوحي بأن الإسلام دينٌ خاصٌ بالجزيرة العربية، وعي يُراعي في طرحه حلقات الانتماء: الإسلامي، والأفريقي، والعربي، والوطني بصورةٍ تقود إلى التكامل لا التنازع. أقول ذلك لإن بعض المُفكرين الإسلاميين يندفعون نحو الأممية على حساب الخصوصية القطرية، وبعض العلمانيين إذ يعترفون ببعض حلقات الانتماء الأفريقي أو إلى حدٍ ما العربي؛ يُسقطون البعد الأممي للانتماء الديني، ولكن الكتاب يطرح توفيقاً لطيفاً بين الرؤيتين: يُبشر بالمرجعية الإسلامية ذات البعد الأممي والإنسانيات السودانية ذات البعد الوطني. هذا بالإضافة إلى أن فكرالمؤلف يفُك الاشتباك الديني العلماني باستيعاب المقاصد الحميدة للعلمانية، وبموقفه المبدئي من الديمقراطية، وخلو فكرِه من النزعة الانقلابية والانفرادية التي اتسمت بها بعض المدارس الإسلامية الآُخرى، وهذه السمة تُصدقُها الممارسة السياسية عبر الحقب المُختلفة.

طبعاً هذا لا ينفي بحال اختلافي مع المؤلف في بعض النُقاط رغُم الانتماء لمدرسةٍ واحدة؛ ولكنها اختلافات طفيفة، وربما لا أهمية لذكرها هنا؛ لإنني سلمتُها للمؤلف قبل طباعة الكتاب.

المهم في اعتقادي أن من الظلم بمكان التعامل مع هذا الكتاب كالتعامل مع أي كتاب آخر حتى كتُب المؤلف، هذا الكتاب يجب أن تجد أفكارُه حظاً من التنفيذ على أرض الواقع. وإذا كان البروفيسور راشد دياب قد دعا إلى ترجمة الكتاب إلى عدة لُغات، فإنني أدعو الحبيب الإمام إلى إضافة مهمة سابعة لمهامه الست الذي يتطلع إلى تنفيذها بعد إعتزاله العمل الحزبي. المهمة هي إنشاء مركز شبابي قومي يُنزل هذه الأفكار على أرض الواقع. وتبدأ الرعاية فيه للجيل منذ الطفولة وصولاً إلى مرحلة الشباب، تتوافر في المركز مساحة لممارسة الحاجات العشر التي بشَر بها الكتاب. وذلك أن الوعي الشبابي الآن في السودان مُشوه وتتجاذبه تيارات عديدة: – ظاهريون يُقدسَون التراث، والحداثة عندهم هي فكرٌ قبيح وكفرٌ صريح؛ بل إن بعضهم يذهب أكثر من ذلك إلى القول بحذف علامة الموجب (+) من مادة الرياضيات لأنها تُبشَر بمشروع صليبي يجب استئصاله!. – علمانيون يتعاملون مع الحضارة الغربية بمنطق القبول المُطلق، ومع التراث لا سيما الإسلامي بمنطق الرفض المُطلق. – مغبونون يقرءون تاريخ السودان بصورة انتقائية، لا يُراعون الظروف الزمانية والمكانية في قراءة أحداث التاريخ، ولا يرون في التاريخ سوى أنه رق واستعباد، وهيمنة أهل المركز على الهامش على المستوى السياسي و الثقافي والاقتصادي. وبعض هؤلاء استُقطبوا لصالح أجندات حربية تحمل مطالب مشروعة ( التوزيع العادل للثروة، التمثيل في السلطة السياسية، الهوية الجامعة ألخ)؛ ولكن نفذوها عبر وسائل حربية تضر أول ما تضر بأهل الهامش مقرونة مع حماقة النظام الحاكم. – سُلطويون: هؤلاء أنفسهم ينقسمون إلى قسمين: قسم انضم إلى السُلطة اقتناعاً ببرنامجها الإسلامي، واُستخدم كوقود للحرب الجهادية ضد إخواننا الجنوبيين، والقسم الثاني: نفعيون انخرطوا في منظومة النظام الحاكم بغية التأمين الوظيفي أو بغية الصعود على سلم الثراء الفاحش الذي ترعاه الدولة بإمتياز. – نبَاقيون: هواة الفن الهابط، هابط فنياً، ذوقياً، وأخلاقياً ألخ. وهو جمهور عريض من الشباب السودانيين.

– سيدويون: هواة التشجيع الرياضي، تفرج دون ممارسة، بل مغالاة في التعصُب. ورأينا الدموع التي سالت عندما انتقل هيثم مصطفى إلى المريخ!.

– مُفسبكون، هواة الوسائط الرقمية: هؤلاء مع تطلعهم للتغيير يغلب على نهجهم انعدام مسئولية الكلمة، والانحدار بالنقاش إلى أسفل سافلين: شتائم ونبذ وإساءت شخصية ألخ!

– خريجو الجامعات، وهم طيف عريض، موزعون على التيارات المختلفة التي ذكرتُها آنفاً.

هذا معناه أن التيار الذي يتطلع إلى تشكيله الكتاب أرضيتُه جدباء بكل أسف، مع أنه هو التيار المؤهل لقيادة المستقبل، ولكي نصل بالشباب إلى المستوى الذي يتطلع إليه الكتاب، فنحن نحتاج إلى مجهود كبير: إعلام قوي، مراكز شبابية تُبشر بهذا الوعي المتوازن، وتهيئ المُناخ أمام ممارسة الحاجات العشر. ولذلك أُكرر اقتراح تبني تـأسيس مركز قومي لإعداد الشباب، تبدأ الرعاية فيه منذ الطفولة وصولاً إلى مرحلة الشباب؛ لإننا وبصراحة إذا كُنا قد فشلنا في إعداد المُستقبل للشباب فلنعُد الشباب للمستقبل.

والسلام عليكم

 

كلمة الدكتور راشد دياب:

الأستاذ علي مهدي قال إن المهندس الزبير من شباب هيئة شئون الأنصار وهو شاب واعد ومتعلم، وقال كما الاتجاهات تساعد على إعادة بناء وإصلاح المجتمع فلذلك قلنا راشد وأنا، نقدم هذا الكتاب بشكل مغاير، أن نبدأ بكم في هذا المنتدى ومن ثم لدينا أفكار أخرى ليلتقي الإمام الحبيب بالجيل من الحبان والشبان في جلسة لا يدخلها إلا من كان عمره بين 15-20، مثلي وراشد فقط!، ويتحاوروا مع الإمام وفي ذلك فائدة كبرى ونطلعكم على نتائج الحوار في وقت لاحق، ثم قدم دكتور راشد دياب شريكي في هذا الاختطاف الناجح والشرعي في كلمة قصيرة، وقال:

هو ليس اختطاف، وحينما يتعامل الواحد مع الألوان يبعد من الكلمات الصعبة مثل اختطاف واغتصاب وضرب. هذا كتاب كبير لزعيم كبير، حينما تحدثت في عيد ميلاد الحبيب تحدثت عن الكتاب ولن أكرر كلامي ولكني أريد الحديث عن فكرة أن يكون هناك كتاب في ظروف وواقع كهذا ومجتمع كهذا ونحن لا نتخاطب بالكتب ولا الثقافة ولا الفلسفة، وآن الأوان أن نتحدث عن الفلسفة والثقافة، لأن الفلسفة هي أسلوب حياة، نريد التغيير فكرة السودانيين عن الفلسفة ليس العيب أن يتفلسف الإنسان ولكن العيب ألا يكون عنده أسلوب وطريقة ومنهج، لضعف المنهج في وجودنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي حصل كل الفشل الذي نعيشه الآن، نحن شعب لديه قيم عظيمة جدا كاملة حتى الآن لم تتح لها القنوات الطبيعية لتخرج. الكتاب عبارة عن تسريب لخبرة لإنسان عاش تجربة نادرة في السودان، وهذا لا يعرفه إلا من قرا الكتاب. تجربة فيها ثلاثة أشياء: الأول وجوده الذاتي كإنسان وهذه ترتبط بها علاقته باسرته وحياته وحبه للآخرين وتضحيته من أجلهم. الشيء الثاني الكتاب عبارة عن بحث دقيق جداً لمكامن النفس السودانية ملتصق بروح الشعب السوداني وليس فيه افتعال لمعرفة اخرى بل معرفة سودانية بحتة، فيه نهج سوداني مستلهم من الدين والعقيدة الآيات والأحاديث، وإن كنت أعيب عليه أنه مشهور بمعرفته الجيدة للأمثال السودانية ولكن لم يستخدمها كثيرا. الأمر الثالث في الكتاب يخاطب الشباب ولكن هذا الكتاب ليس للشباب للانسان السوداني بل لمستقبل الانسان السوداني. كتاب دسم يحتاج لوقت طويل جدا لتستوعبه وتقرأه، لا أنصح الواحد أن يقتنيه بل يقتنيه ويستمع به كل يوم شوية. اشكر الامام انه فعل روح الانسان السوداني والثقافة السودانية ونحن اذاجاءنا اي شخص بجلباب الثقافة هنا نقدره ونحترمه. نتمنى ان يكون لنا شرف تقديم كتبه. نتمنى كتبه تكون متاحة للاخرين خاصة لدينا جماعات محتاجة للكتب لأنها ثروة ثقافية. مركز راشد دياب يتشرف بتقديم الكتاب وهذه السنة اعلناها سنة الابداع في الثقافة السودانية ولدينا مشاريع كبيرة جدا متصلة بالثقافة السودانية، واتمنى تحضروا المنتدى في المواضيع القادمة.

 

كلمة الأستاذ عبد الله آدم خاطر:

قال الأستاذ علي مهدي إنه يعيد من صياغة التعبير بدلا عن الاختطاف للاستعادة، وقال إن الكتاب صمم لوحة غلافه الفنان الأجمل بروفسر حسين جمعان وخطوط الغلاف للفنان الوراق تاج السر حسين سيد أحمد، وصمم الغلاف الشاعر والناشر إلياس فتح الرحمن، والكتاب صدر عن دار مدارك للنشر والطباعة التي تقع في تقاطع شارع 41 العمارات مع شارع محمد نجيب. وقال إن المتحدث القادم أتى أيضا عبر عبير الكتب والمطابع والثقافة له إسهامات بالكتابة كاتب وصحفي وصاحب قلم الأستاذ عبد الله آدم خاطر الذي قال:

شكر الأخوين راشد دياب وعلي مهدي على احتضان الكتاب وتقريبه لجمهور عريض هذه الليلة. عندما تشرفت بالدعوة للحديث أمامكم هذه الليلة سالت نفسي هل هي تجمع لنقد الكتاب أم أنها مناظرة حوله أم ماذا؟ فانتهيت لأنها مثاقفة حول الكتاب فهو واسع فعلا ويحتاج لمداخل مختلفة ونظرات مختلفة، وكذلك تشجيع للذين لم يقراواه ليطلعوه عليه ويفيدوا منه حسب طالب الكاتب نفسه لأنه أعد هذا الكتاب لفئتين من الشباب الفئة العمرية الأولى ما قبل سن الصبا، والثانية للشباب حتى الأربعين، لكن هذا الكتاب يصلح لأن يقرأه كل الأجيال لأنه تجربة شخصية لشخص تجاوز الثمانية عقود ووصل الى حق ان يكون مقروءا خاصة وانه قدم نفسه في هذا الكتاب بانه مجتهد، ليس فقط للحصول على المعرفة، ولكن الاجتهاد الحقيقي في الاستفادة منها. لذلك اخذت جانب لقراءة هذا الكتاب أود مبادلته معكم نوع من البروفايل الثقافي لحياة الامام الصادق الذي قدمه لأبنائه وبناته في الكتاب. الكتاب نفسه يفهم في سياق التوجيه الإلهي الذي قدم في تلاوة القران الكريم هذه الأمسية التوجيه الإلهي أنه يوصي الإنسان على أبويه كما يوصي الأبناء على آبائهم وهذه قيمة ظلت في ثقافتنا العامة وثقافتنا الإسلامية موجودة، ما تلاه هذا الفتى، والأنبياء والعلماء والمصلحين تحدثوا، وفي السودان أيضا الشيح بابكر بدري تحدث بايجاز للاهتمام بالشباب وطبعا كل تجربة بابكر بدري هي نوع من الهداية والرعاية والتوجيه للشباب. لكن ما يميز الكتاب أنه اتخذ منهجأ صارما جدا مع الذات، تحدث عن انه قام في أسرة أحاطته بالرعاية وبالحب وبكل الظروف التي تجعل منه شخصا مميزا ولكنه في داخل نفسه كان متمردا عن هذا التميز كان يبحث عن نفسه، تحدث بصراحة أنه كان في هذه المسألة أنه كان في بعض الأحيان متطرفاً، ولكن اخذ على نفسه ان يتعلم ويراجع تجاربه مع الآخرين وربما تكون هذه هي الصلة الاساسية مع الشباب بأنه حينما يتحدث إليهم يتذكر ويسترجع قدراته في اللحظة التي هم فيها، ويحس في داخل نفسه ان الشباب يكونوا قد انجزوا شيئا مهما يجب ان تتاح لهم الفرصة في متابعته وتقديمه للآخري، وهذاما جعله يصر على اعداد هذا السفر. من هذه الاجتهادات التي وقفت عندها طويلا أنه كان يود أن يبرهن للذين يقرأون هذا الكتاب أنه مؤهل لمخاطبة الشباب، ومؤهل لتدابير القضايا المختلفة، ولذلك تناول القضايا بزوايا مختلفة تمام الاختلاف مما نقدمه سواء كان في الصحافة او الاكاديميات، حاول ان يكون نوع المثقف الشامل أو ما قاله دكتور كامل بأنه مفكر إسلامي معاصر، ولكنه أيضا مفكر سوداني بمقاييس أنه يخاطب التجربة السودانية في خصوصياتها وفي تطورها وأبعادها. كلام ناهد لا بد أن تدرك حجم وضع ذلك لرجل في سنه ومكانته في مجتمع محافظ أن يقول ما قال، فهذه تجربة للأجيال القادمة تتناولها بمزيد من الحوار والتثاقف والمعرفة في المجالات التي طرحها.

أيضاً وقفت في المشاددة الشديدة للمؤلف مع نفسه فيما يتعلق بالمسالة الإسلامية. هو يحس أن التجربة الإسلامية قد تجمدت نوعاً ما في مرحلة الاستعمار ما قبل التجربة الاستمعارية في مرحلة الانحطاط ولا بد أن تكون هناك مرحلة جديدة ولكن المشقة الحقيقية في التعامل مع العالم الخارجي. صحيح أوربا سبقت ولكن أوربا ليست كلها شر كما أنها ليست كلها خير فكيف يتم التقاط الخير والتفاهم مع الشرور لأننا نحن أيضاً كمجتمع لا نخلو من شرور ومن ضيق ومن تراجع ومن تقهقر ومن ضيق أفق وكل هذه المسائل، ود المؤلف لو أن تطرح هذه المسائل للنقاش بدون انغلاق وبدون تفريط في جذور المعرفة الأساسية سواء في المجتمع السوداني أو في المجتمع الإسلامي العريض. انتهى للتطور الطبيعي الذي حصل. الإمام عبد الرحمن قدم اعتذارات ولكن المؤلف حاول من خلال تجربته أن يطور في هذه الاعتذارات، زرته مرة في مكتبه بدار حزب الأمة لاحظت أنه ضم صورتان مهمات جدا لوليم دينق والشيخ السراج، دردشنا حول الموضوع ولكن هذه هي الصيغة التي حاول أن السودان يشمل، حاول أن يقول علينا ان نبحث هل في العروبة المطلقة ام الافريقانية المطلقة وكيف نتعامل مع العالم الخارجي.

قرات الكتاب بامتاع كبير وسعدت جدا بأن هناك شراكة فكرية، وهي شيء مطمئن للمؤلف، أن الاجتهاد الذي اجتهده في حياته ثبت حقيقة ان اي مثقف في السودان يجب أن ينتبه لتجربته الشخصية لأن هذه التجربة يمكن أن تقيم أو تطيح it could make or break، اعتقد أن تجربة المثقف في مجتمعه سواء الأسري أو المحلي أو الإقليمي أو القومي أو ما تجاوزه، فالمثقف عليه مسئولية كبيرة يجب ان ينتبه لها انتباه كامل وهذا هو القيمة الكبيرة في الكتاب. ليس من يكون هو النموذج، ولكن يكون مقدم تجربة يمكن تطويرها بالنقد والنقاش والتثاقف مع التجارب الأخرى وهذه يمكن تكون اساس النهضة والتقدم لأممة متنوعة وحميمة في علاقاتها كالامة السودانية لأن امامنا التنوع لا بد نحسن ادارته وفرص مع العالم الخارجي لا بد نحسن استغلالها لنكون امة تحت الشمس. شكرا للفرصة التي اتاحها المؤلف لنا ولقرائه.

 

كلمة الأستاذة أجوك عوض الله جابو:

قال الأستاذ علي مهدي إنه في إطار مشروعنا لأخذ هذا الكتاب للآخرين بيسر قلنا سنتحاول في مختلف المستويات مثل هذا الحوار الأول، ومن ثم سوف ندخل في مائدة مستديرة حول الكتاب أكثر تفصيلا نستعرض فيها اوراق اكثر تخصصية حول الكتاب. وهناك مقترحات برفع سقف المشاركة في لقاء الحبان والشبان ان يكون من 15-20، واستحسن الفكرة شريطة ألا يتحدث الشبان فوق العشرين إلا بعد فراغ الأقل عمراً منهم أولا. ثم قدم الكاتبة والصحفية الأستاذة أجوك عوض الله جابو:

من دواعي سرورنا وشرفنا أن نقف أمامكم وتتاقصر كلماتنا بما يوفي الإصداره ونقدرها حق قدرها. لن أتحدث كثيراً عن الإصدارة اكتفي بما قاله من قبلي. أكتفي بالقول بأنها كفت ووفت من حيث المضمون فضلا عن انها اتت في وقت يكاد مثل هذا النهج عدم في مثل هذا التوقيت. وما يميزها اشتمالها على النهج التربوي الذي يفتقده الشباب وتفتقده الساحة الادبية. الكتاب قدم ما ينفع الناس وجانب تقديم كثير من الزخم السياسي، اللهم الا ما ورد على سبيل تنوير وتبصير جيل اليوم الصاعد الذي لم يحظ بالقدر الوافي لمعرفة تاريخه. نحسب أن المؤلف من خلال الإصدارة ترك الجيل الصاعد على المحجة البيضاء لا يزوغ عنها إلا من أبى من حيث اشتمال الكتاب على قضايا هامة في حياة الشباب. بيد أننا من خلال انكبابنا على الارتواء من إصدارة أيها الجيل وقفنا على عدة ملاحظات او نقاط اختلاف مع السيد الامام، ولا يثلج صدورنا ولا يشجعنا على إيراد تلك النقاط الا ما علمنا من خلال معاشرتنا القصيرة للإمام من خلال سعة صدره وترحيبه بالرأي الاخر. على ذكر مؤتمر المائدة المستديرة ولأهمية التاريخ نحسب أن جيل اليوم بحسب الظروف العامة في البلد كان محروما من كثير من الاشياء الضرورية التي حدثت في التاريخ، نسبة لاشتمال الاصداره على كتاب شامل وكامل ووافي فهناك ضرورة تستدعي توضيح بعض الحقائق من باب الأمانة، وكما أسلفت لا يشجعني على إيرادها إلا أهمية التاريخ في حياة هذا الجيل الصاعد وأن يشب على معرفة التاريخ كما حدث وكما ينبغي، هناك ملاحظتان الأولى أوردها من حيث أن الإمام مفكر وعالم اسلامي تحدث في الإصدارة عن القومية العربية ومجّد فكرة القومية العربية، فلدى الحديث عن امكانية تخلق جنين القومية العربية المرجاة ينبغي استحضار حال العرب المسلمين فيما بينهم، ناهيك عن حال العرب المسيحيين والمسلمين، تحدثت الإصدارة عن إيجاد جامع مشترك بين العرب المسلمين والمسيحيين في زمن أضحت المصالح سلاح أمضى وأعمق لغة. بيد أن المؤلف وللمفارقة وحدهها أشار لأقرب فعالية التأمت في هذا الصدد كان مؤتمر باريس في 1913، مجّد الإمام فكرة القومية العربية، وذهب إلى أن المؤتمر المار ذكره كان محطة لتحديد أهداف القومية العربية لأنها منحتها الملامح الأساسية لكون الخطاب القومي العربي وفقا للإصدارة حاء معبرا عن مضمون ووعي النخب بمصالح العرب بوصفهم أمة، بيد ان السؤال الذي يطرح نفسه بحسب الراهن ومجريات الأحداث هل لا زالت هناك قومية عربية؟ ان افترضنا ان للأمة مقومات ومقاييس، نتفهم ان تأتي مثل تلك الأفكار أو المناداة نتيجة لاحلام تراود الامة العربية كلما تكالبت المصائب يلجأون لها كركن شديد او ماوى يواسون به أنفسهم بعضهم البعض. إصرارنا على الوقوف على أمر تلك المناداة أننا نخشى فيما نخشى أن تخلص تلك المناداة الى ما وصل إليه حال المنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى. بمعنى أن شأن المناداة بالقومية العربية مباعدة الشقة بين المسلمين، بين الأخوة الإسلامية التي أعلى من شأنها القرآن وقال (إنما المؤمنون أخوة)، فمن شأن المناداة بالقومية العربية في مثل هذه الظروف ضعف الشعور الأخوي بين المكون المسلم سواء أكان عربياً أو غير عربياً، من شدة حرصنا أن يكون المسلمون على قلب رجل واحد دائما نسعى لجمع كلمة المسلمين فيما بينهم، اما الدعوة لاحياء القومية العربية في ظل اغفال المعطيات أو الراهن السياسي بالنظر لما يجري للعرب فيما بينهم، هذا لا يقدم غرضا ولا يقدم منفعة بقدر ما يزيد الشقة في المكون الإسلامي.

من جانب آخر تحدث المؤلف عن نقل الراحل قرنق لصورة الصراع في السودان من كونه صراعاً بين الشمال والجنوب لكونه بين العرب والافارقة. وما يستوجب التصويب في هذا المقام أن الصراع لم يكن بين الشمال والجنوب بصورة مطلقة بل الصراع كان بين الجنوب وبين الحكومات المتعاقبة في الشمال على مر العصور هذا أولا. وثانيا أحسب أن قرنق لم ينقل الصراع لم ينقل الصراع إلى كونه إفريقي عربي، بل طبيعة إدارة الحكومات لملف الأزمة الجنوبية هو ما خلص بنا الى حال ان الصراع اصبح إفريقي عربي. وخير مثال لذلك أن الكاتب نفسه من خلال الاصدارة أوضح أان الصراع أخذ منحى اخر في عهد الانقاذ التي حاولت من خلال سياساتها أن تعرب السودان، فهذا هو أساس المشكل بين الشمال والجنوب. وهذا ما نقل الصراع من كونه بين الشمال والجنوب إلى كونه عربي افريقي، وهذه الحقائق تستوجب توضيح للتاريخ وللعلم إذا كان الكتاب يخاطب الجيل الحالي فيجب نقل الحقائق للجيل الحالي كما يجب أو كما حدثت في التاريخ.

 

كلمة الأستاذ مهند نصر الدين:

قال الأستاذ علي مهدي إن جمعية خير جليس مجموعة من الشباب تتفاكر حول الكتب، وقدم الأستاذ مهند نصر الدين منها:

السلام عليكم سيدي الإمام من جزيرة الأشراف قبل أن تسمى جزيرة لبب. دعا الكتاب لعدم العنف للمرأة ودعا لبيئة جيدة بين الزوجين حتى لا يتأثر الطفل بالخلاف بين الأبوين، يدعو الطفل ببر الوالدين، الإسلام لا يدعو إلى دونية المرأة بل يكرمها ويعطيها حقوقها كاملة. دعا لتربية صالحة من الصغر وتحتاج للبيئة صالحة وقدوة صالحة وتحتاج لحسن السلوك والعقوبة على سوئه وكأنك تقول أريد طفلا معافى حتى يعي ما أقول.

رسالة قمت بتوجيهها لشباب المهجر: وسعوا للسودان مكانة خاصة في قلوبكم وعقولكم، كونوا رسل حضارة لوطنكم ولقيم الدين الإسلامي ولا تغضبوا منه ولا تغضبوا عليه ولكن اسعوا لتغييره بالوسائل المدنية. نحن أحوج ما نكون إلى ذلك سيدي الإمام هناك تقصير كثير في التربية الوطنية نعم، وينبغي علاجه في الإصلاح التعليم التربوي، سئل اليابانيون عن هذا وما سر تقدمكم الحضاري وفي التكنلوجيا، فأجابوا أنفقنا 90% من ثرواتنا على التعليم ولهذا السبب نجحنا، وهناك أحاديث كثيرة في الصحيح تدعو إلى طلب العلم: اطلبوا العلم ولو في الصين، من اراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم.

دعا لحب الوطن في كل صفحة ولكنه يشير للحب القوي الجيد الذي يقود الفرد لتطوير نفسه من خلال أساسيات الحياة ثم تطوير من حوله وبالتالي الى قيام سودان مميز وهذا لا يقوم إلا بمنهجية مختلفة خصوصا في التعليم فهذا أم المشاكل، فإن تحسن قام سودان قوي، والتعليم منذ الصغر مرورا بكل المراحل عند النشء، وكأنه يقول جددوا علومكم، وجددوا تعليمكم المدرسي، وكأنه يشير إلى فكر إسلامي ملم بكل جديد مستندا إلى منهجية إسلامية وكانه يقول اجعلوا سلوك محمد (ص) مع المرأة ومع الطفل ومع الشيخ ومع زوجاته ومع أبنائه ومع صحبه ومحمد القائد ومحمد المفكر مادة يدرسها النشء في المدارس، يعني إذا سأل الطالب أخوه ما هي الحصة القادمة لأجاب مثلا محمد مع شيخ.

دعا الإمام الى سلوك حميد والمساواة والفكر والعلم فهذه اسس الحياة .

كلام اعجبني للإمام في كتابه، عندما سأله أحد المسيحيين وهو بالخارج لماذا تزوجون الرجل المسلم للمرأة المسيحية ولا تزوجون المسلمة للمسيحي، كانت إجابته في قمة الذكاء. قال له: “أنت تعلم ما للرجل من مكانة في الأسرة، والرجل المسلم يحترم دين زوجته المسيحية لأن ديننا يعترف بدين أهل الكتاب. ولكن الرجل المسيحي لا يعترف بدين المسلمة، أي يعتبرها لا دينية، وهذا لا يستقيم في ظل شراكة تتطلب التكافؤ. فإذا اعترفتم بدينها زوجناكم”. وكـأنك أيها الإمام قد ذكرتني بالشيخ محمد عبده عندما استدعاه الخديوي ومعه مسيحي ويهودي. فسألهم الخديوي من منكم سيدخل الجنة. كل منهم كان يماطل، وقال اليهودي أدخلها أنا وقال المسيحي أدخلها أنا فتكلم الشيخ محمد عبده وكان ذكيا جدا إذ قال لو دخلها اليهودي لدخلتها لاني آمنت بموسى، ولو دخلها المسيحي لدخلتها لأني آمنت بعيسى، ولكني سادخلها أنا لأنهما لا يؤمنان بمحمد. هذا ذكاء خارق أيها الإمام. والسلام عليكم ورحمة الله.

 

كلمة الإمام الصادق المهدي

ثم كانت الكلمة الأخيرة للحبيب الإمام الصادق المهدي، كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله وآله وصبحه ومن والاه.

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم مع حفظ الألقاب.

كنت طفلاً ثم شاباً مثلكم، ويومئذٍ مرت بخاطري مواقف وتساؤلات، ثم عشت حياة صاخبة كثيرة التجارب واطلعت على معارف، وتصورت أن الأطفال اليوم والشباب يمرون بمواقف ويطرحون تساؤلات مماثلة خاصة في الأمور الفلسفية وإن كانت تقابلهم تحديات جديدة فرضتها العولمة، فرأيت أن أدون أهم تجاربي ومعارفي ليستعين بها الآباء والأمهات والشباب، لأنني كم تمنيت أن أجد مخاطبة مماثلة استعين بها عندما كنت في تلك المراحل.

إنها ثقافة تواصل أجيال أرجو أن يشارك فيها آخرون.

ألفت هذا الكتاب، وهو يتحدث عن نفسه، وساعدني على تقديمه هنا صديقان: علي مهدي وراشد دياب، وأنا في ظروف شدة فلهم مني جزيل الشكر، ومعلوم:

دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة بل في الشدائد يعرف الأخوان

كما أشكر كافة الذين ساهموا في إخراجه للنور وعلى رأسهم دار مدارك للنشر، والذين ساهموا في تقديمه اليوم، فالنقد أياً كان أهم آلة للبناء عرفها الإنسان، وكما قال عمر (رضي الله عنه) رحم الله امريءً أهدى لنا عيوبنا. وأشكر الذين أثروا مسامعنا بالفن الراقي واللحن الرصين ليؤكدوا على ما جاء في الكتاب بياناً بالعمل، لأن هذا الكتاب يطرق كل ضرورات الإنسان ومنها الفن باعتبار أن الفن من ضروات الإنسان والكلام عن أن الفن حرام كلام منكفئ لا معنى له، الطبيعة كلها تغني وترقص، والطبيعة كلها ألوان في الزهور وفي الطيور وفي الأشجار. وأشكر كل الحضور وقد تكبدتم المشاق رغبةً في التلقي والتلاق.

أقول:

1) تأملت الحاجة التربوية، فوجدت حاجة لخطاب المربين يركز على أن للأطفال حقوقاً. نحن عندما نشأنا، كانت هناك تربية الأخلاق الدينية موجودة صحيح، ولكن لم يكن هناك كلام عن حقوق للأطفال، وإذا حضر الاطفال في المحافل فلغسل أيدي الناس للطعام أو غيره، ولكن في كثير من الأحيان يطردونهم ويبعدونهم إذ لم يكن هناك اعتراف بأن للطفل حقوقا، وهذا يذكرني قصة بين الرسول صلى عليه وسلم وأحد قادة القبائل إذ “قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ” . إن للأطفال حقوقا واجبة الوفاء، وأن لهم مشاعر واجبة التفهم، وأن المعاملة باللطف والرفق أجدى من العنف. هذا جزء في الكتاب يتحدث عن الطفولة، وكثير من الناس يعتقدون أن الأطفال لا يفهمون. إن لدي تجارب مع كثير من الأطفال. وفي مرة جاءني صاحب موقع إلكتروني اسمه (هنا الأطفال) وأتى بمئات الأطفال أظهروا أداءً عبقرياً. وذهبت لمدارس كثيرة جدا فيها تلاميذ دون العاشرة ووجدت وعيا في مستوى الأطفال كبير إذ قدموا لي أعمال كثيرة فيها الخطابة، والتمثيل، والأحاجي، فيها الدليل على أن لديهم مجتمع حي له عطاء.

2) وتأملتُ حال شبابنا وقد عاصروا عصراً رديئاً، أنا اعتقد شبابنا الآن يعيشون حالة يرثى لها لأسباب كثيرة جداً: العطالة، والفقر، إلي آخر المسائل التي تناولتها في الكتاب. كان التفاؤل بحالة البلاد على عهدنا في شبابنا كبيراً جداً كنا ننظر كأنما السماء هي السقف، وكان يشار للسودان بأنه بروسيا أفريقيا، وبأنه رجل أفريقيا الغني، وهذه الحالة التقطها كثير من شعرائنا الأخ محمد المكي إبراهيم وهو الآن معنا ودائما ما استشهد بأنه قال في الماضي شعراّ فيه تفاؤل عالٍ والآن قال كلاماً محبطاً. قال في ذلك الوقت:

جيل العطاء لعزمنا

حتما يذل المستحيل وننتصر

وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى

ونحمل عبء أن نبني الحياة ونبتكر

ولكنه الآن يقول:

ها هي الوعول تأوي

إلى شعب الجبل

مقطوعة الأنفاس،

وتحت البيرق الأبيض

تنتظر رصاصة الرحمة‍‍‍.

ومقولة آخر يرينا حالة شبابنا هذه من الأحباط (عالم عباس):

يميع وطن

كقطعة الثلج وقد شواها لهب الظهيرة

ونحن حوله على رؤوسنا الطير

وفي العيون حيرة مطفأة

ودمعة كسيرة

نجول بين الحبل والجلاد

منفيين في البلاد

هدنا الوهن

وفي الجوانح الإحن

نسائل الدمن: هل التي تعممت أرجلنا؟

أم الرؤوس انتعلت أحذية؟

هل القميص ما نلبس أم كفن؟

وطن وطن كان لنا وطن

والشباب مرحلة مقترنة بالحماس، والمثالية، والأمل، فإن لم تجد لهذه المعاني إشباعاً تملأ الفراغ بالغلو لتغيير الواقع. كثيرٌ من الشباب الآن بصورة أو أخرى حملوا السلاح في مناطق كثيرة بالغلو، والآن الغلو أصبح نوعين: غلو علماني، وغلو إسلامي والاثنين يحملان سلاحاً الآن، وكل يجب أن يدرك هذه الحالة إذ اليأس جعلهم يتحولون للبندقية لتغيير الواقع يميناً ويساراً. أو هناك آخر أن تهرب من الواقع جغرافياً، أعداد الناس الذين يخرجون من السودان الآن لا حصر لها والذين يودون الخروج، أجري استطلاع في البلاد العربية من مؤسسة تابعة للجامعة العربية واتضح أن80% من الشباب في السودان يودون الخروج من بلادهم، وهذا يدل على أنهم يريدون التصويت بأرجلهم، وصارت أي عروس الآن إذا وجدت واحداً لديه كرت أخضر (أي للتوطين في أمريكا) تكون قد حققت أمنية، فصار ذلك الكرت بدلاً للسندس الأخضر. حرفتُ أبيات البحتري لتناسب هذا المعنى:

تذُمُّ الفَتاةُ الرُّودُ شِيمَةَ بَعْلِهَا إذا بَاتَ دونَ «الكرت»ِ وهوَ ضَجِيعُهَا

أو الهجرة عن طريق مغيبات الوعي. لا ينبغي علينا أبداً “ما حقنا دت” أم نقول مثلما قال بعض المسئولين أن البنقو ليس من المخدرات، البنقو من المخدرات، والآن هناك حالة من انتشار المغيبات بالمخدرات. فالناس إما حملوا البندقية ليغيروا الواقع أو يغيبون عن الواقع إما جغرافيا أو بوسائل التغييب عن الواقع.

3) وجدت أن شبابنا في مناخ الإحباط الشائع، وفي فوضى خطاب الفضائيات يعانون. كثير من الخطابات الوعظية حقيقة خطابات لا عقل فيها، يتكلمون مع الناس بكلام لا يستطيعون قبوله إلا “يكون الناس عندهم قنابير” لكنهم لو حلقوها ولبسوا عمماً أو لم يلبسوها لن يفهموا معنى هذا الكلام. وما يجدون في مناهج التعليم والإعلام كذلك فمناهجنا التعليمية فيها تغييب كثير جداً للوعي وفيها طرح أسئلة عندما يدرسون نظريات في الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا (في علوم الأحياء) تشكل لهم مشاكل كثيرة جداً لذلك وجدت ضرورة مخاطبة الحيرة إزاء هذه المشاكل وكيفية حلها. يعاني الشباب إذن من خطابٍ وعظيٍ لا عقل له، وخطاب علمي لا إيمان له، وخطاب ترفيهي مفتون بالملذات. فهناك تسليع للمرأة في الدعايات وللترويج لصابون مثلاً تقدم امرأة عارية في الدعاية له. صحيح هناك كلام كثير جدا عن مساواة المرأة في الثقافة الغربية ولكن للأسف الشديد هناك نوع من الانحطاط كبير جدا في استعراضات الموضة وفي تسليع المرأة في الدعاية بصورة خطيرة جدا كأنما المبيوعة هي تلك السيدة نصف العارية. لكل ذلك رأيت حاجة ماسة لبيان صورة الإنسان، وأنه مفطور لضرورات عشر، فالناس محتاجون لضرورة روحية ومادية وأخلاقية واجتماعية وعاطفية وعقلية وبيئية وجمالية وترفيهية وبدنية.. لأنها ضرورات فطرية وإذا أهملناها تضررنا، ولذلك فإن الكتاب نفسه يتخذ عنوانا آخر (التوازن سر الاستقامة)، والتوازن يعني الإحاطة بهذه المسائل، وأن سعادته كامنة في إشباع موزون لتلك الضرورات. الحجة هي أن سر الاستقامة في إشباعها إشباعا موزوناً: التوازن سر الاستقامة. لقد شهدت كثير من الناس يكونون متطرفين دينياً ولكن لأن أولادهم وبناتهم يفقدون التوازن يتحولون لليسار، وفي المقابل شهدت آخرين يساريين جداً يركزون على الاتجاه المادي، ولنفس السبب أي افتقاد التوازن يتحول أولادهم وبناتهم للاتجاه المتدين. فلا بد من الاشباع المتوازن، وإذا لم يحصل التوازن تنقلب الآية (البفوت حده بنقلب لضده). وأي ناس يحاولون أن يفرضوا على أطفالهم بصورة غير موزونة أمراً ما سوف يعانون من ردة فعل مضادة. وكلنا الآن اطلعنا على حالة بنات تنصرن وهذه الظاهرة لم تكن موجودة في السودان. وهذا لم يأت من فراغ بل لتعرضهن لاتجاه متطرف: التلفزيون حرام، الكمبيوتر حرام، الخروج حرام والعصر كله حرام، فمثلهن يهربن من هذا الحرام إلى خارج الدين، وهذا شيء حصوله طبيعي.

4) وتأملت حالة التعامل مع الوافد من ماضينا والوافد من الخارج من ثقافات الإنسان، ولا يمكن أن نسلخ جلدتنا ولا أن نمسح عصرنا، ما يلزم أن نضع مقاييس للتعامل مع الأصل والعصر نحن لا يمكن أن نتخلى عن جذورنا ولا يمكن أن نتخلى عن عصرنا والتوفيق ضرورة. وهي مفارقة أكثر حدة لدى المهجريين من شبابنا الذين ينعمون بإشباعٍ لمطالبهم المادية ولكن يعانون من مجاعة وجدانية فوجدت الحاجة لبيان أن الغربة الجغرافية يمكن أن تتفق مع وصال روحي ووطني على نحو مقولة أبو ماضي:

والمرء قد ينسى المسيء المفتري والمحسنا

ومرارة الفقر المذل بلى ولذات الغنى

لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا

5) وتأملت الإخفاق العظيم الذي نكب بلادنا في إدارة التنوع فانقسمت وما زالت أجزاؤها تحترب احتراب المخرج منه السلام الشامل العادل في إدارة التنوع الذي هو من سنن الحياة: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) . التنوع ثروة كبرى إذا أحسن التصرف معه على نحو ما قال عبد الإله زمراوي:

من سنار وسنجة يأتون

من عند السلطنة الزرقاء

من عند سلاطين الفور سيأتون

من كرمة من كنداكة كوش،

من الرجاف من الجبلين سيأتون

سيأتون حبيبي من كل الأنحاء!

6) وبدا لي أن الإحباط الحالي جعل كثيرين يستخفون بالسودان عراقة وحضارة. هناك من يستخف بالسودان باعتباره ليس فيه سوى المجاعات والحروب والحالة السيئة ولذلك صار هناك احباط خصوصا عند الناس في المهجر، وأطفال أسرنا في المهجر كثير منهم يقولون لأسرهم بالله لا تتكلموا لنا عن السودان كفانا السماع عن المجاعات والإرهاب فالأخبار القادمة من السودان سيئة. فأوجب ذلك المرافعة من أجل عراقته وحضارته بل وإنسانيات أهل السودان الفريدة من: كرامة، وكرم، ومروءة، ونجدة، وتسامح، وتواضع؛ مكارم أخلاق جديرة بأن تستنهض شبابنا لينهضوا بالبلاد بعزائمهم من الأشلاء، والأمل أن نحرك أنفسنا، ونحرك شبابنا ونحرك طاقاتنا حتى يخرجوا من هذا الرماد، وكما قال الهادي آدم:

إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ

7) لقد رفع النظام شعاراً اسلامياً وأفرغه من محتواه، فاندفعت في البلاد موجة غلوٍ يمينيٍ يريد أن يصب البلاد في قالب ماضوي بالقوة، وصار هناك من يقول نريد عمل كذا وكذا ومن لا يوافق نقاتله جهاداً، هذه الذهنية صار هناك من يحملها في السودان بوضوح تام. كما اندفعت موجة غلو يساري يريد أن يصبها بالقوة في قالب استلابي. وهذه حرب جاهزة بين معسكرين حرب لأول مرة أيديولوجية كلنا نشهدها:

أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ ويُوشِكُ أَنْ يكُونَ له ضِرامُ

والأدبيات في ذلك الآن متوفرة. وبيدي الآن كتاب أزمع كتابة مقدمة له كاتبه باحث سوداني هو الأستاذ الهادي محمد الأمين، والكتاب بعنوان “حكاوي التكفيروالتفجير في السودان” يتناول بالتفصيل ثقافة التكفير وهي مربوطة مباشرة بالدين، والكتاب يصنف هذا الموضوع ويوضحه، وطبعا في المقابل هناك التيار الآخر. إذن نحن للأسف وبلادنا أمام هذه الحالة من حالات الاصطفاف على أساس أيديولوجي بين من يريد أن يفرض رؤية ماضوية ومن يريد أن يفرض رؤية مستلبة، هؤلاء الآن صاروا يتكلمون لغة عن الآخرين باعتبارهم كفار وخونة، مثلما يتحدث أولئك عنهم باعتبارهم ظلاميين ومهوسين. هذه هي لغة الحرب وهي أمر رأيت ضرورة الحديث بوضوح لأقول “غلط غلط”:

حُبُّ التَّنَاهِى غَلَطُ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

ولا بد أن نبحث كيفية مخاطبة هذه الأمور لنجد مخرجا لبلدنا، وأنا متأكد أن المخرج موجود ولكن الوضع الحاضر للأسف لأنه رفع شعارات فارغة أدى للتطرف في هذين الاتجاهين.

صار علينا حتما أن نقدم بوصلة لهداية الأجيال في جدلية الأصل والعصر، بوصلة أرجو أن تنير الطريق.

والله المستعان.