تقرير حول فعاليات لقاء نادي مدريد الإقليمي للتطرف الذي شارك فيه الحبيب الإمام الصادق المهدي

الإمام في المؤتمر الإقليمي للتطرف بتونس

 

تقرير مختصر فعاليات المؤتمر الإقليمي للتطرف –

عزالدين الصافي – تونس

اختتمت ظهر اليوم فعاليات المؤتمر الإقليمي للتطرف والذي نظمه منتدي مدريد لرؤساء الوزراء المنتخبين حول العالم. حظي المؤتمر باهتمام إقليمي ودولي واسع من خلال الحضور النوعي للمنظمات العالمية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني التونسي وعدد من النافذين حول العالم بجانب رئيس الوزراء الأسبق للدولة المضيفة السيد حمّاد الجبالي ووزيرة الشئوون الاجتماعية التونسية الحالية. في أفتتاحيته للمؤتمر و كرئيس الدورة الحالية لمنتدي مدريد، رحب الامام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق بالسادة الحضور وشكرهم علي تكبدهم المشاق وحضور المؤتمر الذي يناقش احد اهم المعضلات التي شغلت العالم لردح من الزمن وهي ظاهرة التطرّف العنيف وما صاحبه من اعمال ارهابية هزت أركان المعمورة. تحدث السيد الصادق بإسهاب شارحا الظاهرة مضيفا ان كل المحاولات المستمرة لإيجاد علاج ناجع لهذة الظاهرة باءت بالفشل معددا أسباب فشل تلك المحاولات ومن أهمها ماهو إقليمي وهو ضعف المنظومة الوطنية وعدم شرعيتها ومنها ماهو عالمي وهو الفهم الخاطئ في تناول هذه الظاهرة وتعقيداتها ومسببات انتشارها.

وفِي هذا السياق ذكر الامام الصادق المهدي ان ظاهرة التطرّف برزت منذ عهود سابقة عن طريق التفسير المغلوط لبعض النصوص في الاسلام والتي يرفضها معظم المسلمين بالاضافة الي أسباب اخري منها التعقيدات القبلية والاجتماعية في محيطنا الإقليمي. وأوضح سيادته ان عوامل اخري غذت هذه الظاهرة منها الفقر والبطالة فضلا عّما نتج عن ثورات الربيع العربي والتي وان نجحت سياسيا الا ان عدم استصحاب الثورات الثقافية والاجتماعية حد من تأثيرها بل حولها الي بؤر توتر وبييئات خصبة لتغذية الاٍرهاب. مضيفا انه علي الرغم من الحملة العالمية الكبري ، الإعلامية منها والحربية لمواجهة ظاهرة التطرّف الا انها هي الآخري اثبتت عدم فعاليتها بل وأسهمت في تنمية التطرّف والارهاب ضاربا مثال بالحرب العالمية ضد القاعدة التي علي الرغم من ضخامتها وتكلفتها العالية الا اننا شهدنا تمددا وتطورا كبيرا لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط وصولا الي العمق الأفريقي. اختتم الامام الصادق كلمته بالتنبيه بما يمكن عمله الان لتجنب مستقبل اكثر قتامة في حال استمرار النهج الحالي مستدركا ان اهم مايمكن عمله هو عملية إصلاح واسعة في أنظمة الحكم بحيث تضمن شراكة حقيقية مابين الحاكم والمحكومين في بناء الدولة فضلا عن الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم، كما دعي السيد الصادق المؤتمرين والعالم للدراسة العميقة لظاهرة التطرّف لتحقيق مستوي فهم اكبر لمقابلة هذة الظاهرة.

والجدير بالذكر ان المؤتمر ناقش عدة أوراق أهمها دراسة سلوك المتطرفين منذ النشأة واوراق اخري عن خطاب المتطرفين واعتمادهم علي وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات الاستقطاب وبث الرسائل المتطرفة هذا وسوف يخرج المؤتمر بتوصيات يتم النقاش حولها في اقرب اجتماع لمنتدي مدريد وابتدار استراتيجية عمل مشترك تخاطب جذور هذة الظاهرة ..

هذا وقد غادر السيد الصادق المهدي ظهر اليوم العاصمة التونسية متوجها الي السودان