حوار خاص مع الإمام الصادق المهدي في فرانس 24

حوار خاص مع الإمام الصادق المهدي في فرانس 24
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله مع الأستاذ طارق القاعي فرانس24

 

حوار خاص مع الإمام الصادق المهدي في فرانس 24

حوار خاص

تقديم : طارق القاعي
ضيف الحلقة: الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان ورئيس قوى نداء السودان.

الأربعاء 19 يونيو 2019
قناة فرانس 24
كُتب من مقطع الفيديو للمقابلة

 

الأستاذ طارق: أهلاً بكم في هذا الحوار الخاص الذي نقدمه لكم عبر فرانس 24 وإذاعة مونتي كارلو الدولية. نحن حالياً في الخرطوم للحديث عن مستجدات الأزمة السودانية مع السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة. أهلاً بكم الصادق المهدي.
الحبيب الإمام: أهلاً وسهلاً.

الأستاذ طارق: نحن في السودان، الأمور تراوح مكانها، الوقت يمُر والمساعي تتعدد، ولكن الأمور على حالها. كيف وصلت الأمور إلى هنا؟
الحبيب الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم. طول عهد النظام الديكتاتوري خلق احتقاناً شديداً، عندما زال النظام الديكتاتوري انفجر هذا الإحتقان، ولأن التغيير كان مفاجأً صار الأمر في غاية الإضطراب، ولكن أنا اعتقد أن الموقف الآن من كثرة ما فيه من احتقان، ومن كثرة ما فيه من اضطراب سوف ينفرج. اعتقد أن الإنفراج ينبقي أن يتم قبل نهاية هذا الشهر.

الأستاذ طارق: تتحدثون عن إنفراج ولكن الأزمة هى على حالها ورأينا مؤخراً تمثلت بهذا العصيان، العصيان الذي دعت إليه قوى الحرية والتغيير التي تنتمون إليها، هل اخطأت في مكانٍ ما في خياراتها، نُذكر بأنكم لم تدعموا دخول في عصيان مدني مفتوح؟
الحبيب الإمام: نحن قلنا العصيان المدني المفتوح غير صحيح ولن ينجح، ولكن بعض النجاح تحقق، المهم العصيان سلاح ينبغي أن يُستخدم في الوقت المناسب. في رأيي الفجوة الآن واسعة بين المجلس العسكري وبين الحرية والتغيير. هذه الفجوة الواسعة استدعت عدد من المبادرات للتوسُط، هناك مبادرات وطنية، داخلي، أهمها المبادرة الوطنية، في رأيي هذه أكثرها جدية، هناك ايضاً وساطات دولية.. إقليمية ودولية.. إفريقية.. عربية.. إثيوبية.. وهكذا. في رأيي أن الوساطة الوطنية يمكن أن تحقق اختراق، وقد قدمنا نحن لها مشروعاً يمكن أن ينبني عليه هذا الإختراق، أما المبادرات الدولية فنرحب بها لأن كل اتفاقيات السودان الماضية كانت بوساطة خارجية.. في نفاشا.. في أبوجا.. في الدوحة.. إلى آخره. الآن نحن نناشد كل المبادرات الدولية أن توحد رأيها في مبادرة واحدة تُسمى مبادرة اصدقاء السودان، ونطلب منها في الواقع أن تتفق على خمسة قضايا..

الأستاذ طارق: (مُقاطعاً) نعم، من هذه القضايا العالقة بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي منها قضية فض الإعتصام الذي أدى إلى مقتل العشرات.
الحبيب الإمام: نعم.

الأستاذ طارق: اليوم تطالبون بتحقيقٍ دولي كما تفعل أنت والحرية والتغيير، سمعنا مؤخراً المجلس العسكري يقول بأن للسودان مؤسسات مهنية لها كفاءة ويمكن لها أن تقوم بهذه القضية؟
الحبيب الإمام: أقول خمسة قضايا… القضية الأولى التحقيق فيما حدث… مجلس الأمن رفض التحقيق الدولي كما فعل في مسألة دارفور، ولذلك نطالب الآن من تحقيق مستقل. خمسة قضايا كما قلت: يقومون بإتفاق بينهم..

*** تحقيق مستقل حول الأحداث
*** نظام إنتقالي مدني ملتزم بتحول ديمقراطي وبالسلام
*** ثلاثة: أن يكون هذا العمل، عمل متثفق عليه بين كل الأطراف الوطنية
*** أربعة: أن يُقال إذا تخلفنا عن هذا ستكون هناك عقوبات، ويُقال بوضوح تام، إذا أنجزنا هذه المهمة فسوف تكون للسودان مكافآت دولية محددة.

أنا اعتقد أن التوسُط الدولي الآن يعقد أربعة مؤتمرات خارج السودان.. في أديس ابابا وفي اوسلو وفي برلين… أربعة مبادرات، هذه المبادرات الأربعة نرجو أن تتفق مع بعضها البعض على القضايا الخمس التي ذكرتها.

الأستاذ طارق: بين المطالب، مطالب قوى الحرية والتغيير الوصول إلى حُكُم مدني، يُقال بأن هناك ربما مشاورات بينكم وبين المجلس العسكري، المجلس العسكري يوحي بأنه قد يلجأ إلى حكومة مدنية يُعلن عنها حكومة تكنوقراطية. هل أنتم مستعدون للمشاركة في حكومة يُعلن عنها المجلس العسكري وتدخلون فيها بعيداً عن قوى الحرية والتغيير؟
الحبيب الإمام: طبعاً الجواب لا. المجلس العسكري ينبغي ألا يُعلن حكومة من جانب واحد لأن هذا يعني فرض الأمر الواقع والإملاء… ولكن نحن ايضاً ممكن نُعلن تكوين حكومة وهذا…

الستاذ طارق: ( مُقاطعاً) كقوى حرية وتغيير؟
الحبيب الإمام: نعم. وهذا يؤدي إلى مواجهات لا معنى لها. لذلك نحن نتطلع وندعو لأن يقوم الوسطاء، المبادرة الوطنية، أن تقوم هى بتقديم ما يمكن أن يُسمى إحتكام أو تحكيم، لأنه في كل الاتفاقات السابقة، لم تؤدي المفاوضات المباشرة إلى اتفاق ولذلك نحن نتطلع لأن تقوم هذه المبادرة الوطنية بتقديم مشروع يتفق عليه الجميع.

الأستاذ طارق: تتحدث عن مبادرة وطنية، هناك من يتحدث عن ثورةٍ مضادة عنوانها عودة أسماء ورموز النظام السابق بحُجة عدم إقصائهم من السودان المُقبل. ما رأيكم؟
الحبيب الإمام: في كل الظروف كما حصل في أوكرانيا وغيرها، في كل الظروف التي فيها تعجز الثورة عن اداء أن تُحقق اهذاف الثورة، للأسف يعود النظام القديم بصورةٍ ما، والنظام القديم الآن إنتعش للفجوة الموجودة بيننا وبين المجلس العسكري. ولكن في رأيي النظام القديم مُدان داخلياً وخارجياً وبالفشل بحيث أنه لا فرصة له أن يعيش أو يحيا من جديد.

الأستاذ طارق: نتحدث عن المجلس العسكري وهناك أسئلة كثيرة بذهن الكثير من السودانيين، بين هذه الأسئلة أسئلة حول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري ومؤسس قوات الدعم السريع التي لعبت دور في فض الإعتصام، البعض يتحدث ويفكر ويطرح الأسئلة حول إن كان دقلو قد يكون الرئيس المُقبل للبلاد ونراه في حشود شعبية واجتماعات شعبية يلتف حوله الناس. هل ترى مثلاً محمد حمدان دقلو رئيساً مُقبلاً للبلاد؟
الحبيب الإمام: المجلس العسكري لعب دوراً في الثورة، ساعدها، بمن فيها قوات الدعم السريع، ولكن حتى الآن مُطالبون هم، بالإلتزام بنظام إنتقالي مدني، وليس مدنياً فقط، مدني ملتزم بالسلام وملتزم بالتحول الديمقراطي. إذا كان هذا قد تم سيأتي بعد ذلك نظام ديمقراطي، في هذا النظام الديمقراطي يمكن أن يتنافس كل الناس حسب قدراتهم وتأيدهم الشعبي، إذا كانوا بعيدين أن يكونوا قوى مسلحة، إذا كان الأخ محمد حمدان أو غيره من العسكريين يريد في الفترة القادمة أن يكون لنفسه قاعدة مدنية ويخوض الإنتخابات فليفعل، لأن الإنتخابات ستكون حُرة.

الأستاذ طارق: على أساس مدني؟
الحبيب الإمام: على أساس أن هذا تنافُس بين القوى السياسية وإحتكام للشعب وليس إحتكام لأى قوى مسلحة.

الأستاذ طارق: ماذا عن الدور الإقليمي في هذه الأزمة نرى أن المجلس العسكري وقريب من هذا المحور، محور السعودية، الإمارات، مصر، ألا يُئجج أو الأ تُئجج تلك التدخلات الأزمة اليوم في السودان؟
الحبيب الإمام: نحن نُنادي بإلحاح إخوتنا، الجميع، نشكرهم على أية مساعدات يقدموها للسودان، ولكن يجب أن يدركوا أن السودان في المرحلة الحالية ينبغي أن يكون بعيداً من هذه الصراعات. بالعكس أنا كرئيس منتدى الوسطية أُكرر الآن قولي، نحن نُريد صُلحاً سُنياً شيعياً، نحن نُريد صُلحاً داخل مجلس التعاون الخليجي، نحن نُريد صُلحا سياسياً في اليمن، نحن نعتقد أن هذا لمصلحة الأطراف جميعها وأن الإستمرار في التوتر سيضُر الجميع.

الأستاذ طارق: سؤال أخير رأينا جميعاً مشاهد الرئيس السابق عمر البشير وهو يخرج من السجن كى يستمع إليه من قِبل النائب العام، ما الذي اثار في نفسكم هذه الصور، ربما لم تكونوا تتصوروا أن ترى مشاهد كهذه أن يساق الرئيس عمر البشير إلى المحاكمة؟
الحبيب الإمام: وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ. وليس وحده، كل من حكم السودان بالقوة والحديد والنار، كان مصيره الفشل، لأن السودان أشواق أهله للديمقراطية، لذلك كل الإنتفاضات حدثت في عهد ديكتاتوري، كذلك كل الحروب الأهلية، اشتعلت في عهد ديكتاتوري. الشعب السوداني سيقاوم هذا ولذلك مصير البشير هذا مصير كل الذين حكموا السودان بالحديد والنار.

الأستاذ طارق: ولكن أن تتم اليوم محاكمة البشير بتُهم الفساد في حين هناك شبهات أهم من تلك كان متعلقة بجرائم حرب وقتل؟
الحبيب الإمام: بدأوا بالأقل، ولكن في رأيي البقية تأتي لأن الجريمة الكُبرى هى الإنقلاب نفسه، إنقلاب على نظام ديمقراطي شرعي وفرض نظام بقوة السلاح. في رأيي هذه الجريمة الكبرى لأن هى خيانة وطنية. كل من يُقدم على فرض إرادته بالقوة على الشعب السوداني، في رأيي ينبغي أن يكون مصيره المُسائلة والمُحاسبة على هذا الإجراء واعتقد هذه المسائلة والمحاسبة قادمة.

الأستاذ طارق: الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني شكراً جزيلاً لكم.
الحبيب الإمام: العفو يا أخي.