حوار مع الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في الزمان

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار المنتخب ورئيس الوزراء الشرعي للسودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار المنتخب ورئيس الوزراء الشرعي للسودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

29 سبتمبر 2014

الصادق المهدي رئيس حزب الامة لـ الزمان 6 جبهات قتال مفتوحة والحريات غير متوفرة للمدعوين الى الحوار في السودان

حاوره مصطفى عمارة

في تطور لافت ينبئ بحدوث أنفراجه سياسية في الأزمة المتفاقمة منذ عدة سنوات في السودان طرح الرئيس السوداني عمر البشير مبادرة للحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية للوصول الي حل توافقي يحفظ للبلاد وحدتها ويجنبها مخاطر التدخل الأجنبي.

ووسط الأستعدادات الجارية لعقد هذا المؤتمر أدلي الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني بحوار ل الزمان تناول فيه وجهة نظره إزاء التطورات الراهنة

ما هي رؤيتك للأسباب التي دفعت النظام السوداني لطرح مبادرة للحوار الوطني في هذا التوقيت ؟ وهل هي مناورة من جانب النظام ؟ وما هي فرص نجاحها ؟

كما هو معلوم ان المنطقة كلها مأزومة رغم أختلاف الازمة بين دولة وأخرى وبالتالي فنحن نعاني كلنا نفس هذا الهم ومن هذا المنطلق طرحنا في حزب الأمه ومنذ أنفصال جنوب السودان عن شماله مشروع نظام جديد في السودان ينبغي أن يتحقق بوسائل سلمية خالية من العنف لان أي محاولة لأقصاء النظام بالقوه سوف ياتي بنتائج عكسية وقلنا أن الوسيلة المثلي للأنتقال الى نظام جديد يأتي إما عن طريق حوار لا يعزل أحد مثلما حدث في جنوب أفريقيا عام 1992 وسمي حوار الكوديسا أو تعبئة للشعب السوداني من أجل أنتفاضه تحقق بوسائل سلمية إلا أن النظام في ذلك الوقت لم يستجب لهذا الموضوع وأستمر إلي بداية هذا العام حيث طرح رئيس الدولة مبادرة سميت مبادرة الوثبة من أجل الحوار الوطني للوصول إلي أتفاق وأعتقد أن هناك عدة عوامل دفعته لطح هذه المبادرة في هذا التوقيت منها

أن النظام حاول معالجة الضائقة الأقتصادية بوسائل ضريبية في سبتمبر الماضي أدت إلي أنتفاضة شعبية راح ضحيتها 200 شهيد ولا زال الموقف الأقتصادي متأزما

تواجه البلاد 6 جبهات قتال في صورة حرب أهلية تستنزف النظام بصورة كبيرة .

النظام يواجه 61 قرار دولي ضده أغلبها تقع تحت الفصل السابع والذي يصف النظام السوداني بانه خطر علي النظام والأمن الدوليين كل هذه العوامل كانت تمثل حصار علي النظام والذي أراد الخروج منها بطرح فكرة الحوار الوطني ونحن في حزب الأمه أعتبرنا أن هذا التوجه صحيح ورحبنا بالفكرة ولكن أتضح لنا أن النظام لم يكن علي أستعداد لدفع أستحقاقات هذا الحوار ووضعنا ملاحظتنا علي تلك المبادرة والتي تتمثل في

أن يكون الحوار تحت رئاسة محايدة وهو ما تحفظ عليه النظام .

أن تتوافر الحريات حتي يكون المشاركين في هذا الحوار في مأمن وهذا غير متوافر .

أن الحوار بصيغته المتعلقة بمبادرة الوثبة غير مجدي لأن النظام غير مستعد أن يدفع أستحقاقات الحوار المطلوب وفي هذه الاثناء كنا نتحاور مع الجبهة الثورية في اديس ابابا والتي كانت عازمة علي الأطاحة بالنظام بالقوة وأعطاء مناطق بالسودان حق تقرير المصير مثلما حدث في جنوب السودان وتوصلنا معهم الي اعلان باريس والذي وضع معاني جديدة في الشأن السوداني .

وما هي أهم البنود التي تضمنها اعلان باريس وهل تصنع أسس يمكن من خلالها حل مشكلة السودان ؟

تضمن أعلان باريس عدة بنود هامة يمكن أن تشكل أساسا صالحا لحل الأزمة منها

التطلع لنظام جديد من خلال وسائل خالية من العنف .

أقامة نظام عادل وليس تقرير المصير .

أن اعلان باريس جمع بين أهم قوى التغيير في السودان وبالتالي احدث ميزان جديد .

اعلان باريس ضمن توسط الجامعة العربية بعد أن كانت قاصرا علي الاتحاد الأفريقي .

كان هناك اهتمام ومتابعة من دول الاتحاد وهي الدول المجاورة للسودان في القرن الافريقي بالشأن السوداني ونحن نادينا بضرورة أدخال مصر في هذه المعادلة بأعتبارها جارة من جيران السودان . هذه المعاني الخمسة تمثل خطوة كبيرة في الشأن السوداني متعلقة باحداث تغيير من خلال القوة الناعمة الا ان النظام السوداني رفضها في البداية إلا ان تام بكي الوسيط الافريقي دعا كل الاطراف في الشأن السوداني الي أجتماع في اديس ابابا وهناك وصل وفد يمثل النظام السوداني ودار نقاش ادي الي اتفاق سمي وثيقة اديس ابابا وهي تقريبا مشابهة لاعلان باريس مع ادخال بعض التعديلات ولا شك ان هذا يعد خطوة في الطريق الصحيح وبعد موافقة كافة الاطراف علي هذا الاتفاق نقل الوسيط الأفريقي ما تم الاتفاق عليه الي مجلس الأمن والسلم الأفريقي والذي بارك هذه الخطوات واعاد تفويضه في البحث مع كل السودانيين في خطوة نهائية حول التفاوض من أجل السلام ومن أجل نظام الحكم المتفق عليه ثم قام بنقل هذا التطور إلي مجلس الأمن الدولي والذي بدوره وافق ونحن الان في حزب الامة نعد ورقة اسميناها خارطة الطريق سوف نرسلها إلي الوسيط الأفريقي تتضمن رؤيتنا حول ما ينبغي عمله من حوار حول مستقبل الحكم في السودان واتفاق حول مستقبل السلام في السودان كما سوف نرسل تلك الورقة الي حلفائنا من قوي التغيير السياسي .

في ظل هذه التطورات هل تتوقع ان يعقد المؤتمر ويخرج بالنتائج المأمولة التي تعيد للسودان استقراره ؟

كل شئ وارد في السياسة ولكن النظام يواجه حالة مأزومة ونتمنى ان يستجيب النظام حتي يخرج من تلك الأزمة ورغم انه لا يوجد الان دولة في المنطقة لا تعاني من ازمة الا ان السودان اقرب تلك الدول للخروج من الأزمة علي عكس المناطق الاخري لان أليات البحث عن مخرج أصبحت قاب قوسين أو أدني علي عكس المناطق الاخري .

وفي حالة التوصل الي اتفاق هل ستطلبون ضمانات لتنفيذه خاصة ان النظام له سوابق في هذا المجال ؟

نحن نعتقد أن المؤتمر في حالة عقده سوف يتخذ قرارات لما يجب عمله وما يجب ادخاله من ضمانات باعتبار أن ما سوف يتم الاتفاق عليه سوف ينفذ ونحن في خارطة الطريق سوف نطلب دعوة كل الأطراف المعنية في المنطقة وخارجها لحضور هذا اللقاء لينظروا فيما تم الاتفاق عليه من ناحية الحكم والسلام كمراقبين وشهود وهذا كله يدخل في اطار الضمانات المطلوبة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني .

وهل تعتقد أن أقدام النظام السوداني علي الافراج عن عدد من المعتقلين وعلي رأسهم مريم المهدي خطوة مهمة تسهم في انجاح الحوار ؟

هذه كلها جزء من مطالب اعلان باريس وهي خطوات نحو الحلول المنشودة .

واذا استمرت سياسات النظام السوداني الحالية هل تعتقد حدوث انقسامات اخري مثلما حدث في الجنوب ؟

هذا يمكن أن يحدث ليس في السودان فقط بل في المنطقة وهذا ليس ناتج من نظرية المؤامرة بل من قصور القيادات السياسية فالسلبيات هي التي تستدعي المؤامرة لان الجهات الأجنبية لا تستطيع خلق او احداث أشياء في واقعنا فالاخطاء الداخلية هي المسئولة عن هذه الازمات والجهات الأجنبية تستغل هذه العيوب .

وما هي حقيقة الاتهامات التي تواجهها الحكومة الليبية الشرعية للنظام السوداني بتهريب أسلحة للميليشيات الأسلامية المعارضة ؟

بغض النظر عن مدي صحة هذه الاتهامات فيجب أن ندرك أن النظام السوداني ذو مرجعية أخوانية والان الصراع في ليبيا بين البرلمان القديم الذي تسيطر عليها التيارات الاخوانية والبرلمان الجديد الذي يجتمع الان في برقه والذي لا يزيد حجم الاخوان فيه عن 10 هذا النزاع سوف يستدعي تدخلات خارجية بسبب وجود عناصر ذات مرجعية اخوانية عندها أصل مشترك مع النظام السوداني والذي بالقطع سوف يتدخل لصالح تلك العناصر كذلك هناك تدخلات من عناصر اخري لصالح البرلمان الذي ينعقد في برقة والذي انتخب مؤخرا بل هناك مطالب ايضا من جهات ليبية للتدخل الدولي واري ان الذي يحدث في ليبيا سوف يؤدي حتما الي اقتتال مستمر بالوكالة وإذا ترك الامر في ليبيا لهذه الحالة من الاحتراف فان ذلك سوف يؤدي إلي أقامة كانتونات قبلية وامارات اسلامية وهذا بالقطع سوف يستدعي تدخل اجنبي لتحقيق الامن والاستقرار وأري أن الخروج من هذا المأزق يقتضي تكوين جيش عربي موحد بسرعة يضم كل الدول العربية المستقرة وعلي راسها مصر وتحت اشراف الجامعة العربية تكون مهمته تحقيق الامن والاستقرار في البلاد العربية والتصدي للأرهاب الموجود حاليا بعد الاتفاق علي تعريف الارهاب بصورة موضوعية والتصدي للقضية الامنية العربية علي صعيد المنطقة كلها .

وهل تعتقد أن النظام السوداني بخلفيته الأخوانية يمكن ان يشكل بيئه حاضنه للتنظيمات المتطرفة علي غرار تنظيم داعش ؟

السودان الان به حلقات متطرفة وعلي سبيل المثال ظهر مؤخرا شخص اسمه محمد علي الجزوري اعلن انه يؤيد داعش وهناك جماعات اعلنت عن ولائها لداعش واخري للقاعدة وأعتقد أن أهمية الحوار الذي نجرية هو الحيلولة دون حدوث تطورات تجر السودان الي وجود امارات من نوع داعش او القاعدة والتي سوف يكون لها مخاطر امنية كبيرة .

كيف تقرأ قيام النظام السوداني باغلاق مراكز ايرانية بحجة نشر التشيع رغم وجود علاقات مميزة للسودان مع النظام الايراني؟

الموضوع الخاص بأيران اكبر من موضوع مراكز لنشر التشيع لاننا ككيان عربي محتاجون الي اتفاقية امنية عربية تركية ايرانية تتناول كل القضايا بصورة مبدئية حتي نتفق علي أمكانية السلام والتعايش في هذه المنطقة وأغلاق كل ابواب التوتر وإذا لم تتعايش تلك الكيانات والتي لها جزور باقية في المنطقة فسوف يضر بعضها البعض وسوف تكون إسرائيل هي الفائز الوحيد .

كيف تفسر اعلان النظام السوداني ان منطقة حلايب وشلاتين جزء من الدوائر الانتخابية السودانية علي الرغم من التحسن الذي طرأ علي العلاقات بين مصر والسودان في الفترة الاخيرة ؟

هذا ايضا موضوع مهم وهو ما دفعني إلي كتابة رسالة الي الرئيس السيسي دعوته فيها الي الاتفاق علي استراتيجية مع السودان لان علاقاتنا استراتيجية لا يمكن لطرف فيها ان يستغني عن الطرف الاخر علي الرغم من مرجعية النظام السوداني الاخوانية لان هناك عوامل تتطلب التعايش بيننا مهما كانت الاختلافات فالقضية ليست قضية حكومات بل شعوب.

وما تفسيرك للموقف السوداني المنحاز لأثيوبيا في قضية سد النهضة ؟

نحن في مصر والسودان أخطائنا عندما وقعنا اتفاقية عام 1959م بعيدا عن دول حوض النيل فكل دول حوض النيل لها مصالح ولذا يجب ان تسود بيننا لغة المصالح والعقلانية بعيدا عن لغة القوة والمؤامرات واري ان مصر تسير في الطريق الصحيح في هذا المجال

وكيف تري مستقبل العلاقات المصرية السودانية في ظل الخلافات التي تبدو علي السطح ؟

ارى ان استمرار النظام السوداني الحالي بمرجعيته الاخوانية سوف يؤدي الي توتير العلاقة مع مصر بصفة مستمرة ولكن أذا خرج السودان من الوضع الحالي الي نظام يمثل مصالح الشعب السوداني فإن هذا يعد ضمان لقيام علاقة مستقرة بين مصر والسودان بعيدة عن الاحتقان.

الزمان