حوار مع رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي في الجريدة

الإمام الصادق المهدي
الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

رئيس حزب الأمة القومي الأمام الصادق المهدي (للجريدة) :

المكون العسكري غير مفوض للدخول في مسألة التطبيع

سوف نكون جبهة شعبية عريضة تقف ضد التطبيع مع إسرائيل

هذه (……) التيارات التي ستتحالف في الفترة الانتقالية

موقفنا من الثورة لم يكن “علوق شدة” ولم نوصفها ببوخة المرقة

لهذا السبب (…..) نسعى لتوسيع القانون الجنائي

خيمة الانصار لم تسحب من ساحة الاعتصام واحفادي وابنائي كانوا موجودين ليلة الفض

الاحزاب التي تحمل إسم الأمة عبارة عن “حزبيات ” اشتارهم المخلوع

المؤتمر الاقتصادي كان مرتبك للغاية ولم يؤخذ بإفكاري

نحتاج لأقلمة الديمقراطية بصورة ثقافية واجتماعية

 

حوار : أحمد جبارة

شدد رئيس حزب الأمة القومي الامام الصادق المهدي على أن مسألة التطبيع مع إسرائيل مرفوضة جملة وتفصيلا ، وكشف في الوقت ذاته عن تقدم حزب الامة باقتراح لتوسيع القانون الجنائي لضمان ايقاع عقوبة جنائية لكل من يسعى لمعارضة المبادئ الوطنية ، وأعلن المهدي عن أن الحزب سيكون جبهة شعبية عريضة تقف ضد التطبيع ، ووصف التطبيع مع إسرائيل بالإستسلام ، وقال رئيس حزب الأمة في حوار مع (الجريدة ) إن إسرائيل دولة عنصرية ، كما أنها تمثل بالنسبة لهم اشياء مرفوضة من حيث المبدأ لجهة انها دولة تربط بين المواطنة والعقيدة الدينية ، فضلا عن أنها تقف متحدية للقرارات الدولية والتي من بينها قرار رقم ٢٤٢ حيث لم تنفذه بل تحدته ، بجانب أنها قررت ضم أراضي محتلة لها وهذا امر مرفوض في القانون الدولي حيث يمنع ضم اراضي محتلة للدولة المحتلة ، وأكد أن تلك العوامل مسائل مبدئية بالنسبة للحزب ، وقطع بأن المكون العسكري وأي مكون اخر لا يحق له أن يطبع مع إسرائيل لجهة أن الفترة الانتقالية محكومة بأسس معينة واردف ،”كل القيادات الموجودة حاليا عسكرية ومدنية غير مفوضة للدخول في مسألة التطبيع مع إسرائيل .

* السيد الأمام دعنا نبدأ بالساخن .. أنت زعيم سياسي وقائد حزب منذ ستينات القرن الماضي أما آن لك أن تترجل ؟
أنتخبت رئيس لحزب الأمة في عام ١٩٦٤ ، ولكن منذ ذلك الوقت الحزب كان محلول في عهد نيميري وعهد البشير ، وكذلك جزء كبير من هذه الفترة كنت في السجن حيث كانت فترة سجني ٨ سنوات ونصف فكانما في هذه الفترة رئاسة الحزب كانت معلقة لان الحزب محلول وفي فترة معينة كنت في السجن ، كذلك أنا اؤمن بمبدأ و يجب أن يحدث وهو أن اي رئيس اخر من بعدي يجب أن يعين عبر مؤسسة حزب الأمة وهو الامر الذي أسعى إليه ، والبعض يرى أنني سابتعد عن السياسة لكن ليس هذا صحيح ، بل الابتعاد عن النشاط القيادي الحزبي ولكن ستظل لي أطروحات و رؤى فكرية وسأظل اواصل نشاطي الفكري والقومي والافريقي العربي والاسلامي والدولي وهذه الاماكن لدي فيها مواقع ليست مربوطة بحزب الأمة وعليه ساواصل النشاط فيها وإن شاء الله سينتخب رئيس اخر لحزب الأمة .

*لكن البعض يرى وجودك حتى الان على رئاسة الحزب بسبب عدم قدرتك على صناعة بديل تثق فيه ؟
هذا كلام فارغ ، أنا الان عندي خمسة نواب وكل الاجهزة منتخبة ، واجهزتنا مؤهلة لكي تنتخب أمين عام ، و انا لن اعين شخص بعينه بل فإن هذا الامر متروك في الوقت المناسب للمؤتمر العام ، اما بالنسبه لعدم وجود شخص مؤهل ليخلفني فنحن نملك عدد من الكوادر المؤهلة للقيادة أكثر من حزب أخر ، لكن من سيكون خليفتي هذا يتم بالانتخاب عبر المؤتمر الدستوري .

*هذا يعني أنك نقلت تجربتك الثرة وخبرتك الطويلة في العمل السياسي إلى الأجيال التي تليكم ؟
اي قائد لجماعة يجب إن يحرص على تربية وتدريب الكوادر وفعلا نحن نملك عدد كبير من القيادات المؤهلة سواء من حزب الأمة او هيئة شؤون الانصار وهم في غاية التأهيل تنظيميا وسياسيا بل مؤهلين نضاليا ، وانا اعتقد أن الإنسان الذي ينتخب لموقع قيادي يجب أن يملك ثلاثة صفات أساسية ، اولا أن يكون مناضلا لجهة أن من لا يناضل لايفهم في القيادة ، ثانيا يجب أن يكون ممارس للسياسة لان الذي لا يمارس السياسة لا يفهم خباياها ، ثالثا يجب أن يكون مؤهل أكاديميا لان أيضا بدون التأهيل الاكاديمي هذا فإن الانسان لايكون عنده الاحاطة اللازمة ، لذلك نحن نملك عدد من هؤلاء سواء كانوا رجال او نساء .

* كيف انتقلت أمامة الانصار من السيد عبدالرحمن المهدي إلى الأمام الهادي؟ هل كان بالتعين أم بالشورى ؟
كيان الانصار تم تكوينه من الامام عبدالرحمن بعد تصفية الدولة المهدية واتبع نهج معين في تعين خليفة له وفي وصيته الذي كتبها السيد الصديق و هو يديه اليمنى وشريكه و أختاره هو -اي الصديق – أن يكون خلفيته ، والصديق في حالة الإحتضار قال تكون لجنة خماسية لإدارة شؤون الانصار ثم ينتخب امام الانصار لذلك الأمام الهادي لم ينتخب لكن اتفقت اللجنة عليه في ظروف إستثنائية تتعلق بإنقلاب الفريق عبود ، لكن أنا اعلنت للناس كلهم دستور امامة الانصار كما اوصى الأمام الصديق بالانتخاب لذلك انا أنتخبت بعد استشهاد الامام الهادئ في عام ٢٠٠٣ اماما لهيئة شؤون الانصار ولم يكن متوقع أن اجمع بين أمامة الانصار ورئاسة حزب الأمة ، لكن الذي حدث أن النظام المخلوع كان يريد أن يخترق كيان الانصار ويختاروا أمام موالي لهم وهذا أدى ردة فعل في كيان الانصار حيث وجب ملئي مقعد الامامة حتى لا يتمكن نظام البشير من العمل على تعين امام موالي له لذلك تم في مؤتمر الانصار مع تحفظي أن شخصيا أنتخابي اماما للأنصار بموجب ماكان مطروحا من دستور الامامة وهذا فيه تجديد لجهة أن الكيانات التقليدية في السودان الدينية والقبلية مستمرة على أساس التوارث لكن وصية الأمام صديق جاءت بتجديد بحيث يكون الأمام منتخب ، والجمع بين الامامة والرئاسة في شخصي عمل إستثنائي اوجبها مؤامرات نظام البشير الذي كان يحاول أن يستقطب اشخاص من بيت المهدي وكيان الانصار وحزب الأمة لذلك كانت عملية أنتخابي لجماعة الانصار ردة فعل لهم حتى لا يصعد إليهم شخص مهادن لنظامهم .

*لكن بالرغم من ذلك فإن المخلوع أستطاع أن يستقطب قيادات مؤثرة من حزب الأمة إلى صفوفه ولعلى الانقسامات التي حدثت لحزب الأمة القومي في العهد البائد ابلغ دليل ؟
ليس انقسامات هو أستقطب ناس من “المؤلفة جيوبهم ” وعدد محدد وأسمهيم “حزبيات مش احزاب” بإسم الأمة ولكن لا تملك اي قيمة ، ونحن في انتخابات ١٩٨٦ وقبل الإنقاذ كان هنالك اشخاص سموا كيانات واحزاب بإسم الامة الاسلامي واسامي أخرى وعندما جاءت الانتخابات لم يفوز حزب منهم في دائرة واحدة ، وهذا ايضا ينطبق على الاخرين الذين كونهم نظام المخلوع وهو استخدم اجهزة الامن لكي يقيم “الحزبيات” باسم حزب الأمة لكن كلها لا تملك اي وزن شعبي ولا وزن فكري ، وهم اساسا أنا بسميهم “شقق مفروشة” عملها المؤتمر الوطني ، وواحد من هؤلاء_ اي المسمي حزبه بإسم الأمة _ سأل نافع وهو من قادة المؤتمر الوطني وقال له “انتوا الاموال التي حصلتم عليها من البترول اين ذهبت ” ورد عليه نافع بالقول “نحن اشترينا بها امثالكم ” وفعلا اشتروهم لكن ليس لديهم قيمة فكرية ولاقيمة تنظيمية .

*إلى اي مدى يمكن أن يعودوا لحزب الأمة ؟
اغلبيتهم عادوا ونحن وضعنا لهم شرط للعودة بحيث يعملوا نقد ذاتي فحواه: لماذا تركوا الحزب ، ويعترفوا بهذا السلوك الخاطئ وبعدها الاجهزة تقرر في قبولهم او عدم قبولهم .

*إذن ما مدى قبولهم في الحزب ؟
هنالك قيادات عملت مؤامرات وتحدثوا بعبارات مسيئة لحزب الأمة ووارد الاجهزة لا تقبلهم ، لكن اغلبيتهم قاموا بتقديم نقد ذاتي للتجربة الخاطئة .

*السيد الأمام والثورة من بوخة المرقة ووجع الولادة إلى المشاركة في المفاوضات مع المجلس العسكري ثم تجميد عضوية الحزب في قوى الحرية والتغيير ومن ثم فك التجميد ، وفقا لشروط التأرجح في هذه المواقف هل ينم هذا عن وجود تخبط إستراتيجي في الحزب أم مواقف تكتيكية ؟
هنالك سفهاء قالوا إننا وصفنا الثورة بأنها بوخة مرقة وهذا غير صحيح حيث فهمت الكلمة غلط ونزعت من منطقها وموقعها ، ونحن في حزب الأمة سقنا قطار الثورة من نيالا حتى الخرطوم بمعنى طول الوقت نحن شغالين في المعارضة وبالنسبة لنا المعارضة ليست بوخة مرقة كما كانوا يعتقدون بل نحن نملك سجل نضالي ضد النظام من ٣٠ يونيو ١٩٨٩ وعليه فإن موقفنا من الثورة لم يكن “علوق شدة” ولابوخة مرقة بل هو موقف مستمر وبعض السفهاء قالوا معناها نحن وصفنا الثورة ببوخة المرقة وهذا حديث غلط بل دعمنا وشاركنا في الثورة ، حتى انا قلت في يناير ٢٠١٨ إن هذا النظام صار جنازة وتنتظر من يدفنها وفي ٥ ابريل وفي خطبة الجمعة انا قلت غدا يوم ٦ابريل كل الناس يجب أن يخرجوا في مواكب ويعتصموا ، وهنا كلمة اعتصام هذه اول جهة قالها حزب الأمة . اما بالنسبة لتجميد عضويتنا في قوى التغيير فنحن لم نجمد وضعنا في الحرية والتغيير بل هم زملانا وجمدنا موقفنا في المجلس القيادي لقوى التغيير لان اعتبرناه زايف وضعيف وطرحنا بديل وهو العقد الاجتماعي الجديد الذي سيراجع كل هذه الاشياء وذلك لكي يصحح الاخطاء الموجودة وبدل الوثيقة الدستورية يكون العقد الاجتماعي والذي فيه صبة جديدة في كل المجالات .

* من الواضح أن السيد الأمام قد تواقف مع الانقاذ بإبنه اللواء عبدالرحمن الصادق ويبدو أن المنصورة مريم هي ممثلتكم في عهد الثورة ، ترى من سيخلف الأمام في زعامة الحزب وفقا لرؤيتكم الشخصية ؟
عبدالرحمن دخل حكومة المخلوع مخالفا لموقفي ولموقف حزب الأمة ، وبالنسبة لأنه ابني فهو إبني لكن موقفه السياسي كمساعد للبشير لايمثل الصادق ولا حزب الأمة ، وعلى اية حال هو لم يكن عضو في حزب الأمة ، وإنما عضو في القوات المسلحه وكونه عضو في القوات المسلحه لا يحق له أن يكون عضو في حزب سياسي ، لذلك عبدالرحمن لم يكن في الإنقاذ بموافقتي ولا بموافقة حزب الامة الامر الذي اعلنه هو شخصيا . اما بالنسبه لمن يخلفني ومثل ما ذكرت لك هو أن رئاسة حزب الامة والامانة العامة وغيرها تقررها أمانة الحزب وليس الانتساب للصادق سواء كان ولدي او بنتي .

*هل موقغكم الرافض للتطبيع مع إسرائيل يعد موقف مبدئي أم تكتيكي ؟
مسألة التطبيع مع إسرائيل إسم دلع للإستسلام لذلك مرفوضة جملة وتفصيلا وسوف نكون جبهة شعبية عريضة لتقف ضد هذا الإستسلام باعتبار أن إسرائيل دولة عنصرية ونحن عندنا موقف مبدئي ضدها وأعلناه في نداء اسميناه نداء الإيمانين ، و هو مثل ما أخذنا موقف مبدئي مع جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري حيث وقفنا ضدها وذات الموقف نتعامل به مع إسرائيل لانها قائمة على نظام فصل عنصري ايضا ، ونحن نتحدث من حيث المبداء على ضرورة الفصل بين المواطنة والالتزام الديني وذلك لكي يكون هنالك مساواة في المواطنة ، كذلك إسرائيل تمثل اشياء مرفوضة بالنسبة لنا من حيث المبداء ، اولا انها دولة ربطت مابين المواطنة والعقيدة الدينية ، ثانيا تقف متحدية للقرارات الدولية منها قرار ٢٤٢ حيث لم تنفذه بل تحدت هذا القرار ، وثالثا لانها قررت ضم اراضي محتلة لبلادها وهذا امر ضد القانون الدولي حيث يمنع ضم اراضي محتلة للدولة المحتلة وهذه مسائل مبدية نتبعها في حزب الأمة .

*لكن ألا يتعارض هذا الموقف مع مواقفكم السابقة والتي كانت تأييد العسكر واعترافكم بدورهم الفعال في نجاح الثورة علما بأنهم الان هم دعاة التطبيع مع إسرائيل؟
نحن اوضحنا وقلنا لا مكون عسكري ولا مكون اخر يجوز له أن يطبع مع إسرائيل لجهة أن الفترة الانتقالية محكومة بأسس معينة لذلك القيادات الموجودة حاليا عسكرية ومدنية غير مفوضة للدخول في مسألة التطبيع وعلى اية حال عندما نقول إننا مؤيدين الشراكة المدنية العسكرية هو من باب أن المكون العسكري لعب دور وطني و انحاز للثورة وصار بإنحيازه للثورة وخلعه للبشير يملك محمدة وطنية ، ولكن هذا لايسمح له أن يفعل ما يشاء ونحن نقيم اعمالهم وتصرفاتهم واعمال تصرفات القيادات المدنية ايضا وهم جمعيا ماعندهم حق في الفترة الانتقالية بأن يتخذوا قرار خلافي حيث أن هذه الموضوعات الخلافية تترك للشعب السوداني في ظروفه ، ونحن الان اقترحنا توسيع القانون الجنائي لكي يكون هنالك عقاب جنائي لمن يسعى معارضة المبادئ الوطنية .

*لننتقل لمحور أخر .. ما رايك في المؤتمر الاقتصادي الذي جرت فعالياته الاسبوع الماضي ؟
المؤتمر الاقتصادي كان مرتبك للغاية ، وكان يجب قبل المؤتمر أن يكون هنالك رؤية إقتصادية إستراتيجية .

*إذن ماهو تشخيصكم للأزمة الاقتصادية؟
انا كتبت مقالات كثيرة من ضمن المقالات مقال تحت عنوان ” نحو نموذج تنموي جديد” ومنشور هذا المقال ، وتحدثت ايضا عن الاقتصاد الوطني ، ولكن هذه الافكار لم يؤخذ بها وعلى اية حال نحن نعتقد أن النقص الذي تم في المؤتمر الاقتصادي سيصحح في المؤتمر الأساسي والذي سيبحث العقد الاجتماعي الجديد .

* ثمة من يرى إنه بعد التوقيع على إتفاقية السلام سيشكل حزب الأمة حاضنة جديدة مع بعض مكونات قوى الحرية والتغيير والإسلاميين المعتدلين؟
إتفاقية السلام لنا فيها ترحيب وتحفظ حتى تسير إتفاقية جامعة ، وأعلنا هذا الموضوع بوضوح وحددنا ماهو الذي نقبل به ومانتحفظ عليه ، لذلك نحن نريد في النهايه اتفاق قومي للسلام لجهة إنه توجد قوى سياسية كانت غائبة وكذلك توجد قوى مسلحة غائبة ، لذلك نحن نريد اتفاق يكمل هذا الاتفاق بهذه الطريقه لكي يكون أتفاق شامل وعادل . اما بالنسبه لمسألة التحالفات نحن قلنا إن هنالك نظريا توجد ثلاثة تيارات يمكن أن تتحالف حيث قلنا هنالك مبدين أساسين للموافق السياسية وهي التأصيل والتحديث باعتبارهم مهمات وقلنا إن الذين يغلبون التأصيل على التحديث هم يكونوا جبهة يمنية والذين يغلبون التحديث على التأصيل يمكن أن يكونوا جبهة يسارية ، اما نحن وقوى اخرى كبيرة ففيها التوفيق ما بين التأصيل والتحديث وتحدثنا على التقدمية المتآصلة ، وفي راي في النهايه هذا الاصطفاف منطقي وسيكون هذا الاصطفاف الذي يمكن أن يؤدي و_مهما كان عدد الاحزاب_ إلى ثلاثة جبهات يمنية ويسارية ووسط ، وحزب الأمة سيقود ويكون تيار الوسط .

* أصابع الإتهام تشير إلى أنكم سحبتم خيمة الانصار ليلة فض الاعتصام ، هل الامر كان صدفة؟
كذلك هذا حديث فارغ ، خيمة الانصار لم تسحب من الاصل ، الانصار وحزب الأمة كانوا في الساحة واحفادي وابنائي كانوا في الساحة إلى يوم فض الاعتصام ، ولكن الحصل كالاتي هو ان الخيمة كانت مركز لصلاة التراويح في رمضان حيث كان الانصار يتناولون فيها وجبة الافطار ويقدموه للناس ثم تقدم هيئة شؤون الانصار صلاة التراويح بجزء وعندما انتهت اجزاء القران انتهت صلاة التراويح بجزء ، اما هم كا اشخاص ظلو موجودين من اسرتي ومن حزب الأمة ومن كيان الانصار إلى أن صدر فض الاعتصام بالقوة ولكن اصلا لا خيمة الانصار ولا الانصار ولا حزب الأمة ولا احد من افراد اسرتي خرجوا من الاعتصام حتى اخر يوم .

* برايك ماهو مستقبل الحكم المدني والديمقراطي في السودان ، لاسيما في ظل شراكة مع العسكر ؟
نحن نعتقد إننا محتاجون لإقلمة الديمقراطية بصورة ثقافية واجتماعية لذلك نتحدث عن الديمقراطية التوافقية باعتبارها ستصون التجربة الديمقراطية خاصة إننا في الدستور الجديد سنعمل على أن تكون ديمقراطية توفر المشاركة والمسألة والشفافية وسيادة حكم القانون مع ضرورة أقلمة التجربة الديمقراطية لتجنب العيوب التي مورست في التجارب الديمقراطية الماضية .

*إذن كيف نعالج عيوب الديمقراطيات ، او بالأحرى كيف يمكن أن نحمي الديمقراطية من تغول العسكر ؟
هذا موضوع مهم ، العسكر السودانين انفردوا بصفتين ، اولا في الإنقلابات الثلاثة لم يكن التفكير نابع من العسكرين بقدر ماكانوا اداء لجهات حزبية سياسية ، كذلك أن العساكر في المنطقه العربية والافريقية اتخذوا مواقف مختلفة ابرز هذه المواقف ، إما انهم بطشوا بالثورة او حايدوا او انحازوا للثورة ، وميزة العسكرية السودانية انها انحازت للثورة لذلك في الثلاثة انقلابات كانوا العسكرين حقيقة ادوات لقوى سياسية سخرتهم لهذه المواقف ونحن نشدد على ضرورة أن يكون هنالك حزم في ممارسة الديمقراطية حتى لا تقوم اي جهة سياسية بمحاولة تكرار مسألة إستقلال العسكرين للحصول على السلطة .

*من المعلوم أن لديك رؤية عن الفيدرالية الحقيقية .. كيف تنظر لها خاصة بعد التوقيع على إتفاقية السلام ؟
لايوجد إمكانية لنظام دكتاتوري يسمي نفسه فيدرالي لذلك كل الحديث عن الفيدرالية في ظل النظام المخلوع خداع لجهة أن الفيدرالية تعني أن يكون للولايات صلاحيات مكفولة بالدستور ، ولكن للأسف في عهد النظام المخلوع كانت كل الامور خاضعة لجهاز الامن وليس فيها اي ممارسة حقيقية للفدرالية حيث كانت إسم على غير مسمى ، ولكن نحن نعتقد أن السودان بلد مترامي الاطراف يحتاج حتما إلى لامركزية كبيرة وهذه تكفلها النظم الفيدرالية والذي من ميزاتها إنها تعطي الاقاليم صلاحيات مكفولة بالدستور مثلا صلاحيات إدارية وتشريعية ، لذلك نحن نتحدث عن الفيدرالية الحقيقية لان اي فيدرالية في ظل نظام ديكتاتوري ماحاتكون فيدرالية بل ستكون مشوهة وخاضعة لتعليمات الامن ، و نحن نعتقد أن السودان يتطلب لامركزية فدرالية فعلا ، ولابد من أن الوحدات الفيدرالية أن تكون لها صلاحيات قانونية ويكون عندها مصادر دخل تمكنها من تنفيذ السياسات والتشريعات الفيدرالية التي يتخذها .

*ماذا عن الولاة الذين خالفوا لوائح الحزب وشاركوا في السلطة؟
عندنا لجنة أسمها هيئة الضبط والمتابعة وهي التي ستدرس الموضوع ومن ثم تقدم توصية لحزب الأمة وذلك لكي يتخذ قرار بشأن هؤلاء .

*ماذا يعني لكم تعطيل المحكمة الدستورية؟
هي جزء من العملية المهمة لتكملة مؤسسات الفترة الانتقالية ، ومهم جدا تعين المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية وهذا كله داخل في المطالب التي ننادي بها في العقد الاجتماعي .

*أين وصل العقد الاجتماعي الان؟
عندما طرحنا العقد الاجتماعي في ابريل الماضي كان هنالك بعض الشكوك ولكن الان كل الناس اقتنعوا به .

ختاما .. كيف تنظر لمخرجات ثورة ديسمبر؟
خلاصة ماحدث في ثورة ديسمبر اسميه عودة الروح وبفعل هذه الثورة ظهرت بركات ، اولا كونه الناس تجمع على أهداف الثورة هذه مفاجاة سارة ، والمفاجاة الثانية هي أن القيادة العامة مابطشت بالمعتصمين وإنما استضافتهم وهذا لم يكن متوقع ، كذلك أن اللجنة الامنية المكونة من قائد الجيش وقائد الشرطة وقائد المخابرات وقائد الدعم السريع -والذين كانوا يمثلوا اللجنة الامنية الذي اعدها البشير للبطش باي ثورة او حركة تغيير _ كانت المفاجاة السارة الأخرى أنهم انحازوا للثورة ، واعتقد أن هذه مجموعة من بركات صحبت هذه الثورة ومع ذلك تعاني من مشاكل كثيرة ، لكن المهم وفرت الحرية والديمقراطية .

* لكن بالرغم من ذلك فإن الثوار لقوا حتفهم امام القيادة العامة ؟
فض الاعتصام يعد جريمة ولا أحد يشك في ذلك وتكونت لجنة قومية محائدة وترك لها التحقيق في الامور ،وبالطبع بعد التحقيق تكون المحاكمة .

 

 

الجريدة