حول أحداث الجامعة ومقتل الطالب إبراهيم طه

 

 

التاريخ: 9  نوفمبر 1968                                                  ……………. Date:

 

حوادث جامعة الخرطوم

 

إن ما حدث في حرم جامعة الخرطوم مؤسف لنا جميعا لأن  العنف من حيث هو أسلوب خاطئ لحسم الخلافات الفكرية والسياسية. وعلى إدارة الجامعة أن تجري تحقيقا دقيقا لمعرفة الذين اعتدوا وأنزال العقوبة الرادعة بهم.

أن الصراع بين النظم والتقاليد المورثة والنظم والقيم المستحدثة وبين القديم والجديد صراع يعيش في كل مجالات الحياة في بلادنا وليس غريبا أن يكون هذا الصراع في جامعة الخرطوم فالجامعة جزء من المجتمع ومن الطبيعي أن تكون مرآة للمجتمع ومن الطبيعي أن يفكر طلابها أن لهم دورا في الإصلاح وان تختلف أفكارهم ومذاهبهم وأن تكون صراعاتهم أكثر حدة من غيرها بسبب عامل السن والسكنى الجماعية والنزاعات المثالية.

إنني كمواطن عاش تجربة بين المورث والمستحدث أى أن قيمنا الخلقية قيم قوية وأن الأخلاق الإسلامية نموذج رفيع للخلق الإنساني وواجبنا أن نتفهمها وان نعيش بها في القرن العشرين آخذين في الاعتبار أن لنا قيما اصلية ومدركين أن التخلف من الحياة المعاصرة أمر مستحيل. أن المجتمع الإنساني المعاصر يعاني كثيرا من أزمات التفسخ وعلينا أن نرحب بصحيحه ونبعد عن سقيمه.

وان التطبيق الصحيح لهذه المبادئ واجب على عاتق القيادة الفكرية والاجتماعية للبلاد وتستطيع أن تدعو له بالوضوح النظري والقدوة الحسنة والنظم السليمة الواعية.

وبعد استعراض الأحداث التي وقعت نبدي الآتي:

أولا: أن الذي بدأ العنف ظالم وينبغي أن يردع.

ثانيا: أن الاختلاف السياسي والفكري بين الطلاب أمر طبيعي وسيتمر.

ثالثا: أن الأحداث التي وقعت في الجامعة باستمرار ضعف الإشراف على شئون الطلبة وأن وظيفة المشرف على شئون الطلبة وهي من أهم الوظائف الجامعة ما زالت خالية لأشهر خلت. وقد اثبت التحقيق في مقتل المرحوم إبراهيم طه طالب الطب ضعف الإشراف على شئون الطلبة.

رابعا: ينبغي أن يجري تحقيق شامل ودقيق في الحوادث لتحديد المسئولية ومعاقبة من تقع عليه، وأن  يتم ذلك بسرعة فائقة وأن تزال العوائق في سبيل إعادة فتح الجامعة بأسرع فرصة ممكنة لتخفيف الإضراب على البلاد وبالله التوفيق.

الصادق المهدي