حول مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة التي شارك فعاليتها الحبيب الإمام الصادق المهدي

إفتتاحية مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة بعمان

 

عمان: مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح قاضي القضاة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، أعمال مؤتمر “الإسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمّان”، بمشاركة أردنية وإندونيسية وعربية ودولية.

ويأتي المؤتمر الذي تستمر أعماله ثلاثة أيام متواصلة، كنتاج عن مؤتمر “الإسلام حضارة وسلام في ظلال رسالة عمّان”، الذي عقد في العاصمة الإندونيسية جاكارتا عام 2013، وصدر عنه كتاب يحتوي أبرز مضامين المؤتمر.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبدالسلام العبادي، إن المؤتمر يبحث من خلال 35 بحثاً وورقة عمل كيفية التصدي للتحديات التي تواجه الدين الإسلامي الحنيف والأمة الإسلامية، منوهاً إلى أن الجهل بأحكام الإسلام أبرز تلك التحديات.

وأضاف أن جلسات المؤتمر الست تناقش تحديات الإرهاب وسبل مواجهته، وقضايا المرأة المسلمة المعاصرة، والتعامل مع العولمة، والخطاب الإعلامي الإسلامي الراشد، والإسلاموفوبيا، والطائفية الحاقدة، إضافة إلى علاج مشكلتي الفقر والبطالة وتحقيق التنمية الشاملة والتكامل والتضامن الإسلامي المنشود.

وأوضح العبادي ان لجنة المؤتمر التي شارك في عضويتها 15 جهة من مختلف المؤسسات والجامعات الوطنية، إلى جانب السفارة الإندونيسية لدى المملكة، حيثُ عقدت اللجنة 10 اجتماعات موسعة تحضيراً لمضامين وتفاصيل المؤتمر المختلفة.

بدوره تحدث رئيس مجلس أمناء المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي، عن أبرز ما بينتهُ مضامين رسالة عمّان عبر سبع نقاط، هي: أن الإسلام كوّن أمة وحضارة واحدة، وأن الدعوة قدست كرامة الإنسان، وبينت الدين الإبراهيمي، وأوجبت الالتزام بمكارم الأخلاق، والالتزام بمبادئ سيادة العدالة، واوجبت الجهاد الرادع للعدوان، وأن الإسلام ينبذ التطرف والإرهاب.

وأكد أن عمّان من أكثر العواصم العربية إنتاجاً للمبادرات والأفكار التي تغذي العقول والقلوب، وان العظمة تبدأ بالكلمة فهي بذرة العمل، وأن الطريق المنشود يعتمد على صحة قراءة الواقع، وأن النصح واجب في كل مجالات الأداء الخاص والعام، وأهمية الوجدان والتاريخ واللغة المشتركة.

ودعا المهدي إلى صحوة فكرية تلتزم بالحقائق الغيبية، والاجتهاد الفقهي على أساس الحكمة والتدبر والعقلانية والأولويات الصحية، وإقامة نظم اقتصادية حديثة تلتزم بمبادئ اقتصادية عامة، وأن التصدي للتطرف والإرهاب واجب ديني وإنساني، وتفعيل العمل العربي المشترك.

فيما تحدث رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات السلمية الشيخ عبدالله بن بيه، عن واقع الأمة وأبرز تحدياتها، قائلاً “إنه من الصعب وصف الحالة الراهنة التي تعيشها الأمة الإسلامية، ونحتاج إلى حلول مقترحة تقرأ الواقع لحل المشكلات والتصدي للتحديات”.

وأكد أنه لا بد من التعامل مع الشريعة الإسلامية كوحدة واحدة والقرآن كصورة واحدة، وذلك من خلال فهم الشريعة نصوصاً وقاصد، وفروعاً وقواعد، فضلاً عن أهمية إدراك حقائق الأمر الواقع والتغيرات العلمية التي انطلقت من “الذرة إلى المجرة” بحد تعبيره.

وأشار بن بيه إلى أن هناك بعض التقصير من علماء المسلمين تجاه الأمة وذلك بعد أن كانوا سبباً بنهضة الأمم، مؤكداً أهمية التعامل بذكاء مع الانسان وتتبع حركاته من أجل تحقيق السلام بأشكاله كافة.

من جانبه قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات، إن لدينا مشكلات عديدة، الأمر الذي يدعو إلى تشخيص تلك المشكلات للتعاون من أجل حلها، منوهاً إلى أن أول إشكالية تعصف بالأمة الإسلامية هي مشكلة “التخبط الفكري”.

وأكد أهمية البدء بكلمة “اقرأ”، التي تصدرت أول أية قرآنية، وهي قراءة كتاب الله وسنة نبيه، وأن الفقه الإسلامي يركز على الاجتهادات التي تناسب كل مكان وزمان، لذا لا بد من إعادة النظر بالاجتهاد وصولاً للنهضة، الأمر الذي تحتاج إلى التغيير.

وأضاف عربيات أن التغيير يمر بمراحل عدة هي: مرحلة الإنكار للأفكار التغييرية، ثم مرحلة المقاومة، وأخيراً مرحلة الاستكشاف، مؤكداً ان الحوار الحقيقي هو تبادل المنتجات الحوارية من خلال التعاون بين الرفاه الروحي عند المسلمين مع الرفاه المادي عند الغرب لإنتاج الأمن البيولوجي وهو “البقاء ضد الفناء”.

من جهته قال رئيس الوفد الإندونيسي، مدير عام التربية الإسلامية في وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية الدكتور فيل كمارودين، إن رسالة عمّان جاءت متماشية مع روح خطاب القرن الـ21 بما يتعلق بالتحديات الراهنة التي يواجهها الإسلام، وان الرسالة هي وسيلة استراتيجية لتقديم رؤية ومفاهيم صحيحة عن الإسلام والعالم الإسلامي.

وأكد أن الإسلام في حقيقته عالمي وشمولي، وأن مصادره هما القرآن والسنة النبوية في كل مكان وزمان، ولكن مظاهره قد تختلف باختلاف الزمان والمكان، منوهاً إلى أن أهمية رسالة عمّان تكمن في إلهام التنوع والتماشي مع الحداثة والديمقراطية واحترام الاختلافات.

كما أشار كمارودين إلى أن إندونيسيا أكبر دولة إسلامية، وتمتلك بلاده أكثر من 700 جامعة إسلامية حكومية وأهلية تقوم بتقديم الإسلام المعتدل، وفيها أكثر من 800 ألف طالب ونحو 33 ألف محاضر في مجال العلوم الإسلامية المختلفة.

وفي ذات السياق ألقت أستاذة التعليم العالي بجامعة ابن طفيل – القنيطرة في المملكة المغربية الدكتورة مريم آيات أحمد، كلمة الباحثين والعلماء، تحدثت فيها عن أهمية ترجمة المشاريع النظرية إلى وتطبيقها على أرض الواقع، وتفعيل رسالة عمّان ضمن برامج تعليمية ومختبرات البحث المعرفي.

ودعت إلى وضع استراتيجية لمنهج معرفي أو تكامل معرفي لمشروع نهوض حضاري شامل، لمواجهة التحديات التي تعيشها الأمة في الوقت الحاضر.

 

وكالة الأنباء الأردنية (بترا)