رئيس حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” يشرِّح الواقع السياسي في حوار مطوّل مع (المجهر) (3 – 3)

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

24 سبتمبر 2013

حوار – أحمد دقش

السيد “الصادق المهدي” رئيس حزب (الأمة القومي) شخصية سودانية خالصة، تقيم في منزل لا تغلق أبوابه ولا تنقطع عنه حركة الناس من الزوار والضيوف.. تتجسد سودانيته في شكلها البسيط في كوب الماء الذي يقدم لزوار الدار من عصير (الكركدي أو التبلدي) مروراً بـ(قطية) الإمام الشهيرة التي تستقبل ضيوفه من الوطنيين والأجانب. الرجل يتمتع بخبرة سياسية محلية ودولية طويلة جعلته يتجاوز الكثير من الخلافات وينظر إلى الأمور بشكل جعله يتلقى سهام النقد في فضاءات مختلفة. (المجهر) حملت بعض تلك الاتهامات التي تخص حزب (الأمة) في أوضاعه الداخلية أو الراهن السياسي في الوطن أو حتى الحوار مع (المؤتمر الوطني) وتفاصيل اللقاء بين رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” والسيد “الصادق المهدي”. ولعبت المنصورة “مريم” مع (دينمو) الإعلام بمكتب الإمام الشاب “محمد زكي” دوراً في ترتيب هذا اللقاء بتفاصيله التي يطالعها القارئ الكريم على النحو التالي:

} تحدثت عن مصنع الشفاء.. وهناك أطراف تقول إن هناك أيادٍ خططت لضرب المصنع ومنحت المعلومات من داخل حزب (الأمة).. ماذا تقول؟

– حصل هذا، ولكن من داخل حزب (الأمة) أي ناس كان ممكن يكون عندهم رأي، وأي حزب ممكن يكون فيه من عندهم رأي، واعتقد أن ذلك كان خطأً والناس الذين منحوا المعلومات نحن شجبناهم وعارضناهم واعتبرنا أنهم لا يمثلون موقف حزب (الأمة) والذي عبر عن موقف حزب (الأمة) بوضوح تام هم أنا والدكتور “عمر نور الدائم”.

} السيد “مبارك الفاضل” من الأسماء المتهمة بذلك والآن موجود في الخارج ويتحدث ومعه السيد “نصر الدين الهادي المهدي” بلسان حزب (الأمة)، وهما في نهاية الأمر محسوبان على حزب (الأمة)؟

– حزب (الأمة) لديه دستور ومؤسسات، (مش أي واحد أبوه المهدي أو جدو المهدي ليهو حق يتكلم بلسان حزب (الأمة) ، وهؤلاء كل واحد أخذ موقفاً محدداً أبعده من الدستور ومن مؤسسات الحزب بشكل نهائي.. (مافي زول لأنو أسمو فلان الفلاني أو جدو فلان يكون عندو الحق يتكلم أي كلام)، ومن يتكلم باسم الأنصار فقط المنتمين لهيئة شؤون الأنصار، ومن يتكلم عن حزب (الأمة) فقط هم المنتمون لحزب (الأمة)، وهناك آخرون لديهم تاريخ وأسماء ولديهم الحق يتكلموا (زي ما عايزين) ولكن هذا رأيهم الشخصي ولا ينسب ذلك لحزب (الأمة)، ولا أنا “الصادق المهدي” أقدر أتكلم بلسان حزب (الأمة) بدون ما يكون عندي موقع وأكون مساءل، ولا يوجد أحد لا يتبع لدستور حزب (الأمة) ومؤسسات حزب (الأمة) يكون لديه الحق في الكلام بلسان واسم حزب (الأمة)، وطبعاً كون إنسان يفعل ذلك فهذا هواه وهذا الهوى الشخصي، وحزب (الأمة) وضح ذلك صراحة وقال فلاناً وفلاناً وفلاناً وكل واحد لديه موقف خارج مؤسسات حزب (الأمة) هو لا يمثل حزب (الأمة) لكن ممكن يتكلم (على كيفو) ولن نرفع عليه قضية، ولكن نعتبر ذلك خارج الإطار الدستوري المعروف.

} لكن (الإصلاح والتجديد) تم حله كحزب وعادوا جميعاً إلى حزب (الأمة) وأصبح بعضهم الآن يعمل ويتحدث من داخل حزب (الأمة) وهناك من يعمل من الخارج؟

– هؤلاء خرجوا عن حزب (الأمة) وتمزقوا وكل الكلام عن حزب (الأمة) الوطني وحزب (الأمة) الإسلامي وحزب (الأمة) القيادة الجماعية وحزب (الأمة الإصلاح والتجديد)، وهؤلاء كلهم خرجوا كتلة واحدة في 2002م وتمزقوا وبعضهم دخل (المؤتمر الوطني) وبعضهم عاد إلى حزب (الأمة) وبعضهم دخل المؤتمر الوطني، وحتى جماعة (الإصلاح والتجديد) انقسموا إلى اثنين، وجاءوا جماعة (الإصلاح والتجديد) لحزب (الأمة) وقالوا نحن حلينا حزبنا ونريد الرجوع إلى حزب (الأمة) وكوَّنا لجنة مشتركة ما بين حزب (الأمة) وهؤلاء لنرى كيف يتم تسكينهم وكون حزب (الأمة) لجنة برئاسة الفريق “صديق محمد إسماعيل” والباشمهندس “يونس مختار”، وهذه اللجنة أعدت مشروعاً وقالت في الرئاسة يتم تسكين عدد، وفي الأمانة العامة عدد، ولكن في الأجهزة المنتخبة لا يمكن إلا بهيئة مركزية أو مؤتمر عام، والمكتب السياسي ناقش كلام اللجنة المشتركة ووافق عليه، وجاء سيد “مبارك” ورفض وقال هو لا يرى أنه ممكن يرجع إلا إذا حصل تعديل في الدستور، وتعديل في الدستور بدون مؤتمر ما ممكن يحصل، وهو يرى أن تحول الهيئة المركزية نفسها إلى مؤتمر وتنظر في مقترحاته وحزب (الأمة) رفض هذا، وأصبحت الجماعة التي حلت نفسها جهتين، جهة قبلت هذا الكلام ودخلت، وسيد “مبارك” رفض وأصبح في الخارج في خط أقرب إلى (الجبهة الثورية) و(الحركة الشعبية) وهذا خط اختاره هو.

} لكن السيد “مبارك الفاضل” يتحدث دوماً من موقعه بلسان حزب (الأمة)؟

ممكن يتكلم ويا أخي إنت يمكنك أن تتكلم بلسان حزب (الأمة)، ولكنه لا يمثل حزب (الأمة) أو أي من الأجهزة الدستورية المعروفة، وأي شخص يمكن أن يتحدث بلسان الأنصار.

} ولكن السيد “مبارك” يهاجمك شخصياً في الكثير جداً من المواقف؟

– هذا دليل على أنه خارج الحزب، وأنا منتخب وهو غير منتخب، والدليل على أنه خارج الحزب أنه يهاجم (ناس منتخبين).

} هو يقول إنك تسعى لتوفيق أوضاع أولادك؟

– أولاً توفيق أوضاع أولادي هذا كله كلام ساكت، وأولادي لم يأتوا للحزب بفضلي أنا وإنما بفضل مجهودهم، وأي واحد فيهم يمارس العمل السياسي يمكن أن ينافس أية قيادة في حزب (الأمة) بتأهيلهم هم وليس بدافع مني أنا، وأنا شخصياً لو كنت أعطي أولادي حماية مثل هذه بدافع مني لكنت قتلتهم، لأن الواحد منهم سيصبح إنساناً مثل نبات الظل (ما عندو حيل)، أنا أولادي عندهم (حيل) لو الولد أو البنت ستجد عنده (حيل) هو في ذاته وليس لأنه ولد فلان.

} كلهم من في الحكومة أو في المعارضة؟

– من في الحكومة نحن وضحنا تماماً وقلنا إن “عبد الرحمن” لا يمثل حزب (الأمة) ولا يمثلني، ولكن حتى هو في إطار الناس الذين معه في المؤتمر الوطني أو في الحكومة (عندو القو هو) ورغم أنه داخل بدون غطاء من أبوه ولا من حزبه، لكن عنده (القو) وأنا قلت له إنك في النهاية إذا (جبت) فائدة للسودان في إطار الأجندة الوطنية، فإن النجاح له ألف أبواب وإذا لم تأتِ بذلك فستتحمل إنت وحدك مسؤولية ذلك.

} وإنت كوالد كيف تقيم مسيرة “عبد الرحمن” الآن؟

– أنا قلت لك يا أخي إني ما بديت أقيم، ولكن إذا قيس وقورن بأداء مساعدين ومستشارين الرئيس الآخرين (يبقى فايتهم يوم لي الليلة)، هذا إذا قارنت بهؤلاء، وهو أصلاً من زمان مقتنع بأن الفائدة يمكن أن تأتي إذا عملنا من داخل النظام وهذا غير موافقين عليه نحن ولا قيادة الحزب، وأنا في النهاية أصبح إما أن أمنعه وأتركه محبطاً أو أقول له خلاص أمشي في خطك دا ولا تمثلني ولا تمثل الحزب وإنت قول كذا وأنا أقول كذا والحزب يقول كذا، ونحن لو قدرنا في النهاية (نجر) النظام للأجندة الوطنية تكون لعبت دوراً في السلام والتحول الديمقراطي والعلاقة الطيبة مع الجنوب، وإذا تمكنت من لعب دور في ذلك الناس سيقولون لك حسناً فعلت، وذا أصبحت مجرد وظيفة في المؤتمر الوطني أو النظام الناس ستدين ذلك وتتحمل إنت المسؤولية وأنا كتبت له ذلك وأعلنته.

} وما زال “عبد الرحمن” يحتفظ بوجوده في عضوية حزب (الأمة) ولا يستطيع أحد أن ينتزعها منه كما ذكرت إنت من قبل؟

– لا أنا قلت إن هناك كثيرين لا تسقط عنهم عضوية حزب (الأمة) ولكنهم لا يمثلون أجهزة حزب (الأمة)، مثلاً “نصر الدين” ممكن نقول إنه عضو في حزب (الأمة) ولم يرفت من حزب (الأمة) ولا “عبد الرحمن” لم يرفت من حزب (الأمة)، مبارك ما أخرجه من حزب (الأمة) لأنه أسس حزباً والدستور يقول ذلك، إن من يؤسس حزباً يخرج من حزب (الأمة).

} لكن “مبارك” عاد بعد حل حزبه؟

– هو لم يعد ولكنه تقدم بشروط ورفضت وحل حزبه، وجاء وقال عايز أرجع واتعملت آلية رفضها ويبقى في حالته الطبيعية (والتانين ديل) لم يتخذ بشأنهم قراراً ولا اتخذه أنا، والذي كون له حزباً يخرجه من حزبه وألا يرجع مرة أخرى، أما الآخرون الذين رأيهم مختلف في أن تستمر عضويتهم أم لا لم يتخذ ولكن أبعدوا من أجهزة حزب (الأمة) ولا يمثلون حزب (الأمة) في أي عمل جماعي وهذا هو الموقف.

 

المهجر السياسي