رئيس حزب الأمة القومي الحبيب الإمام الصادق المهدي ل (الجريدة) 1-2

الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

النظام ملاحق دولياً وتصرفاته الأخيرة ستزيده كيل بعير

غمر ميدان بمياه الصرف الصحي غير أخلاقي ومخالف للبيئة

الاحتجاجات الأخيرة قابلة للتطور وحدثت من قبل مع تظم استبدادية

قياسات الرأي تشير إلى رفض كبير للسودانيين للحكومة

نحن لن نسكت على هذا العدوان وسنقاومه سلمياً

عبد الرحمن ليس عضوا بحزب الأمة يتخذ مواقف سياسية مخالفة له

هذا السؤال لا يوجه لي بل يخص الجهات المعنية به

 

حوار: إبراهيم عبد الرازق

 

السبت 3 فبراير 2018

 

 

الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

كشف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، عن اتجاهه لتقديم شكاوى ضد الحكومة بالمحاكم الدستورية داخل وخارج البلاد، وذلك بسبب ما وصفه بتجنيات مارستها السلطات أثناء إحتجاجات المواطنين الأخيرة على الميزانية، كما أكد تمسك حزبه بالزود عن قضايا المواطنين ورفض سياسات الحكومة التي وصفها بالخاطئة، وقال إنها حولت حياة السودانيين إلى نار الجحيم.. المهدي الذي أكد وجود رفض واسع لسياسات نظام الإنقاذ حتى من قبل عدد من منسوبيه تحدث ل(الجريدة) في هذا الحوار حول تطورات المشهد السوداني وفق تداعيات الميزانية الجديدة وما صاحبها من احتجاجات وكان الحديث التالي:

 

* هناك تساؤلات تتردد حول عدم اعتقالك مع بقية قادة المعارضة رغم دعواتك العلنية للتظاهر؟

هذا السؤال لا يوجه لي بل يخص الجهات المعنية, من خرجوا لم يخالفوا الدستور او القانون وهناك كتاب كثيرون عبر الأعمدة يوجهون كلاماً شديداً ضد النظام،
وأحيانا يتم القبض على بعضهم ويسألونه وآخرون لا يسألونهم، والحقيقة أن موقفنا كحزب لا كأفراد مثل موقف الشعب السوداني لأنه يدين النظام على سياساته، ويطالب بحقه بالتعبير عن موقفه بحرية وهذا يكفله الدستور, السؤال لهم.

* ربما يثار ذلك لأنه تم القبض على رئيس الحزب الشيوعي مثلاً؟

أنا أيضاً اعتقلت بصورة فردية من قبل بسبب بلاغ كيدي وهذا عدوان، والآن من تم اعتقالهم وهم يمثلون شخصي فهذا عدوان أيضاً، ولا اعتقد أن هناك خصوصية، فالاعتقال كله ظلم اذا كان استثنوا الصادق الآن واستهدفوه من قبل فهذه تصرفات يسألون عنها، لكنهم اعتدوا مرة على شخصي ومرة على حزبي، فالمعتقلون الآن يمثلون حزب الأمة تمثيلاً قويا، ونحن لن نسكت على هذا العدوان وسنقاومه سلمياً.

* كيف ستكون هذه المقاومة؟

نحن سنعمل على كل الشكاوى في المحاكم الدستورية داخل وخارج السودان ضد هذا النظام فهو الذي يجب أن يحاكم وليس المحتجين، فالمعتدي هو السلطات الأمنية السودانية، لأنهم ارتكبوا تجنيات على مواطنين يكفل لهم الدستور التعبير البدني غير المسلح عن مواقفهم وهؤلاء المواطنون أخطروا السلطات بهذا، فقد خاطبت الأمينة العامة لحزب الأمة السلطات المحلية بالوقفة السلمية للإعلان عن رفض سياسات إقتصادية فحول الخطاب للشرطة لكنها لم ترد عليه، وقابل النظام المسيرة بأربع تجنيات، أولا غمروا الميدان المعني بمياه الصرف الصحي وهذه العملية فضلاً عن أنها لا أخلاقية فكذلك فيها عدوان على البيئة، وهذه المنطقة يسكنها عدد كبير من السكان، وقد أثبتت دراسات لأطباء والحكومة تعلم ذلك أن ۸٥ ٪ من الأمراض بالسودان سببها تدهور البيئة، وبذا تكون السلطات قد شاركت عمليا في ذلك، وثانيا لأنهم أغلقوا الدروب المؤدية للميدان حتى لا يصل إليه المواطنون، وثالثاً اعتدوا على المشاركين بالضرب المبرح رغم إعلانهم أن وقفتهم سلمية وهم لا يحملون أي نوع من الأسلحة، والإعتداء الرابع أنهم اعتقلوا المواطنين بدون أي سبب أو وجه حق. وهذا النظام أصلاً يعتبر ملاحقاً دولياً وجنائياً وهذه التصرفات المتعلقة بالتجني على حقوق مدنيين ستزيده كيل بعير.

* أحد أبنائك ما زال يعمل مع الرئيس والآخر تم اعتقاله هذا يثير التساؤل أيضاً؟

لا داعي لأي تساؤلات، عبد الرحمن ليس عضوا في حزب الأمة، وعبد الرحمن يتخذ مواقف سياسية مخالفة لحزب الأمة، وهو مساعد البشير الذي يعارضه حزب الأمة، وهو أعلن أنه هناك بصفته الشخصية وليس ممثلا لحزب الامة, والذي اعتقلوهم من ابنائي هو عضو المجلس السياسي للحزب ومسؤول اللجنة الاقتصادية ولا غرابة من ذلك، فمن اعتقل ليس لأنه ابن الصادق لكن لأنه معارض عبر عن معارضته واعتقل ظلماً.

* هل تتوقع أن تمنع من السفر للمشاركة في الالية الإفريقية بسبب دعوتك للاحتجاجات؟

انا لا اعرف تصرفات هذا النظام فهي خبط عشواء، ويمكن أن يفعلوا أي شئ، ونحن معنا الحق والقانون والأسرة الدولية، وكل هذه المعاني وسنظل على موقفنا
والحقيقة أنا وجهت لي دعوة لمقابلة الالية الافريقية ووافقت أن أقابلها حتى أنورها بالمظالم الموجودة بالسودان، وحتى نبحث على اساس استشاري كيفية تعامل الالية مع الشأن السوداني، الآن ونحن نريد الاسرة الافريقية وكذلك الدولية أن تنحاز لمطالب الشعب السوداني في الحرية والسلام العادل الشامل والحقوق الدستورية, فاذا سافرت سأفعل ذلك ولو منعت أيضا ساوصل هذه الرسالة الى كل الأطراف المعنية.

* ظللت توجه كثيراً نصائح للحكومة، فهل تعتقد أن الأحداث الأخيرة أوضحت تجاوز هذه المرحلة؟

بلا شك لا يوجد انسان عاقل يريد لهذا النظام أن يستمر، والكل يرى أنه ارتكب أخطاءاً قاتلة وما من شك أن كل الذين دخلوا مع النظام في الحوار المبتور الآن يفكرون في مراجعة مواقفهم، المؤتمر الشعبي به عناصر قوية وكثيرة ومؤثرة جداً تقول بذلك والاتحاديون بينهم كثيرون يرون ذلك وكذلك المؤتمر الوطني نفسه به عناصر تطالب باطلاق سراح المعتقلين، وتقول إن هذا ليس وجه حق، وبعضهم يفكرون في محاكمة المعتقلين.

* ما دوركم مستقبلاً في التعبير عن قضايا المواطن وفق ما استجد من حراك شعبي؟

نحن حزب قومي ونعتبر أن مهمتنا التعبير عن قضايا الشعب السوداني، ونحن كضمير لهذا الشعب مهمتنا التعبير عنه وعن حقوقه، لذلك لن نتنازل عن رفض السياسات الخاطئة التي تتخذها هذه الحكومة ضده، فحياة المواطنيين أصبحت اليوم نار الجحيم.

 

الشعب السوداني الثائر

 

 

* ما تقييمك للاحتجاجات الأخيرة؟

هذه كلها ملامح، وصار واضحاً أن الشعب السوداني يرفض هذا النظام، وما من عاقل يريد له أن يستمر حتى من هم داخل النظام يشعرون أن ما يمارسه نظامهم الآن مختلف عن ما كان ينوى فعله عندما قام بالإنقلاب، ومن يقوم بعمل رصد لإتجاهات الرأي يشعر بوضوح أن السودانيين يرفضون هذا النظام، ولكن إلى أي مدى يعبرون عن هذا الرفض هذا موضوع آخر، هذه مسألة لها حسابات أخرى، ما يحدث اليوم من اعتراض إذا كان ضعيفاً أو أقل من المتوقع، فسيأتي اليوم الذي يكون فيه ذلك بصورة كبيرة.

* وهل هي بداية للإنتفاضة التي تتحدثون عنها كثيراً؟

هذه ليست هي المرة الأولى التي نواجه فيها نظاماً إستبدادياً وندخل معه في إعتراضات، بل هي الثالثة، وتقيمنا أن الحراك عندما يصل إلى كتلة معينة من المعارضة وتتطور الأشياء تراكمياً عندئذ يحدث التحول والتغيير، الآن المساعي متراكمة للموقف من الحكم، وسيصل بإذن لله إلى نقطة حرجة تذهب به كما ذهبت بغيره، على أن يكون ذلك بالوسائل السلمية في التعبير لأننا نرى أن الخط السلمي هو الخط المناسب لكل القوى المعارضة، وقد ناشدت كل حملة السلاح بأن يلتزموا بذلك ولا يحملوا سلاحهم، إلا للدفاع فقط وقلت لهم لا تبادروا بالهجوم على أحد.

 

 

 

الجريدة

 

 

 

الجريدة السبت 3 فبراير 2018 العدد 2366 الصفحة رقم 3