في اختتام أعمال مؤتمر الاسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمان

الإمام الصادق المهدي في عمان

 

عمان:  رفع المشاركون في مؤتمر “الاسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمان”، الذي اختتم أعماله في عمان تحت الرعاية الملكية السامية، برقية شكر وتقدير الى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني.

وطالب المؤتمرون بتقديم الدعم الكافي للمملكة الاردنية الهاشمية من الجهات المانحة لتخفيف العبء عن كاهلها، جراء استضافتها أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهجرين، واكدوا اهمية العمل وبالاستعانة بالجهود العالمية خصوصا مؤسسات هيئة الامم المتحدة لتأمين ما هو ضروري من وسائل العيش الكريم لكل من اضطرته الظروف الامنية الى مغادرة بلده من اللاجئين والمهجرين ، وأنه لا يجوز ان يبقى العبء على دول امكاناتها متواضعة.

وتم خلال جلسات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام عرض 35 بحثا وورقة عمل، تحاكي الظروف وازدياد التحديات أمام المسلمين، وتوزعت موضوعات الأبحاث بين الاحتلال وضرب الهوية والتاريخ والذاكرة ، وبين الاقتتال وما يخلفه من قتل واستباحة للحرمات ، يضاف الى ذلك الدمار والتخريب والتهجير والنزوح، ويأتي مع ذلك تصاعد حالات الارهاب والتكفير، لأسباب وعوامل خارجية وداخلية ، يندرج في طليعتها الجهل بأحكام الاسلام ، وحالات من الفكر السطحي الذي أحدث خلطاً في المفاهيم وتشويها للفهم لغة واصطلاحا .

وتناولت البحوث والاوراق المقدمة للمؤتمر مسائل الارهاب، وقضايا المرأة المعاصرة ، والعولمة والاسلاموفوبيا والخطاب الاعلامي الاسلامي واعداد الدعاة ومواجهة الطائفية الحاقدة ، وموضوع التنمية الشاملة لمعالجة الفقر والبطالة ، وتناولت الابحاث تحدي الاحتلال والاضطهاد الذي يترك تهديدات وآثاراً قاتلة على المسلمين وغير المسلمين ، وبشكل خاص الاحتلال الصهيوني وما يقوم به من جرائم عنصرية وأعمال تهويدية للمقدسات تهدف للمساس بالمسجد الاقصى المبارك.

وأكد البيان الختامي للمؤتمر أن رسالة عمان حوت تأصيلا وبيانا يعرض بكلمات موجزة وواضحة ما جاء في جوهر الاسلام الحنيف من الأمر بتكريم الانسان المستخلف في الارض ، وان الرحمة في رأس قائمة ركائز الاسلام تشريعا ودعوة، ويؤسس ما ورد في رسالة عمان لمشروع ترشيد فكري وسياسي اسلاميا ودوليا والمؤتمر يطالب باعتماد الرسالة ميثاقا دوليا ، وتصنيفها في عداد وثائق ( القانون الدولي ) .

ولفت البيان الى أن أمر التحديات المعاصرة للاسلام والمسلمين بحاجة الى اعتماد خطاب اسلامي يلتزم الاصل والضوابط الشرعية ويواكب العصر في اساليبه ووسائله المعتمدة لنشر الوسطية والرحمة والاعتدال والسماحة في التعامل مع المسلمين وغير المسلمين ، وبالمقابل بيان الموقف المستند الى جوهر الاسلام وشريعته الرافض للغلو والتطرف ، وللارهاب ، والعمل الجاد قولا وفعلا على رفض الارهاب ومواجهته ، لانه يتعارض مع الاسلام ويخالفه ، وهذا يتطلب جهودا من العلماء تصوب المفاهيم وترشد الخطاب ، وتعمل من أجل تنشئة أجيال الأمة ، على منهج الوسطية ، ومقصد الرحمة ، والعمل على تحقيق مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعقل للناس جميعا ، ومعهما العرض والمال ، والتزام الاسلوب القرآني في العمل الدعوي.

كما اكد على حفظ الأسرة بكل مكوناتها، وشدد على اعطاء اولوية لتكوين الشخصية السوية من خلال التربية والاعلام والمدرسة والمسجد والاجتماع البشري عامة ، كما شدد على الانتباه الى أن الاعداد السليم للاجيال وفق المنظومة القيمية الاخلاقية والسلوكية المستمدة من نصوص الاسلام وتكون معه التنشئة على المواطنة التي تقوم على قبول مكونات الوطن ولو تعددت انتماءاتهم ومشاربهم ومواقفهم ، ومحاربة العصبيات الرديئة التي تنتج العنصرية والتعصب الطائفي.

وتطرق البيان الى الصورة المشوهة عن المسلمين التي انتشرت في الغرب والعالم عامة دفعت اليها ما يعرف بالاسلاموفوبيا ، وأنه يتعين على المسلمين عرض الاسلام بأبهى صورة من خلال استخدام كل وسائل الاتصال المتاحة، واكد على كل المعنيين في الامة العربية والاسلامية من الرسميين والمؤسسات بكل تشكيلاتها بان الواجب صياغة خطاب دعوي يذهب الى الحوار الايجابي حول المشترك الانساني مع كل اتباع الديانات والثقافات ،لان الحوار تمهيدا للتوافق على مسارات مشتركة اساسها العدل وكرامة الانسان وحرمة النفس الانسانية ورعايتها في الجوانب الحياتية كافة ، هو المؤسس للاستقرار العالمي ولصناعة الامن والامان والاستقرار ، ومعها تنتفي (الفوبيا) بكل اشكالها .

ودعا المشاركون الى مناشدة اتحاد البرلمانات العربية والإسلامية وأي جهة معنية ان تهتم بعقد لقاء كبير للتنديد بوعد بلفور ردا على الاحتفال المقرر اقامته في بريطانيا بمناسبة مرور مائة عام على صدوره .

وكالة الأنباء الأردنية (بترا)