قياديان إسلاميان يحذران من فشل تجربة الإسلاميين في السلطة

الإمام الصادق المهدي
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

 

 

عمان:- قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي إن القوى الشعبية التي أشعلت الثورات العربية “لم تحمل رؤية بديلة”، حيث فوجئت بسرعة سقوط الأنظمة، دون توفر البديل الحقيقي لها.

وأضاف المهدي، خلال ندوة عقدت السبت بفندق القدس بدعوة من المنتدى العالمي للوسطية/ عمان، وادارها امينه العام المهندس مروان الفاعوري، ان الدساتير القائمة حلت محل الأنظمة، الى جانب الاسراع في الانتخابات التي افرزت قوى اكثر حضورا، مبينا أن “ثمة تحديا يواجهه الإسلاميون في الحكم يتمثل بالحفاظ على المرجعية الإسلامية، بمنطق قادر على استيعاب الواقع والطرح الاسلامي في آن معا”، مشيرا الى ان خيار الحكم الاسلامي يتمثل بالنموذج الطالباني، والاوردغاني الذي يمثل درجة من الاسلامية.

وقال ان المحافظة على الوحدة الوطنية تعد تحديا آخر يواجهه الإسلاميون في الحكم، الى جانب التعامل مع المحيط الدولي والقوى العلمانية، لاسيما وأن الدولة تحتضن مكونات عدة، لافتا الى خطورة فشل التجربة الإسلامية وما سيجره من فوضى كبيرة. واضاف ان هناك واقعا جديدا تتعامل معه القوى الاسلامية الحاكمة، وان مقتضيات هذا الواقع هو الإقرار بالمعاهدة الاسرائيلية كما هو الحال في الدولة المصرية، مشيرا الى ان الواقع الجديد يضع الحكومات الإسلامية في مرمى الإتهام، ونعتهم بالخيانة.

ولفت الامام المهدي الى ان التغيير ضرورة حياتية، وجزء من حتميات التاريخ، خصوصا إذا ما انتج ديموقراطية متكاملة، ثقافيا واجتماعيا، فإنها ستلقي بظلالها التي ستعمم في هذه المنطقة.

ولفت الى ان الحركات الاسلامية “ستواجه اثناء حكمها جهات مخالفة لها”، وهي الرؤية العلمانية والجماعات السلفية والمنظمات والهيئات الدولية، وفي حال فشلها ستعم الفوضى واضطربات مختلفة.

من جهته، قال مؤسس حزب النهضة التونسي عبد الفتاح مورو ان الغرب، وبعد الاستقلال، اراد صنع مؤسسات ديمقراطية شكلية في تونس، مشيرا الى ان الشعب “ادرك ان الديمقراطية التي ينشدها موكولة الى نواب لم يؤتمنوا عليها”.

واضاف مورو ان الاسلام “لم يعرف القهر والديكتاتورية، ولم يعاقب او يلزم، لكننا نحن من نقهر انفسنا ونعطل احكامنا”، مؤكدا ان البقاء للأصلح.

واعتبر “كيفية معايشة الآخر الذي يعيش في نفس المنطقة والارض، من التحديات التي تواجه حركة النهضة”، لافتا الى ان الاقليات في تونس لا تتجاوز 1 %.

واشار الى ان نظام حكم “النهضة” قائم على “التمسك في قوام الحياة العامة، واحقية الحرية في العمل السياسي، وعدم اقحام الدين بالسياسة”.

من جانبه، اشار المهندس الفاعوري الى الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة، والحاجة الى استبصار الافق لاتخاذ القرارات المناسبة، والخروج من دائرة الازمات الى الحلول، مشيدا ببعض التجارب العربية، التي استطاعت ان تقدم نموذجا ديمقراطيا من بوابة التوافق على الاصلاح، داعيا لضرورة قيام النخب والقيادات الفكرية والسياسية بدورها في قيادة الشعوب.

 

 

الغد