كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي في المؤتمر الطلابي الأول

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر ولله الحمد

كلمة الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي

في المؤتمر الطلابي الأول

دار الأمة 16 مارس 2012م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي، السلام عليكم ورحمة الله

أنا أرحب ترحيبا حارا بهذا المؤتمر الأول لأننا عانينا معاناة شديدة جدا في موضوع التنظيم الطلابي، مع أننا كنا ولا زلنا نرى أن الحركة الطالبية تمثل الدينمو للحاضر والأمل في المستقبل، وبذلنا جهدا كبيرا جدا لإزالة التشويهات التي طرأت على الحركة الطالبية في الجامعات والمعاهد العليا. لأنه صحيح كما ذكر الدكتور سعيد نصر الدين (مساعد الأمين العام للطلاب) كانت هناك حركة عافية كان فيها لطلابنا مركزا كبيرا وتنظيما فاعلا، ولكن التشويهات التي طرأت على الحركة الطالبية أثناء النظام الحالي من إجراءات أمنية وإغراءات مالية وغيرها من التصرفات المشوهة أدت إلى اضطراب شديد في الحركة الطالبية.

وعلى يد المرحوم د.عبد النبي علي أحمد، حاولنا محاولات كثيرة لكي نزيل هذه التشويهات، ولكنه جاء وقال لي: أنا عجزت، تعال جرب معهم. فحاولت وربما كان بعضكم حضر بعض هذه المحاولات، ولكن في النهاية واجهتنا نتائج التربية “الإنقاذية” وهي التربية التي لا ترضى بالاعتراف بالآخر والتي تصر إما رأيي أو الطوفان. ولذلك كان قرارنا أن نرفع يدنا إلى أن نبدأ تنظيما من جديد، باعتبار أن هذا التشويه جعل العامل المشترك مستحيل، واجتهد الحبيب سعيد للقيام بما قام به الآن، وبين يدينا الآن هذا المؤتمر الذي نعول عليه كثيرا.

طبعا سيكون هناك كثيرين غير موافقين أو غير راضين، كل هذا ممكن لأنه لا يوجد عمل يعمله البشر يكون مائة بالمائة مثاليا أو مائة بالمائة كاملا، سيكون دائما هناك مجال للتحسين.

سيكون التحدي الأول أمامكم كيف تنجحون في عقد هذا المؤتمر، وفي جعله كرة جليد تكبر ولا تصغر، تتطور ولا تتدهور، هذا هو المطلوب عمله، والتحدي أمامكم أن تعتبروا أنفسكم ضمير الحزب، وضمير الوطن في عافية الحركة الطالبية وتنقيتها من التشويهات التي علقت بها في عهد هذا النظام الإنقاذي، لأن هذا النظام وضع همه في أمرين: ألا يحصل انقلاب، ولذلك صرف المال كله في طرد الضباط الذين لا يطمئن إليهم ومحاولة حصر القوات المسحلة فيمن يطمئن إليهم، والموضوع الثاني شل الحركة الطالبية حتى لا تتحرك إلا في اتجاهاته هو، لأنه يعلم أن هذين العنصرين كانا دائما في أكتوبر وفي رجب أبريل العنصر المحرك. الطلاب رأس الرمح في تحريك الشارع، والضباط الوطنيين رأس الرمح في تأييد الحركة الشعبية. ولذلك كان حريصا دائما على منع هذه العملية أن تتكرر وصُرف المال كله تقريبا في تدجين وتقسيم وتشويه الحركة الطالبية وتدجين القوات المسلحة.

على كل حال لا شك أن كل هذا غير مجد ما دامت هناك إرادة وما دامت هناك عزيمة. وأنا أريد أن أخاطبكم بمعاني تحملونها بصفتكم ضمير لحزبكم وضمير للحركة الطالبية وضمير للتحرك الوطني المنشود قريبا إن شاء الله.

نحن في الماضي حينما كنا طلبة في الجامعة لم يكن هناك طلاب يسمون أنفسهم أمة وأنصار لأسباب كثيرة جدا موضوعية، ثم بعد ذلك جاءت الظروف التي صار لهم فيها وجود ثم حصل ما حصل. الآن نريد عمل بعث إحيائي لدور الحركة الطالبية في الحزب وفي الوطن.

الخصوصية السودانية

أول شيء أريد ان اتحدث فيه وأريدكم ان تأخذوه في ذهنكم هو أن السودان مع أنه جزء من العالم العربي والإسلامي والأفريقي لديه خصوصية منذ عهد كرمة الى يومنا هذا. للسودان خصوصية مرت بمراحل كثيرة ولكن أهمها حقبة كرمة التي سبقت كل الحضارات والحفريات الموجودة الآن واكدت هذا المعنى، إن الحضارة الإنسانية الاولى في جنوب وادي النيل وليس في شماله (كرمة) ثم مرحلة العلاقة المشتركة في دولة وادي النيل وهذه مرحلة كان فيها الفراعين سودانيين ومصريين كما تعلمون بعانخي وتهارقا الذين حكموا وادي النيل كله شمالا وجنوبا، ثم مرحلة مروي التي امتدت اطول فترة وكانت أطول حضارة في التاريخ استمرت لمدة ألف عام، ثم الفترة المسيحية التي كانت فيها ثلاث دول سودانية وكانت مميزة عن الدول المسيحية الأخرى في المنطقة لأنها كانت من أقوى الدول وكانت تصد الغزاة، ثم فترة الممالك الإسلامية الزرقاء، فترة الغزو العثماني وفيه حصلت المقاومة ثم دولة المهدية. الدعوة المهدية كانت صناعة لأرض السودان وحولت السودان من متلقٍ إلى مبادر وفاعل وليس مفعول به، ثم الغزو الثنائي، ثم الحقبة الديمقراطية التي استطاعت الأحزاب الوطنية فيها أن تحقق استقلال السودان بصورة أنصع منها في أي منطقة ثانية في افريقيا، لأن البلدان الأخرى التي كانت مستعمرة فرنسيا صارت مربوطة بفرنسا بعد استقلالها والتي كانت مستعمرة بريطانيا صارت مربوطة ببريطانيا بعد استقلالها عن طريق الكومونولث، السودان وحده الذي كان استقلاله ناصع البياض وديمقراطيته كذلك كاملة الدسم، والحقيقة أيضا أن السودان شهد الحقب الديمقراطية في هذه المعاني، والحقب الدكتاتورية ولكن الحقب الدكتاتورية كلها في السودان منذ بدايتها الى نهايتها (نفسها قايم) لأن الشعب رافضها، ومهما استطال بها الزمن سقطت والآن النظام صحيح أنه لم يسقط لكنه محاصر حصارا شعبيا كبيرا بسبب أشواق الشعب السوداني للديمقراطية والحرية والعدالة.

هذه المعاني أسميها الخصوصية السودانية.

حزب الأمة وتجسيد الخصوصية

حزبنا يجسد هذه الخصوصية لأن هناك أحزاب أخرى في الأيام الماضية كانوا يقفون مع غردون ضد هذه النهضة، أو كانوا يريدون تسليم السودان لفاروق ملكا لمصر والسودان، لكن حزبنا هو رائد هذه الخصوصية، وهو مجسدها، وهذا هو المعنى الذي كلنا نفهمه وندركه ونتجاوب معه.

وهذا هو السبب الذي جعل كل الطغاة الذين يحكمون السودان رغم أنف أهله يلاحقوننا. لماذا؟ لأنه (سيد اللسان) يعتبرون أن هذا الكيان صاحب اللسان فيتصدون له. في الماضي الانجليز أنشأوا الحزب الجمهوري الاشتراكي لكي يكسروا حزب الأمة، الحكومة المصرية عملت حزب التحرر ليكسروا حزب الامة، وبعد ذلك استمر هذا التدخل حتى يومنا هذا، محاولة لتشويه إرادة الأمة.

وكل الذين يختلفون معنا لا يختلفون معنا موضوعيا لأنه موضوعيا نحن لا نظلم إنسانا ولا نغيبه في أخذ قرار، ولا نعتدي على المؤسسية، موضوعيا ليس هناك سبب يكون هناك خلاف، لكن هناك أسباب غير موضوعية بسبب التدخلات الخارجية التي تشجع العناصر التي تريد تكسير حزب الأمة، لأننا نحن من نمثل الخصوصية، ويجب دائما أن نتوقع هذا النوع من التدخل ممن سرق اللسان، والذباب يأتي حيث العسل (أصلوا الضبان بجيبه العسل!)

ومع هذا كله حزبنا صمد وأتى بالاستقلال، نعم هناك من ساعد، ولكننا الحزب الذي وقف مبادرا ومكافحا ومناضلا إلى أن تحقق، وهو الذي حضر وجهز وقام في اكتوبر وكتب ميثاقها وكذلك في رجب ابريل كان طلابنا راس الرمح في التحرك وكتبنا أيضا ميثاق الانتفاضة.

والآن هناك أنواع كثيرة من الأحاديث سوف أفسرها إن شاء الله. ولكن في النهاية المشروع الفاعل الفعال سيكون هو الذي سينقذ البلاد مما هي فيه من مستنقع.

نحن الآن نحاصر النظام بكلام فاعل وليس كلاما وهميا: الأجندة الوطنية والجهاد المدني.

هذا الجهاد المدني يعني كل شيء: الاعتصامات والإضرابات وكل هذه المساءل تسمى الجهاد المدني، ولدينا تذكرة فكرية واضحة: لا بد من نظام مدني له مرجعية إسلامية يحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ويستنهض البلاد. هذا المشروع نعتقد هو نفسه المشروع الذي في النهاية يجب ان تقتبسه كل ثورات الديمقراطية العربية ولولا اقتباس هذه المعاني لن ينجحوا، إذا ساروا في أي خط يشبه خط الإنقاذ معناه نكبة لهم ولبلدانهم، ولكن إذا اقتبسوا هذه المفاهيم كما طرحنا هذا في كتاب “معالم الفجر الجديد” سيجدون سيبلا إلى جعل الديمقراطية وسيلة للإسلام والإسلام وسيلة لتحقيق مستحقات وحقوق الشعوب وليس وسيلة لاضطهاد ونفي حقوق الشعوب.

هذا النظام الحالي رفع شعارا إسلاميا، ولم يعد برامج ولا كوادر كما اعترفوا كلهم، فاضطر أمام الواقع ان يتراجع، واتخذ التراجع شكلا واضحا في اتفاقية السلام، وحينها نشأ تياران يميني ويساري، أما التيار اليميني فتيار المنكفئين قالوا إن هؤلاء الجماعة تراجعوا عن الإسلام ولذلك لا بد أن نطبق الإسلام بأوصاف ماضوية وهم جماعة التفكيريين والإنكفائيين وغيرهم الذين ترونهم الآن في الساحة، هؤلاء أتى بهم أن هناك شعارا رفع وصار فارغا ويريدون ان يملأوا هذا الفراغ بهذه المفاهيم الماضوية. على يسار هؤلاء من يقول إن الإسلام لا ينفع لذلك لا بد من غلو علماني وطرد الدين من السياسة ومن الدولة. هذان التياران قاما نتيجة لرفع الشعار وإفراغه، لذا صارت لدينا مواقف أساسية لمخاطبة ذلك.

أولا مخاطبة التجربة المايوية المسماة إسلامية. المصادر التي سأذكرها بالله عليكم دونوها لكي تقرأوا هذه المراجع لأنها مهمة لكم في رسالتكم. “كتاب العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الاسلامي” به إدانة للتجربة المايوية لأنها تريد توظيف أحكام الإسلام في الظلم لذلك كانت مرفوضة.

فيما يتعلق بالتجربة الانقاذية لا يوجد من تصدى لبطلانها من الناحية الاسلامية ككياننا، فهو أكبر من بيّن ذلك، ومن الضروري أن تقرأوا كتاب “ميزان المصير الوطني في السودان”، لأنه تطرق لكل هذه التجارب المسماة إسلامية وأبطل حقيقتها بما فيها إبطال الانقلاب العسكري كوسيلة لتطبيق الأحكام الإسلامية.

طبعا نحن نعتبر أنفسنا أكثر استعددا لمعالجة قضايا التحول الديمقراطي في العالم العربي لذا اخذنا زبدة التجربة السودانية في كتاب “معالم الفجر الجديد”، لمخاطبة هذه التطلعات الإسلامية الديمقراطية العربية، ولكن كذلك تصدينا للموقف الديني لأننا الآن بين من يريد طرد العصر والعودة انكفاءً للماضي أو من يريد طرد الدين والتبعية للخارج، لذلك قامت في هيئة شئون الأنصار الحركة التي تريد أن توحد اهل القبلة حول صحيفة أهل القبلة ويجب عليكم قراءتها وما فيها وما دار حولها من كلام من كل القوى الإسلامية لأنها معالم الطريق لتوحيد أهل القبلة بعيدا عن موقف الغلو العلماني والغلو الانكفائي.

من المهم جدا ان نراعي هذه المعاني وأرجو أن تعطي السكرتارية كل حاضر وحاضرة منكم ملفا بهذه الأنشطة والكتب، لتكون جزء من مكتبة كل منكم لأن الإنسان لا يمكن أن يقوم برسالة بدون أين كون عارفا بمحتواها: من يدخل في أمر بدون بصيرة يخرج منه بغير بصيرة.

في المجال السياسي:

في المجال السياسي مرافعتنا واضحة في أن هذا النظام فشل: انفصال الجنوب فشل كامل لهذا النظام. حينما وقعت اتفاقية السلام كل القوى السياسية ظلت تطبل إنه والله انجاز ودخلوا في نوع من الغيبوبة عن الوعي السياسي، ولكننا أصدرنا كتاب “اتفاقية السلام يناير 2005م، ومشروع الدستور الانتقالي أبريل 2005م في الميزان” وقلنا إن هذه الاتفاقية قالت سوف تجعل الوحدة جاذبة وتحقق تحولا ديمقراطيا وتعمل على تحقيق هذه الأهداف، وقلنا بوضوح إن هذه الاتفاقية بشكلها هذا لن تأتي بوحدة ولا سلام ولن تحقق تحولا ديمقراطيا، وهذا ما حصل. لذلك النظام باتفاقيته وأدائه يعد فاشلا، والآن نتيجة لعيوب اتفاقية السلام نحن نواجه حربا في جنوب كردفان وحربا في آبيي وحربا في جنوب النيل الأزرق وحروب دارفور هذه هي الحرب القائمة، أو الحرب المحتملة، حروب دارفور منع حلها سلميا لها لأن اتفاقية السلام جعلت مرجعا، مما حال دون اتفاق سلام كلي. عيوب اتفاقية السلام مسؤولة من الحالة الأمنية الموجودة حاليا وهي مسئولية النظام القائم.

كذلك عقدنا مؤتمرا اقتصاديا. يجب عليكم أيضا قراءة أوراقه وتوصياته. هذا المؤتمر كان قوميا دعونا له كل الخبراء واشتركوا في تشخيص الحالة الاقتصادية وبيان كيف أن هذا النظام فاشل من هذه الناحية لأنه في أثناء حكمه بدلا من تفعيل الزراعة والصناعة والانتاج المتجدد لم يفعل ذلك، وفي المرحلة الاولى قبل استغلال البترول باعوا السوح والمناطق المختلفة، وهذا عمل سيء وإدارة سيئة للاقتصاد لكي يمولوا بها الميزانية، ثم جاءت مرحلة البترول وهي مرحلة فيها نجحوا فعلا في استغلال البترول فأدخل اربعين خمسين مليار دولا ولكن إلى أين ذهبت هذه المبالغ الكبيرة؟ ذهبت في تضخم في الصرف الإداري وتضخم في الصرف الأمني وتضخم في الصرف السياسي وتضخم في الفساد وتضخم في هذه المعاني.

لذلك فإن المال الذي أتى لم يؤثر في الاقتصاد الأثر المفروض أن يعمله، وأسوأ ما في الأمر والناس كلهم شاعرين بأنه إذا انفصل الجنوب سينفصل معه جزء كبير من البترول لم يعملوا أي تحضير أو استعداد لهذا الموضوع وكأن هذا الموضوع لا يعنيهم، ولذلك كأنهم فوجئوا. هذه من أكبر الغفلات كان المفروض يكون مفهوم أنه وارد أن ينفصل الجنوب وسيحدث آثارا سيئة على الاقتصاد.

مؤتمرنا أحصى هذه الاشياء وبين انها كلها مآخذ ولا حل للمسألة الاقتصادية في ظل هذه السياسات، وللأسف الشديد الآن يريدون أن يرجعوا للعادة القديمة ببيع المنشآت العامة لدعم عجز الميزانية، هذا السبب الذي بموجبه أنهم الآن يريدون أن يبيعوا كل شيء، باعوا السكة حديد ويريدون أن يبيعوا المستشفيات…الخ ونحن مع الذين يقفون ضد هذا البيع لاننا نعتقد ان هذا ضد المصلحة ولتمويل ميزانية نحن لسنا مقتنعين بأن أولوياتها صحيحة ولا أنها الميزانية الصحيحة ولا هذه الطريقة الصحيحة لإدارة الاقتصاد الوطني لهذا نحن مع كل الذين يقفون ضد بيع هذه المؤسسات والمنشآت.

فوق ذلك فإن النظام ارتكب أخطاء كثيرة جدا نتيجة لها، الناس ديل لا يستطيعون قراءة النظام الدولي القائم بطريقة معقولة. وفيه إذا حصل اعتداء على حقوق الانسان في أي منطقة يتدخل المجتمع الدولي لأن ميثاق الامم المتحدة ووثائق الأمم المتحدة وأساليب الأمم المتحدة تلزم بهذا التدخل، هذا ليس كما يقولون مجرد مؤامرات أمريكية، أمريكا نفسها ملاحقة بقوانتناموا وأبو غريب وغيرها، أي دولة النظام الدولي الحالي الآن يلاحقها، وكثير من اصدقاء امريكيا الآن قدموا لمحاكمات في الأجهزة الدولية.

الأجهزة الدولية ستتدخل طالما هناك ظلم على أحد ولذلك وللأسف نتيجة لهذه السياسات قيادة بلادنا الآن ملاحقة جنائيا وهذا يسبب شللا حتى إذا لم يقع اعتقال سيسبب شللا في التحرك الدبلوماسي السوداني.

هذه الحيثيات معناها نظام فاشل، فماذا نحن فاعلون؟

البعض داخل النظام يتحدثون عن إصلاح بالتلفيق: حكومة عريضة، وكلام من هذا النوع. وهذه مسالة عبثية لأنه (دايرة تمشطها في قملتها) نفس الناس الذين تسببوا في الكارثة يقولون بأنهم يريدون عمل حكومة عريضة وهذا خاطئ.

هذا فتح المجال للحركات الآتية:

· في الجبهة الثورية وهم ناس يعتقدون أنهم مظلومون وعندهم أسلحة ويريدون أن يعملوا بموجب هذه الأسلحة على تغيير النظام بالقوة. هذا يؤدي لأنهم منطلقين من الجنوب، وصحيح أن لديهم قضية لكن هذا يعني مثلما هناك اتهام على أن الخرطوم تدعم حركات ضد جوبا، أن جوبا تدعم حركات ضد الخرطوم، وهذا نتيجته تساوي حربا بين الدولتين وهي مدمرة للدولتين.

· هناك طبعا إمكانية الانتفاضة، وواردة جدا أن تقوم انتفاضة، والكلام عن أن الانتفاضة لن تقوم ليس صحيحا، التحركات الموجودة حاليا: الاعتصامات والاضرابات يمكن أن تؤدي لها. ففي مصر قبل حصول الانتفاضة حصل 3000 اعتصام واضراب وموكب هيأ الظرف لذلك، وممكن يحصل، لكن لا بد أن نفهم إذا حصلت انتفاضة في السودان مع عدم المفاجأة لأنه في مصر كانت هناك مفاجأة وفي تونس كانت هناك مفاجأة ولكن لن تكون هناك مفاجأة لأن النظام مستعد يضربها، مثلما حصل في سوريا ومثلما حصل في ليبيا ومثلما حصل في اليمن وهذا يعني سيكون هناك انقسام كبير جدا واحتمال سفك الدماء كبير.

الاثنان ممكنان: حصول الحركة الثورية ممكن تتحرك وتضرب وتؤدي إلى حرب، والانتفاضة تتحرك أيضا وتؤدي إلى انقسام وسفك دماء، لهذا نحن نتحدث عن إجراء استباقي لهذه الاشياء وهي قادمة قادمة، واحدة منهما سوف تأتي، لكن ممكن عمل إجراء استباقي وهذا ما أدى إلى الكلام عن الأجندة الوطنية وسيلة من وسائل تحقيق التغيير مع حقن الدماء، ولكن التغيير حتمي طبعا هذا ما حصل في السودان من قبل، هذا حدث في جنوب افريقيا ودول كثيرة جدا من أمريكا اللاتينية حدث فيها هذا في تشيلي وفنزويلا، ممكن يحصل ولكن لكي يحصل فإنه لا بيحصل (بأخوي وأخوك) ولكي يتحقق لا بد من ضغط، هذا الضغط هو الجهاد المدني، ولذلك لا بد من مواصلة الجهاد المدني كوسيلة من وسائل تحقيق هذا استباقيا لتحقيق أهداف النظام الجديد.

النظام الجديد حتمي ولكن نحن فقط نريد أن نوفر الدم، ولكن للأسف الشديد إذا تخلفنا (الدم بقع)، وعشان كدا نحن نريد أن نعمل في هذا. في الأجندة الوطنية والجهاد المدني.

هناك من يتكلم عن المعارضة ويتحدث عن أصحاب الـ24 ساعة، وهم قوم يتحدثون كيفما اتفق (بتكلموا ساكت) المعارضة عريضة جدا منها الجبهة الثورية ومنها ناس داخل المؤتمر الوطني ومنها الحركة المطلبية المعارضة الآن، هي جبهة عريضة جدا ما واحدة او اثنين، هم عندما يتحدثون عن المعارضة كأنها جماعة الـ 24 ساعة فهم ليسوا المعارضة. وهذا هو الوزن الحقيقي الذي يجب أن يفهمه الناس في السلطة، نحن في حزب الأمة نعتبر انفسنا شغالين في هذا الاطار المعارضة الفعلية وليس المعارضة الوهمية.

نحن دعمنا موقف المناصير فأقمنا لهم الورشة ودعمنا الاعتصام الى ان تحققت أهدافهم وندعم الكوادر الصحية التي ترفض الأشياء الخاطئة المملاة عليها وندعم المشردين في الخدمة المدنية وفي الخدمة العسكرية وندعم المزارعين الرافضين لقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م، ونكوّن الآن منابر قومية لكي تتحدث بهموم الشعب السودني.

وحول قضية البترول لا يمكن أن نسمح أن يكون البترول مراشقة بين جوبا والخرطوم لذا عملنا منبرا قوميا حضّر وسيدرس في الأيام القريبة القادمة ويتكلم باسم وضمير الشعب السوداني في البلدين بأن هذا هو الصحيح وليس التخريف الموجود في الخرطوم وجوبا.

كذلك سنكون ثلاثة مراصد تطور مراصدنا الحالية لمراصد قومية:

· مرصد قومي لحقوق الانسان لكل القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان يقوم المرصد برصدها وتكون له شبكة في السودان.

· مرصد قومي كذلك لموضوع الفساد، يتكلمون عن الفساد وهل يحتاج الفساد لدليل؟! وهل يحتاج لـ(درس عصر) أو لمراجعة، نحن رأينا قوى سياسية لم تكن لديها ثروة صارت غنية، وقوى سياسية كانت ذات ثروة وصارت فقيرة هذا هو المعيار.

· والمرصد الثالث متعلق بما يحدث من الناحية الإنسانية في مناطق الحرب الحالية.

قانون سلام وأمن ومحاسبة السودان:

وطبعا الآن جاء الكلام حول القانون الأمريكي، وقام الطبالون شغلهم كله الآن أن يشتموا أمريكا هذا لا يحل.

الحل هو أن نقفل الثغرات التي تأتي بالتدخلات، وهذا ما جعلنا نسعى لمنبر قومي ليناقش هذه القضية ويقول ما هي الثغرات اللازم قفلها لسد مداخل التدخل الأجنبي، وليس الشتيمة فالشتائم ليس لها معنى، فالأمريكان سيتدخلون ليس فقط لأن هناك لوبيات بل الرأي العام الأمريكي نفسه يتدخل، والأمم المتحدة تتدخل ليس لأن أمريكا تدفعها بل لأن هناك قوانين ومواثيق دولية ومعاهدات تلزمها بالتدخل، ولا بد من وقف باب التدخل بحل المشاكل وقفل الثغرات وإلا سيحصل التدخل مهما كانت الشتائم المكالة لأمريكا ، لذلك خططنا للمنبر القومي ليصنف ويحدد ماذا يجب عمله للأخذ بيد السودان.

الموقف من القوى المختلفة:

مع المؤتمر الوطني: إننا نتفاوض مع المؤتمر الوطني ولن نقاطعه لماذا؟ لأننا نتكلم معه، ولكن مستحيل ندخل معه في هذا المستنقع، نتكلم معه لنقنعه بعمل استباقي لأن (الجاي جاي) إذا لم يحصل العمل الاستباقي.

بعض الناس يقولون هاهو عبد الرحمن قد دخل، ولا بد أن يفهم هذا الكلام بوضوح تام. عبد الرحمن ضابط في القوات المسلحة، قال له رئيسه أريد أعطيك مهمة في العلاقة بينهم وبين الجنوب، وعرضوا علي هذا الكلام، وقلت لهم لا مانع تكون في العلاقة بينهم وبين الجنوب، ولكن هذا الموقف لا يمثل حزب الأمة، ولا يمثلني، ولا يؤثر في موقفنا كمعارضة تريد نظاما جديد. وهذا الكلام مكتوب، إذا صار هناك كلام فسننشره، فهو كلام مكتوب (ما كلام ساكت).

لكن الناس أصحاب الذهنيات التآمرية يعتقدون أنني رأيت أعمل “كراع في المركب وكراع في الطوف”، إنهم منطق (للقصر رئيس وللسجن حبيس) هذا هو المنطق الشمولي الذي يفكرون به في الأمور، نحن ليس لدينا هذا المنطق وما نسعى فيه كلام صريح وواضح دخل عبد الرحمن تحت مسئوليته الخاصة وفي هذا الإطار، ونحن قلنا إنه لا يمثل حزب الأمة ولا موقف الصادق المهدي ولا يؤثر في موقفنا كمعارضة تعمل على قيام نظام جديد.

مع الجبهة الثورية: موقفنا من الجبهة الثورية، نحن طبعا معترفين بأن للجبهة قضية، واتفاقية السلام نفسها قالت عندهم قضية، لأنها قالت إن جنوب كردفان لازم يتفقوا معهم على مشورة، وكذلك جنوب النيل الأزرق يتفقوا معهم على مشورة، ولذلك فإننا مهتمون بإيجاد حل ولكننا لا نفتكر أنه عن طريق العمل المسلح الذي يستهدف الخرطوم ستأتي النتيجة المأمولة، بل ستأتي نتيجة أخرى وهي حرب بين الشمال والجنوب، وهنا يأتي الكلام عن السيد نصرالدين الهادي وموقفه. نصر الدين كذلك لديه كلام مكتوب وقد أزمع السفر، يا نصر الدين اتصل باخوانا في الجنوب: الحركة الشعبية، والأخ سلفا كير رئيس الجنوب، وقل له إن حزب الأمة يسعى في تحقيق علاقة خاصة بين الشمال والجنوب، وفي منع الحرب بين الشمال والجنوب، هذا هو إطار الكلام بيننا وبين الحركة الشعبية.

أما الجبهة الثورية فكلامنا معهم يكون واضحا، يا إخواننا نحن نريد حل مشكلة جنوب كردفان ومشكلة النيل الأزرق وأبيي حلا سياسيا وليس عسكريا، فالعمل على حل عسكري لن يحل الموضوع، ونحن لا نقول لكم ضعوا سلاحكم لكن نقول لكم أيدوا مسعانا في إيجاد حل سياسي سلمي نعتقد أنه الأسلم، وتكلم معهم في هذا الإطار لكي يؤيدوا إستراتيجية الحل السياسي باعتبار أنه الحل للسودان، ولكن لا يمكن يكون معنى هذا أن ننضم إليهم لنعمل في هذه الجبهة، ولذلك فالكلام واضح، هذا هو ما كلف السيد نصر الدين بعمله، ونحن الآن نسأل وننتظر منه أن يوضح موقفه، إذا كان الموقف هو الكلام الذي قلناه له، وهو الحوار مع هؤلاء الأخوة في سبيل إقناعهم بالحل السياسي كإستراتيجية، والحل السلمي كإستراتيجية فهذا هو التفويض الذي أخذه مكتوبا، ولكن إذا كان هناك أي كلام أن حزب الأمة ينضم لهذه الجبهة ولأهدافها فنحن مؤكد لا نؤيد هذا ولا يؤيد خطنا لأن خطنا لم يعمله الصادق أو زيد أو عبيد، بل خط قررته أجهزتنا بعد دراسة كبيرة ووصلت إلى هذا المعنى.

موقفنا من قوى الإجماع: بعض الناس يقولون: ناس الصادق يريدون الرئاسة ويودون الاستيلاء على قوى الإجماع، وكل هذا كلام فارغ، ما قلناه لهم:يا اخوتنا دعونا نصبح فاعلين، حينما يصرح أحدنا باسمنا ويقول نحن نستطيع إسقاط هذه الحكومة في 24 ساعة أو 48 ساعة فإنكم تضحكون الناس علينا، ونحن والله لا نريد أن نكون أضحوكة. نحن نريد هيكلا يتخذ القرارات واتفاق على ما نريد عمله في السودان، وأن نبريء أنفسنا من أي مسلح، ونعمل على تحقيق أهدافنا بالجهاد المدني هذا هو الكلام الذي قلناه لهم، ليس فيه أي تطلع لأن حزب الأمة يريد أن يرأس، ولكن هؤلاء الناس بعضهم ذهنيته شمولية يعتقد أني أريد أن أصير رئيسا (أبقى رئيس شنو؟) قلت لهم وأكرر الآن

لا أريد أكون رئيسا لأي شيء غير منتخب فيه، لكنهم لأن بعضهم لديه فكرة أن الرئيس ممكن يكون عن طريق الانقلاب أو المؤامرة لا مانع لديه أن يتمشى مع هذا المنطق ولكن نحن ليس لدينا هذا المنطق. نحن نريد تفعيل العمل ولذلك لا نريد أن نفتح معهم جبهة مساجلات، وبالمناسبة كل مساجلة بدأت منهم، وقد قلت للصحفيين اعملوا في ذلك تحقيق، كل مساجلة بدأت منهم (رازة ونطاحة)، وعلى كل حال نحن لن نقاطعهم وسنستمر نتكلم معهم عسى ولعل يهتدوا إلى خطة مشتركة لعمل فعال، وقفل باب التصريحات التي لا تأتي بشيء غير أنها تضحك الناس علينا.

حزب الأمة:

هناك كلام كثير جدا في حزبنا، وواضح تماما كل إنسان خالفنا ومع هذه المؤسسات وليس الصادق كان ذلك حقيقة بمجهود منه، فلا أبعد ولا غيّب ولا أسي اليه. على كل حال الآن تقرر أن اجتماع الهيئة المركزية قادم، وقبله تكونت لجنة عالية التمثيل لأجهزة الحزب: الرئاسة والمكتب السياسي والمكتب التنفيذي لكي يتكلموا مع كل هؤلاء الناس: يا اخوانا تعالوا إلى حزبكم واحتلوا مواقعكم التنظيمية تحت الدستور المجاز وتحت هذه الأوضاع، وإذا كنتم تريدون تغيير أي شيء فعن طريق الأجهزة وعن طريق شرعي. أما أن كل جماعة يجتمعون ويقولون نحن نمثل حزب الأمة وكوادر حزب الأمة فنحن سنوقف هذا العبث، وسنطالب الجهات المعنية ألا يتكلم إنسان باسم حزب الأمة إلا المنتخبون في أجهزة حزب الأمة المعتمدة دستوريا.

قضايا الشباب

هذا فيما يتعلق بالقضايا العامة التي نأمل أن تحملوا رسالتها وتكونوا ضميرها وتكونوا معبرين عنها ومحامين لها، لكن انتم لديكم قضايا خاصة بكم كثيرة جدا، وتحتاج منكم لاهتمام كبير ودراسة وأن تخرجوا بمفاهيم واضحة حول هذه القضايا.

الشباب مرحلة عمرية مهمة جدا: حماس ومثالية وتفاؤل، وهذا كله جيد جدا، لكن العسل ياتي معه بالذباب، فهذا الحماس والميزات الشبابية الآن تتبعها أمراض كثيرة، ولا بد من أن تشخصوا أمراض القطاع الشبابي الآن بصورة واضحة وموضوعية وصريحة، فهناك مشاكل العطالة والفقر الذي أدى إليه وفاقمه الموقف من تمويل الجامعات، مسألة المخدرات، أزمة الزواج، وضرورة الاهتمام بالتربية بكل أنواعها: الدينية والتربية الوطنية والتربية الجنسية، وبهذه المناسبة حينما تكلمت عن التربية الجنسية استنكر ذلك الحشويون، وقالوا كيف تعلمون الأولاد السفاهة! التربية الجنسية لديهم معناها سفاهة، القرآن فيه أكثر من خمسين لفظة جنسية: النكاح والطلاق والعدة والرفث والظهار والكلام عن إتيان الذكران كل هذه معاني متعلقة بالتربية الجنسية وهي في القرآن كتاب الله نحفظها وبها نصلي. إذا لم نعمل هذه التربية الجنسية لكي تكون لأولادنا وبناتنا نظرة قويمة فسوف تقوم الفضائيات بتربيتهم، ولا أحد يستطيع قفلها، إنها الآن موجودة لكل إنسان وكذلك الإنترنت، الآن بعض الحشويين أيضا قالوا ألا يسمح لأي بنت أن تدخل في الفيسبوك أو الانترنت الا يكون معها محرم! كيف ستعملون هذا؟ نحن في حالة مضحكة من التصرفات غيرالمفهومة، لازم نصفح أولادنا وبناتنا بتربية جنسية واعية، الجنس ليس شيئا سيئا وهو أحسن شيء أعطاه الله للبشر وللحيوانات كذلك، ولكن لا بد أن يكون منضبطا، ويكون التصرف فيه بانضباط لأن التصرف فيه بغير انضباط يؤدي إلى انهيار الأخلاق وللأمراض الجنسية إلى آخره من مآلات سيئة. ولا بد أن الشباب يفهم هذا ويدرسه ويعرفه ويصفـّحوا أنفسهم به، وليس بمنعهم عن الفيسبوك ومن يمنع؟ هذا الجيل يعتبر نفسه واعيا ووعيه متقدم على وعي أماته وآبائه ولديه قدرات وكفاءات ويستطيعون الاتصال بالعالم كله، خرج الجني من القمقم لا تسطيع إدخاله. وعليك أن تعترف بضرورة تصفيحه بالوعي وليس بحركة بوليسية. هذه هي قضايا الشباب وغيرها يجب أن تهتموا بها.

وهنالك كذلك القضايا التعليمية، فقد قررنا في حزب الأمة عمل مؤتمر قومي لدراسة مشاكل التعليم بمراحله المختلفة، وأنتم يمكن أن تقدموا في هذه القضية توصيات لأنكم (واطين الجمرة) فيها و(الجمرة بتحرق الواطيها)، وفيها المشاكل المتعلقة بالحرية والعمل الحر داخل الجامعات والتنظيم، والعنف المسنود بالأمن والعنف المسنود بالتربية الخاطئة لدى الكوادر المعنية، وضرورة قانون للتعليم العالي يجعل الجامعات مستقلة من أي تدخل خارجي، وكذلك توصيات محددة تتحدث عن كيفية تحرير صناديق الطلاب من أي تدخل حكومي ليكون تحت ادارة الجامعات المستقلة، ويحول دون أن يكون الحرس الجامعي جزء من الأمن العام بل يكون كادر الحرس الجامعي جزء من إدارة الجامعة وملتزم بقواعدها وملتزم بأوضاعها ومدرك لها، لا أن يكون قادما ليفرض عليها إرادة خارجية. إنكم يجب أن تتكلموا بصفة واضحة جدا عن معالم قانون التعليم العالي ومعالم الإصلاح المطلوب اتخاذه لنرمم الفساد والكساد الذي سببته ثورة التعليم العالي. لقد قلت من قبل إن ثورة التعليم العالي هذه “جابت ملعقة سكر لكي تطعم بها موية النيل” كيف نحلي ماء النيل بملعقة سكر؟ هذا كلام فارغ ليس له معنى ولا بد أن تناقشوا أزمة التعليم العالي وما يجب عمله.

نتطلع لأن تقدموا توصيات محكمة في هذا المعني، وطبعا توصيات محكمة في نقد وضعكم التنظيمي الحالي وكيف تعالج مشاكله؟ لأنه مهما كان يحتاج تحسينا ولا بد من مخاطبة تحدياته لتحسينه لأننا نريد أن نطمئن انكم ستكونون ضميرا لحزب الأمة وضميرا للحركة الطالبية القومية وهذا لا يتأتي إلا بـ: التخلية قبل التحلية.

نريدكم أيضا أن تقولوا لنا ماذا تريدون من حزب الأمة أن يعمل لكم بصفته حزبكم، وكذلك هيئة شئون الأنصار ماذا تريدون منها أن تعمل لكم بصفتها هيئتكم، فهاتين المؤسسيتين لهما عناية واهتمام كبير جدا بمستقبلكم. فساعدوهم بتحديد المطلوب ليبحثوه وينظروا في كيفية تحقيقه ولكن لا بد بداية أن تحددوا بصورة واضحة ماذا تريدون؟

في الختام أود أنكم بعد التوصيات التي ستخرجون بها أن تتطلعوا لأن تتحدثوا باسم أو ضمير الحركة الطالبية كلها ودورها، وأن تناقشوا ما هو دور الحركة الطالبية في التغيير وإقامة النظام الجديد، لا بد أن تخاطبوا هذا المعنى لأنه حصلت محاولات كثيرة لتدجين الحركة الطالبية، فابحثوا دوركم في التخلص من هذا التجدين لتلعبوا دورا لأن هذا قدركم لأنكم مرحلة المثالية والأمل والتضحية.

وكذلك أن تهضموا هذه المفاهيم، وتدرسوا وتراجعوا هذه المراجع لتستطيعوا الدفاع عنها.

وكذلك لا بد من أن تنحتوا شعارات للمرحلة القادمة تلقنوها لكل الحركة الطالبية وتصير شعارات المرحلة. ومن أهم هذه المهام ان تقولوا هذه التنظيمات والأفكار ما المطلوب أن يحصل عمليا ليغيرالواقع في السودان، لأن الرسول (ص) يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، فليكن علمكم ما ينفع.

 

والسلام عليكم ورحمة الله.

_______________________________________________________________________________

 

* ملحوظة: الكلمة ألقيت شفاهة وقام المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بتفريغ الكلمة من التسجيل المصور.