كلمة الإمام الصادق المهدي في اللقاء التشاوري للفعاليات الوطنية حول الوضع الراهن

الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب الأمة القومي

اللقاء التشاوري للفعاليات الوطنية حول الوضع الراهن

كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب

8 أبريل 2013م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله

وأشكركم شكراً جزيلاً على تلبية دعوتنا هذه، وأشكر كذلك الذين تحدثوا ولا شك أنهم كلهم تحدثوا بصدق عما يشعرون به، وفي النهاية الفكرة أن نتبادل الرأي، وهذا اللقاء ليس لقاءاً نهائياً، ولكن يجب ألا نجعله لقاءاً عقيماً. لذلك سوف نقترح أننا بعد هذه التهوية ندعو للقاء أوسع. والفكرة أننا نريد أن نخرج بوثيقة تضم رأينا كلنا حول معالم النظام الجديد الذي ننشده. كذلك أن نتفق على كيفية تحقيق ذلك، ليس بالحوار كما ظن بعض الناس أننا نريد أن نقنع النظام بالحوار أن يفعل كذاوكذا، لا القضية ليست كذلك، الحوار نفسه جزءٌ من أداة كفاح، جزء من عمل مدني لإحداث التغيير.

ما هو العمل المدني لإحداث التغيير؟ يجب أن نتفق عليه، لأن العمل غير المدني لإحداث التغيير سوف يودي بهذه البلاد مع ما فيها الآن من حزازات وقوات مسلحة مختلقة الأجندات إلى الدمار.

الناس الذين تكلموا قالوا كلاما مهماً جدا فيما يتعلق بشعورهم أنه:

– لا جدوى بلا استبدال القيادات، بمعنى أن يحيلوا للمعاش كل الناس في الساحة الصالح والطالح.

– ولا جدوى دون توحيد الأحزاب.

– ولا جدوى للحوار الوطني، ولا داعي للحوار مع النظام لأن النظام لا يفي بعهده.

– ولا بد أن نُعطى حقوقنا أولا.

– وتصحيح إطلاق السراح أن لا يكون انتقائيا بل يجب أن يكون عاماً.

– ضرورة أن يعترف النظام بالأزمة والحاجة للتغيير.

– وأن التغيير على أي حال قدري سيأتي من الله سبحانه وتعالى بقدره .

– وضرورة أن نتفق على بوصلة استراتيجية للبلاد.

– والمطلوب حوار شامل لهذه البوصلة حتى تكون إستراتيجية للدولة.

– وأن المواجهات سوف تؤدي حتماً ذا حدثت إلى تدمير البلاد.

– وضرورة توفير الحريات قبل الحوار نفسه.

وهذه كلها آراء نعتقد أنها مفيدة، ولكن لدينا رأي نريد أيضاً أن تفكروا فيه باعتبار أن هذه الدعوة لتسمَعوا وتُسمِعوا، وقد أسمعتم جزاكم الله خيراً، وسوف نسمعكم رأينا في سبع نقاط، ونود أن تفكروا فيما نقوله لكم عسى ولعل نتفق على خريطة طريق لتوحيد الرؤية الوطنية لتحقيق مطالب الشعب.

أولاً: لماذا في السودان أزمة ؟

أزمة الحكم: الأزمة الحالية أزمة سلطة سببها ببساطة شديدة احتكار السلطة لنفر معين وإقصاء الآخرين، هذا يدمر مبدأ الشورى في الإسلام ومبدأ الديمقراطية ويزيل الحرية وهذا سبب من أسباب الأزمة. والسبب الثاني من أسباب الأزمة الذي أدى لانفصال الجنوب وسيؤدي لانفصالات أخرى “لا قدر الله” هو حقيقة أن هناك رؤية حزبية ذات منطلق ثقافي معين فُرضت على مجتمع متعدد الأديان متعدد الثقافات متعدد الجهويات. هذه أدت بالفعل وردود الفعل لهذه المواجهات، وكل الحروب القائمة يمكن أن تنسب لهذه الحقيقة. المنطقة كلها، وليس في السودان وحده، كانت تعاني من نظام شكله واحد: نظم الانفراد الاقصائي بمعالمها الأربعة: استيلاء على السلطة بالقوة- تمكين للذين استولوا على السلطة بالقوة، اقتصاد يحابيهم، إعلام مضلل، أمن يطلق اليد في رقاب المواطنين. هذا الموقف أدى إلى احتقان في المنطقة كلها.

ثانياً: الفجر العربي والحالة السودانية

معالم الاحتقان ونذر الانفجار حتى إعلان البحر الميت: كنا ضمن مجموعة من رؤساء حكومات ورؤساء دول منتخبين سابقاً قد زرنا عدداً من الدول العربية، ثم انتهى بنا المطاف إلى البحر الميت حيث أقمنا مؤتمراً لممثلين للأحزاب الحاكمة ولمعارضيهم، وكانت النتيجة أن أعلنا في البحر الميت في يناير 2008م بأن هذا الاحتقان إذا لم تجر مفاوضات وحوارات بين الطرفين ويتفق على الإصلاح السياسي سوف يحدث انفجار، وقد كان.

الانفجار: كيف حدث الانفجار في تونس 2011م:

– لم يكن بتخطيط من أحد. كان مفاجئاً، وهذا هو الذي صرف بأس أجهزة الأمن حقيقة.

– موقف القوات المسلحة التونسية التي رفضت أن تبطش بالمواطنين فكان هذا هو السبب في نجاح ماحدث في تونس.

نفس الشيء حصل في مصر: الأحزاب والقوة السياسية المعنية بالتحرك كانت تحت المهجر، ولكن الشباب: شباب الفيس بوك، بنظرته المختلفة كان قادراً على أن يحدث ما أحدث بطريقة مفاجئة، ثم استولت القوات المسلحة المصرية على السلطة بالصورة التي جعلت التكامل ما بين الحركة الشعبية والقوات المسلحة.

أهمية الحسم العسكري

التحرك الشعبي مهم ولكن في كل هذه التجارب كان للقوات المسلحة دور حاسم. وهذا نفس الشيء الذي حصل لنا في الانتفاضتين السابقتين:

دور العسكريين في انتفاضة أكتوبر 1964م: حصل تحرك واسع، ولكن في المرحلة الحاسمة حصل لقاء بيننا وبين مسئولين في القوات المسلحة: الطاهر عبد الرحمن المقبول وعوض عبد الرحمن صغير، وذلك بالضغط في اتجاه التغيير، وكان هناك ضغط من ضباط سموا أنفسهم الضباط الأحرار في مستوى آخر. هؤلاء هم الذين تمكنوا من الضغط الذي أحدث التغيير. أي في كل هذه الحالات كان هناك ضرروة للتحرك في الشارع ويكلل هذا تحرك في القوات المسلحة.

دور العسكريين في انتفاضة رجب/ ابريل 1985م: أيضا حصل تحضير وحصل تحرك في الشارع وحصلت تعبئة وحصل كلام بيننا وبين قادة القوات المسلحة، ثم نداء منا للقوات المسلحة يوم الجمعة 5 أبريل، بناءاً على هذه التحركات حصلت استجابة من القوات المسلحة وعزلوا المرحوم جعفر نميري.

الدرس المستفاد: الذي يجب أن نأخذه في الحسبان: نحن نريد تحركاً في الشارع، نعم، ولكن أيضاً نريد تكملة لهذا التحرك بحسم عسكري، وهذا يجعلني أتكلم عما حدث في شعبان/ سبتمر 1973م، إذ كنا نحضر لتحرك في الشارع وأقمنا ندوات كثيرة جداً في الجامعة، وكنا نصعد الموقف، لكن جاءنا اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واجتمعوا معنا ليلاً، وهم الآن أحياء موجودون، قالوا لنا نحن غداً سوف نتحرك لأن مهدي مصطفى الهادي قال كلاماً استفزنا، قلت لهم يا أخوانا نحن نحضر الآن في تجاوب مدني وتجاوب عسكري، إذا تحركتم قبل ذلك سوف تعملون عملاً كبيراً وعظيماً جداً ولكنه سوف يكون فاشلاً فلا تتحركوا غداً، قولوا ما تشاءون داخل الجامعة، ولكن لا تتحركوا إلا بعد أن نكون قد ضمنا تحركاً عمالياً، وتحركاً في نقابات أخرى، واستطعنا أن نبحث إمكانية أن يكون هناك حسم عسكري. كان ذلك في سبتمر 1973م. ولكنهم قالوا الطلبة امتنعوا وقالوا لا نستطيع أن نغير موقفنا مهما كانت الظروف ونحن “طالعين طالعين”، قلنا لهم خلاص ربنا يوفقكم ولكن النتيجة لن تكون كما توقعتم وهذا ما حصل، عملوا مظاهرة عظيمة جداً ملأت الشارع وكان عملاً عظيماً جداً لكن ظاهرتان وجدتا: لم يحصل تجاوب من فئات أخرى، وطبعا لم يكن هناك تحضير مثلما حصل في أكتوبر ومثلنا حصل في أبريل بحسم عسكري مكمل.

لماذا أقول هذا الكلام؟ لأقول عندما نتكلم حول التحرك لازم نأخذ ذلك في الحسبان مع تجارب الآخرين.

اختفاء الحسم العسكري: مع اختفاء الحسم العسكري لم يحدث نفس ما حصل في تونس ومصر. في اليمن وليبيا والبحرين وسوريا في كل هذه المناطق حصل تحرك شعبي قوي جداً جداً ولكن لأنه لم يكن هناك الحسم العسكري المكمل، ولأن النظم استعدّت. ولذلك كل الانتفاضات التي حصلت بعد الثورة المصرية القادة أوالقيادات الحاكمة في البلدان المستبدة استعدوا وتخندقوا، ولذلك حصلت التجربة في اليمن وفي ليبيا والبحرين والآن في سوريا، كلها تجارب فيها النظام استعد ليقمع التحرك ومع أن التحرك قوي جداَ لكنه لم يصل للنتيجة المطلوبة بل أدى إلى ظاهرتين: العنف بحجم كبير (حرب أهلية)، والتدخل الأجنبي: فالناتو حسمت الصراع في ليبيا، وما يحصل الآن استدعاء لهذا التدخل. وما حصل في البحرين أيضا نعرف كيف حسم، ونعرف أيضاً أن هذه التحركات المعنية صار فيها هذا المعنى، لا بد أن نأخذ هذه الدروس في الحسبان، لا نتكلم كأننا بدأنا الآن.

الاحتجاج في السودان:

في السودان مستوى الاحتجاج أكبر. الذين يتكلمون عن أن كل هذه الأمور سدىً فهذا غير صحيح. نحن قاومنا النظام وحاربناه وحاربنا وسجننا وصادرنا، ونعتقد نحن وغيرنا ما دفعناه من ثمن هو الذي أتى بهامش الحرية الموجود حالياً. هذه الدار كانت مصادرة، وكان اجتماعٌ مثل هذه مستحيل، وكنت عندما اجتمع مع مراسل أو أي جهة من الخارج أنا والمراسل نُعتقل، الأمور صار فيها هامش نعم لكن هذا الهامش لم يأت تفضلاً بل جاء نتيجة لأن الناس صمدوا، لذلك أود أن أقول لا ينبغي أن يغيب علينا أن الاحتجاج في السودان اليوم أوسع منه في أي بلد من بلدان الربيع العربي.

حيثيات الاحتجاج:

• الجبهات المسلحة: هؤلاء سودانيون وطنيون في هذه البلاد وليسوا أجانب، ويمثلون الآن احتجاجاً، صحيح ليس باحتجاج مظاهرات ولكنه احتجاج حقيقي.

• الهجرات: السودان الآن حوالي خمسه هاجروا محتجين.

• الحركات المطلبية: اتسعت فيها اعتصامات وفيها اضطربات الآن.

• المعارضة المدنية.

• التحركات التلقائية من الشباب: ولكن ضعف احتمالات الحسم العسكري لأسباب معلومة. والنتيجة مع غياب التلقائية (المفاجأة) وضعف احتمالات الحسم العسكري المتوقع إذا حصلت التحركات الواسعة هذه وممكن تحصل مع تخلف النظام والمظالم الموجودة سوف يحصل السناريو الليبي- أو اليمني- أز السوري.. الخ هذه كلها في الحسبان لأن النظام مستعد حسب ما اعتقد. لذلك عندما تحرك شبابنا نحن لم نتخل عنهم ولم نقل هؤلاء شباب طائش ولا يتحرك، قلنا خير فليتحرك هذا الشباب وآويناهم لكن قلنا نحن لم نقرر أن نتحرك (لم نتبن التحرك) وقلنا جرم أن يعتدى عليهم، ولكن كنا فاهمين أن الوقت لم يحن بعد لهذا التحرك الواسع، وكنا فاهمين أيضاً ضروري جداً عندما نتحرك نشوف ما يحصل للقوات المسلحة. القوات المسلحة الآن في السودان ما عادت جسماً واحداً، فالسودان الآن فيه ما لا يقل عن خمسين فئة مسلحة، وهذه الفئات المسلحة بأجنداتها، وعندما تحدث مواجهة عامة هذه المواجهات العامة سيكون من نتائجها المواجهات الشاملة في كل هذه المواقع.

ثالثاً: صناعة الدينامية الجديدة:

هناك داينمية تحركية جديدة. نحن علينا أولاً أن نقدم بصورة واضحة مفردات فشل النظام في القضايا المصيرية. صحيح كثير من الناس يقولون كل شيء مفهوم، ليس كل الناس فاهمين كل شيء، لا بد أن نقوم بتعبئة حول في ماذا فشل هذا النظام من النواحي المصيرية. ولا بد أن نتفق على أساس النظام الجديد. كل الجهات التي تغيرت الآن احتاروا حول ماذا يفعلون بل المشكلة التي يعانون منها الآن أن جهات ما اختطفت الثورة لأنه لم يكن هناك اتفاق حول ماذا نفعل بعد زوال النظام؟ فلا بد أن نتفق حول معالم النظام. والآن هناك مقدار من الحرية يمكننا أن نتحرك لكي نتفق هذا هو النظام الجديد الذي نريده، وهناك قضايا كثيرة لا يمكن تعلق: قضايا الحريات- قضايا السلام- قضايا العلاقة مع الجنوب، قضايا كثيرة جدًا لا بد أن نتفق على أن هذا هو البديل الذي نريده.

الوسائل: ما هي وسائل تحقيق هذا الكلام؟ مجرد الاتفاق والحوار غير كاف، بل نحاور لكي نضغط بحوار ولكن لا بد أن تكون هناك وسائل أخرى لنستطيع تحقيق البديل المطلوب، وهذا ليس أمراً نبتدعه بل حصل هذا في جنوب أفريقيا وفي شيلي ومناطق أخرى كثيرة جداً، حيث يحدث الحوار والضغط حتى الوصول إلى النتيجة.

من بعد انفصال الجنوب كونا لجنة عليا للاتصال بكل الأطراف ليتفقون على النظام الجديد الذي نريده، ونتفق علىه وعلى أن نحقق حيثيات إمكانية مائدة مستديرة نعيد تجربة جنوب أفريقيا (كوديسا) ولكن في نفس الوقت نحضر للتعبئة لاعتصامات واسعة في مناطق السودان المختلفة داخل السودان وخارج السودان كوسائل ضغط. قلنا إذن هذا هو المشروع وهذه هي الوسائل لتحقيق هذا المشروع ونشر هذا الكلام في يوليو 2012م، وقلنا نريد أن نتفق على هذا البديل هذا النظام الجديد ونعمل على تحقيق ذلك، تم تكوين لجنة عليا لتحقيق ذلك في مايو2012م، اللجنة قامت بطبع ونشر المشروع المقترح بعنوان: (مشروع اتفاقية سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل)، هذه اللجنة حققت في العام المنصرم الآتي:

o اتصالات واسعة بالكافة وخلق رأي عام حول فكرة المشروع.

o اتصالات واسعة بالقوى المسلحة الثورية لدعم المشروع وهذه كانت أول مرة بدأ فيها الناس يتكلمون مع القوة المسلحة الثورية لكي نتفق على مشروع يدعمونه إستراتيجية لحل سياسي.

o اتصالات واسعة بالإضافة للقوى السياسية والمدنية بالقوى الدينية والقبلية.

o إعطاء شكل محدد لمبادرة الأمة.

o اتصالات واسعة بالمجتمع الدولي لدعم الإرادة السودانية، وقد كان.

مع الابقاء على مبدأ الحوار مع النظام مفتوحاً، طبعاً بعض الأخوة حماسة يقولون لا يريدون ذلك، طبعاً إذا كنا في موقف إملائي كان ممكن نقول هذا الكلام ولكن نحن نحاور ليس لنشترك أو نشارك أو نتفق لكي يحاكمونا مستقبلاً مثلما قال ابننا الذي تحدث للتو، لقد حاورنا هذا النظام عدة مرة ولكن حتى الآن لم نشترك معه لماذا؟ لقد عرضت علينا المشاركة في كل هذه المحطات: في سنة 1993م، و1996م، و2008م لكن كان كلامنا واضحاً إذا لم يكن هناك أساس كيف يحكم السودان، وكفالة الحريات، ونظام مثل هذا النوع نحن غير مستعيدن أن نشارك، وما زلنا عند هذه المحطة وعند هذا الموقف. وقلنا مع الابقاء على مبدأ الحوار مع النظام مفتوحاً فنحن لم نقف عند الحوار مع الحكومة ولا مع الرؤساء ولا مع الزعماء بل أيضا يمشي الحوار داخل قواعد النظام أي الخروج بصغية حوار قاعدية، لأن هذا مهم جداً لنصل لرأي عام داخل النظام، وقد كان:

o شباب وطلاب المؤتمر الوطني.

o الدائرة السياسية للمؤتمر الوطني.

o سائحون الذين كانوا ينتمون للنظام.

o مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن الذي خاطبته بخطاب مخاطبة مباشرة.

o المناقشة وتكوين رأي ضد قانون الصحافة والمطبوعات لإبطاله لأنه خاطئ.

o الحديث عن العنف في الجامعات، والبديل والكلام على أنه لا بد من قانون جديد للجامعات ليجعلها مستقلة.

هناك عشر محطات لخلق رأي وطني ديمقراطي بوسائل علنية. وفي رأينا لم تكن هذه المحطات سدى، هذه كانت في اتجاه أن النظام من داخله تحصل توجهات نحو الأجندة الوطنية ومطالب الشعب.

وبنفس الحماسة عملنا على إبطال سياسات الحرب وتعبئة من أجل السلام على كل الحدود المشتركة، وقمنا بعمل تعبوي ومحدد، وقلنا يا أهلنا في المناطق الحدودية في الجبلين وفي أبو جبيهة وفي كل هذه المناطق وسوف نذهب لكل المناطق قلنا لهم: “لا للحرب نعم للسلام” اعقدوا مع جيرانكم من القبائل الجنوبية اتفاقات تعايش لتأمين المرعى، واتفاقات للتجارة واتفاقات للمواطنة، واتفاقات على أنه لا للحرب وكل أبطال الحرب والذين يريدون الحرب أبعدوهم منكم (انبذوا دعاة الحرب) وأعملوا على السلام هذا كله مؤكد ضد سياسات النظام المتجهة لتعبئة الناس للحرب، بل قالوا من يذهب حتى لتجارة أو غيرها اقتلوه! نحن مشينا في الخط الآخر ونعقتد أنه هذا الخط انتصر وهذا ليس مسألة كلام خرطومي هذه مسألة كلام في الحدود لإبطال سياسات الحرب. ونعتقد هناك حزب حرب في الخرطوم وحزب حرب في جوبا، ونحن نعمل على أن نبطل حزب الحرب في جوبا ونبطل حزب الحرب في الخرطوم ونعتقد أن هذا ضروري جدا وفعلا وصلنا في ذلك لنتائج.

نحن نعمل هذا كله باعتبار ان المسألة لست نتحرك اليوم أو غداً؟ لأننا نخلق الظروف التي تخلق الواقع الجديد ولذلك لابد أن نعمل في هذه المجالات ولا يمكن نعتبر هذا الكلام سدى، بل يعمل واقعا جديداً يمشي نحو الاجندة الوطنية لأنها هي المخرج في النهاية.

رابعاً: الضغوط المتزايدة تعمل معنا:

إننا نضع يدنا على نبض النظام ونقرأ ما يحدث ونعتقد أن هذا الذي حدث أتى بنتائج كثيرة جداً بعضها ذكرناه. ومنها أن كثيراً جداً من الأقلام التي كانت تسلخنا لصالح النظام في البداية الآن تسلخ النظام لصالح الوطن، وسأذكر لكم ثمانية أفراد تحولوا من أهم أقلامه ولكنهم أكثر من ذلك: عبد الوهاب الأفندي- الطيب زين العابدين- خالد التجاني – مصطفى عبد القادر- عثمان ميرغني – الطاهر ساتي- عبد الغني إدريس- ومصطفى إدريس. أقلام كانت حداد ضدنا والآن صارت حداد من أجل الوطن هذا انتقال إلى أحسن ويظهر الداينمية المتحركة نحو الأفق الوطني، وكذلك صارت هناك نداءات مسموعة داخل النظام وداخل قواعده الدينية وهذه تسير في اتجاه موضوعي ليس لأننا كما يظنون ويقولون نخترقهم، بل تخترقهم المصلحة الوطنية ولذلك ينحازون للمصلحة الوطنية كما نرى وهذا من مصلحة التغيير القادم.

كذلك فإن ضباط وعساكر القوات المسلحة أيضاً مواطنون سودانيون وليسوا قادمين من المريخ، ولذلك حصلت وسطهم تحركات، هذه التحركات ليست بتعاون معنا ولا باتفاق معنا ولكن أيضا تلبية لأشياء يرونها كبقية الشباب الذين يرون ضرورة التغيير، وطبعا الآن قدموا للمحاكمة، ونرى أنه في الذهنية الجديدة ينبغي أن يكون هناك عفو عام لكي نفتح صفحة جديدة من أجل الوطن ومستقبله.

هذه التحركات كلها بدون تنسيق معنا ولكنها كلها تلبي نداء الوطن، وما دامت تلبي نداء الوطن نلتقي بها في نهاية الطريق، فحتى وإن لم نكن في صف واحد نكون في هدف واحد.

الحالة الاقتصادية: كما قال موسوليني فإن الليرة لا تسمع كلام الديكتاتور، ولذلك الدولار لا يسمع كلام الحكومة، ولذلك الحالة الاقتصادية صارت متجهة في تدهور شديد جداُ. وهي من أهم الضغوط، فمع انحسار الإيردادت بعد انفصال الجنوب صارت الحرب تكلف في يوم ما تكلف مصروفات الميزانية في شهر، أي الميزانية كلها تصرف في 12 يوما،ً طبعا يأخذونها بالدين وهذا عبء على كل شيء خاصة الأسعار. هذه حقائق كلها تضغط في اتجاه الأجندة الوطنية التي نتكلم عنها لأنها تدعو للتغيير للأصلح. ضيق المعيشة وطيران الأسعار والدولار كلها تضغط باتجاه الأجندة الوطنية معنا. كان أحدهم حينما أخبر بموت عدوه بالسم الذي دس في عسل قال: “إن لله جنودا منها العسل”، وما قاله أخانا هاشم السراج فإن الله لا يهيء الأمر بغتة لديه الأسباب، ولذلك إذا أراد أمراً هيأ اسبابه هذه هي الأسباب التي يهيء بها رب العالمين لتأتي بهذه النتيجة ولذلك يجب ألا نسكت عن حقيقة دور الأسباب التي هي الآن ضغوط.

هذه الضغوط المذكورة يضاف إليها الضغط الخارجي، فالآن هناك ضغط خارجي أفريقي ودولي أثمر اتفاق سبتمبر 2012م للبترول وغيره، وكذلك صيغة لإنهاء الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق والقرار 2046 الذي يطابق تماما ما اقترحناه في مشروعنا إذ قلنا بضرورة الحل الإنساني وعلاج الوضع الإنساني والاعتراف بجناح الحركة الشعبية في الشمال وضرورة الوصول لاتفاق معهم لأن لديهم قضية لا تحل عسكرياً بل لا بد أن تحل عبر السلام وهذا كله موجود في هذا الكتيب الذي أكدنا فيه أن هذه حقوق لهؤلاء المواطنين، صحيح لهم يستجيبوا لكلامنا ولكنهم استجابوا الآن للقرار 2046 الذي يطابق تماما المقترحات في مشروعنا في يوليو 2012م.

طبعا نحن رحبنا باتفاق سبتمر 2012م لأننا نعتقد أنه سار في الخطى التي نراها صحيحة، ورحبنا بالمصفوفة في مارس 2013م ولكن نقول لا يُظن أن المصفوفة بين الحكومتين فقط هي بين الحكومتين والأسرة الدولية وللأسرة الدولية دور أساسي فيها، لذلك نحن نخاطب الأسرة الدولية لتدعم الأجندة الوطنية لأن المصفوفة جعلت الأسرة الدولية شريكاً في المصفوفة. وذلك بالحيثيات التالية:

– مطلوب من الأسرة الدولية أن تدفع للسودان ثلث الفرق في المدخلات التي كان تأتيه من الجنوب.

– ومطلوب منها أن تمول تنمية الجنوب.

– وأن تعمل مجهود لإعفاء الدين.

– وأن تعمل على رفع العقوبات من السودان.

– وأن تقدم آلية للمساعدات التي سوف تأتي.

هذا الكلام مفهوم ولكن لا يمكن أن يحدث بدون استجابة للأجندة الوطنية، صدقوني التجاوب رهين بالأجندة الوطنية، إذا لم يطبع السودان علاقاته بالأسرة الدولية مستحيل أن تلتزم الأسرة الدولية بهذه الأشياء، وهي حقيقة أحلام وسراب لن تكون الأسرة الدولية بقرة حلوب هكذا بدون رؤى وأسس وشروط، هذه الأشياء لن تتحقق إلا عن طريق تنفيذ مقترحات الأجندة الوطنية، فهذه الأأشياء ستكون ضغطاً هي ذات في اتجاه الأجندة الوطنية ضمن الضغوط الأخرى المذكورة.

خامساً: الفجر الجديد وما بعده: لدى توقيع وثيقة الفجر الجديد في كمبالا استبشر صقور النظام وفرحوا جداً لأنهم ظنوا أن هذا سيجعل النظام يستفيد من هذه المسألة ويكرر سيناريو هجليج، ولذلك قرروا أن يحولوا الفجر الجديد لهجليج أخرى، كان هذا هو تفكيرهم ولكن طبعا القوة الوطنية كلها أعادت تقدير الوثيقة وقالت الحقيقة أنه نعم نحن نريد اتصالاً مع الحركة الشعبية والجبهة الثورية ولكن في اتجاه الرهان على الحل السياسي، و أنه صحيح نريد اجتماعاً ولكن ليس في كمبالا، وكنا اتفقنا مع الأخ ياسر عرمان أن يكون اللقاء في جنوب أفريقيا أو في بلد محايد، ولازم نتفق على الأجندة ولازم نتفق على من يحضر، فلا يحضر كل من هب ودب، بل يحضر الذين يمثلون القوى الاجتماعية ولهم وزن سياسي في الداخل والخارج. لكنهم غيروا وجاءت النتيجة التي حصلت، على كل حال لا بد من مراجعة هذا الذي حدث على أساس أن الرهان على الحل السياسي والحل القومي لأن أي حل يقوم على أساس ثوري بالطريقة الموجودة حالياً لن يكون قومياً وإذا لم يكن قومياً فهذه هي الفتنة بذاتها وسوف تدخل السودان في ما حدث بين التوتسي والهوتو، وهذا لا بد أن نتجنبه. نحن نريد العلاقة مع القوة الثورية نعم ولكن في رهان على الحل السياسي وفي رهان على الحل القومي لأنه بدون ذلك أي تغيير كارثة.

ولكن الموقف الآن تغير؟

الآن بدل أن يبحث النظام عن ذرائع، مثل حكاية كمبالا يعلق فيها إخفاقاته لا بد من الاستجابة في رأينا للأجندة الوطنية، طبعاً لا يمكن أن نقنعهم هكذا بـ”أخوي وأخوك”، بل لا بد يكون لدينا عمل أوله الاتفاق على البديل الذي نريده ونوقع عليه ليس في إطارٍ محدودٍ بل توقيع مليوني، مليون من السودانيين يوقعون على هذه المطالب ويمكن أن نسميه ما نشاء: العقد الاجتماعي، الفجر الجديد، الخلاص الوطني، لكن نتفق على ذلك كأساس. لقد دعوناكم ونريد منكم أن تقدروا هذا الموضوع، ونرجو أن تقبلوه لكن حتى لو لم تقبلوه وأردتم تعديله فليعدل، نحن لا نريد إملاءاً بل حواراً. هذا اللقاء ضيق ولكنا نأمل أن يتفق على أن يأتي الناس في اجتماع أوسع لكي نستطيع الوصول لهذه الوثيقة الكفاحية وليست وثيقة اتفاق في غرفة بل في زفة، يقول فيها السودانيون هذا هو مطلبنا بوضوح تام في الجزئيات المختلفة وهذا هو النظام الذي نريده.

سادساً: الأجندة الوطنية:

لا حل لتلك المشاكل إلا بالاستجابة للأجندة الوطنية أو مشروع الخلاص الوطني أو الفجر الصادق مهما اختلفت الأسماء فالصفة واحدة، نحن اقترحنا لهذه الموضوع عشر نقاط:

الأولى: الجنوب: علاقة خاصة مع الجنوب حددنا حيثياتها.

الثانية: دارفور: حل مشكلة دارفور. نحن طبعاً رحبنا باجتماع الدوحة السابق والحالي ولكنه ليس كافياً، لا يمكن حدوث تنمية بدون أمن ولا بد أن نشمل الذين لم يوقعوا ليوقعوا وهذا ممكن إذا تمت الاستجابة لكل مطالب دارفور داخل وحدة السودان.

الثالثة: جنوب كردفان: وجنوب النيل الازرق: نفس الشيء لأخواننا في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق يعترف بهم ويدخل معهم في تفاوض بما يعطيهم حقهم في السلطة والثروة واللامركزية والتعدد الثقافي .. إلخ ضمن وحدة السودان.

الرابعة: الدستور: بعض الناس يقولون الدستور الحالي نفسه غير مطبق وهذا صحيح، لكن المشكلة أن هذا الدستور حرس باتفاق مع الجنوب ونريد دستوراً قومياً ونحرص على أنه هذا الدستور القومي تضعه آلية قومية لتحرسه وطبعا الموقف الآن افضل من الماضي لأن هناك صحوة شعبية ووعي شعبي ويمكن أن يصير الشعب هو حارس الدستور الجديد.

الخامسة: الاقتصاد: لدينا مقترحات معينة لإصلاح الاقتصاد.

السادسة: الفساد: كل كلام عن الفساد من داخل النظام لا يمكن أن يؤدي لنتيجة لذلك اقترحنا هيئة قومية مستقلة لتكون مسئولة ومفوضة حول موضوع الفساد، الفساد واضح ونريدها أن ترقمه وتوثقه.

السابعة: قومية المؤسسات: الجيش والقوات النظامية كافة، والقوات المدنية هذه كلها الآن تحت قبضة حزب وهذا غير ممكن، ولا بد أن تحرر هذه المؤسسات لكي تكون قومية وليست في قبضة أي حزب من الأحزاب.

الثامنة: المصارحة والإنصاف: لابد من آلية للمصارحة والإنصاف، وكذلك بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية: فلا بد من معادلة مع المحكمة الجنائية ولا مجال لإنكار المحكمة، وكنت في خطابي للأخ الرئيس الكيني الجديد ناشدته بضرورة التعاون مع المحكمة وقد صرح الرئيس الكيني مشكوراً بأنه سوف يتعاون مع المحكمة ليبرئ نفسه وهذا موقف صحيح، لا ينبغي لأي قائد القول إني لا اعترف بالمحكمة، فهذه المحكمة جزء من نتائج نضال الشعوب في أن تجد جهة تحرسها من الطغيان والمفاسد.

التاسعة: الحريات: كل كلام قيل هنا عن الحريات صحيح، لا بد أن نضع كفالة الحريات شرطاً، ولا بد يكون الناس أحرار، وهناك عشرون قانون لا بد من إلغائها وإزالتها ليكون هناك ضمان للحريات.

العاشرة: الإجراءات التمهيدية: نحن كما قلت مشتركين في حوار قاعدي مع كل الأجهزة ومع الرأي العام ولكن حتى يكون هناك حوار معتمد لا بد من إجراءات تمهيدية، وقد اقترحنا إجراءات تمهيدية محددة لهذا. القيد الزمني: لا بد من قيد زمني وهذا لا يعني أن نفاوض ونوقف التعبئة بل مثلما اتفقنا على هذه الأفكار وعلى التفاوض نتفق على أن نحضر أنفسنا لعمل اعتصامات واسعة تملأ السوح العامة في كل السودان، وهذا ضروري جدا لأننا إذا لم نقم بذلك سيعتبر الناس أن هذا كلام أفندية وقيادات ليس لها سند، وفعلاً الآن بدأنا حملة الاتصالات الشعبية في النيل الابيض وستمتد لكردفان ودارفور والنيل الأزرق وشرق السودان والشمالية لكي نعبئ الناس ونهيئهم في كل مكان ونقول لهم استعدوا لكي تأخذوا مطالبكم وعلى الأقل تكون التضحية أن تعملوا اعتصامات شعبية واسعة تعبيراً عما تريدون لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي نستطيع أن نؤكد بها ليس لنا فقط بل نؤكد للحكام ونؤكد للعالم العربي بأن الشعب السوداني يريد نظام جديد، وهذا لا يكون بكلام محدود فلا بد من الاعتصامات الواسعة هذه.

سابعاً: ما المطلوب؟:

المطلوب منا في تقديرنا إذن أن:

‌أ. نتفق على معالم النظام الجديد

‌ب. نتفق على مشروع التوقعيات الواسعة من أجل هذا النظام الجديد.

‌ج. نتفق على التعبئة الواسعة من أجل الاستباق.

نحن ندرك أن السودان في خطر وما لم نستبق الأحداث الأمور لن تسير بهدوء وسلام وسوف تقع انتفاضة، وستحصل محاولات مسلحة، وتجرى هجمة ثورية .. ألخ وستأتي بالنتائج المذكورة لذلك نحن مفروض نعمل هذا العمل باعتباره عملاً استباقياً لأنه إذا تأخرنا ستكون هناك نتائج سلبية جداً بالنسبة لمستقبل السودان وتدفع البلاد الثمن.

نعم نخاطبكم باسم حزب الأمة ولكن الحقيقة أننا نخاطبكم بأهداف حزب الوطن ليس بأهداف حزب الأمة. فإن رأيتم فيه نقصاً يذكر ليضاف، وهذا لا يعني أن الناس المتحمسون الذين يودون الخروج للشارع لا يطلعون الشارع، من يريد الطلوع للشارع يطلع الشارع، ولكن نحن كقيادات مسؤولة نتكلم بمسئولية، وأنا متأكد أني لو وجهت نداء للناس سوف يخرج آلاف الناس ولكن يطلع آلاف الناس بدون أن أوفر لهم حماية ومع نظام بهذا الشكل وأنا عارف بيعمل شنو، أعتقد أني أتحمل هذه المسئولية، لذلك نحن لا بد نتصرف بصورة هي إن أمكن أن نجنب البلد هذه الدماء لذلك نقول نتحرك بدون عنف ونأمل أنه حتى في وقفاتنا الشعبية تكون الوقفات الشعبية ما أمكن تتجنب المواجهات.

ماذا بعد اليوم؟

التشاور مع كافة الأطراف، نحن بعد هذا الاجتماع نلتزم بأننا نواصل التشاور مع كافة الأطراف المعنية في السودان وخارج السودان بأمل الاتفاق على مشروع موحد سياسي في ظرف مدة لا تتجاوز 3 أسابيع، بعدها ندعو إن شاء الله للقاء جامع موسع، هذا اللقاء الموسع نأمل في ذلك الوقت نكون وصلنا لاتفاق على التعاقد الاجتماعي ونكون اتفقنا على آلية تحقيق هذه الأهداف وبعد ذلك نطلق على هذا الشيء المقصود الاسم الذي نريد، أية تسمية تصف السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل بالصورة التي يتفق عليها باعتبار أنها أسلم وسيلة للتعامل مع القضية الوطنية في هذه المرحلة.

طبعاً نحن نعتقد أننا إذا استطعنا أن نقنع الناس كلهم أن الحالة السودانية هكذا، وأن النظام الجديد معالمه كذا، وأن الوسيلة الآمنة له هي كذا، نمشي في هذا الخط وفي هذه الاثناء إذا حصل أي نوع من الحوار نرحب بهذا الحوار سواء كان مع القيادة أو مع القواعد، لأنه في النهاية هؤلاء أيضاً مواطنون ولهم قدرات ولهم مصالح ولا بد أن نخاطب هذه الحقيقة.

في النهاية أقول: هذا الرأي رأي حزب الأمة وليس رأي الصادق مثلما يقول بعض الناس ونحن نريد أن نتكلم مع حزب الأمة وليس مع الصادق، وهذه كلامات عجيبة فأي كلام أقوله مختمر عبر أجهزتنا، واجهزتنا هذه هي أجهزة خاضت كل مراحل التصعيد والانتخاب الديمقراطي من القاعدة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله،،

 

 

 

ملحوظة: الكلمة ألقيت شفاهة، وقام المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بتفريغها من تسجيل الفيديو مع الاستعانة بنقاطه المكتوبة.