كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي بأرض المعارض ببري

الإمام الصادق المهدي في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي

الجمعة 24 مارس 2017

كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي

السلام عليكم

أخي الرئيس

أخواني وأخواتي وابنائي وبناتي، مع حفظ الألقاب للزائرين الضيوف ومواطنينا الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله.

اشكركم على دعوتي لمخاطبة افتتاح مؤتمركم العام وأكرر لكم عزائي على الفقيد الراحل الشيخ حسن عبد الله الترابي رحمه الله رحمة واسعة.

إمتحان الناس في إتباع الخير أو الشر إمتحانٌ قدري واضح المعالم (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [1]. آهم مع الصدق أم الكذب، أو مع الأمانة أم الغش، أو مع العفة أم المجون، وهلم جرا.

التحدي الذي يواجه القوى السياسية هو التوفيق الجدلي بين حقين… إمتحانٌ فيه تُكرم القوى السياسية أو تُهان،

عشرُ جدليات:

1. جدلية الأصل والعصر
2. جدلية الدين والدولة
3. جدلية الحرية الفردية ومصلحة الجماعة
4. جدلية الحرية والأمن
5. جدلية النمو والعدالة
6. جدلية الديمقراطية والتوازن
7. جدلية المركز والهامش
8. جدلية الجيل النافذ وتعاقب الأجيال
9. جدلية الإنتماء الوطني والإنتماءت لكيانات فوق وطنية
10. وأخيراً، جدلية التقدم بين الإصلاح والثورة

كل القوى السياسية تواجه هذا الإمتحان، ربما يتصدى له هذا المؤتمر ونحن في كياننا السياسي سوف نفعل في المؤتمر الثامن القادم إن شاء الله.

أما الموقف من الواقع السياسي المباشر فالسؤال حول الموقف من الحوار المنتهي في العاشر من أكتوبر 2016، أهو محطة المنتهي أم أن له ما بعده من حوارٍ يشمل من لم يشاركوا فيه، أي حوار شامل بموجب خارطة الطريق الأفريقية، وفي الموقف من حوار العاشر من أكتوبر هل ينتهي كيفما يكون أم يحقق للوطن قيمة مضافة تحقق بسط الحريات وضبط أجهزة الأمن والوفاء باستحقاقات خريطة الطريق التي وقعها النظام ونداء السودان، هذه هي المقاييس الحقيقية للتفرقة بين النظام السالف والنظام الخالف.

هذا الموقف يؤسس لسلامٍ عادل شامل ولحُكمٍ قومي لا يعزلُ أحداً ولا يهيمن عليه أحد ولدستورٍ راسخ، خُطي يُرجى أن تخرج البلاد نهائياً من حالة الإحتراب وحالة الإستقطاب.

نحن وآخرون من قوى الشعب السوداني بل الإقليم حولنا والأسرة الدولية نتابع مؤتمركم هذا باهتمام كبير راجيين منه إنحيازاً كبيراً للموقف الأوسط من الجدليات العشر وإنحيازاً لإستحقاقات وقف الإحتراب والإستقطاب لإجماع يُشبه إنسانيات الشعب السوداني المُتسامح كما كان في ديسمبر 1955 وما كان في أكتوبر 1964.

قال الحكيم :

إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل عاصفة سكونا

وقال الرسول العليم : إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها.

وقال تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [2]

ختاماً لكم التحيات الطيبات والدعوات الصادقات لنجاح المؤتمر.

والسلام عليكم

____________________________________

[1] سورة العنكبوت الآية رقم (1 و 2)

[2] سورة الأنبياء الآية رقم (18)

 كُتبت الكلمة من تسجيل فيديو