كلمة الحبيب الإمام الصادق المهدي في تأبين أمي عزيزة عليها رحمة الله اليوم

الإمام الصادق المهدي في برنامج مصر في يوم
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله المنتخب ورئيس الوزراء الشرعي للسودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي
دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله المنتخب ورئيس الوزراء الشرعي للسودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو نادي مادريد للحكماء الديمقراطيين والمفكر السياسي والإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

9\10\2015م

الحمد لله والصلاة على مصطفاه وآله وصحبه ومن والاه.
أنعى لأسرتى وأهل بيتى وضيوفنا والأنصار طيبة الذكر، التى يدعوها أولادى أمى عزيزة.
هذه السيدة أثيوبية الأصل من منطقة الولغاييت، مكثت معنا ما يزيد عن نصف قرن من الزمان. الأثيوبيون من أحب الشعوب لشعبنا وقد كانت من اهل الكتاب المسيحي ثم وبمحض اختيارها أسلمت، وفى الحالين تحلت بالتقوى ومكارم الأخلاق.
أسرتنا مرت بأهوال على يد الطغاه فالسيدة حفية غابت بالسجن أو بزياراتى فى السجون فى جبيت، وبورتسودان، وشندى، والقاهرة أو فى المنافى، وكنت كما وصف الشاعر بالنسبة لأطفالى:

طفلة تمسك من خوفٍ أباها والثياب
تنظر فى الصورة فى البرواز
ثم فى وجه أبيها بارتياب
ما رأت منه سوى الصورة وجهاً
كان محظور الإياب

وفى أثناء غياب الوالدين تولت عزيزة رعاية أولادي مثلما فعلت كذلك (أمى عرجون) كما يدعوها أولادي، هاتان السيدتان كانتا راهبتين فى محراب رعاية الأطفال، تجردتا من علائق الدنيا للقيام بواجب الرعاية هذه.
فى أسرتنا نعامل من يعاملنا بالحسنى فى المعاملات الخاصة. ومن حيث دياناتهم نعاملهم بمبدأ (لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)1 . الإسلام إنتشر بالعدالة والمودة لا بالإكراه كما يحلو للذين غاب عنهم قول نبى الإحسان: إنما الدين المعاملة.
الحبيبة عزيزة كانت حسنة الديانة، كريمة الأخلاق، طيبة المعاملة، رحمها الله رحمة واسعة، وتقبلها فى نعيمه. وأحسن الله عزاء السيدة حفية وأولادي جميعاً فى فقدها فقد بذلت لهم جميعاً المودة دون فرز.
ولتكن سيرتها الطيبة أنموذجاً تربوياً، فالخلق عيال الله وخيركم عنده خيركم لعياله كما قال نبى الرحمة.

2(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

الصادق المهدي

__________________________________________________________________

1 سورة الممتحنة الآية 8

2 سورة البقرة الآية 156