كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في ختام المؤتمر العام السادس

الإمام الصادق المهدي
سماحة دولة الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه رئيس حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان وعضو مجلس التنسيق الرئاسي لقوى نداء السودان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية والفائز بجائزة قوسي للسلام لعام 2013 وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد للحكماء والرؤساء السابقين المنتخبين ديمقراطياً والمفكر السياسي والإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الرئيس في الجلسة الختامية للمؤتمر العام السادس لحزب الأمة القومي

17 أبريل 2003م

بسم الله الرحمن الرحيم، ضيوفنا الكرام مع حفظ الألقاب والمقامات،

أخواني وأخواتي أبنائي وبناتي،

أشكر لضيوفنا الكرام حرصهم على تلبية دعوتنا وحديثهم الطيب وإشادتهم بما حققنا في هذا المؤتمر، وأشكر وأقدر جهد العاملين فيه وأقدر صبرهم ومثابرتهم وعملهم الدؤوب ليل نهار حتى تمكنا من إنجاز أجندة هذا المؤتمر المصيري الذي كان رحلة صلاح وفلاح ونجاح، رحلة انطلقت من قواعدنا في البوادي والأرياف والمدن وصعدت حتى بلغت هذا المؤتمر العام، نعم تأخر هذا المؤتمر زمناً طويلاً، بعض هذا التأخير كان لأن أيدينا كانت مقيدة ولأن أفواهنا كانت مكممة ولأن حركتنا كانت ممنوعة ولكن بعض التأخير كان بسبب تباطؤ وعجز ذاتي ولكنا تمكنا ولله الحمد رغم كل شيء من بلوغ صنعاء فلا بد من صنعاء وإن طال السفر.

أعاذلتي مهلاً إذا ما تأخــرت قوافلنا يوماً فسـوف تعـود

ولا بد من ورد لظمأى تطاولت ليالي سراها واحتواها البيـد

 

إن الديمقراطية تتعلق بالقرار البطيء ليس لأن الإبطاء جزء من طبيعتها ولكن لأنها تشمل الرأي والرأي الآخر وتراعي تدافع الآراء مما يجعل الإتفاق صعباً ولكن كما يقال السهل في السهل والصعب في الصعب، من السهل على الديكتاتورية أن تفعل ما تريد لأنها تعمل بأسلوب الأمر والنهي ولا مجال فيها للرأي والرأي الآخر. في الدكتاتورية الختان والزواج في يوم واحد! أما الديمقراطية فهي: تدبيـر ذي حنـك يفكـر في غـد

لقد قالوا عنا مترددين، نعم مترددون في القرار الأحادي، ماذا كانت النتيجة عندما انقلبوا هم علينا ومارسوا القرار الفردي الحاسم؟

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها

قالوا عنا مثاليين، نعم مثاليون.

إن في السياسة أخلاق. ونحن نلتزم هذا الفهم للعمل السياسي، لقد جاءنا على طول مسيرتنا السياسية من يعرض علينا مجرد المناصب، قلنا لهم ولا زلنا نقول ليس السؤال هو من يحكم السودان، فليحكم السودان أي بنيه ولكن السؤال هو كيف يحكم السودان؟ وعندما أراد بعض نواب البرلمان في الديمقراطية الانضمام إلينا قلنا لهم إن أردتم ذلك فعليكم الاستقالة والرجوع لقواعدكم وإعادة الترشيح على أسس ومبادئ حزب الأمة. وعقب ثورة أكتوبر طلب منا أن نحاكم عصابة 17 نوفمبر فقلنا لقد وعدناهم بألا نحاكمهم ووعد الحر دين عليه. أساءت الشموليات إلينا وحاولت اغتيال شخصياتنا معنوياً فرفضنا التجاوب مع ذلك. السياسة لا بد فيها من مثل وأخلاق تميز بين من يلتزمها وبين من لسان حاله:

نادمـت كل جليـس بمــا يلائمه حتى أروق الجـليسا

فعند الرواة أدير الكلام وعند السقــاة أديـر الكـؤوسـا

قالوا أكاديميين نشغل أنفسنا بالفكر، صحيح أن الفكر بلا عمل عاجز وكسيح ولكن الفكر هو قرن استشعار للعمل، العمل بلا فكر أعمى وأعشى وضال:

الرأي قبل شجاعة الشجعان هي في المقام الأول وهو المكان الثان

ولربما طعـن الفتى أقرانـه بالـرأي قبل تطـاعن الأقـران

مكة قبل المدينة.

بعض الناس يعتبرون أن السياسة هي تصيد السلطة وتصيد سقطات الآخرين، هذا هو ما أكسب السياسة سمعة سيئة مما جعل اللعنات تطاردها. نعم السياسة الانتهازية ملعونة، هذا الفهم الذي يفصل السياسة عن الأخلاق غير صحيح، ولا يجب أن يحصر السياسي نفسه في ميدان السلطة، بل عليه أن يوسع من مداركه وعلاقاته وثقافته وفكره وأدبه وأن يتخذ أسلوب النبوة، “فبما رحمة من الله لنت لهم” “خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين” لا بد من الإقتداء بهذا النوع بهذا من السياسة التي تثري نفسها بالأخلاق والمثل العليا والفكر، ثم أي المناهج أنجح، هذا الذي يتصيد المناصب أم ذلك الذي يلتزم بالأخلاق، نعم في المدى القصير يربح النفعيون ولكن من يضحك أخيراً يضحك طويلاً. وإذا سألنا الآن عن الذين نازلناهم ونازلونا وصارعناهم وصارعونا وانتقدناهم وانتقدونا، أين هم الآن؟ “كم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا” إنني مهما تأملت في سياسة الكياسة وكياسة السياسة لا أجد في دفاترها معاني استشهد بها في هذا الصدد مثل ما قيل في الشيخ ود رية العبيد ود بدر:

الهـوي والشـرق بليمـو لمـاهو

الزيـن والفسـل بفضـلو عمـاهو

حفـر العـد غريق لامن يجيب ماهو

شال سعينات الرجال كباها في سقاهو

أقول أن السياسة المرتبطة بالأخلاق والمثل والفكر هي الأبقى وهي الأنجح، إذا استعرضنا سيرتنا السياسية وجدنا الآتي: في الانتخابات الأولى التي خضناها عام 1964م كانت نتيجتنا فيها كما تعلمون، وفي انتخابات 1968م كانت نتيجتنا أقوى، والآن إذا عرضنا ما يحدث في هذا المؤتمر على أي عملية انتخابية حرة لوجدنا العجب، نقول لكل من يتقول علينا الأقاويل” ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل خيراً يجزى به” والمرء يقيم بما يحسن. قالوا لنا أطلتم البقاء في الرئاسة، أقول نعم لقد انتخبت أول ما انتخبت في 1964م، ولكن الأمر هنا شبيه بما يروى عن الشيخ حسن ود حسونة وقد كان معروفاً بالكرم، وكان يقري الضيوف على مائدة العشاء بتقديم الدجاج لهم، ثم يتأخر هو عنهم، ظن أحد الضيوف أن الشيخ ربما يتأخر عنهم ليؤثر نفسه بما هو أشهى من الدجاج فحدثته نفسه بأن يتأخر ليلحق بعشاء الشيخ وقد كان، فلما جاء العشاء تبين أنه كسرة إدامها ماء! فندم الضيف ندم ” الأبى ديكو مكشن” كما يقول المثل السوداني. وجبتنا التي حسدونا عليها هي: ثمان سنوات سجن، ثمان سنوات منفى، حكم بالإعدام، مصادرة جميع الأملاك مرتين، إعلام مسلط لاغتيال شخصياتنا معنوياً، حرمان من الأسرة لدرجة أن صغرى بناتي- وقد كانت لا تراني إلا صورة – قالت لأمها وهي تراني لأول مرة عند عودتي من منفاي الأخير: إن الصورة تتحدث! هذ الرصيد هو الذي أتى بمحبة الناس وثقتهم، لم تأتي هذه المحبة لأشخاصنا الفانية، ولا لنسب أو حسب، فهناك الكثير ممن يشاركوني صلة القربى بالإمام المهدي بل وأقرب مني له فلماذا هذا التأييد لشخصنا؟ إن هذا التأييد الذي نلقاه إنما هو تأييد للمعاني والقيم والمثل والمصالح التى رأى أهلنا أنا نجسدها فأيدونا فيها ولولاها لانفضوا من حولنا، ولولا يقيني بهذه الحقائق لاغتررت واعتبرت أن هذا التأييد لشخصي وهو ما يناقض الحقيقة. إن الله يبتلي الإنسان بالشر والخير ومن ابتلاءات الخير أن يعطى الله الفرد منا هذه المظاهر من المحبة والتأييد الكبير، فإن اغتر بها سقط وانحط وراح ووقع له “السلب بعد العطاء”، (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ)[1] “الكبرياء لي وحدي من شاركني فيه قصمته”.

إن كياننا هذا لا يقبل قيادة إلا إذا انتسبت لشجرة نسب معنوية هذه الشجرة هي شجرة جهاد واجتهاد ووطنية وديمقراطية. هذا هو المعيار، كل من لم ينتسب لهذه الشجرة سقط مهما كانت الدماء التي تجري في عروقه. إنني لم أرى كياننا هذا متحداً وقوياً مثلما أراه الآن. صحيح أن هناك أفراد ممن ابتعدوا عنا ولكنهم لم يبتعدوا عنا لحماً ودماً فصلة الدم واللحم لا زالت تربطنا بهم ولكنهم ابتعدوا عن شجرة نسبنا المعنوية فسقطوا. “إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه”

لقد دخل حزب الأمة طوراً جديداً، طوراً يغذيه تطور المهام والبرامج ومكاسب النضال في انتفاضتي أكتوبر ورجب والتصدي والمواجهة للشمولية باسم الشعب السوداني، فتمدد حزبنا في القرى والمدن والقوى الحديثة وعمق جذوره في القوى التقليدية. تطورت في هذا الطور مفاهيم الرئاسة والإمامةـ أصبحت الإمامة إمامة دستورية، إمامة مشاركة ومساءلة وشفافية، وأصبحت الرئاسة رئاسة مسئولية وانتخاب ومؤسسية. بالطبع هناك من لا يريد أن يواكب هذا الطور ولا يزال مشدوداً لمفاهيم قديمة، فليكن فالناس أحرار ولكن لا سبيل للتعامل الآن مع الأغلبية الساحقة والقوة المعنوية الغالبة في كياننا هذا إلا بقبول هذه المعاني فمن قبلها انتسب ومن رفضها انقطع. إن هذه المعاني لا نخضع لها وحدنا فجميع بلداننا العربية والإفريقية والإسلامية الآن مطالبة بأن تنتفض من أحابيل الماضي لكي توفق بين مطالب الأصل والعصر، حتى تصبح ذات جدوى وحتى تستطيع أن تتجاوز النظم والمفاهيم الأبوية الإقطاعية لنظم حديثة متطورة تقوم فيها العلاقات الاجتماعية على أساس المشاركة والمساءلة والشفافية وإلا انفصلنا عن عصرنا وصرنا جزء من التاريخ الغابر كعاد وثمود.

إننا نشكر القوى السياسية التي شاركتنا في هذا المؤتمر وأشادت بما أنجزنا ونقول:

  • لاخوتنا في النظام عندما لمسنا تغيراً في لغتكم واستعداداً لقبول الرأي الآخر قررنا نبذ العنف وترك السلاح والعودة للداخل دون أي ضمانات، نعم لم نعطى أي ضمانات ولم نطالب بها أصلاً، إن المناخ الآن لا يسمح بالخداع والمناورة فأجهزة الإعلام مسلطة والعالم كله مكشوف تحته، لقد كان ضماننا الوحيد هو صدقنا وعزمنا وجديتنا فعدنا للنضال من الداخل من أجل السودان والإسلام والعروبة وإفريقيا، وكنا ولا زلنا نتطلع لاتفاق سياسي جاد لحل الأزمة السودانية. عدنا من أجل معان محددة واضحة هي: السلام العادل الذي فيه نزيل أسباب الحرب، والتحول الديمقراطي الذي فيه نزيل أسباب احتكار السلطة ونجعل الاحتكام للشعب: السيد فوق كل سيد، الحاكم فوق كل حاكم. إننا نعترف أن بالماضي أخطاء علينا إحصاؤها لتجنبها مستقبلاً، ولكن الحاضر والمستقبل يشداننا بصورة قوية وفورية للخروج من مفاهيم حكم احتكاري لمفاهيم حكم ديمقراطي يتساوى فيه الجميع بصورة تعطي كل ذي حق حقه في جميع المجالات حتى يعيش السودانيون أحراراً أخوة في بلادهم.
  • ونخاطب الحركة الشعبية معلنين تجاوبنا مع غصن الزيتون الذي مد لنا ونقول في هذا الصدد إن من يمشي نحونا شبراً من أجل السلام والتحول الديمقراطي في السودان مشينا نحوه مترا.
  • ونخاطب الأخوة في الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني وزملائه بأن هلم لنضع أيدينا فوق بعض للتمدد في مساحة الحرية الموجودة الآن في السودان لكي نفعلها ونوسعها حتى تبلغ مداها بالدرجة التي تكفل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، فهذا مطلب أساسي لشعبنا ونحن مطالبون بالعمل لتحقيقه. ونوجه ذات الخطاب لجميع القوى السياسية الأخرى كما أسلفت في خطابي لها في أول أيام هذا المؤتمر.

ولا يفوتني هنا أن أشكر أجهزة الإعلام السودانية والخارجية وبصفة خاصة الصحافة السودانية التي طالما أشدت باستغلالها لمساحة الحرية المتاحة في بلادنا لصالح الوطن، أشكرها جميعاً على حسن تغطيتها الجادة والمسئولة لمؤتمرنا هذا.

أما أنتم أيها الاخوة المؤتمرون والمؤتمرات فأقول لكم جزاكم الله خيراً، فقد أجزتم دستور التحول للحزب المجتمعي اللامركزي، وأجزتم برنامج الوثبة الجديدة لبناء الوطن وكونتم الأجهزة المركزية ديمقراطياً، وفي هذا أشيد بهذا السلوك الديمقراطي المنضبط الذي مارستموه بجدية ومسئولية فرأى كل منكم بأم عينيه كيف كانت كافة الإجراءات سليمة وديمقراطية وشفافة وغير قابلة للطعن وأهنئ الذين نالوا ثقة المؤتمرين الغالية. وأقول لكم المطلوب منكم عند عودتكم أن تستكملوا تسكين الهيكل الولائي في جميع الولايات حتى يكون لدينا تكوين حزبي مكتمل إلى أن تأتي المؤتمرات الإقليمية. هذا التكوين ضروري لنكون مستعدين لأي عمل سياسي سيما إذا قامت انتخابات عامة، انتخابات عامة ضمن قانون انتخابات جديد ولجنة انتخابات محايدة، وحريات عامة مكفولة للجميع وغياب للأجهزة الأمنية ذات الصلاحيات التي تحصي على الناس أنفاسهم.

والمطلوب من إخواننا وأخواتنا في سودان المهجر تسكين الهيكل الذي أقره هذا المؤتمر استعداداً للمرحلة القادمة.

هناك أربع مهام لا بد من إنجازها في المرحلة القادمة هي:

  • إكمال كافة الأجهزة والتكوينات الولائية على وجه السرعة لملء الفراغ القيادي بالولايات بعد عقد المؤتمرات الولائية.
  • إكمال كافة التكوينات القطاعية ديمقراطياً وفق الهيكل الجديد حتى يكون حزبنا في ظرف الأشهر القليلة القادمة مستعداً لأي تحول سياسي انتخابي وليتمدد في المجالات التي أقرها هذا المؤتمر في سبيل التحول لحزب مجتمعي تنموي. وسيعمل الأمين العام المنتخب على تنسيق هاتين المهمتين.
  • العمل على مشروع التمويل الذاتي الذي يقوم على شعبتين أساسيتين هما: الاشتراكات والاستثمار. ولكن إلى حين قيام هذا المشروع لا بد من قائمة مرحلية تعمل على تمويل ما قررتموه في هذا المؤتمر وإلا أصبح حبراًعلى ورق. وسيبذل الأخوة المعنيون جهدهم في هذا الصدد بمساعدتكم مثلما ما حدث بالنسبة لتمويل هذا المؤتمر.
  • المهمة الأخيرة وهي الطواف العام عليكم في مختلف الولايات لنسمع منكم وتسمعوا منا، ونحن نلتزم به على أن تسبقه التكوينات الولائية حتى تكون زيارتنا تتويجاً لها.

في الختام أقول لكم: لقد أسرتموني بمواقفكم مني، إنني أعتبر هذا التأييد والحماسة التي أحطموني بها والثقة التي أوليتموني لها ليست لشخصي وإنما للمعاني والأهداف والقيم والمثل والمصالح التي رأيتم أننا نجسدها والتي أرجو ألا أحيد عنها وألا أتوهم في هذا الدرب بلوغ الكمال، فالكمال لله وحده، وكل بن آدم خطاء ولكن أملي أن ترجح حسناتي سيئاتي، وغاية ما أرجو أن أجد مثل ما قال المتطلع:

تعاظمنـي ذنبي فلما قرنتـه بعفوك ربي كان عفوك أعظم

ولا أجد ماحياً للغرور ومانحاً للرجاء أفضل من دعوة الإمام المهدي:” اللٌهُمَ إِنٌ عَفوَكَ عَنْ ذِنُوبِي وَتَجَاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي وَسِترُكَ عَلَى قَبِيحِ عَمِلي، أَطَمعَنِي أَنْ أَسأَلَكَ مَا لَا أَستوجِبهُ مِمَا قََصّرتُ فِيهِ، أَدعَوكَ آمِناً وَأَسأَلُكَ مُستَأنِساً فَإِنٌَكَ المُحسِنُ إِليٌَ، وَأَنَا المُسيءُ إِلى نَفسِي فِيمَا بَينِي وَبينَكَ، تتَوَدَدَ إَليَ بِنِعَمِكَ، وأتَبَغَضُ إِليَكَ بِالمَعَاصِي، وَلكِنٌ الثِقَةَ بِكَ حَمَلَتنِي عَلَى الجَراءَةِ عَليَكَ، فَعُدْ بِفضلِكَ وَإِحَسَانِكَ عَليَّ إِنٌكَ أَنْتَ التَوابُ الرَحِيم”

إننا أخواني وأخواتي وضيوفنا الكرام نفتح بهذا المؤتمر صفحة جديدة، وأرجو أنا وزملائي الذين انتخبوا معي في الأجهزة المختلفة أن نجد منكم الدعم والسند بالصورة التي تحقق أهدافكم وتطلعاتكم وطموحاتكم حتى إذا عدنا في المؤتمر العام القادم شكرتمونا وقلتم لنا أحسنتم.

عودوا إلى أهلكم سالمين وبلغوهم سلامنا وتحياتنا الطيبة. والتزامنا بتنفيذ ما قررتموه في هذا المؤتمر. ونسأل الله أن يوفقنا في ذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] سورة الأعراف الآية 175.