كلمة رئيس حزب الأمة القومي في المؤتمر الصحفي رقم 90

الإمام الصادق المهدي
الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله وآخر رئيس وزراء شرعي ومنتخب للسودان ديمقراطياً

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
المؤتمر الصحفي رقم 90
كلمة رئيس الحزب
6/2/2020م

 

 

 

تحية طيبة للحاضرين وشكر جزيل على تلبية الدعوة،

وسوف نبين مواقفنا في قضايا الساعة، ونستعد للإجابة على التساؤلات والتعليقات إن شاء الله.

1. في يونيو من 2019م قررنا إطلاق نفرة تعبوية تنظيمية شبابية، إعلامية، دبلوماسية، في كل البلاد وكلفنا لجاناً متخصصة بهذه المهام. هذه اللجان أفلحت في تحقيق مهامها وعقدت ورش عمل وحققت طوافاً شاملاً.

2. شملت الخطة أن يعقب هذه الأنشطة طواف رئاسي بوفد جامع على كل أقاليم البلاد وقد تحقق ذلك حتى الآن في 8 ولايات هي: النيل الأبيض، الجزيرة، القضارف، كسلا، الشمالية، نيالا، زالنجي والجنينة؛ وبقية الولايات سوف يشملها هذا النشاط، هذا النشاط كان بإدارة لجان متخصصة ولكن ابتداء بمنتصف فبراير الجاري سيكون بإدارة الأمانة العامة الجديدة.

3. أهداف هذا النشاط هي:

  • (أ‌) زيارة القواعد الشعبية بعد انقطاع أثناء الفترة الظلامية التي مع كل ما فرضت علينا من قيود وعوائق لم تمنعنا من إقامة مكونات لحزبنا مكتملة في 18 ولاية داخل الوطن و73مكتب خارج الوطن.
  • (ب‌) ومن أهم الأهداف بيان الموقف من القضايا القومية والاستماع للتعليقات والإحاطة بالقضايا المحلية.

أهم تلك القضايا:

أولاً: السلام وهو ما حرصنا على تحقيقه وفي سبيله حققنا التواصل مع قوى الممانعة المسلحة، وعلى التواصل مع الاتحاد الافريقي ومع الأسرة الدولية، واجتهدنا لإقناع النظام المخلوع باتخاذ مواقف إيجابية من السلام الشامل العادل: تلافي عيوب اتفاقية 2005م، تجاوز عقبات مفاوضات أبوجا في 2006، درء الحروب المتوقعة بسبب سوء تطبيق اتفاقية السلام بخطة محددة في 2013م، مطالبة النظام بالتعامل بإيجابية مع إعلان باريس في 2014م ولكن النظام في وجه كل تلك المبادرات أبى واستكبر استكباراً، بل اعتبر مجهوداتنا مبرراً في فتح عشر بلاغات ضدنا عقوبة بعضها الإعدام بقيت في دفاتر النظام حتى يوم سقوطه.

في المرحلة الانتقالية الراهنة قدمنا لكل الأطراف المعنية مصفوفة الخلاص الوطني للاتفاق على استراتيجية السلام ووسائل تحقيقها ولكن التصرفات نحو السلام اتخذت طابعاً معيباً من شأنه أن يفتح باب مزايدات بين شركاء السلام لطرح برامج سياسية حزبية لا دخل لها بإجندة السلام، ومزايدات بين مسئولين رسميين، ومزايدات بين الوسطاء. هذه المزايدات مهما حققت من التعبير عن حسن النوايا لن تحقق السلام المنشود لذلك قلنا ونؤكد ضرورة الاتفاق على استراتيجية السلام وفحواها:

مرحلة اولى إجرائية: تقوم على اعتراف بأن البلاد قد عبرت إلى مرحلة جديدة تتطلب التعامل بثقة، وتتطلب الالتزام بوقف شامل ومستمر لإطلاق النار، وإزالة الألغام، والعفو العام، والاتفاق على الدمج والتسريح بالنسبة للمسلحين ضمن قومية القوات المسلحة.

مرحلة ثانية: تبين ماهية الأسباب التي أدت للإقتتال وهي اركان التهميش السبعة: التهميش السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، ونقص المشاركة في المؤسسات المدنية، ونقص المشاركة في المؤسسات النظامية، التهميش الثقافي، وعدم التوازن في العلاقات الخارجية.

مرحلة ثالثة: تبين آثار الحروب من نازحين ولاجئين ومناطق متأثرة بالإقتتال ما يتطلب عودة آمنة للنازحين واللاجئين وتمييز إيجابي تنموي للمناطق المتأثرة بالحروب.

وتشمل مرحلة إزالة آثار الاقتتال: المساءلة أمام المحكمة الجنائية وأمام العدالة الانتقالية.

هذه المهام تديرها مفوضية السلام ويجيزها مؤتمر قومي للسلام لكي تعتمد في دستور البلاد المنشود.

ثانياً: هنالك قضايا آخرى ذات اهمية هي: الاقتصاد ـ المعيشة ـ العدالة الاجتماعية ـ تفكيك التمكين ـ الأمن الوطني ـ الإدارة ـ الفساد ـ والعلاقات الخارجية. أوضحنا مواقفنا في هذه القضايا ضمن مصفوفة الخلاص الوطني والرأي هو أن يجاز البرنامج فيها عبر مؤتمرات قومية.

4. ومن الأهداف مخاطبة المواطنيين في المناطق المتأثرة بالحروب للاستعداد للقيام بدورهم في بناء السلام، وفي هذا الصدد التطرق لدور الإدارة الأهلية والمصالحات القبلية ونزع السلاح ضمن واجبات المرحلة الانتقالية.

وفي هذا الصدد مناشدة القوى السياسية المسلحة بضرورة الانخراط في بناء السلام خاصة أن بعضهم يستغل المرحلة الحالية لتحقيق مكاسب حزبية، بل بعضهم يستغلها لتجنيد جديد في صفوفهم لزيادة المكاسب بعيداً عن واجبات بناء السلام.

5. ما نبشر به أزعج بعض القوى المقيمة قيادتها بالخارج وتريد انتهاز مناخ الحرية للترويج باسم السلام لأجندات خلافية لا دخل لها بالسلام ومكان طرحها هو التنافس السياسي الانتخابي الحر.

6. ومن المهام بيان دورنا التاريخي في النضال الوطني وإسقاط الطغاة الثلاثة، بيان معزز بالتوثيق والتواريخ والتعرض للمغالطات التي يروج لها المغرضون.

7. تعبئة الموقف الشعبي لدعم المرحلة الانتقالية والتصدي لمعارضيها من داخل قوى الحرية والتغيير والمعارضين من تيارات الردة والثورة المضادة. ولكن تأييدنا مبصر فزيارة كاودا بالصورة التي تمت بها كأنها زيارة لدويلة مستقلة بتأييد دولي غافل خطأ جسيم ويضر قضية السلام بل يشعل خلافاً حاداً بلا حدود.

كذلك أكدنا رفض لقاء التطبيع مع إسرائيل فهو ضار للمصلحة الوطنية والعربية والإسلامية. فإسرائيل بقيادة نتنياهو الملاحق جنائياً في بلاده قررت أن تصير دولة عنصرية تحرم مليون فلسطيني من حقوق المواطنة فيها، وقررت إلغاء القرارات الدولية بشأن قضية الشرق الأوسط والتعدي على كافة الحقوق الفلسطينية والعربية وقفل الباب تماماً أمام سلام عادل. هذا الموقف ينبغي أن نعارضه بقوة، لا أن نطبع معه، نعم الإدارة الامريكية تؤيد هذه المظالم ولكن الرأي العام الامريكي والحزب الديمقراطي لا يؤيدون هذه المطالم.

أما مقولة إن إسرائيل سوف تساعدنا فوهم كبير:

  • الدين الخارجي على السودان هو 55 مليار دولار وهو يزيد باستمرار بالفوائد، فأصله دون الفوائد 17 مليار دولار.
  • أصحاب هذا الدين متعددون. نصفه هو التابع لدول نادي باريس والصناديق العربية. وشرط إلغاء دين دول نادي باريس هو التطبيع مع المحكمة الجنائية الدولية.
  • أما استمرار وضع اسم السودان ضمن رعاة الإرهاب فلا معنى له، وإلغاؤه بيد الكنغرس لا الإدارة الامريكية، وقد زار السودان أربعة منهم ووعدوا برفع اسم السودان من القائمة.
  • اما براءة السودان من الغرامات بسبب الأعمال الإرهابية التي رعاها النظام المخلوع فهو بيد القضاء الامريكي لا بيد الإدارة الامريكية.
  • واجبنا أن نخاطب أمريكا، والاتحاد الأوربي، والصناديق السيادية العربية والصين باستحقاقاتنا وهي مقنعة، لا باستجداء وسيط تتناقض مصالحه مع مصالحنا في كل مجال.
  • الوضع الدستوري الانتقالي الحالي في السودان لا يسمح بالمبادرات الانفرادية، فلقاء يوغندا إجرائياً غير صحيح، وسياسياً ضار ومن نتائجه إشعال الفتنة.
  • القاعدة الذهبية هي أن الرجوع للحق فضيلة، وهذا ما ننشده من رئيس مجلس السيادة اقتداء برجال الدولة في التاريخ، بل بقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي عزم على مفاداة الأحزاب بثمار المدينة ثم رجع عن ذلك برأي أهل المدينة. وأمر بعدم تأبير النخل ثم عدل عن ذلك وقال للناس انتم أعلم بشئون دنياكم.
  • قال السيد المسيح عليه السلام: بثمارها تعرفونها، ثمار هذا اللقاء مرة ونتائجها سالبة.

8. ومن أهداف الطواف الاطلاع على سلامة التنظيم الحزبي والاستعداد للمؤتمر العام الثامن القادم وبيان الموقف الواضح من قوى النظام السابق، فإن هي قامت بنقد ذاتي وأعلنت التبرؤ من الخطايا المرتكبة والاستعداد للمساءلة القانونية تطلعاً لمصلحة للإسلام والسودان فالتعامل معهم ممكن وإلا فلا.

9. الاطلاع على استعداد هيئة شئون الأنصار للمؤتمر القادم الذي يحقق التأسيس الثاني للهيئة. وتركيز الهيئة على الدور الخدمي بالإضافة للدور الدعوي ودعم النداءات الثلاثة: نداء المهتدين ـ ونداء الإيمانيين ـ ونداء وئام الحضارات.

10. ومن مهام الطواف الاطلاع المباشر على أداء الولاة الحاليين ودرجة قدراتهم على القيام بالمهام المسنودة إليهم.

11. ومن المهام التبشير بضرورة استعداد قوى الثورة للدور البناء المنشود بعد النجاح في دور المعارضة.

12. ومن المهام جلاء الموقف من الانتخابات:

  • (أ‌) الانتخابات العامة وهي مرتبطة بنهاية الفترة الانتقالية بلا زيادة.
  • (ب‌) انتخابات محلية واجبة وانتخابات ولائية إن لزم.

13. الاطلاع على المشاكل في المناطق الحدودية تمهيداً لاقتراح برتوكولات تعاون والدعوة لإبرام معاهدة بين السودان وجيرانه للأمن والتعاون.

14. بعد تكملة الجولات الداخلية سوف نقوم بجولات عربية، أفريقية، دولية؛ فنحن نستشعر شرعية موضوعية وإن لم نكن في السلطة: شرعية تاريخية، وشعبية، بل شرعية إدراكية فالوعي تصحبه مسئولية معنوية.

15. في الختام: لا شك من وجود تساؤلات ترونها نحن على استعداد للإجابة.

 

مع الشكر،

 

 

لمشاهدة المؤتمر الصحفي الرجاء الضغط هنا