كلمة للمهرجان الخطابي لمناصرة القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة

السيد الصادق المهدي

في المهرجان الخطابي لمناصرة القضية الفلسطينية

بدار هيئة شئون الأنصار

الأربعاء 4 أبريل 2002م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

إخواني واخواتي، أبنائي وبناتي

السلام عليكم ورحمة الله .

قضية اليهود التاريخية كانت تقوم على درس مفيد هو: أن الحق يعلو ولا يعلى عليه. قصة اليهود في التاريخ القديم- التي رواها القرآن هي قصة انتصار الحق على القوة المادية- وعندما شهد اليهود، بنو إسرائيل منظر القوة الغالبة كان موقفهم كما روى القرآن: (  قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين ظنوا  أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).

وتستطرد الآية إلى قوله تعالى: (فهزموهم بإذن الله  وقتل داود جالوت) هذه القصة التاريخية هي أندر وأفضل وأجمل ما يمكن أن يباهي به اليهود، وقصتهم الأكثر ذيوعا في التاريخ الحديث أنهم ظلموا وبطش بهم فوجدوا عطفا عالميا كبيرا كمظلومين، هذا الظلم الذي استجلب لهم العطف في العصر الحديث جاءوا إلى فلسطين ومارسوه بشكل أكثر بشاعة وحماقة ومبالغة في حق الشعب الفلسطيني المظلوم صاحب الحق الضائع- هم في مشهدهم الحالي يجردون أنفسهم معنويا من أهم دور لهم في التاريخ القديم وأهم دور لهم في التاريخ الحديث ويلبسون هم أزياء الظالم الباطش الجلاد بينما يجعلون أهل فلسطين هم الذين يقومون بالدور التاريخي في التاريخ القديم والتاريخ الحديث.

الحق الذي يغلب القوة المادية والمظلوم الذي يحيل ظلمه إلى أقوى صرخة للنصر.

أتعلم ام أنت لا تعلم          بأن جراح الضحايا فم

دعونا نستعرض الموقف: كيف بلغ بنا الحال إلى هذا المشهد؟ كان هناك نظام عربي قطري فيه فرقة عربية كبيرة وكان هناك موقف دولي فيه السند الأكبر لإسرائيل متمثلا في القطب الأوحد في العالم، الموقف العربي كان قطرية مستبدة سائدة وأزمات داخل الأقطار العربية وأزمات فيما بينها وخلا الموقف العربي من أي نصير استراتيجي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي هذا الموقف هو الذي أضعف الموقف العربي، فقامت عملية السلام على أساس أن هذا هو الممكن، فانطلقت من أوسلو التي سبقت باتفاقات ثنائية وكان ذلك يعكس توازن القوى الموجود وهو في صالح إسرائيل، وكانت القيادات العربية تحاول أن تجد لها مكانا لسلام مهما كان متواضعا فهو على أي حال يؤكد استعدادهم لقبول القليل مع أن هذا القليل بصورته هذه أغضب القواعد الشعبية العربية والإسلامية غضبا عبرت عنه بعض الأصوات عن نقد لهذا الرضا بالقليل: قال نزار قباني- رحمه الله:

سقطت للمرة الخمسين عذريتنا

دون أن نهتز او نصرخ

أو يرعبنا مرأى الدماء

ودخلنا في زمان الهرولة

ووقفنا بالطوابير كأغنام امام المقصلة

وركضنا .. ولهثنا.. وتسابقنا

لتقبيل حذاء القتلة

جوّعوا أطفالنا خمسين عاما

ورموا في آخر الصوم إلينا بصلة

مع كل هذا نجد أن هناك عوامل كثيرة أهمها اختلال توازن القوى شجعت اليمين الإسرائيلي أن يزهو ويزحف. وبدأت القصة في مرحلتها الأخيرة بزيارة شارون للأقصى في سبتمبر 2000م فتفجرت انتفاضة الأقصى، ولعله ليس صدفة أن يسمى هذا الشخص “شارون”- كصيغة مبالغة من الشر. مثلما إبليس صيغة مبالغة من اللبس.

إن الذي حدث في هذه المرحلة أن المقاومة الفلسطينية مندفعة بكل هذه المرارات وبالحق الضائع اتخذت أسلوبا جديدا، أسلوبا تصعب مقاومته لأنه ينطلق أساسا من الاستماتة والفدائية، والمستميت  لا يموت حتى وإن قتل، يسقط جلده وجسمه لكن معناه يبقى شاغرا فاه يتكلم ويتحدى ويقاوم.

الحقيقة أن العدوان الإسرائيلي بعدوانيته هذه غير طبيعية المقاومة من اعتدال نسبي إلى تشدد، وفي داخل التشدد عن الهياكل العريضة إلى لا مركزية المقاومة، هذا التحول كهرب الشارع العربي والإسلامي وجعله يتطلع لرموز الجهاد والمقاومة بصورة غير معهودة في هذا المناخ وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أدنا هذه الأحداث كما أدانها كثير من العقلاء والحكماء والمفكرون والكتاب العرب والمسلمون وكما أدانتها الحركات الإسلامية والوطنية والديمقراطية في العالم الإسلامي، وقد استبعد كثير من الحركيين أن تكون جهات إسلامية، أما عامة الناس في بلادنا فرحوا بها واعتبروها جزاءا وفاقا لأمريكا، ثم بدأت حرب أفغانستان يوم 7 أكتوبر، وقد فهمناها في هذا إطار حق الدفاع عن النفس ولكن الذي حدث أن الإجراءات الحربية تجاوزت حدود الدفاع عن النفس وقامت بحرابة تصفية واستهدفت المدنيين مما أدى إلى شجب واستنكار هذا الأسلوب. وكان أسلوب معاملة الأسرى الذي نقلته إلينا الكاميرات لا يليق بهذا القرن ولا يليق بالتحضر، بل لا يليق بالإنسانية. كذلك اللهجة العدائية الانتقامية التي تحدثتها الولايات المتحدة كانت غير لائقة فانفتح باب نقد حاد للموقف الأمريكي داخل الولايات المتحدة وبينها وبين حلفائها وبوجه اكثر شدة بينها وبين الشارع العربي والإسلامي.

ثم ظهر خلاف أساسي حول قضية الإرهاب؟

قد تعرضنا لموضوع الإرهاب وحددنا مفهومه وأوضحنا من أنه بأي حال من الأحوال لا يشمل مقاومة الاحتلال ولا يشمل حركات التحرير فالخطأ الجسيم الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية هو السماح بالربط بين الإرهاب وبين حركات التحرير مما أعطى (صيغة المبالغة من الشر: شارون) الفرصة لكي يجعل الموقف الدولي ضد الإرهاب موقفا مشتركا ضد حركة التحرير الفلسطينية وفي هذا تجاوزات أساسية، فأمريكا نفسها خاضت حرب تحرير ضد بريطانيا ودعمت حركات تحرير في أمريكا اللاتينية وفي أفريقيا. فحركات التحرير يجيزها القانون الدولي كما يجيزها الشرع الإسلامي والنصوص واضحة:

( لا عدوان إلا على الظالمين) و ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) و (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) هذه معاني شرعية، وهناك أيضا في القانون الدولي تشريعات تجيز المقاومة من أجل التحرير.

لقد فرح التطرف الإسرائيلي بالموقف الدولي من الإرهاب والفهم الفضفاض للإرهاب واعتبر أن له الضوء الأخضر في تصفية القضية الفلسطينية، وهذا نفس الأسلوب الذي اتبعه هتلر في تصفية القضية اليهودية.

وفي ظل هذه الظروف برز تباين بين الموقف العربي الرسمي والموقف الشعبي كما ظهر تباين في الموقف بين أمريكا وحلفائها وبين أمريكا والموقف العربي، وتصاعدت المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وبين العدوان في الأراضي المحتلة، وأحال العدوان سياسته إلى محرقة ومجزرة.

ثم ماذا بعد؟ في رأيي  هناك ثلاث مواقف أساسية:

أولا: هناك وسطاء يحاولون العودة بالموقف إلى ما كان عليه وهذا غير صحيح وغير ممكن لأن الموقف في الماضي كان قائما على توازنات اختلت الآن.

ثانيا: هناك من ينادون بأن نحشد الجيوش ونعلن الجهاد وهذا أيضا موقف غير صحيح.

ثالثا: الموقف الذي نراه صحيحا هو أن تجمع كل الأمة العربية والإسلامية على المطالبة بحل يقوم على تطبيق كل القرارات الدولية بشأن الحق الفلسطيني مرة واحدة دون تجزئة وهذا ليس بديلا عن المقاومة وإنما هدف سياسي لها، فتتصاعد المقاومة ضمن هذا الهدف السياسي.

الحكومات العربية أمام هذا الموقف لا بد أن ترسم معالم نظام عربي جديد، فتحل المشاكل فيما بينها وتسعى لحل أزماتها ومشاكلها الداخلية وتوحد موقفها من دعم المقاومة وتؤكد للذين يقفون وراء إسرائيل أنه لا يمكن الجمع بين الانحياز للفتوحات الإسرائيلية والانحياز للعدوان الإسرائيلي والمحافظة على مصالحها في المنطقة ولا بد أن يكون واضحا للجهات كلها أنه لا يمكن الجمع بين هذه الأمرين، وهذا يتطلب أن تقف الأمة العربية والأمة الإسلامية موقفا واضحا من دعم الحق الفلسطيني وحركات التحرير وتطالب بتنفيذ كل القرارات الدولية بشأنه وتدعم المقاومة وتواجه كل من يقف وراء إسرائيل ويؤيدها بأن ثمن ذلك سيكون ضياع مصالحه مع الدول العربية والإسلامية كما يجب تحديد تلك المصالح التي ستضيع.

الولايات المتحدة دولة عظمى وقوية ولكن سياساتها تتأثر بمصالحها وهناك مواقف كثيرة تدل على ذلك منها موقفها مع الصين في قضية الربط بين حقوق الإنسان والتعامل التجاري، وموقفها من اليابان حيث طالبتها بالربط بين الموقف السياسي والموقف الاقتصادي والتجاري، وفي كلتا الحالتين رفض الطلب الأمريكي وفرضت الصين واليابان موقفيهما، وهناك مواقف كثيرة تدل على أن الحق المسنود بقوة حقيقية وبرؤى استراتيجية قادر على تغيير السياسات الدولية.

الحكومات العربية تعيش في حالة تناقض مع شعوبها فلا بد من السماح للشعوب أن تعبر عن مشاعرها:

أولا: على المفكرين والمثقفين والأدباء أن يؤكدوا مشروعية المقاومة الفلسطينية وتبرئتها تماما من أي اتهام بالإرهاب من قريب أو بعيد.

ثانيا: لا بد أن تعتق هذه الشعوب لتظاهر بمواكبها وتعتصم في المواقع التي تريد وأن تعبر بكل الوسائل المدنية عن موقفها وأن تدعم المقاومة بكل الوسائل التي تستطيعها. فحركة الشعوب أطفأت كثيرا من الحروب في العالم، هكذا حدث في فيتنام، وفي جنوب أفريقيا وغيرها فحركة الشعوب قوة جديدة، والذي يتابع الموقف في فلسطين يجد أن  السلطة المعتدية تعامل المراسلين الإعلاميين أسوأ معاملة- كأنهم تجار مخدرات- حتى لا ينقلوا هذه الصور إلى العالم- والعالم قابل للتحرك، ففي أمريكا  قامت مجموعة من الكتاب الأمريكان والغربيين بزيارة الرئيس أبو عمار وعبروا عن رفضهم للعدوان الإسرائيلي كما عبروا عن رفضهم لسياسات  حكوماتهم ووقوفهم مع الحق الفلسطيني وعندما لجأ بعض الفلسطينيين لكنيسة المهد وحاول المعتدون أن يخرجوهم أو يمنحوا القساوسة فرصة للخروج، رفض القساوسة واتحدوا مع الفلسطينيين وظهرت الآن كتائب تسمى كتائب المهدي وهي كتائب مسيحية تقاتل إلى جانب الكتائب الإسلامية في سبيل المقاومة.

هذه الصورة الجديدة لا بد أن نتبينها وهي فاعلة جدا في تغيير المواقف، فلا بد أن تعتق الشعوب ويسمح لها بأن تتحرك بأقوى صورة ممكنة لأن هذا جزء من الحل ولأن حركة الشعوب سلاح فتاك فحركات الشعوب هي أسلحة العمار الشامل في مقابل  أسلحة الدمار الشامل، ولذلك لا بد أن تدعم ولا تقف حكومة من الحكومات في طريقها.

هناك خياران أمام الولايات المتحدة الأمريكية:

الخيار الأول: أن تنحاز للعدوان: وهذا لا بد أن يكون له ثمن، فثمنه خلاف مع أوروبا، وتناقض مع كل المنطقة. ولا بد أن يتم توضيح ذلك وبدون توضيحه لن تحدث أي مراجعة.

الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالح كثيرة جدا مع العالم العربي والعالم الإسلامي، الآن لا بد من تأكيد عدم إمكانية الجمع بين هذه المصالح ومباركة العدوان.

إذن المطلوب: مشروع قومي عربي واضح المعالم فيه تنسيق مع الدول الإسلامية يقوم على مشروعية المقاومة وتأكيد هذه المشروعية.

حرية كافة المجالات السياسية والإعلامية والفكرية والتشريعية والشعبية للتعبير عن نفسها في دعم هذه المقاومة.

إقامة نظام أمن عربي جديد يستغنى فيه عن الاعتماد على أي حماية خارجية لا بد أن يحدث من التصالح والتعاون ما يقلل من قيمة الاعتماد على الخارج لأن الاعتماد على الخارج يشل الإرادة ويضع حدا للمصلحة ويقيد الحركة.

فقال الشاعر:

أاقاتل الحجاج بن سلطان بيد تقر بأنها مولاته

ماذا أقول إذا وقفت له في الصف فاحتجت له فعلاته.

الاتفاقيات الدولية ينبغي أن تكون هي الأساس للحل السياسي على اساس أن فيها كلما من شأنه مخاطبة كل القضايا بما فيها قضايا اللاجئين الفلسطينيين المطرودين من بلادهم.

وفيما يتعلق بهذا المشروع القومي يجب الكف عن الكلام فيما يتعلق بإرسال الجيوش ولكن الاستعداد للعدوان المنتظر، مهما كان الموقف الاستراتيجي سلامي لا بد من إدراك أن الطرف الآخر يتصرف بمنطقه هو وبوسائله هو، ولذلك هذا الموقف القومي المتطلع لسلام عادل يحتاج لاستعدادات عسكرية كبيرة حتى لا يكون هناك اتساع لرقعة العدوان.

مثلما ينبغي أن يكون هناك اتفاق على أسس السلام ودعم المقاومة لا بد أن يكون هناك استعداد تام لمواجهة احتمالات العدوان الموسع وهذا يحتاج لتحركات كبيرة جدا.

الآن لا معنى أبدا لوجود تناقضات عربية عربية، فلا بد أن تزال كل  التناقضات العربية العربية بكل الوسائل الممكنة وعلى وجه السرعة حتى يكون الموقف العربي الموحد قويا.

كذلك لا بد من إزالة التناقض العربي الإيراني وإزالة أسبابه، كذلك لا بد من بذل كل الجهود الممكنة- على الأقل- لتحييد تركيا لأن موقفها مهم ودورها مفتاحي وشعبها منحاز للقضية الفلسطينية. وكذلك فيما يتعلق بجوانب أخرى من العالم- أفريقيا مثلا- سنجد أن إسرائيل في مواجهتها هذه سوف تسعى لأذى الأمة العربية من بابها الخلفي من أفريقيا وهذا لا بد أن نتوقعه خصوصا نحن السودانيين لأننا مكتوين بجرب أهلية. هذه الحرب لا بد أن نعمل على انهائها بكل الوسائل العادلة ولكن ينبغي أن يكون واضح لنا أن إسرائيل ستسعى لتفجير التناقضات الداخلية فلا بد أن نعمل على سد هذه المداخل. والحقيقة أنه بمحض تطور الأوضاع طرحت على الأجندة الآن قضايا هامة جدا علاقة المسلمين بالعرب، علاقة العرب فيما بينهم، النظام العربي، علاقة العرب بقضية فلسطين، العلاقة بين الإسلام والغرب. كل هذه القضايا الآن وضعهاالموقف في أيدينا لتحسم بصورة واضحة، إذا كان موقف الولايات المتحدة هو الحرص على مصالحها فسيكون موقفها وضحا في الالتزام بالسلام العادل في المنطقة وتقبل بفكرته الأساسية وهي أن يفرض السلام فرضا على إسرائيل التي صنعتها ودعمتها مثلما حدث في يوغسلافيا السابقة.

لا بد أن يكون هناك موقف دولي واضح وهذا الموقف لن يكون إلا إذا استطاع أصحاب الحق من عرب ومسلمين أن يظهروا التناقض بكل صوره وبكل حجمه وأن يجبروا الجميع أن يختاروا بين الانحياز للظالم أو الانحياز للمظلوم، أما الموقف الرمادي فينبغي أن نعلم أن دماء الشهداء فد غسلته، ولا ينبغي أن نسمح به.

الأحداث الحالية طرحت قضية أساسية وهي العلاقة بين الغرب والإسلام، هذه  القضية سوف تدخل في الحسم الآن وعلينا أن نحدد ما هي أسس التعامل التي نرتضيها في هذه العلاقة.

صحيح أسس التعامل في الماضي كانت مبنية على همينة الغرب وهيمنة الغرب غير مقبولة وهي إن قبلت على المستوى الرسمي فإن الشعوب لن تقبلها وسوف تقوم الشعوب بخصخصة النضال والقيام بتبديد الاتفاقيات غير العادلة، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أنها إذا كانت تريد علاقات مستدامة وسلام مستدام فلا بد أن يتأسس على العدل، أما إذا تأسس على مفهوم معين لتوازن القوى أو مفهوم معين لغيبة الموقف العربي فإن معنى هذا أنه سيبقي حلا مؤقتا يجد من يتحداه من الشعوب لذلك لا بد أن يكون الحل حلا مستداما، ولا توجد صورة لحل مستدام مطروحة الآن سوى تلك المتضمنة في القرارات الدولية.

إذن المطلوب تطبيق القرارات الدولية ودعم الانتفاضة الفلسطينية بكل الوسائل هذا لا يتناقض مع بعضه البعض بل يحقق الفاعلية.

في ختام حديثي: نرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحم هؤلاء الشهداء الذين رفعوا هاماتنا عالية الذين أثبتوا حيوية هذه الأمة وقدراتها على الانتصار لنفسها ومبادئها وحقها ونسأل الله الشفاء للجرحى. ونقول للأخ أبو عمار ومن معه من المناضلين انتم مهما اختلف عليكم في الماضي فتلك مرحلة انتهت، أنتم الآن ترمزون لكرامة وشرف الأمة ومهما حدث لكم فإن كنتم أحياء فستكون آراؤكم وعزيمتكم جزءا لا يتجزأ من الحل السياسي العادل وإن اختاركم الله إلى جواره فهذه ستكون لكم شهادة في طريق الحسين رضى الله عنه وهي شهادة خير من الحياة وملذاتها وفيها ديمومة لأننا إذ نستذكر ما حدث للحسين من اضطهاد ومن إذلال ومن تمثيل، نعلم كيف أن الله قد تقبل شهادته والأمة كلها ليس فقط شقها الشيعي قدرت شهادته، فنحن أمام معادلة كسبية أي في شقيها كسب، فإن عاش وساهم في مسيرة الحل هذا كسب وإن مات كان لهذا قوة روحية ومعنوية لتأكيد انتصار هذا الحق.

شارون في حقيقة الأمر خسر خسائر كثيرة وإن حقق بعض الانتصارات العسكرية لأنها صحبتها هزائم سياسية وهزائم معنوية وهي الباقية أبدا  وقتل داود جالوت.

والسلام عليكم ورحمة الله