لقاء خاص مع الإمام الصادق المهدي في سكاى نيوز

لقاء خاص مع الإمام الصادق المهدي في سكاى نيوز

 

 

 

لقاء خاص مع الإمام الصادق المهدي

لقاء خاص

ضيف الحلقة: الحبيب الإمام الصادق المهدي حفظه الله ورعاه زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس قوى نداء السودان ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان
تقديم: الأستاذ الحاتم المهدي
تاريخ البث: الأحد 9 يونيو 2019
قناة سكاى نيوز
كُتب من فيديو للحلقة

*******

 

الأستاذ الحاتم: أهلاً بكم مشاهدينا إلى هذا اللقاء الخاص مع السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني. أهلاً بك يا سعادة الإمام، أهلاً وسهلاً.
الحبيب الإمام: وعليكم السلام والرحمة.

 

الأستاذ الخاتم: اليوم التاسع من يونيو يعتبره الكثيرون يوماً فارقاً، اليوم العصيان المدني التي دعت إليها قوى الحرية والتغيير دخلت حجز التنفيذ، كيف ترون هذه الدعوة وهل يمكن أن يُكتب لها النجاح في تحقيق مراميها كما سابق الحال مع الإضراب والإعتصام الذي فُض في 25 من رمضان؟
الحبيب الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم وأنا اشكر سكاى نيوز على إهتمامها بالشأن السوداني. السلطات السودانية ارتكبت خطأً كبيراً جداً في تفريق الإعتصام السلمي بالقوة، وهذا أدى إلى موت كثير من الشهداء وجرح كثيرين وأثار غضباً شديداً جداً شعبياً. على كل حال في مغالطات حول هذا الفض ولذلك طالبنا بتحيق دولي لإسكات هذه المغالطات وبيان الحقائق كما حدث تماماً في أحداث دارفور. إعلان الإضراب والعصيان جاء ردة فعل لغضب على هذا الإجراء، نحن نعتقد أن إضراب وعصيان مفتوح غلط ويؤدي إلى تصعيد الأمور، لذلك قد كونا مجلس قيادي بإسم المجلس المركزي للحرية والتغيير، وأنا سأتصل بالإخوة التابعين لنا بعنوان التنسيقية أن يُظبط هذا الموضوع بزمان مُحدد وكذلك أن تُظبط مسألة المتاريس لأنها صارت تعوق حركة المواطنين بصورة واضحة. على كل حال دة بيعني أن هناك تصعيد وهذا تصعيد مضاد، ونحن نعتقد أن هذا سُلم من التصعيدات سيضر بالبلاد ضرراً بالغاً، ولذلك نحن سنعمل الآن لإحتواء هذا الأمر.

الأستاذ الحاتم: السيد الصادق يعني في نقطة التصعيد سنعود إليها بتفصيل أكثر لكن ذكرت أن استخدام أدوات العصيان المدني والإضراب بشكل مفتوح هو خطأ، هل الخطأ في التوقيت أم الأداء نفسها لا تلائم واقع السودان أم في اختيار طريقة تنفيذها؟
الحبيب الإمام: الخطأ في التوقيت، لأنه قد تأتي ظروف تؤدي إلى هذا الموقف، ولكن الآن في فرصة لإيجاد مخرج سلمي لهذه المواجهات، الرئيس الإثيوبي آبي أحمد ومجلس السلم والأمن الأفريقي عندهم مندوب مقيم هنا الآن هو الأخ محمد الحسن، وهؤلاء دمجوا مجهودهم مع بعض لكى يقدموا حلاً سلمياً توافقياً. نحن قابلناهم ورحبنا بمبادرتهم وأعطيناهم اقتراحات إيجابية حول ما ينبغي عمله. وهذ يعني أن المناخ العام ينبغي أن يكون مواتياً، أولاً أن يقبل المجلس العسكري، تقبل السلطات ضرورة إطلاق سراح المعتقلين، ضرورة قبول التحقيق الدولي، ومن قبلنا نظبط مسألة التصعيد المتعلق بالإضراب والعصيان المدني بصورة مواتية لهذا المناخ المطلوب.

الأستاذ الحاتم: ولكن هل سيقبل المجلس هذه الخطوات، في بيانكم بالأمس بيان إلى إطلاق سراح كل المعتقلين والأسرى وحذرتم من انسداد الأفق السياسي وحملتم مسؤليته للمجلس العسكري الإنتقالي، لكن ما الذي سيجعل المجلس أن يقبل بهذه الخطوات التي اقترحتها السيد الصادق المهدي؟
الحبيب الإمام: البيان الذي صدر، صدر من حزب الأمة كمؤسسات حزبية، ولكنني أنا أعمل بمستوى ما يمكن أن يُوصف بأنه مستوى قومي أكثر من حزبي. اعتقد أن المجلس ينبغي، هذا طلبنا، ينبغي أن يقبل إنه إذا استجاب للوساطة الأفريقية الإثيوبية، هذا القبول له استحقاقات، أهم هذه الإستحقاقات إطلاق سراح المعتقلين كذلك قبول آلية دولية للتحقيق، لأن الخلاف الآن ما هى المفردات، في من يقول منهم إن العنف الذي حدث لم يكن مقصوداً منهم، على كل حال هذا موضوع سيظل مكان مغالطات إلى أن تأتي جهة دولية مُعترف بها تبحث الحقائق، وبنائاً على هذه الحقائق تُتخذ إجراءات للإنصاف والحقيقة، لأنه الآن هناك خلاف كبير حول ماذا حدث وكيف حدث ولماذا حدث… الإعتصام سلمي واستمر سلمياً شهور من أبريل، ولذلك لم يكن هناك مبرر لإستخدام القوة لتفريقهم.

الأستاذ الحاتم: قبل فض الإعتصام بأيام كُنتم وجهتم يعني بإتهامات بالتعنُت والتصعيد لأطراف معكم في قوى الحرية والتغيير وحذرتم من ذلك التعنُت تحديداً ربما يقود المجلس الإنتقالي والجيش عموماً إلى مزيد من التصعيد، فهل ترى في أنه في نصيب من المسؤلية يقع على تلك الأطراف بخلاف المجلس العسكري الإنتقالي؟
الحبيب الإمام: نعم أنا أعترف بأنه المجلس العسكري اتخذ خطوات تصعيدية ونحن اتخذنا خطوات تصعيدية مضادة، وهذا سُلم من التصعيدات المختلفة، في رأيي سوف يضع السودان أمام أحد خيارين كِلاهُما مُر، إما أن تتدحرج الأمور نحو فوضى زى ما بدأ يظهر الآن في الشارع السوداني، وهذا خطر على الوطن، مُش على المسائل السياسية على الوطن نفسه، أو أن يحدث خلاف يؤدي إلى إنطلاق العُنف بين مكونات مختلفة.

الأستاذ الحاتم: ولكن البعض ما زال يقول أو يرى أو يتهم إن كل ما حدث هو لا يخرج من عباءة أن المجلس العسكري الإنتقالي يتعمد لإطالة الأمور ويتعمد التعنُت أملاً في الإسئتثار بالسلطة أكثر، هل توافقني على ذلك؟
الحبيب الإمام: لا، أنا اعتقد أن المجلس العسكري إرتكب أخطاء، نحن لا ننسى له أنه إمتنع عن تنفيذ أوامر البشير بالعُنف، ولكن كذلك هو إرتكب عُنفاً مرفوضاً، ولا اعتقد أنه الآن غير مستعد لقبول مخرجاً سلمياً، وإن تحقق أنه غير مستعد لقبول مخرج سلمي يُحقق للبلاد السلام والإستقرار والتحول الديمقراطي، هذه هى الأُسُس التي سينبني عليها الحُكم المدني الذي نُطالب به. عندما نقدم هذه الأشياء بصورة واضحة ويرفض عندئذٍ نعتبر إنه احتل نفس خانة البشير السابقة وينبغي أن يواجه بنفس المواجهة التي وُجه بها البشير.

الأستاذ الحاتم: يعني بجملة واحدة هل هذه المطالب التي ذكرتها لم تُقدم كاملة للمجلس؟
الحبيب الإمام: نعم حتى الآن لم تٌقدم كاملة ونحن نعتقد أن واجبنا الآن، وأنا قدمت مشروع لكل زملائنا وللوسطاء فيه ورقة عمل حول ما ينبغي عمله لسد الفراغ الموجود حالياً وقيام سلطة مدنية تلتزم بحاجات مهمة جداً.. تلتزم:

أولاً ببناء السلام العادل الشامل
ثانياً بتصفية التمكين الذي أقامة النظام المخلوع
ثالثاً مُعالجة المشكلة الإقتصادية التي تأزمت للغاية
رابعاً وضع مشروع مُحدد للتحول الديمقراطي بعد الوفاء بإستحقاقات الإنتخابات العامة الحُرة.

الأستاذ الحاتم: أود أن اسألك هل ذلك كله قد يقود إلى مشروع مصالحة وطنية كما صار في جنوب أفريقيا أم لابد من محاسبة رموز ومسؤلي النظام السابق عن ما اغترفوه ثم نتحدث عن التصالح؟
الحبيب الإمام: أنا اعتقد أن النظام السابق عنده اخطاء ينبغي أن تُعامل بالقانون، أولاً لابد أن يوجد قانون من أين لك هذا؟ لأن هناك أموال كثيرة سُرقت. ثانياً ينبغي في رأيي أن تكون هناك عدالة إنتقالية مُسائلات عن جرائم أُرتكبت وسُفكت لها دماء كثيرة، هذا مُهم. ثالثاً ينبغي تصفية التمكين، التمكين في السودان أقامه النظام على الأُسُس الآتية: أولاً على معاملة الحزب الحاكم كأنه مصلحة حكومية والإستمتاع بدعم مالي وإعلامي إلى آخره من الدولة.. هذا وجه ينبغي أن يُفكك. ثانياً كان في يد الحزب الحاكم وضع فيه وضعوا كوادرهم في الخدمة المدنية والخدمة الدبلوماسية إلى آخره… هذا ايضاً ينبغي أن يُطهر. ثالثاً أقاموا هم، أقاموا أجهزة موازية، دفاع شعبي إلى آخره، إلى آخره… هذه ايضاً ينبغي تصفيتها. في رأيي هذه الإجراءات ضرورية. كذلك من الإجراءات الضرورية للحكومة الإنتقالية المدنية أن تقوم بصورة واضحة بإزالة أى نوع من التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني بعقد مؤتمر وطني لمناقشة التعامل مع التدخلات الأجنبية بصورة متوازنة. اعتقد هذه الأمور مُهمة جداً، واعتقد إذا تم إسناد الأمر لحكومة مدنية مُتفق عليها يُمكن أن تُعالج هذه المشاكل.

الأستاذ الحاتم: تمام لكن كيف نصل إلى هذه الحكومة المدنية، يعني هل لكم إستعداد لإستئناف التفاوض مرةً أُخرى مع المجلس الإنتقالي رُغم أنهم أعلنوا عن طى صفحة الإتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً؟
الحبيب الإمام: على أى حال كما قلت لك الإملاء سوف يؤدي إلى إملاء مَُضاد، والتصعيد سوف يؤدي إلى تصعيد مُضاد. الآن لا يوجد حوار أو تفاوض كما ذكرت، ولكن يوجد الآن توسط أفريقي إثيوبي قد يفتح المجال إذا قُبلت الإستحقاقات المطلوبة من جانبنا.

الأستاذ الحاتم: وفي سياق الوساطة ذاتها كان هناك لجنة قومية من شخصيات قومية كانت تسعى في السابق لتقريب وجهات النظر بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي خاصةً في البداية، يعني هل يمكن لها أن تلعب دوراً خاصةً أن هذه الشخصيات بعضها يحظى بالقبول من الجهتين يعني بالأحرى هل من وساطة محلية سودانية سودانية يمكن أن تخرجنا من هذا المربع؟
الحبيب الإمام: يا حبيب السودان اصلاً وطن الأجاويد والإنسانيات السودانية فيها التسامح والتواضع وقبول الآخر، طبعاً أكثر بكثير من البلاد. نعم قامت وساطة وطنية مفيدة جداً ولكن زى ما بقولوا أهلنا درب الفيل غطى درب الجمل، يعني بقت في ظروف جديدة. هذه الظروف الجديدة الآن تستدعي أن يستأنفوا هم وساطتهم الوطنية واعتقد ستجد على الأقل نوعاً من الإستجابة. لكن اعتقد الآن الوساطة الدولية أو الوساطة الأفريقية والإثيوبية سيكون لها دور كبير وربما اندمجت كل هذه الوساطات في وساطة قومية سودانية أفريقيا إثيوبية خصوصاً وأن الموقف الحالي بشكله الحالي قد أدى إلى إدانات، إدانات أفريقية تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي، هذه لطمة كبيرة، كذلك البيان الذي أصدره الإتحاد الأوروبي وهذا البيان ايضاً فيه درجة عالية جداً من الضغط علينا جميعاً لإيجاد حل. ثالثاً هنالك ايضاً الموقف الأمريكي الذي ذهب في نفس الإتجاه. أنا اعتقد أن هذه الضغوط الدولية غير متهمة بأنها ضغوط مُغرضة، أنا اعتقد إنها ضغوط مبررة ومفهومة، واعتقد أنها يمكن أن تُساهم. المهم الجميع الآن ينبغي أن يدركوا الحالة الحالية الآن ينبغي تغييرها لأنها إذا استمرت بهذا الشكل ستؤدي إلى فوضة ظهرت معالمها الآن في الشارع السوداني وقد تؤدي إلى عُنف وعُنف مُضاد، للأسف أنا اعتقد هذا وارد ولكن طبع السودان والسودانيين مخالف لهذا المنطق التصاعدي عشان كدة أنا أُراهن، أُراهن على الإنسانيات السودانية التي يمكن أن تكون ذات دور في الخروج من هذه المناطحة المغيطة.

الأستاذ الحاتم: لم يتبغى لي كثير من الزمن ولكن لدي سؤال يشغلني، دعني أعود بك إلى بداية شهر أبريل قبل أيام قليلة من الإطاحة بالرئيس السابق البشير زاركم صلاح قوش مدير المخابرات السابق، حدثنا عن خفايا الزيارة يعني اعتقد إنها لم يتطرق إليها أحد وماذا قلتم له وقتها؟
الحبيب الإمام: صحيح. الذي حدث كالآتي، الأخ محمد وداعة وهو جزء من تنظيم نداء السودان، قال لي إن الأخ صلاح قوش يُريد أن يجتمع بنا، وبالفعل اجتمع بنا الأخ صلاح قوش…

الأستاذ الحاتم: (مُقاطعاً) وقتها كان مديراً لجهاز الأمن والمخابرات؟
الحبيب الإمام: (مواصلاً) نعم. الأخ صلاح قوش وجاء معه السيد أحمد هارون واجتمعوا بنا أنا ومحمد وداعة ويحى الحسين، وقال لنا السيد أحمد هارون لأنه جاء من اجتماع مع البشير، سيُفض الإعتصام بالقوة، أنا قلتُ له أنا سإنضم لهذا الإعتصام… سإنضم لهذ الإعتصام عندما قال إنه سيفض الإعتصام بالقوة. الأخ محمد وداعة قال له إذاً أقتلوهو وأقتلوهم معه وتحملوا التبعات، عندئذٍ ألأخ صلاح قوش فاجأنا بقوله كلاماً مخالفاً عن كلام أحمد هارون، لن يُفضى الإعتصام بالقوة.

الأستاذ الحاتم: وهذا كان قبل يوماً أو يومين قبل.
الحبيب الإمام: دة يوم 10.

الأستاذ الحاتم: يوم 10 أبريل نفسه.
الحبيب الإمام: 10 أبريل نفسه. وذهب من هناك إلى اجتماع مع اللجنة الأمنية، اللجنة الأمنية التي كونها البشير، مكونة من قيادة القوات المسلحة، من قيادة الدعم السريع، من قيادة الشرطة ومن قيادة الأمن. وقال لهم فضوا الإعتصام بالقوة.

الأستاذ الحاتم: البشير.
الحبيب الإمام: قال لهم فضوا الإعتصام بالقوة وتركهم لوضع الترتيبات وقال لهم إن لم تفضوا هذا الإعتصام بالقوة سألبس أنا العسكرية وأفضه بالقوة وتركهم ليناقشوا هذا القرار. عندئذٍ في رأيي بصورة مفاجأة قرروا أن لا يطيعوا أمره وأن يعزلوه. وفي رأيي التداعيات هذه الهى رفض… لأنه هو لو كان يعلم أنهم عندهم هذه الفكرة لقطع رؤوسهم قبل أن يتخذوا هذا القرار. أنا في رأيي إتخذوا هذا القرار مقابل رفض قرار البشير بفض الإعتصام بالقوة ولذلك في رأيي حدثت التداعيات التي أدت إلى تكوين المجلس العسكري. هذا ما حدث يوم 10 أبريل قبل 11 أبريل الذي فيه تم قيام الوضع الجديد.

الأستاذ الحاتم: نعم. وسؤال أخير هل من مخرج تنصحون به لتفادي إنزلاق الوضع إلى ما يُحمد عقباه، بتلخيص سريع وكلمة ختامية؟
الحبيب الإمام: نعم أنا قدمت كما قلت لحضرتك، قدمت مشروع ملئ الفراغ بقيام الحُكم الإنتقالي المدني الديمقراطي، وهناك تداول حول هذا الموضوع، أرجو أن تُقبل هذه الفكرة ويُقبل هذا المشروع. على كل حال تفائلوا بالخير تجدوه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لذلك.

الأستاذ الحاتم: شكراً جزيلاً السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني، وشكراً جزيلاً مشاهدينا على المتابعة وعودة لإستوديوهاتنا ونشرات الأخبار شكراً لكم.