محضر لقاء الصادق نميري 3/6/1969م

October 1970, Cairo, Egypt --- Cairo, Egypt: Maj. General Gaffar al-Nimeiry, president of Sudan. --- Image by © Bettmann/CORBIS

محضر لقاء الصادق نميري 3/6/1969م

سرب أحد الساسة الذين يناصبون الحبيب الإمام الصادق المهدي العداء هذه الوثيقة بطباعة رديئة كثيرة الأخطاء، لم يتسن لنا التحقق من صحة الوثيقة ولكن نورد النص الذي نشر، ونعتقد أن فيه جزءً كبيراً يتفق مع تلخيص السيد الصادق للقاء في مدونات أخرى خاصة كتاب المصالحة الوطنية، وإن كانت فيه تفاصيل جديدة وبالتالي لا نستطيع الحكم عليها.. قمنا بتصحيح أخطاء النص، كالتالي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الثلاثاء3/6/1969م

مكتب القائد

رئاسة القوات الساعة التاسعة والنصف مساءً.

طلب السيد النميري أن تكون المحادثة قاصرة عليه وعلى السيد الصادق المهدي، فانصرف السادة عبد الله نقد الله، فاروق حمد الله، وأبو القاسم ابراهيم إلى المكتب المجاور.

النميري: هذه المقابلة معك هي بناءً على طلبي للتفاهم. وقبل أن اسمع ما ستقول، أود ان أوضح لك أنني لست غريبا عليكم، ففي ناحية الفكر السياسي، لقد قرأت كل ما كتبت وقلت وأعجبت به وايّدته، ومن الناحية الأخرى فأنا أنصاري أكثر من الصادق المهدي.

الصادق: أشكرك جدا على هذا الشعور، ويسرني جدا ان أعلم ذلك، وأرجو أن أجد في هذه الفرصة مجالاً لأطرح لك كل ما يدور في خلدنا، لتكون والسادة اعضاء مجلس الثورة على بينة من أمرنا، وأملي كبير ان نجد أساسا صالحا للتفاهم لخدمة هذه البلد المنكوبة.

إننا سعداء جداً بزوال العهد البائد، فهو عهد أفسد فيه السادة وافسدت فيه احزابهم التطبيق الصحيح للديمقراطية، وكان يعيش في أخريات أيامه مسخاً لا يستقيم أن يلحق بالديمقراطية. فهو مستند على دستور مخروق، وموبوء بسياسيين فاسدين، تولينا قبل غيرنا كشف مفاسدهم وسوء التطبيق الديمقراطي الماثل في البلاد، وكنّا نقول في مناسبات عديدة إن الأوضاع خرجت من كل ما يفيد الناس، أو يتمشى مع ميثاق أكتوبر، ولذا ففي مايو 1968م، وقبل اعلان نتائج الانتخابات العامة الأخيرة دعونا لاجتماع كبير في المقرن، وقلت إن الأوضاع فاتت حدود المعقول من السوء، فإن نحن فزنا في الانتخابات، فإننا سندعو الناس جميعاً في مؤتمر يمثل القوى الاجتماعية السودانية لنتفاهم في سبيل إنقاذ البلاد مما انحطت إليه، أما إذا فازت التشكيلة الائتلافية الحاكمة فهي ستذهب بالسودان حتما إلى الهاوية، ولذا فسندعو كل المواطنين للتجمع لإنقاذ السودان من تلك البراثن، (وسلمتُ نميري نسخة من خطاب المقرن الذي ورد فيه هذا الكلام). وعندما تشكلت الحكومة الماضية، كان همّنا جمع الناس ضدها، وكان خطنا أن نعثر من القضاء على حكم في القضية الدستورية، ونتيجة لذلك يجتمع الجيش والقضاء وممثلو الشعب لإيجاد مخرج للبلاد، ونادينا في مناسبات عديدة، وكنّا نحس بالمشاكل التي تجول وتدور في الجيش، وبمشاعر كثيرين من عناصره التي تريد مخرجاً، وغريب أن لم نعثر عليكم وتفهموا خطنا، وهو إيجاد مخرج ثوري عن طريق دستوري انطلاقاً من قرار المحكمة. وعندما تباطأ القضاء وساءت أحوال البلاد كان همنا تغيير موازين القوى السياسية وإنهاء الوضع القائم بأسرع ما يمكن. وعندما توحد حزب الأمة على مبادئ سليمة كان هم قيادته أن يوجّه ذلك التوحيد لإنهاء الائتلاف القائم ووضع حد للمفاسد. ونظراً لتصرفات الحزب الآخر، فإن تلك المجهودات أدت إلى الأزمة السياسية والدستورية التي وجدتموها في نهاية مايو.

ربما كنا الجزء الوحيد في الحركة السياسية الذي علم بحركتكم قبل وقوعها بحوالي الساعة، ولكننا لم نشأ أن نقوم بعمل مضاد لأننا في حالة اقتناع تام بأن الوضع البائد لا يستاهل الإنقاذ، وانطلاقا من كل تلك المفاهيم، أود أن أوضح أن سوء التطبيق الديمقراطي ووجود مشاكل استعصت على الإصلاح في ظل الديمقراطية وفساد الأحوال الذي سار به الركبان، كانت عوامل جعلتنا نستبشر بقيام حركة الاصلاح الثوري على يد القوات المسلحة، وهي قطاع من مواطنينا نحن نؤمن بوطنية أكثريتها وبقومية تركيبها، وإن كنّا لا نعلم شيئاً عن العناصر التي نظمت الحركة. كان هذا هو شعورنا في البداية الأولى، ثم أعلن علينا نبأ تكوين الحكومة الجديدة. وهنا شعرنا بالمآخذ الآتية:

أولا: غلبة الطابع الشيوعي على الحكومة الجديدة، فثلاثة من الوزراء مرشحون علنيون للحزب الشيوعي في انتخابات مضت، وعدد آخر من الشيوعيين المعروفين لكل العاملين في المحيط العام دخل أيضاً.

ثانيا: عزل حزب الأمة. فإن اختير عدد من الوزراء على أساس صلاحهم من كل الأحزاب، فإن عناصر حزب الامة عُزلت.

ثالثاً: ضعف تمثيل الجنوبيين، وقد كانوا ممثلين باثنين من 16 ويطالبون بزيادة التمثيل فأصبح تمثيلهم أكثر داعياً للتظلم أي 2 من 23 وأبعدت العناصر التي تمثل الكتلة الجنوبية السياسية الأكبر: سانو.

هذه هي مآخذنا على التكوين الحكومي الجديد، وبناءً عليها حددنا رأينا الذي أعلناه وهو إدانتنا للعهد البائد ولفساده، وترحيبنا بالإصلاح الثوري للمفاسد، واعتراضنا على طغيان العنصر الشيوعي على الحكومة الجديدة ومعارضتنا لذلك.

ثم تطورت الظروف إلى هذا اللقاء.

وانني سأنتهز فرصته بعد موافقتك لإلقاء ضوء على ما نعتقده السبيل القويم لتتمكنوا من خدمة السودان مؤيدين بأوسع قاعدة شعبية تؤمن بالثورية وإخراج السودان من ظلمات التخلف.

بعد تكوين الحكومة وبداية العمل نأخذ المآخذ الآتية على مسلكها:

1- الترويج لتأييدات بعض العناصر التي تمثل أفسد ما في العهد البائد، كتأييد السيد موسى إبراهيم موسى.

2- انتهاج ما يشبه المهادنة مع بعض العناصر على أساس مساومة معينة، فهي تؤيد والحركة تغض الطرف عن مفاسدها، وقد حدث سعي لجلب تأييد بعض القادة الطائفيين على هذا الأساس، ونحن نربأ بالثورة أن تساوم ونريدها لأول مرة في تاريخ السودان الحديث أن تشهر سيف العدل لتساوي به كل نمو فات حدوده.

3- من أكثر ضرورات الإصلاح الثوري دفع الناس للعمل للإنتاج لخموله علي يد دهاقنة الفساد فلم يكن سليماً أن يعطي الناس إجازة للاحتفالات والمنتظر علي يديكم حملة نحو الجد والاجتهاد.

4- معاملة الجنوبيين على المنفعة الشخصية من أسباب نفورهم ولم يكن صحيحاً تمييزهم في مسألة المرتبات وحبذا لو استخدموا في أعمال جديدة.

5- المنظمات العمالية والنسوية والشبابية القائمة حالياً هي خلايا وفروع لأحزاب سياسية وإن السماح لها بالاستمرار لا يتيح مجالات الإصلاح الثوري في التنظيمات الفئوية وحشد القوى الاجتماعية السودانية نحو التقدم والبناء.

6- الصحف من أكثر مجالات الفساد فساداً، وهي مفتقرة إلى التطهير والإصلاح ومفتقرة إلى إنصاف الصحافيين العاملين فيها وإلى توسيع قاعدة ملكيتها وإلي نظم جديدة ترفع كفاءتها وتحسن اداءها. وهذه الاجراءات مع ضرورتها لم يكن من السهل تحقيقها في ظل الأوضاع الدستورية والقانونية الماضية. فلما قامت الثورة توقعنا ان تحدث هذه الاصلاحات، ولذا نرى أن قرار إعادة صدور الصحف والوضع كما هو ليس موفقاً.

7- انكم تعترفون بأن بعض الساسة صالحون ولكن الحملة الاعلامية لا تميز مما يعطي مجالاً للتناقض ونحن نعتقد ان هذه الثورة فرصة للقصاص الشعبي من الذين آلموا هذا الشعب والإنصاف لأولئك الذين عفوا عن السرقة وخرق القوانين والمحسوبية..الخ.

8- إن التشكيل الذي وضعتموه للعلاقة بين مجلس الثورة والحكومة تشكيل يحتوي على نقاط ضعف كثيرة تؤدي لتناقص ومتاعب وحبذا لو استشرتم وبحثتم ما يصل إلى تنظيم أكثر وضوحاً للرأي العام السوداني ويوحي بالاستقرار.

هناك أشياء تقال عنا ونحن قوم خصومنا كثيرون ويهمنا أن نصححها لكم حتى تكونوا على بينة من الأمر:

أولاً: يقولون إن بيننا كجماعة والسيد بابكر عوض الله خصومات شخصية وهذا من جانبنا غير صحيح ودليل ذلك اننا في مكتبنا السياسي في 1968 عندما ناقشنا الاوضاع المتعلقة بانتخابات 1968 أشدنا بالسيد بابكر عوض الله وعلاقاته معنا وهذا هو نص ما قيل واجمع عليه الرأي (ناولته نسخة من تقييم انتخابات 1968). وكذلك حدث أن زرت السيد بابكر في منزله في أكتوبر 1968 للتفاكر في سوء أحوال البلاد  وإمكانات تعاون الساعين لخلاصها فإن كانت لنا مآخذ فهي تخص الأعمال ولا تخص الأشخاص.

ثانيا: يقولون إننا نخشى ما قد تحدثه الشيوعية لأموالنا..إلخ، ولذا نشتم رائحة الشيوعية في كل شئ وهذا غير صحيح. اما من ناحية المصالح فنحن دائما نقدم مصلحة المجتمع على المصالح الخاصة لأن رابطتنا بالناس أقوى من المال، ولذا كنّا أول من نادى بالاصلاح. وكان الإمام عبد الرحمن نفسه أول من فقد ماله في حياته في سبيل أهدافه وترك حقوقه مديونة فوق طاقتها. ولذا لا يوجد حق ما قد يؤخذ. أما نقدنا لتغليب العنصر الشيوعي فمرده إلى أننا نربأ بالجيش السوداني أن يكون مطية لأي حزب من الاحزاب ونحن لا نعترف للشيوعيين بأنهم أكثر إقداماً منّا في الدعوة للاصلاح، بل إنك تجد في مضابط البرلمان ما يوضح أنه عندما نوقشت مسألة تعويض الأحزاب عما أصابها على يد حكومة نوفمبر فإن ممثلينا عارضوا المبدأ. ولكن الشيوعيين قبلوا المبدأ وعدلوا المشروع لإدخال المنظمات المنتمية إليهم في عمليات التعويض. والشيوعيون فوق ذلك تجمع له انتماء سياسي خارجي لارتباطهم العضوي بموسكو، ونحن في غنىً عن جلب الحرب الباردة من زاوية جديدة إلى السودان واستعداء الغرب من هذه الناحية لمزيد من المشاكل لبلادنا، هذا لا يعني إضعاف التعاون مع الشرق فقد أقدمنا على شراء السلاح من روسيا في ديسمبر 1966م، ونحن نتهم الشيوعيين بسبب انتمائهم هذا بإضاعة حكومة اكتوبر، فإن حرصهم المرتبط بالسياسة الشيوعية على توصيل أسلحة لثوار الكنغو مع خطورة ذلك على أحوال التمرد في الجنوب، كان سبباً في أن ذهبت تلك الأسلحة ووجدت طريقها إلى المتمردين الجنوبيين وحصدت رجال جيشنا مما جعل حالة الأمن في الجنوب أول داعٍ للخلاص من تلك الحكومة لقيام حكومة أكثر حزماً. وكان تلاعبهم بمبادئ مهمة كالتطهير وإضعافهم للحكومة بالضغط عليها من الشارع من الأسباب التي اقنعت كل ذي عقل ووطنية بضرورة الخلاص من ذلك الوضع الانتقالي.

خطر السيطرة الشيوعية لا يأتي من تقدميتها، بل نحن لا نعرف لها برنامجاً محدداً ولا حتى لغيرها من أحزاب السودان، ونحن لنا برنامج محدد يوضح كيفية تطور السودان في هذه المرحلة التاريخية، ونعتقد أنه جاد وتقدمي (وهنا سلمته نسخة من إصلاح وتجديد للمعلومية)، ولكن الخطر يأتي من علاقاتها الأجنبية ومن تصرفاتها المبنية على مفاهيم نظرية لا صلة لها بواقع البلاد، ويأتي من وضع قوة الجيش السوداني في خدمة اتجاه حزبي معين وهذا ما لا ينبغي أن يكون.

ثالثا: الحديث عن موقفنا من الخط العربي، إننا منذ مارس 1963 في مؤتمر الجزيرة أبا، قررنا ضرورة التضامن مع الحركة العربية الهادفة لتحقيق التضامن الاقتصادي والسياسي والدفعي ومحاربة النفوذ الأجنبي والأحلاف والقوات العسكرية (وسلمته نسخة من قرارات مؤتمر الجزيرة أبا) ولكننا نقول دائماً إن صلاتنا الأفريقية وواجبنا في أن نكون حلقة الوصل.

كما أن سياستنا العربية الأفريقية ينبغي أن تحتفظ دائماً بدور رائد، وهذا موقف يصعب أن يعارضه وطني سوداني.

رابعا: التساؤل عن ما فعلنا بعد قيام الثورة وسفري للجزيرة أبا والمآخذ على مسلكنا منذ البداية. إنني كما أوضحت قلت منذ قيام الثورة أننا ندين العهد البائد ونرحب بالإصلاح الثوري ونعارض التسلط الشيوعي، لقد قلت هذا في مجالات عديدة ثم ذهبت إلى الجزيرة أبا للتفاهم مع السيد الإمام الهادي المهدي حول الموقف وتفاهمنا وأوضحنا للناس موقفنا، إذ أن بعضهم كان يعتقد أننا متفقون مع الثورة وآخرون يعتقدون أننا سنقوم بمقاومة لها.

فأوضحنا لهم رأينا وأننا بصدد التفاهم مع قيادة الثورة وتوضيح معارضتنا للتسلط الشيوعي.

قبل أن اختم حديثي لديّ بعض التنبيهات:

أولاً: حالة المديريات الجنوبية تحتاج لاهتمام عاجل.

ثانياً: الاقتصاد والحالة المالية في تدهور فظيع.

ثالثاً: جميع مرافق البلاد التعليمية والصحية والحكومات المحلية..الخ، تحتاج لإصلاحات فورية.

رابعاً: البلاد تعاني من فساد وانحلال خلقي يتطلب علاجاً حاسماً.

وهذه الأوضاع تواجهكم بأعباء جسيمة، ونحن لدينا بعض الدراسات والآراء التي قد تساعدكم. ويسرنا إذا طلبتم ذلك أن نجعلها في متناول أيديكم.

وأخيراً: نحن نرحب بتطهير القوات السودانية المسلحة وبإجراء اصلاحات جذرية كم تطلعنا إليها. وان كان القانون في النظام الماضي لا يبيح مجالاً كافياً لذلك، فإننا نرحب بما اقدمتم عليه من تطهير وإصلاح ولكننا نلاحظ أن بعض العناصر الجيدة قد اُبعدت أيضاً، وهذا يضعف الجيش. ومهما كان من أمر ما حدث، فنرجو أن لا يحدث مثله للعناصر الجيدة الأخرى التي لم تزل في الخدمة. وإننا نعلم وأنتم تعلمون أن في الجيش الآن وبعد حملة التطهير التي قمتم بها في بداية الحركة عناصر جيدة جداً. فلا يليق أن يحرم الجيش منها لأن رتبتها فوق رتب الضباط الذين قاموا بالثورة.. فالثورة ينبغي أن تحتفظ بالصالح وتتعاون معه في كل مجال سواء أكان مدنياً أو عسكرياً.

وختاماً، فإنني قد لخصت النقاط التي نريد أن نتفاهم حولها في هذه المذكرة القصيرة التي أرجو أن تتكرم بدراستها وإنني علي استعداد للتفاهم والبحث متى لزم ذلك وشكراً، (وسلمته نسخة من مذكرة بها 12 بنداً أرجو أن ترفق بهذا النص لأنها تكملة له وبيان). النهاية.

رد جعفر نميري:

أشكرك على ما قلت واوضحت وسأدرس ما قلت (يلاحظ انه كان يدون النقاط المهمة مما قيل) وأود أن أوضح لك أننا لا نسمح بسيطرة شيوعية على الحكومة ونحن نراقب الحكومة مراقبة دقيقة.

أما ما قلت عن جوانب تحتاج لاعادة نظر منّا فإنك سترى قريباً أننا سنحدث تغييرات ترضاها. أما الحالة المالية فهي حقا في صعوبة شديدة وقد اتخذنا إجراءات تقشفية منها الحد من الإسراف الحكومي وأوقفنا ترقيات الجيش 6 أشهر وسننتخذ إجراءات أخرى.

اما المنظمات التي تحدثت عنها فلا تستطيع مع مراقبتنا عمل شئ مخالف لما تريد الثورة.

أما ما قلت عن السياسة الخارجية والموقف من العرب وأفريقيا فهذا كما نراه. نحن أيضا لا نريد استفزاز الغرب. وأما اعترافنا بألمانيا الشرقية فقد وجدنا المسألة مدروسة ولم نر غضاضة في تنفيذها.

إنني اوافق علي ضرورة استيعاب جميع العناصر الصالحة في القوات المسلحة وعدم إبعاد بعضها لأي سبب غير سوء الأداء وعدم الكفاءة مما كان رائجاً في رئاسة القوات المسلحة بوضعها البائد وإننا سنعمل على ذلك.

وختاماً لقد قلت للأمير عبد الله نقد الله أن نكون على صلة للتفاهم والاستشارة مستقبلا إن شاء الله وسنتصل بكم (بعد دراسة)[1] ما ذكرت وما قدمت مكتوباً وأرجو أن أختم حديثي هنا.

انتهت المقابلة الساعة الثانية عشرة مساء.

التطورات بعد ذلك:

1- الساعة الثانية ظهر يوم الأربعاء 4 يونيو جاءني مدير البوليس عبد الرحمن محجوب برسالة من وزير الداخلية يقول إنني لظروف الأمن ينبغي أن أكون بمنزلي وسيتصل بي قريباً.

2- الساعة الثانية صباح الخميس. جاء مدير البوليس ومعه ضابطان أحدهما من الجيش يدعى محمد إبراهيم وآخر من البوليس ويدعي الصادق وذكروا أن اجتماعاً مشتركاً بين مجلس الثورة ومجلس الوزراء معقود في رئاسة القوات المسلحة ويريدون التفاكر معي، وكانوا يعززون ما قالوا بالقسم المغلظ ولم أكن بحاجة لذلك فذهبت معهم.

3- ذهبنا إلى رئاسة القوات وانتظرنا الاجتماع في مكان ما واستمر انتظارنا خمس ساعات. جاء قائد المدرسة بجبيت ليقول لي إنني ذاهب إلى جبيت فتم ذلك ظهر الخميس 5 يونيو 69.

هذا نص تقريبي لما دار وبالله التوفيق،،

[1] النص المسرب للقاء يورد بين قوسين (غير واضح) وقد خمنا أن الجملة تفيد الاتصال بعد التداول حول ما قاله الصادق