مذكرة لوزير خارجية الولايات المتحدة

الإمام الصادق المهدي
الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

25/08/2020

مذكرة لوزير خارجية الولايات المتحدة

 

 

إننا نرحب بالنيابة عن الشعب السوداني بزيارة وزير الخارجية الأمريكي.

وسوف تمنحك هذه الزيارة للسودان فرصة لتقدير الحقائق السودانية والاستماع مباشرة إلى متحدثيه.

تحدد هذه المذكرة الرأي الوطني للشعب السوداني.

1) عانى شعب السودان من ثلاثين عاما من الفاشية خلالها:

  • أ) أقام النظام البائد نظاماً شمولياً باسم الإسلام برغم خيانته للمبادئ والأخلاق الإسلامية.
  • ب) شن الشعب السوداني عدة حروب أهلية ضد النظام في عامي 2003 و2011، وهب في العديد من الانتفاضات الأهلية، ارتكب النظام خلالها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واعتقالات وعمليات تعذيب جسيمة.
  • ج) جعل النظام السودان مركزاً للتعصب والإرهاب. تصرفت الدولة كخارجة عن القانون الدولي.
  • د) على الصعيد الداخلي، انهار الاقتصاد الوطني وتسبب في نزوح 10٪ من المواطنين داخلياً.

وفر حوالي 20٪ من البلاد طلباً للجوء الخارجي.

2) أخيراً، قام الشعب بانتفاضة عارمة في 2018، وقررت القوات المسلحة دعم الثورة وإسقاط النظام الاستبدادي. إن الفترة الانتقالية الحالية يقيدها إرث النظام المخلوع، وتحدي بناء السلام وإصلاح البلاد، وتطبيع العلاقات الدولية للبلاد.

3) التحديات التي تواجه نظام الحكم الجديد لاستعادة الحريات الأساسية وبناء السلام وإصلاح الاقتصاد هائلة. ولا يمكن التغلب عليها إلا بجبهة وطنية قوية ودعم دولي قوي. وأي فشل في الحالتين سيسهم في فشل نظام الانتقال في بناء السلام والإصلاح الاقتصادي واستعادة الديمقراطية عبر انتخابات عامة حرة ونزيهة.

4) تتجدد الآن الأنشطة الإرهابية في إفريقيا وآسيا تحت راية بوكو حرام والشباب الصومالي والقاعدة وداعش والعديد من الأنشطة الانكفا ئية. إن فشل الثورة السودانية سيوفر لهم المركز الأكثر فاعلية لنشر الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجميع جوانب أجندة التعصب.

5) كان يتوقع أن تحصل بلادنا في يوم الإطاحة بالنظام الاستبدادي على المزايا التالية:

  • أ) شطبها من قائمة رعاية الإرهاب.
  • ب) الحصول على مزايا تخفيف أعباء الديون عبر مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.
  • ج) إقامة شراكة دولية للترويج لخطة “مارشال” لمساعدة السودان.
  • د) أن يسهم أشقاؤنا العرب والأفارقة في خطة “المارشال” ويتحاشوا محاولات جر السودان نحو تشكيل محاور.

6) إسرائيل اليوم قررت أن جنسيتها يهودية وأنها ستتحدى القرارات الدولية المتعلقة بحقوق العرب والفلسطينيين. لذلك هناك إرادة قومية (عربية) كبيرة ضد أي تطبيع مع إسرائيل. على أي حال، فإن مثل هذه الأمور الخلافية تقع خارج نطاق ولاية النظام الانتقالي. وهي متروكة للحكومة المنتخبة لتقرر بشأنها.

7) نتمنى مخلصين أن توضح لك زيارتك للسودان واقع البلاد بشكل جلي، ونأمل أن تقرر مساعدة السودان الجديد في دفن ماضيه المأساوي وبناء مستقبله الديمقراطي السلمي والمجدي اقتصادياً.

وأخيراً نتمنى لك زيارة موفقة وسعيدة للسودان ورحلة عودة آمنة للوطن.

 

الصادق المهدي آخر رئيس وزراء سوداني منتخب) 1986-1989م)

 

صورة لكل من:

رئيس مجلس السياد ة

رئيس الوزراء

 

 

 

 

ملحوظة: أصل المذكرة باللغة الإنجليزية وقام المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بنقله إلى العربية.