ملفات سودانية مع الإمام الصادق المهدي حول اجتماعات قوى نداء السودان بباريس

الإمام الصادق المهدي

 

 

 

ملفات سودانية مع الإمام الصادق المهدي حول اجتماعات قوى نداء السودان بباريس

برنامج ملفات سودانية

مقدم البرنامج: الأستاذ الرشيد سعيد

ضيف الحلقة الحبيب الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام أنصار الله ورئيس الوزراء الشرعي والمنتخب للسودان ورئيس قوى نداء السودان

كُتبت من التسجيل للحلقة

تاريخ البث: الإثنين 19 مارس 2018

راديو دبنقا

 

الأستاذ الرشيد: مستمعي راديو دبنقا اهلاً ومرحب بيكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج ملفات سودانية. نواصل في هذه الحلقة الحديث حول اجتماع قوى المعارضة في باريس خلال الإسبوع الماضي وما تمخض عنه هذا الاجتماع، كما سنتطرق في هذه الحلقة لعدد من القضايا التي شغلت الرأى العام السوداني في الآونة الأخيرة. ضيفنا في هذه الحلقة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة. والإمام الصادق المهدي يعني اعتاد على أن يخصص لنا في كل هذه الاجتماعات وكل هذه المناسبات مساحة خاصة لراديو دبنقا، نشكره عليها. أهلاً ومرحب بيك الإمام الصادق المهدي.

الحبيب الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم. وأنا بدوري أرحب جداً باللقاء لأن راديو دبنقا قد قام بدور مهم تعبيراً عن ضمير الشعب السوداني وبلغة رصينة ومعتدلة وموضوعية ولم يخاطر ولم يدخل في أية صورة من الصور الانحياز الغبي، ولذلك أنا ارحب بالمشاركة في هذا البرنامج لراديو دبنقا.

الأستاذ الرشيد: طيب الإمام الصادق المهدي أنت شاركت طوال الإسبوع الماضي في اجتماعات قوى نداء السودان في باريس، أولاً هذا الاجتماع جاء بعد فترة طويلة، لماذا تأخر الاجتماع لأكثر من 14 شهر؟

الحبيب الإمام: في الحقيقة أن هذا التأخير كان بسبب أن الأجندة التي كانت مطروحة مرتبطة بخريطة الطريق. خريطة الطريق ما حدث لها ما يُمكن أن نسميه تعثر كبير جداً، كذلك نحن في الفترة الماضية فتحنا جبهة العمل الداخلي بصورة كبيرة واستطعنا بموجبها بعد عودتي للسودان أن نخلق للرأى المعارض للنظام شرعية موازية، شعبية، تاريخية، ولذلك كنا قد انشغلنا فعلاً بهذه العملية الشعبية التعبوية، كذلك هناك طرأت مشاكل في داخل الحركة الشعبية شمال واستغرقت وقتاً كنا نتوقع أن يتمكن الإخوة في الحركة الشعبية أن يحتوا هذه المسألة قبل أن نلتقي. هذه هى العوامل التي أخرت لقائنا لهذه الفترة.

الأستاذ الرشيد: طيب لكن أنتم اجتمعتم وكان هناك ظهور غياب لجزء من الحركة الشعبية وأحد فصائل الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وايضاً لقوى الإجماع الوطني، لماذ هذا الغياب؟

الحبيب الإمام: الغياب سببه أن قوى الإجماع الوطني طالبت بتأجيل أو تأخير المواعيد، وما كان ممكن لأنه كانت المواعيد قد ابرمت والدعوات وزعت، وهم كان الأفضل أن يحضروا حتى ولو بعدد محدود وأن يشاركوا في هذا الملتقى، لأن الغياب لا يخدم قضية لا وطنية ولا حزبية لهم، الأخ عبد العزيز الحلو عنده موقف معين ونحن كنا نتوقع أن يحضر، ربما هو لا يريد أن يحضر هو اجتماع مع زملائه الذين اختلف معهم واختلفوا معه، ولكن حتى هذا لم يكون مبرر كافي لأنه كان ممكن، وهذا ما قررناه، أن يحضر وأن يجتمع معهم بصورة منفصلة حتى نسمع كلام الطرفين وحتى نساهم. إذا ما ساهمنا في توحيدهم للنساهم على الأقل في التعايش بينهم. ولكن للأسف هو قاطع هذا الاجتماع ونحن لذلك ناقشنا هذه المقاطعة وقررنا أن نكتب له خطاب، وأن نقترح أن يلتقي هو مع وفد منا نحن الذين نمثل زملاء له في نداء السودان دون مشاركة من الإخوة الذين اختلف معهم. وبالفعل قد اتفقنا على هذا وأنا سأكتب له خطاب بإسم المجموعة كلها، أولاً نطالبه بالالتزام بمبادئ معينة تتجنب الخلافات بالقوة وتلتزم بأن تكون الخلافات سياسية وسلمية، وتلتزم بأنه إذا لم يكن ممكن توحيد الصف على الأقل يكون هناك تعايش، لأنه عندنا نحن وهو معاهدات مشتركة، نحن نريد جميعاً سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل، ونعتقد أن أى خلافات من هذا النوع خصوصاً إذا دخل فيها الاقتتال يخدم أجندة النظام هذا ما ينبغي تجنبه. على كل حال أنا بالنيابة عن الجميع كتبت له خطاب سيصله وفي هذا الخطاب طبعنا مبادئ ينبغي الالتزام بها، خمسة مبادئ ينبغي الالتزام بها للتعامل مع هذه الظروف. واقترحت له أن نتفق نحن وهو على مكان وزمان لنلتقي به وسنرسل له هذا الوفد للإلتقاء به عسانا أن نتمكن تجاوز هذه المقاطعات وهذه الخلافات الحادة.

الأستاذ الرشيد: طيب يعني إذا الواحد فهم تماماً ما حصل خلال الأيام السابقة في هذا الاجتماع، اجتماعكم ركز على قضايا سياسية وقضايا تنظيمية وقضايا متعلقة بالعلاقة مع المجتمع الدولي، أنا داير ابدأ بالقضايا السياسية وفي مقدمتها خارطة الطريق التي تحدثت عنها، ألا تعتقد أن خارطة الطريق ميتة بعد أن أنهى النظام حواره الوطني؟

الحبيب الإمام: اصلاً لا صلة بخريطة الطريق بحوار النظام الداخلي لأنه حوار النظام الداخلي يتميز من أى نوع من الحوار الحقيقي والجاد لأمرين، أنه يجري تحت قيادة المؤتمر الوطني بحيث أن المؤتمر الوطني هو الخصم والحكم، ثانياً أن هذا الحوار يجري في ظل غياب الحريات، لا معنى لحوار يجري في ظل غياب الحريات، ولذلك حوار الداخل اصلاً كان حوار مضروب ولا يُرجى أن يحقق أى شئ فيه تغيير حقيقي للأوضاع في البلاد. وصحيح خريطة الطريق مسألة نحن وقعنا عليها مع النظام بشهادة السيد ثامبو أمبيكي، وصحيح هذه الخريطة قد طرأت على الوضع في السودان مستجدات، أهم هذه المستجدات، أولاً أن الشعب السوداني الآن يتوقع تغيير النظام وليس الحوار معه لأن اخطاء النظام في المجالات المختلفة جعلته الآن محاصر ومعزول. صحيح هناك اشاء ممكن يدعي النظام أنها خلقت له نوع من الانفراج، ولكن هذا انفراج سطحي، الحقيقة أن الوضع في السودان يعاني من وضع اقتصادي مستحيل أن يستمر هكذا، وضع سياسي النظام فيه ممزق الآن في مراكز قوى بداخله، وضع سياسي فيه القوى السياسية أكثر حماسة وتأهب كما ظهر في النشاط الذي حدث لمواجهة النظام، وهكذا. الحقيقة إذاً الوضع الحالي يدل على أن ما يتوقعه الشعب السوداني هو تحرك ضد النظام لا حوار معه، ولكن هذا لا يتناقض، نحن وضعنا أساس واضح، نعم نعمل على تعبئة شعبية عبر الاحتجاجات والاعتصامات وغيرها لكى يحدث تحرك متراكم نحو إنتفاضة شعبية وبالتوازي مع هذا نستجيب لمبادرة الأسرة الدولية وللإتحاد الأفريقي لإحياء خريطة الطريق ضمن المبادئ التي ظهرت في القرارات الأفريقية 456، 539، وضمن التوضيحات التي وافق عليها الوسطاء عندما وقعنا على خريطة الطريق. ونعتقد أن الخريطة إذا وعيت هذه المستجدات وإذا صارت هناك جدية في التعامل معها يمكن أن تحقق خطوة إلى الأمام ولكن نحن لا نركن إليها، هناك عمل موازي بالتعبئة وتطلع لعمل شعبي، ولكن إذا حدث والنظام استجاب لهذه الظروف وأطلق سراح المعتقلين والتزم بتوافر الحريات والتزم بالحضور للقاء تمهيدي كما هو موجود في خريطة الطريق يمكن أن تحقق هذه الخريطة خطوة إلى الأمام ويكون هذا بمسابة إحياء لها، ولكن نحن لا نعول على هذا، نعتقد أن وجود هذه الفرصة خصوصاً وأن خريطة الطريق تجد دعماً أفريقياً ودولياً فلا مانع أن نستجيب، ولكن إذا لم تتوافر هذه الظروف لا نقف عند حد الحوار كأساس لتحقيق أهداف الشعب السوداني ونواصل التعبئة من أجل الإنتفاضة الشعبية.

الأستاذ الرشيد: طيب أنت التقيت بتامبو أمبيكي بعد أن قادرت السودان، ماذا لقيت منه لمثل هذا المقترح يعني بالعودة إلى خارطة الطريق؟

الحبيب الإمام: أنا طلبت منه أن يدرس هذه المستجدات، أولاً اعطيته تنويراً عن المناخ المتغير في السودان الذي صار أكثر الآن يعني حماسة في مواجهة النظام وشرحت له هذا وشرحت له ايضاً المشاكل التي يعاني منها النظام الآن والأخطاء التي ارتكبها ما أدى إلى إستخارة الشعب السوداني لهذه المواقف الحادة، وقلت له نعم نحن نستجيب لأى دعوة متعلقة بخريطة الطريق ولكن نعتقد أنه من الأفضل ترتبط هذه بإعلان مبادئ. إعلان مبادئ لتذكر ما هو مقصود من الحوار عبر خريطة الطريق. فقال إنه سيدرس هذا الموضوع. ولكن الآن منذ أن جئنا هنا لباريس اتضح لنا أن هناك جهات كثيرة تريد أن تشارك، يعني مركز كارتر جاء وقد اطروحة أنه يريد أن ينظم لقاء فني مش حوار ولكن لقاء فني يساعد الآلية الأفريقية، لا يحل محلها ولكن يساعدها، وسمعنا له وكتبنا له رداً مكتوباً ليعرف الإطار الذي فيه نحن نقبل دوره للقيام بعمل فني مساعد لعملية الحوار المنتظر. كل الذين يشكون في جدوى الحوار نحن نقدم لهم فكرة أن أخطر وأهم قضية عالمية كانت قائمة، كانت قضية جنوب أفريقيا والصراع الدائر فيها. واستطاعوا هم في جنوب أفريقيا أن يدخلوا في حوار الكوديسا الذي أدى إلى نتيجة في رأينا إيجابية جداً في عام 1992، ونحن نقتدي بهذا النوع من الحوار، ونعتقد أن هذا النوع من الحوار ذا جدوى، لكن على أى حال المهم في الموضوع السيد ثامبو أمبيكي قال سيدرس موقفنا هذا ثم قال لماذا لا تقبلوا طرح النظام في الدخول في عملية الحوار الدستوري ومسألة الإنتخابات. فقلت له طبعاً نحن من أهدافنا دستور جديد، ومن أهدافنا إنتخابات، ولكن يجب أن تعرف أن ما يطبخه النظام لا صلة له بانتخابات، هذه مسألة طبخات لأنه النظام مستولي على كل مفاتيح السلطة النظامية والمدنية وعلى أجهزة الإعلام المختلفة ومستولي على السلطات الإدارية إلى آخره، يعني هو محتل منافذ العمل النظامي والمدني والإداري والأمني وكذلك هو قابض على ميزانية البلاد يصرفها بدون مساءلة، يصرفها بدون مساءلة وبدون مشاركة بصورة مطلقة، فما معنى أن تدخل في انتخابات بهذه الصفة. نعم إذا كانت للناس توافرت آلية حكم عادلة وتوافرت ايضاً مفوضية للإنتخابات عادلة وتم تشريع قانون للإنتخابات قومي ومقبول وتوافرت الحريات وانضبط التصرف في المال العام وانضبط الإعلام بحيث أنه يلعب دوراً قومياً، لا أحد يتردد في الإنتخابات. ثانياً فيما يتعلق بالعملية الدستورية، المطلوب إذا كنا نريد أن نكتب دستور أن يُعقد مؤتمر قومي دستوري وهذا هو مطلبنا، فإذا توافرت هذه السياسة لمؤتمر قومي دستوري يُعقد في حرية وأن يكون كامل القومية، نحن على استعداد أن ندخل في هذا، أما أن ندخل في عملية دستورية ترزية مفصلها النظام حسب حجمه وقميصه، وانتخابات يوظفها النظام لإيجاد شرعية زائفة يستمر بها في السلطة، هذا ما لا يمكن أن يقبله عقل. فأنا قلت للسيد ثامبو أمبيكي إذا كنت تريد منا أن نقبل المشاركة في عملية دستورية وإنتخابية نحن نقول لك هنالك أسس بموجبها يمكن أن نستجيب ولكن بدون هذه الأسس فلا تضيع وقتك في مسألة عبثية.

الأستاذ الرشيد: طيب السيد الصادق المهدي يعني أنت تتحدث عن ثلاثة أطراف في خارطة الطريق وفي العملية السياسية في السودان، الوسطاء الدوليون، الحكومة، والمعارضة، ولكن في الآونة الأخيرة يعني لا يغيب على أحد أن الوسطاء الخارجيون والشركاء الخارجيون للسودان إذا كان الإتحاد الأفريقي أم الإتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى دول الجوار العرب مثل مصر والسعودية ودولة الإمارات وحتى دول الجوار الأفريقي مثل أثيوبيا وتشاد، جميعها يعني نجح النظام في إحداث اختراقات في علاقاته بقض النظر عن مسبباتها، ألا يؤثر ذلك على توازن هذه المعادلة الثلاثية؟

الحبيب الإمام: في رأيي لا للأسباب الآتية، أولاً فخذ مثلاً العلاقات مع الولايات المتحدة، العلاقة مع الولايات المتحدة فيها بالنسبة للنظام انفراج في رفع العقوبات التنفيذية ولكن هناك عقوبات تشريعية، وهناك وضع إسم السودان، هذا النظام، في قائمة رعاية الإرهاب، وهناك مسألة المحكمة الجنائية الدولية، لا يمكن لأى جهة في الغرب أن تطبع مع النظام السوداني طالما يوجد موضوع المحكمة الجنائية الدولية، أى كلام غير هذا كلام فارغ وسطحي، ما دام هناك وضع فيه ملاحقة للنظام السوداني للمحكمة الجنائية الدولية وتناقض مع القانون الجنائي الدولي لا مجال لتطبيع حقيقي بالعكس ممكن تحصل اشياء، مسألة يوظفوا النظام في عمل ضد الإرهاب،، يوظفوا النظام في مسألة الهجرة الغير قانونية، ولكن لا يمكن أن يحدث تطبيع ما دام في 63 قرار مجلس أمن يضع السودان ملاحق، أو النظام السوداني ملاحق أو متهم ضمن الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة، كذلك موضوع القرار 1593 الذي بموجبه سيق النظام للمحكمة الجنائية الدولية. هذه هى المسألة الحقيقية هنا، أما المسألة الإقليمية الموجودة، نعم هنالك الآن انفراجات ولكن النظام متبع لسياسات محورية تؤكد بقدر ما هو عنده الآن حلفاء في إطار هذه الأجراءات المحورية اكتسب اعداء سواء في الخليج ولا في الإطار الإثيوبي \ الإريتري أو في الإطار المتعلق مع تركيا. النظام الآن نعم أبرم اتفاقات محورية ولكن هذه الاتفاقات بقدر ما فيها له مكاسب فيها له خسائر لأنه بقدر ما يقيم علاقة محورية مع جهة يستفز الجهة الأخرى المعادية لهذا المحور لتقف بصورة مضادة، والكلام الذي قاله رئيس النظام للسيد بوتين كان واضحاً أنه يشعر بالفزع والخوف وأنه يريد روسيا، يريد من روسيا أن تحمي النظام، أن تحميه بصورة عجيبة، ثم إن النظام في إطار المخاوف لجأ إلى جهات في داخل السودان لتؤيده أو لتحميه ليست بينه وبينها أى روابط حقيقية، وهذه مخاطر كبيرة جداً وتدل على مواقف يائسة. فنحن نعتقد، أنه نعم كما يمكن أن يقال مشاهد لأمور فيها انفراج للنظام ولكن نعتقد أن هذه إذا قُرأت بصورة جادة ومحيطة سيتضح أنه لا يوجد إختراق حقيقي للنظام مع الأسرة الدولية ولا حتى مع دول الجوار.

الأستاذ لبرشيد: طيب يا السيد الصادق المهدي المحور الثاني في اجتماعاتكم كان القضايا التنظيمية وهى التي عطلت كثيراً عمل قوى نداء السودان في العامين الأخيرين، هل هناك جديد في هذا الجانب؟

الحبيب الإمام: في جديد، واضح تماماً أنه كل الممثلين للقيادات والقوى المنضوية لنداء السودان فكروا في معادلة لوضع أساس لهيكل. نحن في حزب الأمة اخترحنا لهم أولاً الإتفاق على إعلان دستوري لنداء السودان، وقبل تعيين أو اختيار القيادات لملئ المناصب لهذا الإعلان الدستوري الاتفاق على هذا الإعلان الدستوري، ثم النظر في الاختيارات المخترحة، ولكن يوجد الآن كما قلت ولأول مرة نوع من الاتفاق على هذا الهيكل، حزب الأمة اقترح أن هذا الاتفاق يجب أن يسبقه اتفاق على إعلان دستوري ويكون هذا الإعلان الدستوري أساس لدستور نداء السودان، ثم تملأ هذه المناصب بالتراضي، كمان يعالج موضوع أننا في الحقيقة عندما جئنا هنا جئنا في إطار لقاء تشاوري وليس لقاء المجلس القيادي، واتفقنا على كيفية قانونية لمعالجة هذه المسألة بحيث ألا تكون فيها تغول على صلاحيات المجلس القيادي، نعتقد أن هذه الأمور قد أمكن معالجة كثير من النقاط المعلقة، ولكن على أى حال هذا الموضوع سيحسم هذا المساء لأنه كما قلت جرت اتفاقات تمهيدية ونحن نعتقد أن هذه الاتفاقات التمهيدية سوف تنظر في لقاء هذا المساء ونأمل أن يُتفق على الإعلان الدستوري ويُتفق على المواقع المختلفة ويُتفق على معالجة كيفية اجراء هذا الأمر دون التغول على صلاحيات المجلس القيادي.

الأستاذ الرشيد: طيب أنا يمكن داير انتقل إلى الأوضاع على الأرض في السودان وابدأ دون انحياز من إقليم دارفور، النظام يتحدث على أن الأمور قد عادت إلى طبيعتها في دارفور وأن يعني لا مجال الآن للحديث عن اتفاقيات جديدة أو تطبيع للأوضاع في دارفور لأن الأوضاع تطبعت لأن النظام يستند إلى تقرير صدر من لجنة الخبراء الخاصة بالأمم المتحدة.

الحبيب الإمام: نعم الكلام كان نتيجة لكلام رئيسة اليوناميد بمجلس الأمن، ولكن نحن نعتقد أن الأوضاع على الأرض لم يحدث فيها اختراق مثلاً هناك ما يزيد عن 2 مليون ونصف نازحين في معسكرات، تمثل هذه المعسكرات الآن مظهر سياسي إحتجاجي أشبه بما يكون إعتصام شعبي مستمر، يعني هم بس نظروا للموضوع من أنه مافيش الآن مواجهات عسكرية، لكن في مواجهات سياسية لدرجة أنه رئيس النظام مُنع أن يدخل في احد هذه المعسكرات وأدت المقاومة لقتل عدد من الناس فهذا وجه من وجوه الإشكال القائم حتى الآن لأنه هذا الإعتصام أو هذا الوجود للنازحين موجود بهذا الحجم. ثانياً، صحيح توجد الآن بعض الجيوب للقوى المعارضة للنظام المسلحة ولكن هناك توجد الآن مراكز اللوجستية لكثير جداً من القوى الدارفورية في خارج حدود السودان وهذا يمثل حواضن لها في هذه المواقع المختلفة، ودا بعيد عن ما يقوله النظام. ودا ما ممكن يُحل إلا باتفاق سياسي. صحيح نحن نتحدث مع هؤلاء أن لا يقوموا بعمل هجومي وان يلتزموا بأن نداء السودان يجب أن تكون وسائله للعمل مدنية وخالية من العنف. ولكن طالما توجد هذه الحقائق ما ممكن حلها إلا عن طريق اتفاق سياسي. لا يوجد اتفاق سياسي، صحيح هناك آخر اتفاق، اتفاق الدوحة، ولكن اتفاق الدوحة لم يحضره الجميع، ولذلك لا يمكن أن يُلزم الجميع. معروف Rand Corporation عملت دراسة عن أوضاع الحركات السياسية المسلحة من 1983 إلى 2008 وكانت النتيجة أن هذه الحركات وعددها 684 كلها لم تنتهي نهائياً إلا بموجب اتفاق سياسي. القوى التي تحمل السلاح سياسياً ما ممكن أن تنتهي إلا بموجب اتفاق سياسي، ولا يوجد اتفاق سياسي معناها أن هذه المشكلة قائمة. ثم النظام صحيح أجرى عملية جمع السلاح من الجهات التي هو سلحها في الماضي، وفي رأيي هو يمكن أن يجمع السلاح الذي صرفه هو ولكن هناك مصادر سلاح كثيرة أُخرى ما زالت عند القبائل، هنا ايضاً نقول، ما بيُحسم موضوع السلاح عند القبائل إلا بموجب أمرين، الأمر الأول وجود مصالحة بين القبائل وهذا غير موجود، العداوات بين القبائل موجودة كما هى. ثانياً أن تكون الأطراف المختلفة حول السودان آمنة بحيث أن الذين يسلمون سلاحهم لا يخشون من وجود احتمال صراع مسلح لوجود أطراف أُخرى مسلحة، في رأينا إذا لم يوجد اتفاق سلام وصُلح بين القبائل سيكون جمع السلاح من القبائل محدودة ولن يؤدي هدفه المطلوب. كذلك الكلام على أنه الأمور هادئة لأن الآن لا توجد مواجهات نشطة، الحركات المسلحة نفسُها، هى نفسُها أعلنت والتزمت وتلتزم بوقف العدائيات ولذلك صحيح في وقف للعدائيات وهذا حسن، لكن لا يمكن الحديث عن الاستقرار في دارفور ولا في بقية أنحاء السودان إذا لا يوجد اتفاق شامل… سلام عادل شامل. والمدهش أن هذا ممكن، لأنه مافي طرف من الأطراف يرفض هذا. النظام يريد أن يُقبل له ما حدث من مظاهر كنهائي ولكن أنا أعتقد أن هذه المسائل ليست نهائية والشئ النهائي الذي يمكن أن يُقنع النازحين أن يستقروا في قراهم والأسلحة أن تُجمع كلها وتصفية كل الوجود المسلح المضاد، هذا لا يمكن أن يحدث إلا ضمن اتفاق سلام عادل شامل.

الأستاذ الرشيد: طيب السيد الصادق المهدي يمكن وصلنا إلى نهايات هذا البرنامج لكن لابد أن اسألك عن لرأيك فيما حدث من حراك جماهيري في يناير وفبراير الماضيين، البعض يتحدث عن فشل المعارضة في التعبئة وآخرين يقولون أن الأمر مجرد ضرب البداية ولكن الشئ المؤكد الآن أن هذا الحراك قد توقف.

الحبيب الإمام: هو ما توقف إلا أنه حصلت عمليات قمعية هائلة جداً، النظام واجه هذا التحرك باجراءات قمعية للغاية واشياء لا أخلاقية، ملئ ميادين مختارة للتحرك، ملئها بمياه الصرف الصحي، ومواجهة كل الذين خرجوا بالضرب والاعتقال إلى آخره، ولكن هذه المسائل غير ممكن أن تُنهي أو تدحض لاحتمال التحرك، لأن الأسباب التي أدت إلى التحرك كما هى موجودة، وهى الفشل الاقتصادي، وظرف المعيشة، والظلم المتفشي، إلى آخره. أنا في رأيي منذ فترة آخر مرحلة كانت فيها تحرك 2013، سبتمبر 2013، ثم حصلت عملية هدوء، ثم تجدد الموضوع الآن في 2018، وفي رأيي أن هذه كلها جزء من تراكم سيصل إلى كترة حرجة، هذا التراكم سوف يصل إلى كترة حرجة طالما توجد المشاكل والمظالم التي أدت إلى هذه التحركات وطالما يوجد دعاة ضد النظام مصممون على إقامة نظام جديد. في رأيي طالما يوجد هذا وتوجد المشاكل بنفس حجمها بل زادت، في رأيي لا يمكن أن تقف حقيقة نهائياً بوجود الاعتراض والمعارضة والتصعيد ونحو العمل من أجل نظام جديد.

الأستاذ الرشيد: الإمام الصادق المهدي شكراً جزيلاً على تفضلك بالإجابة على أسئلتنا.

الحبيب الإمام: العفو يا أخي وأتمنى لكم التوفيق.

الأستاذ الرشيد: مستمعينا لكم الشكر وحسن المتابعة والإستماع….