14 توصية لمؤتمر “التصوف الراشد” الدولي في عمان

الإمام الصادق المهدي في مؤتمر التصوف الراشد بعمان
إنطلقت اليوم في المركز الثقافي الملكي فعاليات المؤتمر الدولي بعنوان (التصوف الراشد جذورة وآفاقة ودورة في بناء الحضارة الانسانية) الذي ينظمة المنتدى العالمي للوسطية وبالتعاون مع منتدى الفكر العربي.

 

 

مشاركون يناقشون اهمية التصوف وابراز الحقائق في ظل ظهور حركات التطرف والارهاب

 

نظم المنتدى العالمي الوسطية اليوم الأربعاء بالتعاون مع منتدى الفكر العربي مؤتمرا دوليا بعنوان “التصوف الراشد :جذوره وافاقه ودوره في بناء الحضارة الانسانية بمشاركة عدد من علماء العالم العربي والإسلامي .

وهدف المؤتمر بحسب المنظمين الى إلقاء الضوء على حقيقة التصوف الراشد وابرازه كجزء أصيل من تراث الأمة الاسلامية ، يخدم الانسان وكرامته في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي تمر بها الامة.

وقال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي ان التصوف الراشد الوسطي يساهم في الحفاظ على الموروث الديني والقيمي و الروحاني للأمة واحلال السلام العالمي والأمن المجتمعي ،مشيرا الى ان التصوف الراشد يعتبر اليوم قوة الإسلام الناعمة.
واوضح الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري ان المؤتمر جاء لابراز جوهر التصوف في تحقيق السلم والأمن المجتمعي .

واستعرض محاور المؤتمر الذي اشتمل على التأصيل لمنهج التصوف في القرآن والسنة وترسيخ القيم الروحانية والاعتدال والتوازن ودور علماء التصوف في الحفاظ على الموروث الديني ودور التصوف في التحصين الروحاني لمواجهة آفات العصر من التطرف.

وأشار الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد ابو حمور الى ان الإرث الذي يرتكز عليه التصوف وهو السلام النفسي والتأثر والتأثير يخدم البشرية ويرسخ قيم الوسطية واعادة الثقة لابناء الأمة الإسلامية وحل الخلافات ورفض التازيم والعنف.

وخلص المؤتمرون الى جملة من التوصيات اهمها :ضرورة معرفة حقيقة التصوف الإسلامي وضرورة تعزيز معنى الاعتدال في التصوف والتحذير من توظيف التصوف سياسيا وتأكيد مساهمة التصوف في نشر الدين الإسلامي ونشر تعاليمه السمحة وتبيان ان تغييب العقل وتجاوز الشريعة مرفوضان بالتصوف.

وشمل المؤتمر بحثاً وتحليلاً، تحت عناوين ذات أهمية قصوى، منها : “التصوف بين الروحانيات والماديات والتوظيف السياسي (التصوف والسياسة) و “التصوف والأبعاد النفسية” و “التصوف وأثره في تربية المجتمع والفرد (التصوف والأخلاق) و “التصوف في الأردن والعلاقة مع التيارات الإسلامية الأخرى” و “التصوف”رؤية من زاوية مختلفة ” و ” التصوف الراشد ودوره في الحفاظ على هوية الأمة (الحركة المهدية أُنموذجاً) ” و ” التصوف والسلام العالمي : رؤية إنسانية ” و “صدى فكر التصوف في بلاد الغرب” و الدور الحضاري للتصوف الإسلامي ” و ” من أعلام التصوف: جلال الدين الرومي” و ” من أعلام التصوف: عبد القادر الجيلاني (المدرسة الجيلانية)” و ” البعد الجواني في الاسلام في فكر طه عبد الرحمن ” و ” دور التصوف في الإبداع الحضاري (عائشة الباعونية انموذجاً”

وقد قدم اوراق هذه البحوث رئيس المنتدى العالمي للوسطية من السودان الامام الصادق المهدي  ووزير الشؤون الدينية الأسبق من تركيا الدكتور محمد كورماز ورئيس جامعة معدن للثقافة الإسلامية من الهند ابراهيم خليل البخاري ، واستاذ الفقه وأصوله  في جامعة العلوم الإسلامية سابقا من العراق الدكتور قحطان الدوري والمشرف العام على مركز الخيرات العلمي الدعوي من اليمن الدكتور عبد الفتاح اليافعي ، والأمين العام لهيئة شؤون الأنصار من السودان الدكتور عبد المحمود أبّو ، والدكتورالطبيب الاستشاري في العلاج النفسي من الأردن عبد الرحمن ذاكر الهاشمي  ومفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي ، ومدير مركز شرقيات للبحوث من تركيا الدكتور محمد زاهد جول ، وعميد كلية دراسات الاسلام في العالم المعاصر سابقاً من الاردن الدكتور عبد الله الكيلاني ، والمستشار الثقافي في المنتدى العالمي للوسطية من الأردن ابراهيم العجلوني ، و استاذ التفسير وعلوم القرآن من السودان سماحة ، والدكتور عبد الرحمن حسن أحمد ، واستاذ التعليم العالي في جامعة الحسن الثاني من المغرب الدكتور عبد الفتاح الزئبقي ، واستاذ الفلسفة في جامعة آل البيت سابقاً من الأردن الدكتور عزمي طه السيد أحمد، والدكتورة إنصاف المومني الأستاذة الجامعية من الأردن.

وخلص المؤتمرون إلى جملة توصيات اهمها :

أولاً: أهمية معرفة حقيقة التصوف الأسلامي بما في ذلك تأصيل مفهومه بالكتاب والسنة وبيان أشكاله ومذاهبه.

ثانياً: ضرورة تعزيز معنى الأعتدال في التصوف والإبتعاد به عن ما يشوه وجهه الكريم من ممارسات.

ثالثاً: التحذير من توظيف التصوف سياسياً من جهه، ومن إنزوائه بعيداً عن الحياة من جهة أخرى.

رابعاً: توكيد مساهمة المتصوفة في نشر الاسلام في أبعاده الروحيه والأخلاقيه في أنحاء الأرض، وفي نشر تعاليمه السمحه بين الشعوب.

خامساً: توكيد الدور الحضاري المطلوب للتصوف قياساً على ما كان من أثاره االسابقه في المدنية الإسلاميه وسائر المدنيات.

سادساً: ضرورة ترجيح جانب الإنخراط والتماهي في المجتمعات الإسلامية وقضايا الأمة المعاصرة وخاصة قضية فلسطين وقضايا الحريات والديمقراطية والإنحياز إلى الأمة في مواجهة كل أشكال البغي والطغيان والتعسف في استخدام السلطة لدى الحركات الصوفيّة على جانب الاعتزال والإنغلاق.

سابعاً: بيان أن “التصوف الحقيقي” المنطلق من الكتاب والسنة والأخلاق العاليه التي تَمثّلها الصحابة والتابعون لا بد أن يكون تصوفاً راشداً ومسؤولاً وبنّاءً وداعياً الى السّلام الذاتي للأفراد والمجتمعات والسلام الإنساني العام، ورافضاً لكل ألوان التطرف المذهبي أو الديني.

ثامناً: ضرورة تنادي الطرق الصوفية الى مؤتمر مراجعات نقدية يحدد إيجابيات التصوف وسلبياته ويضع خريطة طريق لدور التصوف في نهضة الأمة وفي بناء الحضارة الإنسانية.

تاسعاً: توكيد دور التصوّف بصفة كونه قوة ناعمه للإسلام تستطيع أن تنشر الإسلام بالحسنى والخُلق في أقطار الأرض كافة.

عاشراً: بيان أن تغييبَ العقل وتجاوز الشريعة مرفوضان في التصوف الراشد.

حادي عشر: بث العلم والوعي في صفوف المنتمين إلى منهج التصوف وذلك بتوجيههم إلى العلم الصحيح المبني على نصوص الكتاب والسنة، وعدم التعصب والغياب في قضايا الأحلام والرؤى والكرامات والبعد عنه والتقليد المذموم كما أوصى بذلك الإمام الجنيد رحمه الله تعالى.

ثاني عشر: أن يقوم العلماء المؤهلون المتضلعون بتنقية وتصفية هذا الفكر وتراثه مما علق فيه مما لا يثبت  عند البحث والتمحيص تحقيقاً للتجديد الذي جاء في الحديث الصحيح.

ثالث عشر: توجيه المنتسبين لهذا المنهج ليكونوا مؤثرين ومصلحين وقدوة صالحة في مجتمعاتهم وليحيوا هذا الطريق المبني على (تزكية النفوس) ويدعوا الناس إليه على علم وبصيرة دون إفراط في تعظيم المشايخ أو إدّعاءِ عصمة لهم وأنهم لا يخطئون، فالإمام مالك رحمة الله تعالى يقول: (كل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم).

رابع عشر: بيان أنه ينبغي علينا، في عالم اليوم الذي تشيع فيه منظومة حقوق الإنسان بإرادة من الشعوب، أن نحقق أعلى درجة من التعايش بين مذاهب المسلمين، وبين أتباع الأديان وبين الثقافات والحضارات، بصفة ذلك كله دوراً بالغ الأهمية للتصوف الراشد في بناء الحضارة الإنسانية.

خامس عشر: توكيد الدور التاريخي الكبير للتصوف في الإصلاح الإجتماعي وفي قيادة صفوف المجاهدين المتصدين للعدوان الخارجي على الأمة، وفي الوقوف في وجه الإستعمار، على نحو ما كان في الجزائر والمغرب وليبيا والسودان وغيرها من ديار الإسلام.

سادس عشر: ضرورة الإتفاق على خطاب إسلامي جامع يستجيب لكل مطالب الفطرة الروحية والإجتماع والعقل الإنسانيين.

ونملك أن نقول في خاتمة هذا البيان أن هذا المؤتمر الذي أُقيم بالتعاون مع منتدى الفكر العربي الذي يشرف برعاية سمو الأمير العالم الحسن بن طلال أدامه الله ورعاه، والذي قُيّضَ له بحمد الله نجاح المسعى بما اشتمل عليه من بحوث وحوارات، وما انتهى إليه من توصيات إنما هو خطوة آخرى يخطوها المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي لمزيدٌ من التنوير والوسطية والاصلاح.

 

وكالة عمون الأخبارية